أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود فنون - علامات على مسارات غامضة















المزيد.....

علامات على مسارات غامضة


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3928 - 2012 / 12 / 1 - 01:21
المحور: القضية الفلسطينية
    



ماذا عن فوز عباس بقرار دولة بعضوية مراقب ؟

تميزت فتح تاريخيا عن بقية الفصائل وحتى يومنا هذا .
كثيرا ما أخذت قرارات مثيرة للجدل متميزة سواء سلبا او ايجابا .
وقيادتها تربح في كل الأحوال.

في عام 1965 شقت فتح طريق الكفاح الوطني الفلسطيني بأعمال رمزية مبادرة ومبادئه لتشكل معلما سارت عليه الوطنية الفلسطينية .
وقد اطلقت الرصاصة الاولى في تاريخ الثورة المعاصرة كحدث فريد لا يتكرر .
ظهرت قيمة هذه الطريق بعد عام 1967 م بعد الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة ومعهما الجولان وسيناء ,واثر هزيمة النظام العربي هزيمة كاسحة تعارضت مع كل التوقعات التي ملأت ذهنية ومدارك المواطن العربي عموما والفلسطيني خصوصا .
في عام 1969 م بادرت لدخول منظمة التحرير التي كانت مرفوضة من الجميع بما فيها فتح وذلك بوصفها من انتاج النظام العربي الرسمي ولا تتبع الوسائل الكفاحية الثورية التي ابتدعتها فصائل المقاومة الفلسطينية ,وما لبثت ان سيطرت عليها واصبح زعيمها زعيما للمنظمة وظل الحال هكذا حتى يومنا هذا .علما ان الفصائل الاخرى ظلت مترددة في الدخول في المنظمة وظل الحال كذلك زمنا طويلا .
في عام 1974 تبنت فتح النقاط العشرة واثارت جدلا واسعا في الساحة الفلسطينية بشقيها السياسي والجماهيرير .
لقد وصفت هذه الخطوة بحق انها تنازلا عن المواثيق الوطنية وانها تأتي كنهج جديد لفتح وصف بأنه نهج تفريطي يسير تنازليا .
لقد انقسمت القوى الفلسطينية بين التيار المتفرد في قيادة المنظمة والقرار الفلسطيني وتيار الرفض الفلسطيني الذي استهدف التمسك بالوطنية الفلسطينية كما كان متبنى من الجميع دون استثناء وكما نصت عليه القرارات والمواثيق الفلسطينية التي تشكل الادبيات الفلسطينية المعترف بها من الجميع والتي تمثل استجابة لمتطلبات الحال الفلسطيني .
في عام 1974 م حققت فتح تميزا جديدا حيث ونتيجة لسعي النظام العربي لاحتواء المنظمة ,اعترف بالمنظمة بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ,وسجل هذا كانجاز في السياسة والدبلوماسية الفلسطينية ,بالرغم من التحفظات الهائلة على النوايا والاهداف التي كمنت وراء النظام العربي ,وبخاصة ان النظام الرسمي العربي كان في حالة ردة .
لقد نتجت الردة او ما يسمى بالحقبة النفطية أو الحقبة السعودية ,نتجت بعد غياب عبد الناصر والارتداد على الناصرية في مصر , وكانت الاردن قد اجهزت على العمل الفدائي في عامي 1970 و1971 م ومات عبد الناصر في ايلول عام 1970
وبدأت الحالة الفلسطينية تتجه في لبنان الى حالة بيروقراطية قليلة الكفاحية؟
وخيضت حرب اكتوبر1973 بشكل ملتبس انطوى على عبور من الغرب الى الشرق واجتياز خط بارليف في مأثرة عظيمة حققها الجيش المصري ووسع نطاق عملياته في سيناء ,وعبور ثغرة الدفرسوار التي نفذها الجيش الاسرائيلي غرب القناة وتمكن من محاصرة الجيش الثالث المصري .
تلك الحرب وصفت من قبل الرفض الفلسطيني والعربي بأنها حرب تحريكية .
أي ان العرب كانوا في حالة ارتداد عن النهج القومي التحرري وعن نهج معاداة الاستعمار ورفضه والسعي لتحرير البلاد العربية من كل آثار وجوده ونفوذه .اصبحت السعودية بلدا قائدا والسادات يشق لها الطريق وتوقف تقريبا المد القومي التحرري والمد اليساري العربي اتجه نجو الانحسار .
