أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - معركة غزة دروس وعبر














المزيد.....

معركة غزة دروس وعبر


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 3918 - 2012 / 11 / 21 - 00:01
المحور: القضية الفلسطينية
    


معركة غزة دروس وعبّرّ
وجه العدو الصهيوني صاروخه القاتل صوب القائد أحمد الجعبري وهو يَدرك أنّ رد المقاومة عامة وحماس خاصة لن يكون تقليدي أو لفظي كما هو الحال سابقًا، وعليه فهو أراد من عملية الاغتيال تحقيق عدة أهداف منها ما هو انتخابي وما هو عسكري، وما هو سياسي، أيّ تحديد مفهوم الصراع على صعده المختلفة مستقبلًا.
فعلى الصعيد الانتخابي أراد نتنياهو أنّ يقَدم هدية للناخب الإسرائيلي بالانتقام من القائدين أحمد الجعبري ورائد العطار اللذان ظهرا إعلاميًا مع شاليط أثناء عملية وفاء الأحرار، واللذين استطاعا الاحتفاظ بشاليط لمدة خمسة سنوات، وبذلك يحقق نصرًا في صندوق الانتخابات القادمة.
أما على الصعيد العسكري فهو استهدف اختبار قدرات المقاومة الفلسطينية، واختبار قدراتها على تهديد عمقه، والقدرات الّتي تمتلكها في ضوء المعلومات الاستخبارية الّتي كان يمتلكها، ولست مؤمنًا بمقولة أنّ العدو تفاجئ من قدرات المقاومة، ولكن المفاجآت كانت بجرأة المقاومة، وقدرتها على الفعل والعمل بهذه الوحدة والتنسيق الميداني الموحد، والقدرة على ضرب مدن فلسطين الداخل في ظّل تحليق طائراته المقاتلة على مدار الساعة في سماء غزة، ومذابحها بحق الأطفال وقصف المنازل على رؤوس قاطنيها الأبرياء.
أما على المستوى السيَّاسيَّ فإن العدو استهدف أولًا ترسيخ الانقسام الفلسطيني-الفلسطيني من خلال عزل مسألة غزة عن الضفة الغربية، وفصل الموضوعين عن بعضهما البعض، وكذلك تحجيم غزة أو حكومة حماس بهدنة واشتراطات تتناغم والملف أو الملحق الأمني لاتفاقية أوسلو عام 1994، وبذلك يكون تحجيم قوى المقاومة من جهة، والحدّ من تسليحها وتعظيم قوتها، ومن جهة أخرى ترسيخ الانقسام الفلسطيني- الفلسطيني، وعزل غزة ككيان مستقل عن الضفة الغربية، واختبار السياسات الجديدة لدول الرّبيع العربي الجديدة وعلى وجه التحديد مصر، واستكشاف الموقف المصري الجديد بعد ثورة 25يناير.
أمام تلك الأهداف العديدة، استطاعت المقاومة الفلسطينية أنّ تقرأ جيدًّا الموقف، وتستوعب الضربة بعد ساعات من الاعتداء أن تعقد اجتماعًا موحدًا تمّ من خلاله تحديد ملامح المعركة، والوحدة الميدانية الّتي دعمها ووقف خلفها شعبنا الفلسطيني بكل ثقة ومعنويات عالية، وجعل من الدماء النازفة وقودًا للمقاومة الفلسطينية، بالرغم من بعض التدخلات أو النزق الحزبي للبعض الذي ظهر هنا وهناك في بعض اللحظات، إلاَّ أنّ المقاومة أدارت المعركة بحنكة وعبقرية أجبرت الكيان على طلب الهدنة والتهدئة هروبًا من المواجهة البرية التي لا تصب في مصلحته بأيّ حال من الأحوال، والتي لم تكن ضمن أهدافه وما التلويح بها واستدعاء الاحتياط إلاَّ ضمن الحرب النفسية التي حاول أنّ يشنها ضد الفصائل والمقاومة والشعب الفلسطيني.
إذن ما هو المطلوب فلسطينيًا؟!
ستنتهي المعركة الحالية، وأنا على ثقة بأنّها لن تكون الأخيرة بل هي جولة من الجولات مع هذا العدو المتعجرف، ولكن كيف نواجه أثار ونتائج هذه الجولة.
في البداية كان من الخطيئة استبعاد مؤسسة الرئاسة وحركة فتح من مفاوضات التهدئة، لأنّها تحقق للاحتلال أهدافه بترسيخ وتجسيد الانقسام المذل لشعبنا، حيث كان على فصائل المقاومة استدراك ذلك، ولفظ حالة التحرب والبحث عن انتصارات حزبية وإشراك الرئاسة وحركة فتح بالمفاوضات كطرف فلسطيني مسؤول وقَاتل جنبًا إلى جنب في غزة، وهذه الخطيئة لها أثارها المستقبلية السلبية على الحالة الفلسطينية التي ستحدد ملامحها المستقبلية في الفترة القادمة، ولكن يبدو أنّ العقل السيَّاسيّ الفلسطينيُّ خاصة والعربي عامة لم يقرأ بعد الجانب المظلم من فكر الصهيونية العالمية.
ثمّ أنّ تدرك حركة حماس المسيطرة على غزة وفصائل المقاومة أنّ أيّ تهدئة يجب أنّ تخرج عن إطارها السابق ومفاهيمها السابقة، وكذلك عن إطار أوسلو السابق الذي انتهى فعليًا، وأنّ تصيغ موقف موحد ينهي اعتداءات الكيان على الشعب الفلسطيني سواء بالاغتيالات أو الحصار أو المنع أو عزل الضفة الغربية عن غزة، وأنّ تتناغم مع توجهات القيادة الفلسطينية إلى هيئة الأمم المتحدة لنيل عضوية فلسطين في الأمم المتحدة.
الحقيقة الأهم إدراك حقيقة قائمة فعليًا أنّ قوتنا في وحدتنا أولًا، وتعظيم قوى المقاومة، وتعظيم قدراتها التسليحية والإعلامية، ودعمها لوجستيًا بكل الوسائل التي يمكنها من الدفاع عن أبناء شعبها، ورسم دعم المواقف والأهداف السيِّاسيِّة على الأرض، وهذه الحقيقة التي لا بد منها يجب أنّ تدركها فصائل الفعل الوطنيّ الفلسطيني وخاصة حركة فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ثم أنّ تعيد الحكومتين في الضفة الغربية وغزة تقييم سلوكهما مع أبناء الشعب الفلسطيني من خلال إيقاف كلّ أشكّال الاضطهاد، والاعتقالات، وحرية الرأي، والعدالة الاجتماعية، والحريات بشكل عام، ولفظ حالات القمع غير المجدية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني الذي يتعالى دومًا عن جراحه ويدعم مقاومته، وتوجهات قياداته التي يُدرك تمامًا أنّها تتعرض لضغوطات مستمرة.
الحقيقة الأخرى هي الأداء الإعلامي الذي استطاع أنّ يرتقي لمستوى المعركة في اليومين الأولييّن للمعركة، ثمّ بدأ يتجه للأداء الحزبي واستعراض قوة الردع للمقاومة، وهو ما حشد الرأي العام ضد المقاومة، التي تمّ تصويرها بقدرات الكيان وقدرات آلته القمعية، وغابت عن تغطية جرائم العدو ضد أطفالنا وهدم منازلنا فوق رؤوس الأطفال، وهو ما كان يجب نقله للعالم وترك المقاومة وقدراتها تعبرّ عن نفسها بعيدًا عن الكاميرات والاستعراض ومجابهة إعلام العدو الذي كان ينقل صور سقوط الصواريخ في مدنه ورعب شعبه دون تصوير أو نقل قوته ضد الشعب الفلسطيني.
يبقى الدرس الأهم الذي ينتظره شعبنا الفلسطيني وهو الإعلان فورًا بعد مؤتمر التهدئة، مؤتمر آخر بين الرئيس وجميع أمناء فصائلنا وإعلان إنهاء الانقسام والتوجه إلى غزة ومعانقة ذوي شهدائنا الأبرار، وإعادة الحياة لشعب ينتظر أنّ يكون النصر بالوحدة الوطنية، وإعادة اللحمة إلى الوطن.
سامي الأخرس
20نوفمبر(تشرين ثان) 2012م



