أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيحاء السامرائي - مسرحية (ليالي عربية) بسماء ثورية














المزيد.....

مسرحية (ليالي عربية) بسماء ثورية


فيحاء السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 3923 - 2012 / 11 / 26 - 18:14
المحور: الادب والفن
    


مسرحية (ليالي عربية) برؤية ثورية

هل بمقدور حكاية إنقاذ حياة؟ أو بالأحرى، هل باستطاعتها عمل تغيير إيجابي؟ وهل نحن، مع، أيماننا بأنفسنا، يمكن أن ندحر خوفنا؟ وهل نُدان إن صمتنا؟
حول هذ المحور تدور مسرحية (ليالي عربية) التي تستهل بهتاف ( الشعب يريد اسقاط النظام) وتأتي شهرزاء لتقول: أسمي شهرزاد. هل باستطاعي أن أروي لكم حكايتي؟
لكن الحكاية كما يبدو اليوم، تتجاذب بين محوري طاغية ورعيّة لا ترضى أن تكون مظلومة بعد الآن، بين حاكم جائر وشعوب تثور على أوضاع شاذة دامت طويلاّ، أنها بوضوح حكاية (لا) كبيرة تقال الساعة في عالمنا، وإذا لم نقلها، توحي لنا الحكاية، ينبغي لنا قولها، قبل توسع ورم طغيان فينا وعجزنا.
تتألف المسرحية من ست حكايات أو فصول، لكتّاب (شرق أوسطيين) هم: حسن عبد الرزاق (العراق)، تانيا الخوري (لبنان)، رجا شهادي (فلسطين) شيرين الانصاري (مصر) ، كاتب لا يفصح عن أسمه (ايران)، وغالية القباني (سوريا)...
تتنوع الحكايا بين سندباد مهاجر لظروف اقتصادية، ونقده لرموز طارئة متطرفة تدّعي التديّن، وتنوي الاستفادة من تغييرات في البلد لمصلحتها (أول ما أفعله هو استبدال الدستو بالشريعة الاسلامية، وأفرض على النساء المكوث في بيوتهن)...وبين زوجة ديكتاتور مغرمة باقتاء أحذية عبر الكومبيوتر، غذ سرعان ما يتوقف حسابها بعد التغيير...والجدار العازل في أرض محتلة والعابر المنتظر، الذي يتحكم بمروره جنيان...وعرائس نهر النيل في صراع بين السلطان والصياد وأوضاع نساء ما بعد التغيير في مصر...وحكاية سبر خيال الجمهور وأفئدتهم حول تماهي مفترض بين الأحلام والثورة...وأخيراّ، سيدة دمشقية تبحث عن أطفالها الضائعين، حتى يأتون ويروون حكايتهم الخاصة بأنفسهم...

الحذاء، لغة أخرى...

طوال فترة العرض، استخدم الحذاء كرمز أساسي لا ثانوي، يتوافق مع أحداثيات رافقت اندلاع الثورات العربية، ومع ذهنية العربي وما يعني اليه (موروث -ثقافة- الحذاء والقدمين) من قيم وتكوينات دونية...يواجه المشاهد حين الدخول للمسرح صناديق أحذية كثيرة مرتّبة كخلفية لها ضرورة في إضفاء معنى خاص، يكاد يكون رفضاً رمزياً لظلم واستبداد وفساد (هل تقف الجدران أمام إرادة الناس العزّل؟) ، دلالة، على تساقط أنظمة عربية كالأحذية وبالأحذية، وعلى مفهوم الأهانة والاستكانة والتحقير عندنا ( الاشارة الى كيف جعلت الشرطة ناشطة بحرينية تأكل حذاءها)، وعلى حاجتنا الى رمي تلك الأحذية ( الأنظمة) والتخلص منها...وضمن هذا المنظور استفادت المخرجة (بوبي بيرتون) ببراعة من الأحذية وصناديقها في مساحة واسعة من العرض، وفي الخصوص كمقعد، وكدمى متحركة تروي الحكايات، وكسلاح لجنود محتلين، وفي مشاهد مثل قذف رئيس دولة غازية بحذاء، أو ضرب رأس تمثال لطاغية يطاح به بالحذاء، تعرض على شاشة الكترونية...

عن العرض المسرحي، ما له وما عليه...

