ادريس الواغيش
الحوار المتمدن-العدد: 3921 - 2012 / 11 / 24 - 19:41
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة : ضفة الوادي الصغير
رجع من زيارة - فوق النفس - ردا لدين اجتماعي وأيضا لاعتبارات أخرى ، لقبر زين عن آخره وآخرون تساووا مع الأرض تماما ، ولم تعد لهم ملامح فوقها.
تأمل بعض الجماجم البشرية في أوضاع مختلفة ، وهي تكشر عن أسنانها على ضفة الوادي الصغير، وقد انتفضت - كما بعض الأجساد - من تحت الأرض لتصبح فوقها.
في الليل ...، كان عليه أن يذهب أيضا لنفس الاعتبارات. استمع إلى الطلبة في الصالون الكبير وقد بحت حناجرهم ، يجهدون أنفسهم وهم يجهرون بأصواتهم ليكون العطاء وفيرا.
بحث في جيوبه عن أوراق مالية ثم عن دراهم كي يقدمها لهم ، ليقرؤوا سورة الفاتحة على الأقل ، ترحما على والده المتوفى حديثا ، فلم يجد شيئا.
- كنت صابرا للفقر طول هذا العمر...، كيف ؟؟
اجتمع ليلتها وجهاء وكبار المسؤولين في المدينة ، وأكلوا حتى انتفخت أوداجهم أكبر مما هي عليه.
تساءل :
- أهم أيضا تنتظر جماجمهم ضفة الوادي الصغير....؟
وسكن تائها يتأمل زليجا مغربيا خالصا ، أبدعت يد المعلم المغربي في تطريزه بنقوش وألوان يستعصي على العين التقطاها أو تتبعها دفعة واحدة.
كانت وحدها لوحة تسكن مخيلته، منقوش عليها بخط مغربي أصيل ولون ذهبي: كل نفس ذائقة الموت
#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