أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مهند السماوي - تجارب بلا عبر














المزيد.....

تجارب بلا عبر


مهند السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3937 - 2012 / 12 / 10 - 18:25
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تجارب بلا عبر:
دونت الذاكرة التاريخية،عددا كبيرا من التجارب العامة والتي كانت نتائجها مأساوية الى درجة مرعبة تجعل الانسان السوي والذي لديه ولو مقدار بسيط من الوعي النقدي والمبادئ الانسانية المتعارف عليها،ان يقف أمامها حائرا حول الدرجة المتدنية من المستوى البهيمي التي وصل اليها التطبيق دون ادنى مراعاة لابسط مقررات العقل والمنطق والانسانية بل وحتى احترام للمبادئ التي يدعون الانتساب اليها!.
لقد كان النتاج الانساني من النظريات والافكار هائلا والبعض منها وصل الى مرحلة التطبيق وظهرت النتائج المروعة له بينما اندثر الاخر دون ان يحضى بالتجربة للبرهان على دقته،ولكن الكارثة انه بقي عددا كبيرا متمسكا بالتي ثبت خطأها وبخاصة الذين لم تصل اليهم المرحلة التجريبية كي يعوا حقيقتها عن قرب ويكفوا عن الهراء المتواصل في اظهار التأييد العفوي او المرسوم!.
اذا كان الشيوعية بمختلف مدارسها قد تركت لنا تراثا ضخما من المآسي الانسانية لشعوب لا يجمع بينها رابط سوى الانسانية واصبحت كارهة لها بالرغم من سوء الادارة بعد سقوطها،فأن ذلك دلالة بسيطةعلى ان النظرية وتطبيقاتها المتعددة قد ثبت فشلها وبالتالي فأن التمسك بها سوف يكون عبثا الا في حالات استثنائية من قبيل الاستفادة العلمية من بعض استدلالاتها والتي لن يكون لها تأثيرا ايجابيا على البناء الفكري الجديد،ولكن الواقع يثبت ان مسألة الرفض المطلق وفق النقد العلمي الموضوعي هو امر مستبعد من خلال رؤية البقايا يناضلون في سبيل احياء ذلك التراث الاسود الذي لم ينتهي بفعل خارجي وانما بفعل النتائج المأساوية للتطبيقات المتعددة...نعم قد يكون النضال لاجل المبادئ الثابتة هو امرا مرغوبا على الدوام ولكن بفصلها عن الطرق التجريبية المدمرة.
هذا الامر لا ينطبق على الشيوعية كمذهب سياسي واقتصادي...الخ فقط بل ايضا على اغلب التجارب الاخرى،من قبيل الفاشية وبعض المدارس القومية وبخاصة في العالم العربي مثل البعثية والناصرية وايضا الممالك التي عمرت قرونا ومازالت تساير العصر بثوب جديد وبروح وأساليب قديمة بالية! وكذلك الفكر الديني المتطرف الذي يفسر الدين وفق مناهج اجتماعية او فكرية موروثة او حتى تأويلات ناتجة منها لاتراعي اتساع الدائرة الدينية للجميع.
الملاحظ ان اغلب المؤيدين والانصار هم من خارج دائرة التطبيق لان اثر الدعايات باق دون تغيير بالرغم من وضوح الصورة وبخاصة في العصر الحديث الذي كسر الحواجز والقيود بطرق تكنولوجية اكثر من رغبة فلسفية!...وكان من المؤمل ان الانفتاح سوف يؤدي الى تغيير القناعات الفردية والجماعية بسهولة اكبر،ولكن الواقع اظهر لنا استبيانات مروعة ناتجة من اسباب عديدة متباينة قد يكون من بينها الجهل والتخلف او الميول الذاتية والرغبات والنزعات التي لا تحصى ولا تعد والتي من الصعب كبح جماحها في ظل الظروف التي تناسبها.
الاعتقاد الذاتي اذا لم يكن مبنيا على اسس عقلانية واضحة فأن اسسه سوف تتهاوى وتسقط في ظل المنافسات الفكرية الشديدة التي لا تدع مجالا للتصحيح او اخذ الانفاس،والقوة المادية مهما كبرت وتجبرت فأن اسسها الفكرية تبقى واهنة وسوف تؤدي بها الى كوارث مؤجلة كما حدث في التاريخ المعاصر.
لقد ثبت من خلال التجارب الماضية ان سقوط النظم او تهاوي القوة المادية لن يؤدي الى انهيار البناء الفكري بشكل نهائي ولكن على المدى البعيد سوف يحولها الى نظريات وتجارب تاريخية تأخذ مكانها في المتحف للرؤية والعبرة!.
ان رؤية ملايين الضحايا والمعذبين وأثار الدمار المادي والمعنوي هو كاف للتطهر من الآثام التنظيرية التي لا تراعي كرامة الانسان وعقله وبخاصة ممن تعرضوا الى العذاب في المحافل التجريبية،كما ان التجارب الناجحة يجب ان تكون منارا لانتهاج وسائلها واحداث تغييرات طفيفة عليها،لان هامش الاختلاف يفرض ذلك حتى لا يتكرر الخطأ ويتم نسبه الى التجارب الناجحة.
ليس الخطأ في التغيير والانفتاح ولكنه في الاصرار عليه!.



#مهند_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات من بيت الاغتراب 15
- في ذكرى مذبحة
- في سياحة الكتب 15
- مصر الحرة من جديد!
- مذكرات من بيت الاغتراب 14
- في سياحة الكتب 14
- الموتى يحكمون الاحياء!
- في سياحة الكتب 13
- في سبيل عالم جديد
- صبغة العصر!
- المفكرة الثقافية 2
- المفكرة الثقافية 1
- السقوط الحتمي!
- المالتوسية الجديدة بين الواقعية والخيال
- مذكرات من بيت الاغتراب 13
- من اسفار المكتبة:السفر السادس
- مذكرات من بيت الاغتراب 12
- حصاد الزمن:2011
- مذكرات من بيت الاغتراب 11
- الثورة الخالدة


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مهند السماوي - تجارب بلا عبر