تلجأ المخرجة الى رموز تخدم الحكاية كاستخدام عود الثقاب، دلالة على عتمة ينبغي إضاءتها، وعلى فتيل نار لما يحدث اليوم، يشّب وربما نرى النور إثره أو يحرقنا...وتلجأ الى مزيج من الأدوات الإخرجية كشاشة عرض وموسيقى مسجلة وحيًة كطبلة وهامونيكا وتراتيل، والأذان بدل صياح الديك عندما يدرك شهرزاد الصباح، والدمى المتحركة، ودورتكنلوجيا الاتصالات الحيوي كوسيلة للتواصل ومواصلة التغيير...ويعمل إشراك الجمهور في العرض، وتكليفه بدور السلطان عبر مخاطبته والاستئدان منه في إكمال الحكاية على استكمال المشهدالمسرحي بشكل تفاعلي مؤثر، كجعلهم يمسكون أيدي بعضهم وإغماض عيونهم وتخيًل الحكاية، و دعوة أحدهم لقراءة كتاب، أو للرقص مع الممثلة...وحينما يأتي مشهد زوجة الديكتاتور، تستخدم الممثلة رجليها بدل يديها في النقر على الشاشة، وحينما يبدأ التغيير يتوقف حسابها الشرائي (حكمها)، وترسم إشارة النصر بساقيها...تميّز إداء الممثلة العراقية (دينا الموسوي) بالبراعة والإجادة في تجسيدها لدور شهرزاد، مع الممثلة الأخرى (ناتالي دوو) والممثل المغربي (لحسن رزوقي)...وفي معرض التقييمات، أثارت المسرحية ( نصاً)، بعض الانتقادات، فالبعض نعتها بالتشاؤم في عكس أوضاع ومجريات الانتفاضات العربية، ومنهم من أبدى تحفظاًعلى نص يحمل بين سطوره تفاؤلاً غير منطقي ( جعل الأطفال يحكون حكاية المستقبل) في واقع يبدو اليوم دموياً مشوشاً مشوهاً مرتبكاً لا يسفرغداً عن مآل مُرضْية وجيل سليم...وجاءت بعض التقييمات منتقدة لحشو في بعض الفصول المتعلقة بقضية فلسطين ومصر ولحوار طويل ممل، وكذلك نهاية غير موفقة في تسجيل أصوات غير مفهومة لأطفال يأخذون دور والدتهم شهرزاد في القص وإكمال الحكاية.
..........................................
تقوم بالعمل المسرحي فرقة مسرح (متتا) ويعرض على مسرح (سوهو) في لندن



#فيحاء_السامرائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاتم أنوار
- سينما من اجل التغيير
- هلاوس
- المقامة الدمشقية 2-3/3
- المقامة الدمشقية
- المضطرمات في العُقد
- كل النساء جميلات
- روميو وجوليت في بغداد، مسرحية تثير الجدل
- شعارنا، لا حرامي ولا اوبامي
- آنيت هينمان...صوت يعلو على أصواتنا
- حمندي
- و...يحمل آلام القصيدة
- العودة الى الوطن
- السينما العراقية بعد 2003...رحيل وتذكر - الرحيل من بغداد
- سيدة الشرفة
- البعد الانساني في فيلم (إبن بابل)
- نفحات من ميدان التحرير (شهادة شاهدة عيان)
- كسر القيد يتطلب قيماً
- غائب يحضر لأول مرّة في لندن
- وطننا لبس حراً وشعبنا ليس سعيداً


المزيد.....




- الكاتب لوران موفينييه يفوز بجائزة غونكور الأدبية عن روايته - ...
- وفاة ديان لاد المرشحة لجوائز الأوسكار 3 مرات عن عمر 89 عامًا ...
- عُلا مثبوت..فنانة تشكيليّة تحوّل وجهها إلى لوحة تتجسّد فيها ...
- تغير المناخ يهدد باندثار مهد الحضارات في العراق
- أول فنانة ذكاء اصطناعي توقع عقدًا بملايين الدولارات.. تعرفوا ...
- د. سناء الشّعلان عضو تحكيم في جائزة التّأليف المسرحيّ الموجّ ...
- السينما الكورية الصاعدة.. من يصنع الحلم ومن يُسمح له بعرضه؟ ...
- -ريغريتنغ يو- يتصدّر شباك التذاكر وسط إيرادات ضعيفة في سينما ...
- 6 كتب لفهم أبرز محطات إنشاء إسرائيل على حساب الفلسطينيين
- كفيفات يقدّمن عروضًا موسيقية مميزة في مصر وخارجها


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيحاء السامرائي - مسرحية (ليالي عربية) بسماء ثورية