أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد عبدالمعبود احمد - هل إعصار ساندي عقاب من رب العالمين ؟ !














المزيد.....

هل إعصار ساندي عقاب من رب العالمين ؟ !


احمد عبدالمعبود احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3905 - 2012 / 11 / 8 - 01:39
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


هل إعصار ساندي عقاب من رب العالمين ؟ !
قال تعالى :-
(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم)
. وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه:- لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة، ما قنط من جنته أحد
فإن الاعتقاد بالطرح الذي يقول بأن الكوارث الطبيعية هي انتقام إلهي من بني البشر لأنهم عصوا أوامره أو تقاعسوا في عبادته، هو طرح ساذج بل يَنتقص من عظمة المولى عز و جل (صانع الكون العظيم ). و لكن الفكر السلفي التكفيري أراد أن يُشخصن الله ويجعله بشرا مثلنا (يثور ويغضب وينتقم ويكره ويتلذذ بعذاب الآخرين) وهذه كلها صفات بشرية محضة ولا تصلح بأي حال من الأحوال أن تُستخدم لوصف إله كامل ومنزه من كل ضعف أو عيب، إله أقل ما قيل عنه في جميع الأديان السماوية بأنه "ليس كمثله شيء" و نسوا انه هو( اللطيف الخبير و الرحمن الرحيم و الغفور الودود و أن رحمته وسعت كل شيء ) فمع حلول إعصار "ساندي" ضيفاً ثقيلاً على الأراضي الأمريكية حلت معه سيول من التعليقات تعليقات توحي بالشماتة وأخرى بالتشفي في ضحايا الإعصار والتلذذ بمشاهد معاناتهم اليومية لأنهم من وجهة نظر بعض المتعصبين (دينيا و إنسانيا) و الخاويين ثقافيا طبعا مجرد "كفار" يستحقون ما أصابهم لبعدهم عن الله وانشغالهم بأمور الدنيا، فجاء الإعصار ليذكرهم بأمور الآخرة. هكذا إذن تحول منتخب ( العجماء و الدهماء و أنصاف المتعلمين بالإضافة إلى فريق الحاقدين ) إلى فقهاء يفتون فيما أراد رب الكون العظيم وأصبحوا علماء في تفسير علم الطبيعة و يُصدرون الفتاوى بعلم أو بغير علم ، ويُنصبون من أنفسهم خلفاء لله في أرضه فيُكَفِرون و يُذِلون ويُعِزون، ويَدعون الناس إلى التوبة ويحذرونهم من ويلات الانتقام الإلهي
فهكذا إذن يتم تُفسر الكوارث الطبيعية بطريقة غير علمية ثم يتم إلصاق المسئولية المطلقة فيها لله، فهو من يغضب ويدمر وينتقم ويشرد وقد ورثنا للأسف هذا النهج من أجدادنا عندما كانوا يقدمون القرابين لإله الريح أو اله الحرب إذا أراضوا الانتصار في المعارك فعليهم إرضاء إله الحرب "آريز" دون النظر لقوة أسلحتهم أو خطتهم الحربية أو مدى جدية جيوشهم . فهكذا كانت تُفسر الهزائم والكوارث والانتصارات في زمن أجدادنا وهذا هو سر فشل شعوبنا العربية حتى الآن فنحن أكثر الشعوب استخداما للمبررات لتفسير فشلنا. فإن كنت فقيرا يقال لك "الفقراء يدخلون الجنة" وإذا تشردت في الشارع يقال لك "الله سيبني لك قصرا في الجنة"، وإذا كنت مريضا تقف في الطابور لساعات أو أيام كي ترى الطبيب وبعدها تموت بسبب الإهمال و الاستهتار بحياة الناس في المستشفيات الحكومية يُقال لك " الأعمار بيد الله" ، وإذا كنت عاطلا عن العمل يقال لك "إنها فرصة للتقرب من الله"، وإذا لم توفر الدولة أدنى متطلبات الحياة لمواطنيها يقال لك " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها"، أو إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب وإذا طالبت بحقوقك في العيش و الحرية و الكرامة الإنسانية يقال عنك: علماني أو شيوعي أو كافر وفي النهاية يهدرون دمك، فإنه من العيب والسذاجة أن نستمر في التفكير بطريقة أجدادنا بأن "الخالق ينتقم" من الناس أيعقل أن يترك الله الكون برُمته ويتفرغ للانتقام من مجموعة أشخاص لا تمثل حبة رمل في صحراء قاحلة في ملكه أو نقطة في محيط عظمته و ليعلم الجميع بأن عظمة صانع الكون أكبر بكثير من وصفه بصفات بشرية
. و لك أن تسأل نفسك، هل خلق الله هذا الكون الشاسع كي نعبده ونتبع أوامره وإلا سيغضب وينتقم؟ فبأي منطق تتحدثون ولنفترض أن إعصار"ساندي" كان عقابا إلهيا فكيف نفسر نحن الآن ما حدث في بلاد المسلمين من كوارث طبيعية اليمن (1981 ) والجزائر(1954 ) وزلزال ليبيا ( 1990) وزلزال القاهرة (1992) وفيضانات أند ونسيا (2004)؟؟ وكيف نفسر غرق عبارة السلام 98 المصرية والتي كان على متنها مصريين عائدين من أداء مناسك الحج؟ وكيف نفسر أيضا الجفاف والمجاعة وانتشار الأمراض والأوبئة في البلدان الإسلامية وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط (مهد الأديان السماوية الثلاث) حيث يُقتل يوميا عشرات أضعاف من ماتوا في إعصار "ساندي": ففي سوريا وحدها وفي أقل من سنتين قُتل ما لا يقل عن 36 ألف سوري على أيادي أشقائهم السوريين، ويتكرر نفس السيناريو في العراق وليبيا و غيرهم و لكن إن العنف الطائفي أشد من لعنة وغضب الطبيعة، فالإعصار على الأقل لا يفرق أو يختار ضحاياه بسبب العرق أو اللون أو الدين لا يفرق بين الشيوخ والأطفال والرضع و بين الصالح والطالح؟ لكن نحن بنو البشر من نحدد ونختار ونغضب فنقتل وننتقم ونُدمر بدون ضمير ولا رحمة. فكفانا أساطير ولنستمع إلى صوت العقل و أنه ليس انتقام الهي بل غدر الطبيعة يا فقهاء الطبيعة 0



#احمد_عبدالمعبود_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام و المسلمين و أشياء أخرى !!
- ملاحظات : - حول القرار 313 لمنظومة التقويم الشامل !
- متى تكون الترقية بالكفاءة فى وزارة التعليم
- دولة الخلافة و الخليفة و خداع المسلمين (2 - 1)
- الخلافة والخليفة و خداع المسلمين (1) !
- رسالة إلى أبناء الشيخ حازم !
- العسكر و الفلول !
- فوازير حزب النور و الرشاوى الانتخابية
- مواقف مجلس عم قرطاس !
- دماء شهداء التحرير فى زمة مجلس طنطاوى !
- ثورات الربيع العربى
- لا للفتنة الوهابية !
- كيف تحول حال المعلم المصرى ما بين الأمس و اليوم ؟
- انه الهوس الدينى و ليس التدين !!
- وزارة التعليم تكرم تنابل السلطان !
- علمانية الدولة
- نار الإخوان و لا جنة الفلول ! !
- احترسوا من مرسى الاستبن !
- نعم لثوار الميدان و لالالا لفلول النظام
- حازمون --- كاذبون


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد عبدالمعبود احمد - هل إعصار ساندي عقاب من رب العالمين ؟ !