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيمفونية العصا والعزف بالركل
- أم العبد المكسب الوحيد من زيارة الأمير
- رجعية الانقسام وامبريالية الصمت
- أحمد سعدات مناضل وقائد
- انقسامكم مزق كوفيتنا
- جريمة برسم المؤامرة في سيناء
- الدولة السورية ثورة أم فوضى
- الحراك الفلسطيني بين الحقيقة والفعل
- البدائل الإستراتيجية لبلدان الربيع العربي
- غزة ومصر والأخوان المسلمين
- الثابت والمتغير في السياسات المصرية بعد فوز الإخوان المسلمين
- طلبة الثانوية العامة وتآمر شركة الطاقة
- الربيع الفلسطيني يُزهر من الزنازين والأمعاء
- أسرانا وتراجيديا المقاومة
- الأولويات الوطنية من فلسطين التاريخية إلى السلطة الوهمية
- ماهر الطاهر زيارة تاريخية ودلالة وطنية
- حكومة الكفاءات مهمات محتضرات
- غزة في ظلام
- وزارة الشؤون الاجتماعية مشاريع صغيرة أم مشاريع لصوصية
- لماذا ننقذ إسرائيل؟


المزيد.....




- إسرائيل تقصف مواقعا لحزب الله في بعلبك ردا على إسقاط مسيرة ف ...
- -مع تفكك تحالفه السياسي، نتنياهو يواجه معركة في الداخل الإسر ...
- مهرجان سباق قوارب التنين التقليدية في تايوان
- تعرف على أبرز ردود الفعل على تبني مجلس الأمن مشروع قرار أمري ...
- يورو 2024 - الإرهاب والتهديد الروسي أكبر التحديات أمام ألمان ...
- الخارجية الأمريكية: تعرض أربعة محاضرين أمريكيين بجامعة صينية ...
- نائب ياباني: قمة سويسرا حول أوكرانيا قد تؤدي إلى إطالة أمد ا ...
- بعد إفلاس شركة سياحية شهيرة.. 11 ألف سائح أوروبي في ورطة كبي ...
- بالفيديو.. ظرف مشبوه يتسبب في إغلاق مكتب وزير الصحة الإسرائي ...
- اجتماع ليبي تونسي لبحث إعادة فتح معبر رأس اجدير وناشط حقوقي ...


المزيد.....

- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - معركة غزة دروس وعبر