أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار منديل - الزعماء العراقيون في القرن العشرين ملائكة وشياطين عبد الكريم قاسم مثالا














المزيد.....

الزعماء العراقيون في القرن العشرين ملائكة وشياطين عبد الكريم قاسم مثالا


عبد الجبار منديل

الحوار المتمدن-العدد: 3921 - 2012 / 11 / 24 - 21:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا يوجد قائد او زعيم سياسي في تاريخ العراق الحديث الا وتنسب له هاتين الصفتين صفة الملاك وصفة الشيطان . ولم يكن ذلك من دون اساس وانما وفقا لحقائق واسانيد ووقائع تأريخية . وعبد الكريم قاسم هو احد هؤلاء . كثيرون يتغنون الان بنزاهته ووطنيته وبساطته وسلامة طويته وتلك حقائق لا شك فيها ولكن هناك ايضا من الكتاب او من الناس الذين عاشوا تلك الفترة من يركز على فرديته وانانيته وعدم حكمته . وكلا الطرفين يجد من حقائق التاريخ ما يساند حججه .
كان عبد الكريم قاسم رجلا وطنيا شريفا ونزيها يعيش عيشة الكفاف التي هي عبارة عن بدلته العسكرية التي لم يلبس غيرها والدار الصغيرة في الكرادة (المشتمل) بجوار بيت اخته والمطبخ الصغير للعريف جاسم الطباخ بجوار غرفة نومه في وزارة الدفاع او (السفرطاس). الذي يجلبه السائق لغداءه من بيت اخته والراتب الذي لا يبقى منه شيء بعد ان يوزعه في جولاته خلال ليل بغداد الخ.
ولكنه ايضا القائد المتردد الذي لا يحسن اتخاذ القرار . والا فهل من المعقول ان القائد العام للقوات المسلحةالذي يمتلك زمام الجيش العراقي بالكامل لا يستطيع القضاء على ثورة قام بها مجموعة من الصبيان باسلحتهم الخفيفة وطائرتان سقطت واحدة منهما بسبب مقاومة الطائرات واربعة دبابات تعطلت اثنان منها في طريق ابو غريب ويبقى هو قابعا في وزارة الدفاع من اجل ان يقاوم هذه الفلول؟!
وهل من المعقول ايضا ان سياسي حكيم يقبل ان يحول البلد الى ساحة للصراع بين مختلف الفئات السياسية ويبقى هو متفرجا او بين فترة واخرى يقرب فئة ويبعد الاخرى حتى يبقى هو بمنأى عن الصراع وحتى يستطيع التحكم بالفئات المتنازعة على طريقة (فرق تسد)؟!
وهل من الرجولة ان يغدر برؤسائه الذين ائتمنوه على قيادة وحدة عسكرية ويطيح بهم ويقتلهم عن طريق انقلاب عسكري ؟! لذلك لا يجب ان نلوم المرافق جاسم العزاوي عندما خان قائده عبد الكريم وتعاون مع البعثيين الانقلابيين.
ولكن هذه الصفة اي صفة الشيطان والملاك في نفس الوقت لا ينفرد بها عبد الكريم قاسم وحده بل يشترك فيها معه زعماء سياسيون اخرون مثل نوري سعيد والامير عبد الاله والملك غازي واخرون.
نوري السعيد ايضا كان مزدوج الشخصية فهو كما يقال عنه ذا طبع عراقي وبغدادي اصيل يتعامل ببساطة مع الناس العاديين مثل بائع الفواكه والخضر الذي يشتري حاجات البيت منه يوميا ويتمشى بشوارع بغداد احيانا وينأى بنفسه عن صغائر الامور ويتقبل وجهات النظر الاخرى بدون انفعال ولكنه من ناحية ثانية يوافق على التعامل مع الاجانب ضد ابناء جلدته ويعمل على ان يكون العراق تابعا للمحاور العالمية.
وقد ذكر الشاعر الجواهري في مذكرته الجوانب الايجابية لكل من الوصي ونوري السعيد . بل ان الجواهري نفسه كانت مواقفه السياسية متذبذبة فقد الف قصائد في مديح الوصي ونوري السعيد والشيخ بلاسم الياسين شيخ مياح وحصل على قطعة ارض زراعية في العمارة مقابل ذلك ومن ناحية ثانية كانت لديه مواقف شجاعة في مقاومة الظلم والظالمين.
وهكذا اذا فاغلب شخصيات العراق البارزة في القرن العشرين كانوا يتمنعون بازدواجية الشخصية فهم ملائكة وهم شياطين بنفس الوقت .



#عبد_الجبار_منديل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب الاستاذ عبد الخالق صلال الموح حول السنن والاعر ...
- البرزاني واردوغان.... من يخدع من ؟
- سوريا .... حرب الطوائف
- كيفية صناعة الثورات سوريا مثالا
- فوزالمرشح الاخواني لرئاسة مصر هو بداية النهاية للاسلام السيا ...
- معارك فكرية وسياسية عنيفة في مطلع القرن العشرين حول الاسلام ...
- الثورات العربية ....بدايات واعدة ونهايات خامدة
- السياسة الخارجية الامريكية بين المزاعم المثالية والحقائق الا ...
- اول سائح في التاريخ ...عراقي من بغداد
- في مصر مجددا بعد خمس واربعين عاما
- عام على الثورات العربية الحصاد المر (القسم الثاني)
- عام على الثورات العربية ... الحصاد المر (القسم الاول)
- ذكريات شعرية عراقية
- امريكا تساند الاسلام التركي في مواجهة الاسلام الافغاني
- دور الغرب في الثورات العربية واثر ذلك في ضبابية النظرة اليها ...
- لفساد الاداري في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان
- الفساد المالي في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان
- محصلة الثورات العربية ... من ثور الساقية المصري الى حصان الن ...
- سيناريوهات ليبيا من خلال تجربة العراق
- مصر ...الاطاحة بالدكتاتورية ام الاطاحة بهيبة الدولة !


المزيد.....




- -غطرسة وعنجهية فارغة-.. علاء مبارك يشعل تفاعلا بتعليقه على ت ...
- إيتمار بن غفير -يهدد- الفلسطيني مروان البرغوثي في سجنه
- سحب العلم الإيراني من زائرة في كربلاء يثير جدلا بالعراق
- ريان أزواغ.. الحارس المغربي الشاب يشق طريقه نحو قلاع أوروبا ...
- حزب الله يحذر من شبح -حرب أهلية- يلوح في الأفق، والحكومة الل ...
- الناجون يجتمعون في تل أبيب لتكريم ضحايا هجوم حماس على مهرجان ...
- اليابان تحيي الذكرى الـ80 لاستسلامها في الحرب العالمية الثان ...
- تنديد فلسطيني عقب زيارة بن غفير لمروان البرغوثي في سجنه
- -دموع حوريات البحر-: كيف لحبيبات بلاستيكية صغيرة أن تغزو الب ...
- د.مصطفى البرغوثي: -ما قام بن غفير إزاء الأخ مروان البرغوثي ه ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار منديل - الزعماء العراقيون في القرن العشرين ملائكة وشياطين عبد الكريم قاسم مثالا