أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أيوب - حرب غزة .. مناورة بالذخيرة الحية














المزيد.....

حرب غزة .. مناورة بالذخيرة الحية


محمد أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 3921 - 2012 / 11 / 24 - 04:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يخطر على بال المحللين السياسيين أن حرب غزة ربما تكون مناورة بالذخيرة الحية لتحقيق أهداف إسرائيلية غير معلنة، هي بكل تأكيد مغايرة للأهداف المعلن عنها، في الظاهر، فقد كان الهدف المعلن للحرب هو تقليم أظافر المقاومة ومنع إطلاق الصواريخ من غزة، وقد تحقق ذلك من خلال الاتفاق الذي ضمنته مصر بقيادة الرئيس محمد مرسي، وبذلك تكون إسرائيل قد ضمنت هدوء الجبهة الجنوبية خلال فترة الحرب المنوي شنها ضد إيران.
لقد قام السادات بتطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادي وإلغاء قرارات ثورة يوليو الاشتراكية وبيع القطاع الخاص، وكان ذلك الانفتاح مقدمة لما تريده الولايات المتحدة من تفكيك الاتحاد السوفييتي على يد غورباتشوف الذي طبق ما سماه البريسترويكا والغلاسنوست ، وقد أكمل يلتسين مشوار غورباتشوف وتم تفكيك الاتحاد السوفييتي لتتراجع روسيا الاتحادية عن موقعها الطليعي باعتبارها ندا للولايات المتحدة، ولعل موقف القيادة السياسية الروسية أثناء الحرب على العراق، قد ساهم بشكل واضح في تعجيل انهيار الاتحاد السوفييتي.
والآن، غزة هي الهدف المعلن لهذه الحرب، بينما تشكل إيران هدف إسرائيل غير المعلن عنه، فقد حققت إسرائيل من وراء هذه الحرب عدة أشياء، لعل من أهمها إعطاء مصل للجبهة الداخلية في إسرائيل لتطعيمها ضد تساقط الصواريخ الإيرانية التي ستكون بالتأكيد أشد عنفا وقسوة من صواريخ غزة، كما أن إسرائيل استغلت الحرب لتدريب طياريها على إصابة أهداف منتقاة، بغض النظر عن كون هذه الأهداف عسكرية أو مدنية، كما قامت بتدريب جنودها على تلبية دعوة استدعاء قوات الاحتياط في وقت قصير على قدر الإمكان بما يتناسب مع سرعة الضربة الخاطفة التي قد توجه إلى الأهداف النووية في إيران في أية لحظة.
وسواء أرادت إسرائيل أم لم ترد، فقد رفعت هذه الحرب أسهم حركة حماس على أسهم الرئيس محمود عباس الذي ظل ينادي بأن المفاوضات هي الطريق الوحيد لحل القضية الفلسطيني، وذلك رغبة منها في ثني السلطة عن التوجه إلى الأمم المتحدة بطلب الاعتراف بها دولة مؤقتة العضوية في هذه المنظمة الدولية.
وكما توقعت في مقال سابق، فقد جاء الاتفاق السياسي الذي تم بضمانة مصر، دون ما كان المقاتلون الفلسطينيون والشعب الفلسطيني يطمحون إليه، فقد كانت غالبية هذا الشعب ترنو إلى استمرار المعارك بعد النشوة التي شعروا بها حين نجحوا في توجيه ضربات موجعة إلى العمق الإسرائيلي، ولكن القرار المصري بضمان الاتفاق أضاع هذه النشوة، وحمل مصر مسئولية عن قطاع غزة رفض الرئيس مبارك أن يتحملها، ولعل رفض مبارك لوضع قطاع في حاضنة مصر كان من أهم الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة والدول الغربية تتخلى عن الرئيس مبارك وتدعوه إلى التخلي عن الحكم، فما زالت أمريكا تطمح إلى تطبيق مشروع توطين سكان غزة من اللاجئين في صحراء سينا، ذلك المشروع الذي دفن في أواسط عقد الخمسينيات، بعد خروج جماهير الشعب الفلسطيني في القطاع معلنة رفضها لمشروع التوطين، وقد تحالف الشيوعيون والإخوان المسلمون ضد هذا المشروع، فخرجت الجموع من المساجد، بعد أن وضع الشاعر معين بسيسو يده في يد فتحي البلعاوي وهم يوزعان منشورات الشيوعيين والإخوان المسلمين ضد المشروع، وحناجر الجماهير تهتف: يسقط مشروع الإسكان .. يا عملاء الأمريكان، والآن يطل مشروع التوطين برأسه من جديد، لقد لفتت نظري عبارة على لسان خالد مشعل، قال فيها: إن سيناء ليست بديلا عن غزة، ترى هل كانت هذه العبارة ردة فعل على طرح المشروع من جديد، أم أنها مجرد زلة لسان أفلتت في غير موعدها، إن هذا المشروع يشكل هدفا إستراتيجيا للتحالف الأمريكي الإسرائيلي، باعتباره حلا دائما للقضية الفلسطيني.
لقد كانت الحرب على غزة فرصة ذهبية لإنهاء الانقسام، باعتباره الرد الحاسم على الاعتداءات الإسرائيلية التي لا ولن تتوقف، لأن إسرائيل لم تحترم قرارات الأمم المتحدة ولم تلتزم بتنفيذ أي منها، فهل يعقل أن تحترم تعهد مصر وضمانها لحركة حماس والجهاد الإسلامي، لعل استشهاد فلسطيني وإصابة تسعة عشر آخرين في يوم الجمعة 23/11/2012م ، خير دليل على عدم التزام إسرائيل بما تم الاتفاق عليه على الرغم من أنه لا يلبي طموحات المقاتلين الذين ضحوا بالدم والعرق والجهد من أجل إسقاط نظرية الأمن الإسرائيلية والتي ترى أن الأمن هو البقرة المقدسة عند إسرائيل ودول الغرب، إسرائيل تريد استفزاز المقاومة للرد على خرقها للهدنة أو التهدئة المتفق عليها لكي تقول للعالم: ها هم الفلسطينيون يقصفون البلدات الإسرائيلية ويقضون مضاجع السكان الآمنين، لتعطي نفسها حق الرد العنيف بغض النظر عن شكل هذا الرد، جوا أو بحرا أو برا.
وكما تحرك هنري كيسنجر بعيد وقف إطلاق النار في رحلاته المكوكية ليحقق اتفاقا مصريا إسرائيليا؛ مما أعطى إسرائيل وجودا شرعيا في فلسطين بعد اعتراف أكبر دولة عربية بهذا الوجود، تحركت هيلاري كلينتون لإنقاذ إسرائيل من المأزق الذي أوقعت نفسها فيه، أو من الحرب التي أرادتها مناورة بالذخيرة الحية، والتي كشفت من خلالها عن القدرات القتالية التي تمتلكها المقاومة، ترى هل يستطيع الرئيس محمد مرسي أن يستعيد دور مصر الريادي في العالم العربي بعد أن أصبحت قطر هي البوصلة التي تحدد التحركات العربية في زمن ما يسمى بالربيع العربي.
من حق المرء أن يتصور السيناريو القادم في المنطقة، غزة تعود إلى الحاضنة المصرية مع شكل من أشكال الحكم الذاتي، والضفة الغربية تعود إلى الأردن بعد خلع الملك عبد الله الثاني الذي سيكون آخر ملوك الأردن، ليصبح شرق الأردن مع ما يتبقى من الضفة الغربية الوطن البديل للفلسطينيين، فهل تصحو الفصائل الفلسطينية من غفلتها قبل أن تتجاوزها جماهير الشعب الفلسطيني المشهود له بطليعيته وعفويته التي تشكل المرحلة الجنينية للثورة، وذلك قبل فوات الأوان.
23/11/2012م



