|
الثورات الشعبية هي نتيجة لمقاومة رغبة الشعوب في تطوير نفسها للأفضل
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3907 - 2012 / 11 / 10 - 20:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا تعلم الإجابة الصحيحة للسؤال الأول ، و الذي ورد ضمن ثلاثة أسئلة في مقال : متجر السلطة السياسي و الإعلامي يقدم فقط البدائل الزائفة ؛ و الذي كتبته و نشرته في يوم الجمعة الثاني من نوفمبر من هذا العام ، 2012 ؛ و حاربت إحدى الجهات الأمنية نشره ؛ لا تبتأس ، فهناك مئات الآلاف ، بل الملايين ، الذين شاركوا في ثورة 2011 ، و هم لا يعرفون الإجابات الصحيحة للأسئلة الثلاثة الواردة في المقال المشار إليه آنفا .
نعم لم يعلموا الإجابات الصحيحة ، و الحكم بجهلهم مبني ليس على إستطلاع للرأي ، أو إستبيان ، أو ما شابه ذلك ، بل مبني على ما هو أهم ، و أعني الملاحظة في أرض الواقع و النتائج العملية .
لو علموا الإجابات الصحيحة ، للأسئلة الثلاثة ، لما إنفض الجمع الثوري في الثاني عشر من فبراير من العام الماضي ، 2011 ، أو على الأقل لإستكملوا الثورة في الثالث عشر من فبراير 2011 ، بعد يوم و بعض يوم من الإحتفال بسقوط مبارك ، و بالتالي لما كان إنفرط عقد الثورة قبل تحقيق أهدافها .
لو كانوا علموا الإجابات الصحيحة ، لما تلاعب بهم عملاء الأجهزة الأمنية المباركية ، سواء ذلك الشاب الذي أرسل رسالة تويترية شهيرة ، عقب سقوط مبارك ، تقول : المهمة إنجزت ؛ و ما كان يمكن للإبريليين و لأعضاء إتحاد شباب خيانة الثورة ، و الكفايتيين الذين كان شعارهم أثناء الثورة و في الشهور الأولى التي تلت سقوط مبارك الأثيم : كفاية ثورة ، أن يتلاعبوا بالثورة .
لو كانت تلك الملايين تعلم الإجابات الصحيحة ، لما كانت هناك : جُمع قتل الثورة .
لكن الجهل شيء ، و الشجاعة شيء آخر .
لا ينكر أحد ، إلا عميل ، أو جبان ، أو كاره للشعب المصري ، أن تلك الملايين ، التي صنعت ثورة 2011 ، ضربت أروع الأمثلة في الشجاعة ، و التضحية ، و الوطنية .
أمثلة رائعة تماثل أمثلة الشجاعة ، و التضحية ، و الوطنية ، التي ضربها الشعب المصري مراراً طوال تاريخه الطويل ، أثناء كفاحه من أجل نفس المثل : الحرية ، و العدالة الإجتماعية ، و الكرامتين : الوطنية و الشخصية .
أمثلة متوقعه من أبناء شعب عريق في الحضارة .
لكن النتائج المتمخضة عن ثورة 2011 ، كانت متواضعة ، و أعني النتائج المادية ، مثل الممارسة الديمقراطية ، و إحترام حقوق الإنسان ، و ما إلى ذلك ، لأن الشجاعة ، و التضحية ، و الوطنية العارمة ، لا تنفع وحدها في إنجاح أي ثورة .
بدون أن تعرف الإجابة الصحيحة لسؤال : لماذا ثورة ؟ لا يمكن أن تعرف الهدف الصحيح للثورة ، و بالتالي لا يمكن أن تعرف هل المهمة إكتملت أو إنجزت ، أم لا .
لست وحدك أيها الشاب من تجهل الإجابة الصحيحة للسؤال الأول ، ذلك السؤال الذي أشرت إليه في بداية هذا المقال ، و ليست فقط أغلبية الملايين التي شاركت في ثورة 2011 هي من تجهله أيضا ، أو كانت تجهله أثناء ثورة 2011 ، بل هناك أجهزة أمنية ، و أنظمة حكم إقليمية ، تجهله أيضا ، أو ربما الأصح أن نقول : تتجاهله ، و تحاول أن تطرحه جانبا ، لأن الإجابه الصحيحة تشير إلى مستقبل مظلم بالنسبة لهم .
الإجابة الصحيحة طويلة ، لا يمكن كتابتها كاملة اليوم ، بعد ظهر السبت العاشر من نوفمبر 2012 ، لكن يمكن القول بإختصار شديد و بشكل عام : أن الثورات الشعبية هي نتيجة لمقاومة رغبة الشعوب في تطوير نفسها للأفضل ؛ و هذه الرغبة في التطور للأفضل هي نتيجة لنضج الشعوب .
