أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدرعاشور - (سقوف ) هادي الناصر الباحرة في عالم الخوف والرعب والوجع..!















المزيد.....

(سقوف ) هادي الناصر الباحرة في عالم الخوف والرعب والوجع..!


حيدرعاشور

الحوار المتمدن-العدد: 3929 - 2012 / 12 / 2 - 08:52
المحور: الادب والفن
    


(سقوف )
هادي الناصر الباحرة في عالم الخوف والرعب والوجع..!
حيدرعاشور
كتب الكثير عن مجموعة (سقوف) للشاعر هادي الناصر،بأساليب إجرائية في تحليل النصوص ،لم تكن ذات نظرة نقدية واضحة عما يروم قوله الناصر في مجموعته الأخيرة ،وهذه النظرة السطحية في القراءة النقدية لم تطبق القوانين العامة للشعر ولغز شفرت المفردة ،ومعاصرة حدثها أو تطابقها عما غيرها من المفردات التي تحاكي الوجع النفسي الخاص في عموم الوسط الاجتماعي ،دخولا في طرح الخصائص الفردية للنصوص بصورة عامة ... قرأت مجموعة الناصر بمحبة عالية وأدخلتها في منظومة فكري فوجدتها تقترب من ذات الإنسانية وهذا الجانب فقط من حقي الولوج فيه عن ماتحتويه المجموعة واترك النقد الشعري للمختص في قوانين العامة للصياغة الأدبية أو قوانين النوع التي يتميز بها الأديب الناقد وهو المختص في تشخيص الخروجات والانزياحات في مجال بحور الشعر على جميع ورودها المعروفة ضمن منطق العصر وخاصة للاشكال والمذاهب الشعرية الأخرى .
حين يقرأ الشعراء والأدباء البعيدون عن ذات هادي الناصر يسعون لفك شفرات بنية النص وكيفية اشتغالاته ،اما من عاصره عن قرب يجد الوجع الحقيقي لحياة هادي الناصر الذي وظف في نصه معاناته الخاصة في أغلبية المجموعة ...ويكفي حين يقول : اله يمنحني مدنا من نرجس - وابناء غير معاقين ...هذا المقطع الممتلئ بالتوسلات لله سبحانه وتعالى ان ينظر اليه لكونه فقد الكثير في حياته وهو شامخ مرفوع الرأس ومنحنه الرب الجمال في ابنائه والجيل الثاني منهم من ابناء ولده ...ورغم ذلك يصف نفسه بالغابة وما تحويه من مفاجأة وبنفس الوقت يعد بتكبر متناقضات هي فيه أصلا... حين قال في نص (لا فرق عندي ) بين فأر وقط..!-بين أسد وحمار- .. هنا واقع يعيش معه يتألم من خلاله يريد ان يؤكد تضحياته ليس امام الأدباء ومتذوقين الشعر أو النقاد بل أراد أن يرسخ -.يخ حبه لتلك الزوجة الوفية التي احتضنت كل أشياءه وأيضا من خلال تناقض فكره المبعثر .... لا فرق عندي - بين امرأة ورجل - امرأة تشد وثاقي كي تملكني - ورجل اشد وثاقه كي يكون صديقي -وكلاهما -يمتهنان وجودي - ... النص واضح فالمرأة معرفة ومقربه من روحه والرجل هو ذالك الفتى الذي لا يشبه أبوه إلا في شكله...اذن هذه القصيدة تمثل المهيمنات الأسلوبية في حياته فوضفها نصا يتناقض كل التناقض بما يعيشه الشاعر وسط سقف حبيبته (سقف)عائلته وسقوف فضائاته العبثية والعشوائية والمتمردة في الكثير من الاحيان ...ففي داخل النص أو الأسلوب الأدبي بنيات متدليات.. بنية كبرى وهي البنية الكلية للنص وبنية صغرى وهي المتناقضات اللسانية وصياغة الجمل اما البنية العليا وهي الاشمل هي بنية الجنس الأدبي المطروح .