في هذه الاجواء تم رفع منزلة منظمة التحرير الى ممثل شرعي ووحيد وكان التطبيق الفعلي هو رفع مكانة رئيس المنظمة الى مصاف الملوك والرؤساء العرب في تعاملهم اليومي (دون ان يكون له وزن أي واحد منهم ,بخلاف الحال عندما كان رئيس اللجنة التنفيذية هو في ذات الوقت رئيس فتح وهو كبير الفدائيين المدعوم من قبل عبد الناصر وسوريا والعراق وليبيا ودولة اليمن الجنوبي والسودان ..ويمثل بهذا رمز النضال .
هنا حصل تحول .اصبح عليه ان يكون واحدا من النظام العربي ويلتزم بالتزاماته شيئا فشيئا الى ان تكرس هذا الحال مع مرور الايام .
كان بالضرورة احترام التمثيل الفلسطيني ,والنظام العربي قد راعى هذه النقطة ولكن بعد ان فصل الحالة على مقاسه ,ثم اغدق الكثير من المال .
في عام 1974 دعيت المنظمة للامم المتحدة والقى ابو عمار كلمة فلسطين وحظيت منظمة التحرير الفلسطينية بعضوية الامم المتحدة كمراقب.
في عام 1983 بعد انشقاق فتح والصراع الدموي في لبنان ,قام رئيس اللجنة التنفيذية بالتوجه الى مصر وفك الحصار عن نظام السادات. الحصار الذي فرضته معظم الدول العربية على النظام المصري اثر كامب ديفد .
لقد عاد ابو عمار الى لبنان بعد ان كان خرج اثر اجتياح عام 1982 م وما كان ليرجع اليها لولا تنسيق مواقف تدخلت فيه دول عربية متعددة واشتراطات لم يكشف عنها النقاب .وقد ادت الخطوة المذكورة الى انشقاق عميق في الساحة الفلسطينية .
في عام 1985 عقدت فتح دورة المجلس الوطني الفلسطيني في عمان تحت عنوان "القرار الفلسطيني المستقل" بمقاطعة الفصائل الفلسطينية .
في عام 1988 م اعلنت فتح دولة فلسطين باسم المجلس الوطني الفلسطيني.
وخلال الانتفاضة الفلسطينية المجيدة التي انطلقت عام 1987 م واثر مفاوضات مكثفة ورسائل متبادلة بواسطة عرابين من السويد ودول اوروبية اخرى دعيت المنظمة لالقاء كلمة في الامم المتحدة في نيويورك ,ورفضت امريكا اعطاء الوفد الفلسطيني تأشيرة دخول الى امريكا فانتقلت الجلسة الى سويسرا حيث القى ابو عمار كلمة المنظمة .وخلالها اعلن ان الميثاق الوطني الفلسطيني قد تقادم (أي غير صالح للالتزام به ,أي تحررت منه القيادة الرسمية للمنظمة)
في عام 1991 م وبقيادة فتح وادارتها أخذ المجلس الوطني الفلسطيني قراره بالمشاركة في مؤتمرالسلام الذي سمي وعقد في مدريد .
بعد ذلك حصلت مفاوضات واشنطن الفاشلة والتي حضرها الوفد الفلسطيني ضمن الوفد الاردني .
وقعت فتح اتفاق اوسلو عام 1993م بخصوص الحكم الذاتي
في عام 1994 عادت قيادة فتح والمنظمة الى الاراضي المحتلة
في عام 1996 اجريت اول انتخابات سياسية فلسطينية وكانت للحكم الذاتي وفاز ابو عمار رئيسا للسلطة واغلبية المجلس التشريعي لحركة فتح .
في 2012 م كان الاعترااف الجمعية العمومية للامم المتحدة بدولة فلسطين دولة غير عضو (درجة مراقب).
لا بد ان يسجل المراقب ان هذه كانت محطات متميزة وتميزت فيها فتح بوضوح وحققت فيها ارادتها وما اصبحت ىتسميه مشروع فتح .
الكثير من هذه المحطات اثار التباسات كبيرة أو صغيرة .
ان الانطلاقة الاولى عام 1965م قد شكلت رافعة للوطنية الفلسطينية ,كما انها شكلت اداة كفاحية قوية بعد عام 1967 لها دورها العظيم في مسار القضية الفلسطينية
اما بعد ذلك فلكل محطة اوجه متعددة والحكم عليها متناقضا ارتباطا بمناهج التفكير في الساحة الوطنية ,والاهم ارتباطا بالنتائج .
ملاحظة هامة :كل هذا اصبح في بطن الماضي باستثناء محطة الاعتراف بدولة مراقب .
ان هذه الملاحظة جديرة بالاهتمام لجهة انه أصبح بالامكان تقييم المواقف والاشخاص والنتائج .
ان المسار منذ ما بعد عام 1974 كان هابطا .وان المواقف التي اتخذت في مرحلة التراجع العربي لم تشكل روافع تجابه هذا التراجع بل اقرب ما تكون مستجيبة له,دون ان تتناقض معه .