#محمد_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب مصر يكتب صفحة ناصعة في التاريخ
- أيام الحزن والغضب في مصر
- تونس أيا خضرا .. - محمد أيوب
- موقع الهزيمة في روايات غسان كنفاني
- نقابة الحمير - قصة قصيرة جدا
- كلمة التجمع الوطني الديمقراطي
- تاجر نضال - قصة قصيرة جدا
- نفسي أنسى
- طهارة السلاح بين الماضي والحاضر والمستقبل
- الأحزاب والحريات في مناطق السلطة الوطنية الفسطينية
- الكاتب أحمد عمر شاهين - قراءة في أعماله الروائية - محمد أيوب
- الخامس والعشرين من يناير - استحقاقات وتساؤلات
- الحرباء - قصة قصيرة جدا
- أيها اليساريون .. الفرصة بين أيديكم فلا تضيعوها
- قراءة نقدية في مجموعة يسرا الخطيب القصصية
- خطاب مفتوح إلى من يهمه الأمر في حكومة غزة وحركة حماس
- جذور القضية الفلسطينية - د . أميل توما، عرض وتقديم: د . محمد ...
- جذور القضية الفلسطينية - د . أميل حبيبي -
- غزة إلى أين؟ د . محمد أيوب
- قراءة في التلخيص السياسي الصادر عن اللجنة المركزية لحزب الشع ...


المزيد.....




- عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح ...
- مراسل RT: الهلال الأحمر العراقي جهز 4 فرق بحث وإنقاذ لإرساله ...
- روغوف: القوات الروسية تخترق الدفاعات الأوكرانية وتتقدم في مق ...
- مانشستر سيتي بطلا للدوري الإنجليزي بعد صراع الجولة الأخيرة م ...
- ++ تغطية مباشرة لسقوط مروحية رئاسية إيرانية ومصير رئيسي ++
- مسؤول مصري: تحسن العلاقات يقفز بأرقام السياحة التركية إلى مص ...
- المتحدث باسم الحكومة الإيرانية: لا توجد أي أنباء جديدة عن مر ...
- الولايات المتحدة تتابع التقارير حول -الهبوط الاضطراري- لمروح ...
- رئيس أذربيجان: أشعر بقلق بالغ حيال حادثة مروحية الرئيس الاير ...
- رئيس باكستان: نشعر بالقلق من أنباء حادث مروحية الرئيس الإيرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أيوب - حرب غزة .. مناورة بالذخيرة الحية