أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الواثق - النخلة والعصافير في شاهدة قبر يحيى السماوي..واثق الواثق














المزيد.....

النخلة والعصافير في شاهدة قبر يحيى السماوي..واثق الواثق


واثق الواثق

الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 17:23
المحور: الادب والفن
    


(النخلة والعصافير ...في شاهدة قبر) ...يحيى السماوي ..

لم يكن الشاعر المؤرق بحب الوطن والناس والأم أول شاعر يستنطق الأشياء والحواس وكل شي..لكنه ربما الشاعر الذي وضع الإصبع على الجرح الذي يتلذ بالملح ..أنه السماوي بأفكاره وهواجسه وأحاسيسه التي ترجمها على دفتر من الطين الحري ,وبجريد النخل العراقي ,وخطها بإحساس مرهف مثقل بهموم الوطن والناس .
ببساطة المفردات وعفويتها ,استطاع السماوي أن يقفز على الذات الإحساس وهو يستنطق ويستجوب الهواجس في دائرة التحقيق السري ,.في زنازين المعتقلات لنعيش معه القصة التي لازالت حبلى بالكثير من المفاجئات التي لم يفصح عنها إلى ألان ..
وما النخلة إلا رمز من رموز قليلة كثيرة في شعر السماوي..فلم يعودنا على مااعتدنا عليه من أن النخلة هي رمز للعطاء والشموخ والكبرياء من هذه المصطلحات التي مللناها لكثرة التكرار ..قد فر بنفسه نحو هذه الأنثى الأم الرمز المقاومة التي توصلنا إلى الرب رابطا إياها بعصافير البيت او البستان ,وهي تمد جذورها الطاهرة إلى رحم قلبه المقدس ,حتى أن ضلوعه قد شيدت من سعفها , فالتردد والتكرار لمفردة النخلة في شعر السماوي لم يكن مصادفة أو إغراقا أو فنا بديعيا بقدر ما يكون رسالة او نبوءة بان النخلة هي الحبل الموصل إلى الرب ...ذكرها بقوله .(عصافير نخلة بيتنا, بنخيلي أعمدة كونكريتيه , نخلة جذرها في قلبي,ضلوعي تساقطت نخلة نخلة ,مثل نخيل بستان واحد,اليوم الذي يحتفل يه نخيلنا ,ولنا من النخل ,ليشع قوس القزح نخلة جنب نخلة ,حتى أخر نخلة في جيكور ,والنخيل حليق الرؤوس ,.نخلة في صحراء ,انا من جريد النخل ) هكذا استحوذ النخل على بستان الشاعر السماوي وهو يصف مرة ويشبه بأخرى ,ويعطف ويستنطق ويكسي ويصوغ ..كان موفقا فيما ذهب دون تكلف او اغرق ,ولذلك استحقت النخلة الرمز الأم العطاء أن تكون في إحدى قصائده مبعوثة الرب ..
ولم تكن النخلة الوحيدة التي وظفها الشاعر السماوي بتوظيف الحاذق المطبوع بل كانت العلاقة والملازمة للنخلة والعصافير في بستان السماوي دور في إضفاء طابع القرية النقي الصادق الذي طالما ألهب وأمطر مشاعر الشاعر الملتهبة والمثقلة بالهموم والحنين إلى حلم تخلى عن رغده قد لا ينفع النوح في رده .
.ولذلك ملازمة العصافير للنخلة كملازمة الشاعر لها أكسبت عينيه اللون الأخضر وهي علاقة أكثر من علاقة غزل أو حب وما يدلل ذلك إن الشاعر في بلاد الغربة والمنفى ,حاول مرارا وتكرارا زرع النخلة في المنفى ( استراليا) وان لم يفلح وبهذا حاول الشاعر أن يستعيد أو يعيش أجواء الطفولة في عرس يتيم حتى قال إن مثلي لا يصلح للفرح كون الحنين إلى الماضي لازال يطارد السماوي في غربته ويلح عليه حتى صار همه الأول والأخير ولذلك كانت علاقته بالنخلة والعصافير على قدسية ربانية ,فنجد تكرار مفردة العصافير في عدة قصائد ومواضع منها(عصافير نخلة بيتنا ,عيون الققراء العصافير ,تخاف على العصا فير ,أمي تحب العصافير ,فللعصافير حصتها ,من عش غزالتي البرية لعصفوري,ولاثمة عصافير في الأفق, وأسراب من عصافير الطفولة ,على عصافير بستاننا .للعصافير التي سقطت في فخاخي ,مصاصي دماء بمناقير عصافير ؟,كونوا كالعصافير ..مني العصفور ومنك العش)فبهذه التشبيهات والاستعارات والإيماءات استطاع السماوي أن يزاوج ويوفق ويبتعد من الوقوع في كماشة التكلف والتصنع والترميز اللا منطقي و,.فكانت النخلة الأم المعطاء الموصلة إلى الرب وكانت العصافير الأهل والجيران والألفة التي طارت منذ أن جف الماء على النخلة وغادرت الحياة ..فصار بقائها مجرد إطلال في ذاكرة الشاعر تترقرق في عينيه كلما بكى وذكره خضار عينيه بخضرة سعفها ..الذي صاغ منه الضلوع ..



#واثق_الواثق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رقصة السامري والدحة في بادية المثنى ..
- انا عراقي ...
- اشكالية عمالة الاطفال ...وقفة مع المسؤول ..
- الوطن في شاهدة قبر يحيى السماوي...
- اشكالية المصطلح البلاغي
- ااشكالية الرفض في شاهدة قبر يحيى السماوي..
- ماجدة غضبان ..هواجس امرأة شرقية في قصائد ممطرة ...
- اشكالية الصراع العقلي في العراق
- اسلوب الرفض في شاهدة قبر يحيى السماوي
- اشكالية التلوث في العراق والعالم ...
- اشكالية الصحفي الحكومي
- اشكالية التعليم في العراق..
- اشكالية النظام القبلي
- اشكالية الثقافة والثقة ..
- اشكالية العقيدة ...
- الخط المستقيم
- اشكالية النفس الانسانية
- الصحفي الحكومي
- اشكالية الخطاب السياسي الحاكم
- ايها الوطن


المزيد.....




- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الواثق - النخلة والعصافير في شاهدة قبر يحيى السماوي..واثق الواثق