هناك مقولة تقول (ان قيمة الأدب لا تكمن في مايقول ،او كيفية ما يقول حسب ،بل في ذلك المسكوت عنه او المكبوت الذي لم يقله ) ... وفي سقوف كانت كل المكبوتات الناصر واضحة فكان يخاطب مباشرة ابيه وامه اللذان فقدهما كأجمل سقف في وجوده، لا يعوض ،وبقية حياته مرتهنه بدوار لا يتوقف ( العائلة والحبيبه والوطن وذكريات مدينته،والقلم والسماء) كل هذه المفردات رسم لها سقف خاص من المعاناة والوجع... - سقفك ايتها السماء - متى يقيني -من مطر اسود-يمارس الهطول منذ الخليقة؟- ... وعلى الرغم من بناء سقوف شعرية تحت مقصدية البلاغة الحديثة ومتجددة وهي وريثة البلاغة القرائية التي يجيدها هادي الناصر فقد استطاع ان يواشجها مع البلاغة الجديدة الممتدة عن البلاغة القديمة بأكثر من علاقة ومسار باختلاف الغايات والاجراءات والمفهوم ... لذلك توصل الشاعر بطبيعته الواقعية الى تقديم مسرد ببلوغرافي واضح في جميع نصوصه خاصة في نص( أبرهن ..ربما!) وهو يتحدث بالسان ابيه ... احلام أمك ازهقتها المخاض !!- ولم تبصر ياولدي - في زحمة ثقوب سوداء..؟- وكيف ادونك يا ذاتي -... يدرك حتما ان السوات - مجبولة بامتهان الطهارة !!-...هذه النزعة تعريفية للممارسات اللاخلاقية في تصرفات الاخرين مهما كانت صفاتهم الاجتماعية وضحها باسلوبية النص وبفلسفة ورؤية نقدية بعيون شاعر مارس جزء من هذه التصرفات ...وهذه ظواهر انسانية مزجها بتزاوج بين الحالات النفسية ولغة الشعر وهذا ما لا مسناه في نصوص ( المستنصرية )و(فاكهة السؤال) و(اسئلة) و(خوف) وقد فيما بين اخريات من صوره الشعرية حالات كثيرة تخضع للعلم النفس وتاثير الحالة النفسية بصورة خاصة بالشاعر فخرج من شرنقتها بالغة الشعر ووظف ماساته بهذا الجمال الابداعي ...ليعد ذاته بلغة مغايرة في نص (هكذا) يحدث نفسه ويهيم بها شعرا بتأنيب ضمير - فمن لي ..- في زحمة ارتباك -يقول- انك - اني ؟- ...هنا يكمن الاسلوب الحسي الادرامي بتفاوت في نوع التمثيل ووصف متلون بفضاء التجربة الخاصة واستيعاب الافق اللغوي بسيمولوجيا تأويلية ..ولا تختلف قصيدة (جدران) عن (سقوف ) بجماليتها كنص شعري ممتلئ بصور الخوف والرعب من المجهول الصامت المتنوع في شكله ومظهره وقوته وضعفه وهو(الحائط) الذي استعاره الشاعر كفلسفة حين يقول:- لا افقه فلسفة الحائط - والحائط لا يفقه رعبي - هو اّيل الوثوب عليّ - وأنا ساقط في امتحاني الازلي !!- ...وهذه محاولة لتلافي الخوف باستبداله بالجدار ... وبصورة عامة عن المجموعة (سقوف) نتفحص المتناقضات الى جانب المترادفات نجدها حراك ايجابي للصراع جدلي لظواهر الحياة والوجود .. ولا ضير اذا تسألت عن تكرار مفردة الاسود التي كررها الشاعر في ثلاث نصوص ففي (سقوف) متى يقيني -من مطر اسود- اما في (أبرهن..ربما!)- لم تبصر ياولدي -زحمة ثقوب سود.؟- فيما جاءت نص (احلام) لانك غريا ولدي -سامرر خوفي اليك- عسى تستظل به- من جحيم اسود..!- هل هي فلسفة سكونية متولده من الخوف ؟ ام هي ايضا استعارات شكلية تكمل الشكل والمضمون ؟ام هي جواب للحيرة الكونية التي كتبها الشاعر في مقدمة المجموعة ؟ - خذ من الدنيا ماشئت - لكنك تعجز أبدا ..- عن اصطحاب شمعة لظلامك الابدي -...
لهذا الشاعر المعجون في بحر العاطفة والغارق ببحر الخوف والرعب والوجع مجموعة شعرية صدرت عام 2007-بغداد ، بعنوان (مرقاب خفي ) كتب عنها الكثير وكانت محل رضا المتذوقين والنقاد والاصدقاء وهذه الوليدة الثانية من مخاض الم ...صدرت عن دار ميزوبوتاميا للطباعة والنشر والتوزيع 2012.بالتوفيق للشاعر في استمرارية ابداعه .



#حيدرعاشور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة جدا
- حوار مع الصحفي والقاص حيدرعاشور
- قصة قصيرة .....الحريق الصامت
- خدعة صديق
- كواليس
- ثقافة احترام المواعيد
- مؤامرة الغرفة
- ادباء على فراش المرض
- ادراك الشامل .. في قصائد الخزعلي
- تحت شعار : (بغداد ملتقى شاشات العالم)
- مسرحية (الحسين الآن) ولكن ؟
- في الثقافة الموسيقية


المزيد.....




- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدرعاشور - (سقوف ) هادي الناصر الباحرة في عالم الخوف والرعب والوجع..!