طبق هذا على كل ثورة شعبية ، سواء إتخذت مظهر إقتصادي ، أو ديني ، أو إجتماعي ، أو ثقافي ، أو أي مظهر آخر ، و سواء سلكت صراط السلم أو درب العنف ، و في أي مجتمع إنساني ، و في أي ثقافة بشرية ، و في أي مرحلة من المراحل التاريخية لتطور البشرية ، و ستجد أن الإجابة ، على إقتضابها و عموميتها ، صحيحة .
لهذا أنا متفائل ، على الرغم من النتائج المادية المتواضعة لثورة 2011 ، و لا أكترث بكل جهود الأجهزة الأمنية حاليا لصناعة ثورة زائفة تخصها ، و لا بكل محاولاتها صناعة زعماء لتلك الثورة الزائفة ، و لا أكترث بكل محاولاتها القضاء علي شخصيا ، و القضاء على حزب كل مصر - حكم ، لأن ثورة 2011 ثورة شعبية ، أي وليدة نضج الشعب المصري ، و ذلك النضج تمخض عنه رغبته في التطور سياسيا و إجتماعيا و إقتصاديا و ثقافيا للأفضل ، و بالتالي الدافع إليها أكبر من الأفراد و الهيئات ، و إذا كان الشعب لم يحقق أهدافه بثورة 2011 ، فإنه سيثور ثانية في وقت ما في المستقبل من أجل تحقيقها ، و سينجح بالتأكيد ، على الرغم من كل حيل الأجهزة الأمنية ، و على الرغم من كل جهود أعداء الشعب المصري .
حركة تطور الشعوب ، الناتجة عن نضج الشعوب عقليا ، لا توقفها أي إجراءات ، و لا تجوز عليها الحيل و الخدع ، لأن الشعوب تريد في النهاية نتائج حقيقية .
الحل الوحيد الذي يمنع الثورات الشعبية هو الإستجابة لرغبات الشعوب .
هل وصلت الرسالة لهؤلاء المتآمرين على الشعب المصري ؟؟؟
أحمد محمد عبد المنعم إبراهيم حسنين الحسني
حزب كل مصر - حكم ، شعار الحزب : تراث - ضمير - حرية - رفاهية - تقدم - إستعيدوا مصر
10-11-2012
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
منع الناس من العمل بدون وجه حق ليس إسلامي و لا إنساني ولا إق
...
-
متجر السلطة السياسي و الإعلامي يقدم فقط البدائل الزائفة
-
أهدافهم و أساليبهم خمينية
-
حقوق الإنسان ترتفع فوق السيادة الوطنية
-
اليسار الحاكم في أمريكا اللاتينية خذل العرب في ربيعهم
-
تحالف المليارديرية مع اليسارية شكل آخر من إبداعات الأمن
-
برلمان جديد بالقوائم على المستوى الوطني من أجل دستور جديد
-
ثلاثة أسباب خبيثة وراء مظاهرات ما بعد المائة يوم
-
السلفي المودرن وجه من إبداع الأمن ، و كيفية التعامل مع السلف
...
-
ثورة 2011 المصرية ثورة معنوية فقط من حيث النتائج ، و ينتظر ث
...
-
القوائم على المستوى الوطني هي في صالح الشعب المصري
-
جمهورية الجزيرة العربية ستصدر النفط و ستنعش الإقتصاد العالمي
...
-
مرسي ليس إلا دمية في يد المباركيين ، و الدمى لا يمكن أن تدعم
...
-
لم يكن غضبهم من أجل رسول الله
-
الإخوان إلى تمرد داخلي ، و الأحزاب الحقيقية إلى ظهور
-
دولة آل سعود ستصبح جزء من الإمبراطورية الإخوانية
-
إنهم يتلاعبون في الإنتخابات من المنبع ، و مرسي يقر إستخدام ا
...
-
إنهم يتلاعبون في الإنتخابات من المنبع ، و مرسي يقر إستخدام ا
...
-
يا مرسي إحترم شهداء الثورة السورية و كل شهداء ربيع العرب
-
رفض تبني نظام القوائم على المستوى الوطني لإنتخاب البرلمان هو
...
المزيد.....
-
-نوفوستي-: رئيس طاجيكستان سيحضر احتفالات عيد النصر في موسكو
...
-
أسوأ مقابلات التوظيف: ما الذي يمكن أن نتعلمه منها؟
-
فيديو: انتفاضة الطلبة في الجامعات الأمريكية دعماً لغزة تمتد
...
-
مفتش البحرية الألمانية يطالب بتعزيز الأسطول بسفن جديدة
-
ظاهرة النينيو تفتك بشرق أفريقيا
-
وزارة الداخلية الروسية تدرج زيلينسكي على لائحة المطلوبين
-
أكثر من 6.6 ألف جندي وأنظمة HIMARS وIRIS-T.. الدفاع الروسية
...
-
مصر.. تطورات قضائية على قضية طالبة العريش
-
إسبانيا ترفض انتقادات الأرجنتين الرافضة لانتقادات إسبانية سا
...
-
هروب من دبابة أبرامس أمريكية الصنع
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|