وهي في اغلبها شكلت تثبيتا للقيادة في ابهة النظام العربي على حساب المنهج الكفاحي والموقف الثوري .ولم نصل الى تحقيق اهدافنا الوطنية ولا حتى بعضها .
واستمر الحال على ذلك الى ان جاء اتفاق اوسلو وأخت فتح تسمي سلطة الحكم الذاتي" مشروع فتح " وهذا المشروع نقيض المنطلقات الاولى التي كانت ترفع شعار تحرير فلسطين المحتلة عام 1948 ,وبعد عام 1967 اصبحت ترفع شعار تحرير كل فلسطين من النهر الى البحر .
هذا المنحنى مثل منهج القيادة وسلوكها ونمط تفكيرها ,بل اصبحت ترتبط به وهي تبحث عن خشبة الخلاص من خلاله وهو لا يقدم خشبة الخلاص لها أو للشعب البفلسطيني وانما فقط يبقيها في مواقعها الى ان جاءت حماس واستولت على جزء من هذه المواقع .
في هذه الاجواء جاء قرار القيادة اليائسة ,جاء قرار التوجه للامم المتحدة خلال السنتين الماضيتين والذي بدأ بمحاولة الحصول على الاعتراف بدولة فلسطين بعضوية كاملة في مثل هذه الايام من العام الماضي . ولم ينجح
ثم هبط المطلب كذلك الى البحث عن الاعتراف بدولة غير عضو ,عضوية مراقبة وتم الحصول على هذا المطلب وحصل على النتيجة المرجوة .
وقبل اية تقييمات اخرى ,لا بد من الاجابة على سؤال جوهري :هل هذا القرار سيشكل رافعة للنهوض الوطني,ام انه درجة في سياق الهبوط كما هو المنهج السائد .
اذا كان من الممكن ان يشكل رافعة للنهوض الوطني فأن هذا يتطلب توفر اللوازم من قرارات تدفع النضال ,وقوى وبنى تمارس هذا النضال ,وادوات الكفاح الوطني واهدافه وشعاراته .
وفي الحقيقة ودون الاسهاب ان مقومات النهوض غائبة .
ان حالة الاحتفال الجماهيري هي حالة احتفالية ,والجماهير المترددة والمتسائلة حتى اثناء اندفاعتها للاحتفال بهذه الخطوة سوف تعود للمنزل بعد بضع من الوقت ,ويظل بذهنها سؤال عن مقدار التقدم الذي حصل على مسار القضية الوطنية بما يتعدى الكلمات .
وكي لا اغمط الجهد حقه "ان ما حصل هو انجاز بدرجة معينة وأخشى من تثميره بما يسيء للقضية الوطنية ,حيث سبق وان حصل مثل هذا التثمير"
اننا لا نستطيع ان نجلس واثقين وقد قلعت عيننا التجارب السابقة .
هل سيتحول هذا الانجاز بسقفه الى اداة بيد الراغبين في الحفاظ على الكراسي للمناكفات واثبات الوجود والمكاسب السياسية في التنافس الداخلي ؟وربما ما هو أبعد من ذلك؟
اما ما يوصف به من انه انتصار ويعادل حرب الصواريخ ! نحن لم ننتصر على اسرائيل ولا مرة واحدة ,نحن لا نتقدم ,نحن نتراجع .
بينما اسرائيل تتقدم حتى بعد مراحل كفاحية عالية من جانبنا .



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما معنى هدوء مقابل هدوء؟!
- الاحتلال يخرق الهدنة
- هنية يتناسى الخلافات مع القوات اللبنانية
- حوار مع صديق
- لا فرق ين النصر والهزيمة في زمن التراجع
- قراءة اولية في اتفاق التهدئة
- صباح الخير غزة
- تقاسم الادوار لضرب المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة
- حسن نصرالله يرد على النعاج
- الملزمة والمسؤولون العرب
- اخرجوا في وجه حكامكم
- النظام العربي والانفجار في غزة
- مرسي وصلاة الاستخارة
- يا اهل قطاع غزة
- لماذا يتكالبون على الهدنة ؟
- مرسي يحذر اسرائيل من وراء ظهرها
- قنديل عرابا وليس مساندا
- نقاش في مقالة الاخ ماجد كيالي الجريئة
- عاشت غزة
- عزمي بشارة ونصف الاستفاقة


المزيد.....




- -جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد ...
- زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
- نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري
- بارون ترامب يرفض المشاركة كمندوب للحزب الجمهوري في فلوريدا
- عاصفة شمسية -شديدة- تضرب الأرض للمرة الأولى منذ 2003
- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود فنون - علامات على مسارات غامضة