بعد عبور النار المشتعلة

سلام فضيل

الحوار المتمدن-العدد: 1104 - 2005 / 2 / 9 - 09:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

كل الذين شاركوا في الانتخابات هم سعداء الخاسر والرابح لانهم امنوا ان مجرد اجرائها , هو انتصار بحد ذاته , على الارهاب وهذا يوئيده الغالبية , , ولكن للاسف ان القوى الديمقراطية ذهبت للانتخابات بقطارات تسير على الفحم وتعطلت عدة مرات قبل ان تصل المحطة الرئسية ,لان السكة قديمة وجرفت قسما منها السيول وقسما غطته رمال الصحراء فوصلوا بعد ان غادرها الجميع , . ان اليسار الديمقراطي العراقي لم يسعفه الوقت ولو لاصلاح سكة القطار فضلا عن ان يبني قطاره الجديد . فالموت الذي يملئ الشوارع والفقر والبطالة والانتهازيه والاحباط الذي اصاب الناس قبل وبعد سقوط النظام . كان يحتاج الى المسير فوق الصفيح الساخن ,بدل ان ينشغل بحفر الابار وسط الصحراء لاستخراج الماء ومن ثم يبدء برشه فوق الصفيح الساخن ليبرد , هذا ترف لمن ادمتهم سياط الجلادين وانهكهم الجوع . كان بالامكان ان نسير معهم حتى وان كان ذلك ضد رغباتنا وخلال الطريق بعد عبور النار المشتعلة ووضع الضمادات على الجروح النازفة , هناك يمكن الحديث معهم عن الطريق المؤدية الى بستان الحرية والتي يجب ان نشترك جميعا باعادة بناء جسورها المهدمة وازالة الرمال التي غطة اجزاء منها و عندها سيقبلون انتظار قطارنا .ان تنظيف نصب الحرية وسط بغداد من قبل احد الشخصيات المناضلة المعروفة انه شئ رائع وينحني امامه الكثير من الطيبين , ولكنه بالنسبة لسكان بيوت الصفيح ترف وسخريه من انسانيتهم , اما الجلوس في مقاهي مسجلة او بالاصح روادها من نوع واحد, يبعد الكثير عن اليسار الديمقراطي لان هؤلاء رواد المقهى هم ذات الاشخاص الذين افترشوا شارع المتنبي بمكتباتهم التي اشتروها حين كانت مقالاتهم واشعارهم واغانيهم ومسرحياتهم يطرب لها بطل المقابر الجماعية , وبعد ان استهلكو رماهم فاخذوا يستجدون التعاطف وهم مازالوا الاكثر عدائية وشتم لسكان بيوت الصفيح . وعلى سبيل المثال ((كتب احدهم, لااريد ان يقرء ما اكتب عامل البناء او بائع الطماطة او الفلاح او نائب العريف لااريد ان اسمع رئ هؤلاء الحوثالة )) وغاب عن السيد المقدام ان غالبية المناضلين هم عملوا في هذه المهن .ان الذين اضروا كثيرا في اعتقادي اليسار الديمقراطي المتمثل في قائمة اتحاد الشعب في هذه الانتختابات هم العلمانيين الذين تحولوا مداحين ومدافعين حتى عن مشايخ دول الخليج الاكثر تخلف وقمعية ومن ثم نفخوا انفسهم لحد الانتفاخ وتصورو انهم سيحصلون على كل مقاعد البرلمان الجديد اذا رشحوا في قوائم تنافس قائمة اتحاد الشعب فشتتو الاصوات واربكوا الكثيرمن محبي اليسار الديمقراطي وظلوا مصرين رغم المناشدات التي وضحت لهم ان الامر صعب ومعقد لانها البداية ولكنهم اداروا ظهورهم و تركوا اليسار الديمقراطي وحده يصارع العاصفة وسط فتاوي دخول الجنة ودخول النار ولم يكتفوا بالتفرج , بل حاولوا فتح النوافذ ليعصف الهواء بكل شئ . ولكن سوف لن يصيبنا الاحباط كما يتصورالبعض لان هذه بداية الحرية وسياتي بعدها الكثير من الاعراس وسيسمعون زغاريدنا في الايام القلدمة.ا . .

#سلام_فضيل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات