أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - سلام فضيل - فلكي سيدتي ورود الحب الحمراء














المزيد.....

فلكي سيدتي ورود الحب الحمراء


سلام فضيل

الحوار المتمدن-العدد: 1131 - 2005 / 3 / 8 - 09:14
المحور: ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي
    


ذات مساء دخلت امي الغرفة وكانت هذه الغرفة هي كل بيتنا الذي نعيش فيه جميعا وحين راءيتهامقبلة اسرعت نحوها محاولا تقبيلها ومداعبتها ولكنها على غير عادتها ابعدتني عنها واجهشت بالبكاء . صرخ ابي ما بك مالذي حدث ؟ لم ترد بل ازداد نحيبها فاخذ الغضب من ابي واعتلى صهوة جواده (جواد )الفحولة وخاطبها بلهجة الامر والتهديد , تكلمي او اخرجي من البيت (الغرفة)وابكي في مكان اخر , نظرت اليه وقالت نعم هذه هي حقيقتكم , اننا نعيش في مجتمع تحكمه شريعة الغاب , حيث الوحوش المفترسة تغرس انيابها بقلب كل من يعكر صفوها . عاد يسالها بصوت فيه حنان , الاتهدئي وتقولي مالذي جرى حتى عدتي بهذا الحزن ؟ هل تعلم مالذي جرى لنعيمة ؟ بنت الجيران التي كانت بالامس تسهر عندنا هي وامها ؟ ,لقد اخذها والدها واثنان من اخوتها الى خارج المدينة وقبل ان تختفي حمرة غروب الشمس خلف ذلك الافق المتناهي , جرها والدها من يدها وصرخ بولده الاكبر خذها واغسل عارنا بدمها , نادته متوسلة حاولت ان تقبل قدمية , ابي ارجوك انا لم افعل مايسئ لشرفك , ركلها بقدمه امر ابنه ان يبعدها عنه ويقتلها , ناوله السكين جرها وهي تتوسله ,اخي هل يطاوعك قلبك وانت الذي كنت تحكي لي كل اسرارك ؟ فسالت دموعه ورمى السكين واسرع عائدا باتجاه المدينة , غضب الاب ونادى بالصغير , اقتلها انت ان اخاك جبان ومثله لايغسل العار , فوصل عندها واخذ بالنحيب والتفت يرجو ابيه لعله يغير راءيه , اتركها يا ابي ودعنا نرحل الى مدينة لايعرفنا فيها احد وسنزوجها هناك , بصق على وجهه والتقط السكين وهو يزاءر كالوحش الجريح , حاولت ان تهرب وهي تصرخ املا ان يسمعها احد تستنجد به فلم تجد سوى صدى صوتها المبحوح وطعنات السكين التي اخذ اباها يغرسها في صدرها ثم يسحبها ويغرسها مرة اخرى بكل وحشية الى ان فارقت الحياة على يدي ابيها الذي يفترض ان يكون الصدر الحنون الذي يحميها من وحشة الليل المظلم . هذه الحكاية حدثت لفتاة لاذنب لها سوى انها احبت قلب بادلها الحب . واليوم بعد ان وصل العالم الى هذا التطور المعرفي والاجتماعي يحدث ما كان يمارس قبل وبعد مقتل نعيمة , وهو حكم القبيلة والاعراف القذرة التي تجرد المراءة من كل انسانيتها وتبيح قتلها اذا حاولت ان تقول انا انسان امتلك من المشاعر والاحاسيس مثل ما تمتلكون . ان المراءة في عالمنا العربي الاسلامي تحتقر وتعامل معاملة اقل ما يقال عنها , انها وصمة عار تلطخ وجه الانسانية , والمشكلة الاكثر ماءساوية , هي ان من يتحدث عنها فيوصف بانه معادي للحضارة الاسلاممية العربية على وجه الخصوص . ولهذا لايوجد حديث جدي يدافع عن المراءة حتى عند من يناصروها , وعلى سبيل المثال, قبل ايام جرت انتخابات بلدية في السعودية بدون المراءة , ولم يتحرك ساكن على الاقل لتنظيم مظاهرة في البلدان التي تسمح بالتظاهر ,تندد بهذا الاحتقار الفاضح للانسان ايا يكن جنسه . بل العكس حصل حيث راءينا التطبيل والتهليل حتى من قبل اناس مشهود لهم دفاعهم عن المراءة . مثل وليد جمبلاط زعيم الحزب الاشتراكي اللبناني حيث قال ((انها الديمقارطية التي نتمناها ))واذا كان هذا رائ المتحريرين فما بالك بالمتحجرين ؟ الذين يصولون ويجولون محذرين المجتمع العربي الاسلامي من المطالبة بحقوق المراءة لانها حسب ما يقولون تهديم للدين وللقيم العربية , فقبل فترة قدم ثلاثة ائمة(خطباء)في هولندا للمحكمة لانهم يدعون ليس لحجر المراءة فقط وانما لمعاقبتها بالضرب بين الفينة والاخرى وان من يسمح لها بالعمل فهو ((زنديق متصهين ويجب محاربته لان .الواجب يفرض علينا ان نحاول قدر المستطاع عزلها خلف جدران عالية حتى عندما تاتي الى الجامع كي لاترى الرجال ولاهم يروها )) وقدموا للمحكمة لان القانون الهولندي يمنع ضرب المراءة .ولمن يريد ان يرى (احتقار )المراءة فليذهب الى اية حفلة فرح او حزن يقيمها اكثر الحركات الاسلامية العربية اعتدالا .وعندها سيرى الى اي مدى (تحتقر)المراءة حتى في تقديم الاكل , فانهم لايقدمون لها الا بعد ان يكتفي الرجال واذا ماقصر الاكل فيزيدوه من الفتات الذي تركوه بعد ان شبعوا .فلكي سيدتي ورود الحب الحمراء, من كل الشرفاء عشاق الحرية والمساوات في كل ايامكي الجميلةان وجدت ". ا ..



#سلام_فضيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد عبور النار المشتعلة
- هل سينتخب العراقيون العلمانية الديمقراطية ؟
- حلمنــــــــــه
- سيشير لهم التاريخ
- الشبيبة يشاركون في منظمات المجتمع المدني بقوة كي يسمع صوتهم
- اليسار والقوى العلمانية والديمقراطية في العالم العربي _اسباب ...
- هل هي ثقافة البعث النازيه ؟ ام ثقافتنا الاصيلة ؟
- البعثيون ينتصرون للنظام الساقط
- خميني وسب الريس
- مثلما عهدناكم
- احد مناضيلي التحرر والاشتراكية


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- المشاركة السياسية للمرأة في سورية / مية الرحبي
- الثورة الاشتراكية ونضـال تحرر النساء / الاممية الرابعة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - بمناسبة 8 مارس/ اذار 2005 يوم المرأة العالمي - سلام فضيل - فلكي سيدتي ورود الحب الحمراء