أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدرعاشور - ادراك الشامل .. في قصائد الخزعلي














المزيد.....

ادراك الشامل .. في قصائد الخزعلي


حيدرعاشور

الحوار المتمدن-العدد: 3460 - 2011 / 8 / 18 - 09:29
المحور: الادب والفن
    


ادراك الشامل .. في قصائد الخزعلي
حيدرعاشور
البستاني يقفل كل الابواب ...
حارس البستان الامين ...
لكن الطيور ...
تدخل دون استئذان ...
ينفث دخان سجائره متحسرا ....
لماذا الحراسة والسماء ملك الطيور ..؟!
هناك من لا يتاثر بالشعر الا اذا كان يعالج شيئا يمس حياته وارتباط الشعر بحياة الاخرين يفرض على الشاعر مستويات متعددة في المعالجة وكفكفتها بالاقناعاة والتخاييل ،ويقول ميشال سليمان في احدى ترجماته الماركسية: الشاعر هو نبي على درجة مرتفعة من التطور الفلسفي والاجتماعي.
المتعة الشعرية وتجربتي البسيطة في قراءة الشعر،لعلها مخاطرة ومجازفة ان اطرح رائيا خاصا عن ديوان الشاعر ريسان الخزعلي الذي يحمل عنوان ( طريقة في الغناء ) لما يحمله هذا الشاعر من معرفية ودراية في المفردات ،وعمق في تجربة ميدانية وقرائية اضافة الى معايشته المناطق الجنوبية التي سجلت حضورا مميزا في بنائه الشعري وكان هدفها هنا استذكارا لعصر نابض بالحياة من خلال جمهرة المفردات الشعرية الموثقة بتاريخ عصرها ... لذلك وثقه بالشعر سيرة الجمال لشخوصه الرئيسة التي فيها معنى كبير في داخله وليس لاحد غيره .
يقول ارشيبالد ماكليش : الجميع يقرأون جميز ثم يقرأون جويس ثم يتحولون اليوت وبروست وكافكا ثم الى اليساريين في عقد من العقود حتى تبدو الكتابة الجديدة وكانها لغة الاعلانات في الصحف الانيقة التي تردد صدى الثرثرة المتغيرة للزي الحديث فكان (ريسان)هو الشاعر المشاكس ،هونفسه ،ويبقي نفسه ويكون شعره جديدا تماما في عصر يتسم بالبدع الانيقة ، فالقصائد التي انا في بحورها تنم عن شخصية مبدع يحيا تفاصيل شعره مفتشا عن مفهومه للحياة ويعترف لنفسه ...اذا يعترف امام المتلقي فهو مرميا في عالم متحفز عكس من خلاله مغامرات مؤرخه بقصائد اقل ماساوية من سابقاتها واقل عنفا واكثر عاطفية ،وتبريز اشخاصا اكثر انسانية و(ريسان ) من الشعراء الذين يصفوا احوالهم ووجدهم بحساسية عالية .. ما يعلم ان كل ذي وجد عانى مثله او قد يعاني مثله وهذا كان واضحا في قصيدة (مباهج التقويم الميلادي ) من المؤكد كتبها من وجع الشارع العراقي المتامل التجديد ولكن لا اثر له فكان التشاؤم والامل صوت ريساني ينطلق من كلمات
ان خيطا يمر في السماء ...
اسميه غيوما ...
وارى مطرا في بستان غيري ...
اباركه
لينتهي ... اهمس ضاحكا ان عام 2012 قادم في 1/1 . صورة شعرية واضحة وهي تدين من له سلطان على الارض،
ولهذا نجد في قصائده انواع متعددة من الصور الشعرية ونوعين من الكلام الدارج بين الشخوص والنص الشعري على درجة موفقه ترافقها حركات كثيرة ونبرة ملحنة مغناة تتحسس ايقاعها وكأن الشاعر ريسان الخزعلي يتحدث اليك وانت تقرأ بتلك النبرة الموسيقية بحيوية المعنى كما في قصيدة ( سرجون ) التي تحتوي على قفزات فجائية من التخيل الشعري، والتنوع بلغة الضاد بقصيدة ( بلاد النهرين ) التي توسمت بالعنف والبساطة والتمرد بدرجة رفيعة من الوطنية حين يقول : مللنا وعود السياسيين /بلا نصاب ... يصادقها البرلمان.
وكثرة الملل السياسي صدح في مخيلته صوتا وكانه يلقي الشعر بنغم موسيقي تمرن مجالسيه على سماعه وهو يعاتب ويذكر باسماء واعوام من النضال والعذاب والحرمان عاشها مناضلون من اجل بلاد الرافدين . وثمة فيض من الرثاء للشاعرالراحل عبد اللطيف الراشد واستشهادا واستذكارا خلقي رفيع لمسيرة الراشد الشعرية والحياتية .. الشعر هنا في قصيدة (رثاء فاشل عن شاعر فقير جدا ) فن مثل رسم صورة الانسان ان صح التعبير .
يقول : اندره موروا.. ان البحث وراء الوثائق هو رياضة رائعة ... كما في( قصائد اقرب الى الوضوح ) ، وهنا الوثائق التي صورها هي عبارة عن ذكريات يشوبها اشياء عميقة في صلة الشخص والمكان... اضافة الى تكرار الاحداث لحياتنا الانية وخاصة احداث الاحتفاء بالاعياد وذكرياتها وظرورة استذكارها ،وقد حشد مخيلته المستنفره في (رباعية الحضور) كما رسم الوجع في قصيدة (ورقة من الجحيم ) واشترط بها اشتراطاته القديمة والجديدة على ان لا يرى الدمع سوى الرفاق فقط وهذه صورة واضحة لا اختزال الوجع اليساري فيما رسم الامل في ( الرجل الكبير ) ليوكد مهما حل بنا هناك فسحة ووقت للحلم والقراءة .
من فنتازيا الريسانية جعل توقيع اهدائه للاصدقائه حسب طريقته الشعرية التي اراد ان يوصلها لهذه الاسماء التي ذكرها نهاية المجموعة وعنوانها ( توقيع اهداء) وهو على يقين ان قراءتهم لهذه المجموعة تمسهم من الناحيتين ، المجايلة والانتماء .



#حيدرعاشور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحت شعار : (بغداد ملتقى شاشات العالم)
- مسرحية (الحسين الآن) ولكن ؟
- في الثقافة الموسيقية


المزيد.....




- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدرعاشور - ادراك الشامل .. في قصائد الخزعلي