أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود فنون - ما هو وعد بلفور















المزيد.....

ما هو وعد بلفور


محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3901 - 2012 / 11 / 4 - 14:35
المحور: القضية الفلسطينية
    



"اننا بحاجة الى وقفة مراجعة نقدية للبيت الفلسطيني لا تقف عند حدود اجراء الدراسات على اهميتها بل تتعداها الى كنس كل ما هو جاثم على صدورنا من مرحلة الردة والهزيمة ,واعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية على انقاض الاغصان الميتة ."

هناك ملاحظة هامة حول صدور وعد بولفور عام 1917م :
بريطانيا هي التي أصدرت الوعد ,وهو بمثابة مرسوم سياسي يمثل السياسة البريطانية في توطين اليهود في فلسطين وتحويل فلسطين الى وطن قومي لليهود .
ومع ان بريطانيا هي التي صرحت بالوعد الآّ انها كانت قد حصلت على مصادقة ومشاركة العديد من القوى الاوروبية والولايات المتحدة قبل واثناء اصدار هذا التصريح .
ان التصريح اذن وبمقدار ما هو مرسوم سياسي يمثل السياسة البريطانية ,هو كذلك مرسوم سياسي يمثل السياسة الاوروبية الاستعمارية وسياسة الولايات المتحدة الامريكية .
انه مرسوم سياسي لكل الدول الامبريالية ومن يدور في فلكها .
ربما كان للصهاينة دور في استدراج هذا المرسوم ,ولكن تكالب الدول الاوروبية جميعا على اصداره وبعد ذلك على دعم تنفيذه بكل ما يسببه من مآسي ,انما يدل على انه تعبير عن السياسة الاستعمارية في مرحلة الامبريالية .
(اثناء الحروب الصليبية تمكن الصليبيون من احتلال فلسطين والتوطن فيها ,وكانت فكرة العودة الى صهيون كتراث لاهوتي موجودة ولم تنفذها الدول الاوروبية آن ذاك)
ان بريطانيا هي الدولة الاكثر حماسا لمثل هذه السياسة وكانت وقتها اعظم دولة في العالم وتتزعم النظام الامبريالي كله.وهي من موقعها هذا تواصلت مع بقية الدول الاوروبية التي كانت كلها مقتنعة كما تدل الوثائق التاريخية ,مقتنعة بفكرة توطين اجنبي في فلسطين واستغلال العاطفة اليهودية الدينية .
لقدتم احياء العاطفة الدينية عند اليهود ودعم المؤتمرات اليهودية وتشكيل الحركة الصهيونية والسعي الحثيث لانضاج الفكرة ووضعها قيد التطبيق من قبل وعد بلفور , بل وفي زمن الدولة العثمانية التي تأسس التجمع اليهودي في عهدها .
واستمرت بريطانيا تدعم وتعزز الفكرة بين الدول الاوروبية وامريكا ,واستمرت كذلك في جلب الانصار من القوى والنظم الخاضعة للهيمنة البريطانية مثل الامير فيصل ابن الشريف حسين واخوه الامير عبدالله بن الحسين .
وبعد ذلك الحكومات العربية في كل من مصر والعراق والاردن والسعودية و اليمن ,وكذلك امراء الخليج وكل المتزعمين من الاذناب في البلاد العربية .
ان السعي البريطاني في اوساط الرجعية العربية التابعة لبريطانيا هو الذي اسس لخيانة الزعماء العرب والانظمة العربية في حينه :
فهي كانت تتساوق مع السياسة البريطانية في فلسطين تخدمها فعليا من جهة ,وتتظاهر بدعم واسناد الشعب الفلسطيني ومعارضة السياسة البريطانية لفظيا من الجهة الاخرى .هذا هو اساس الخيانة ابتداء من فيصل الذي وقع اتفاق فيصل وايزمن وتنازل عن كل فلسطين دفعة واحدة عام 1919 مقابل ان يدخل ويلقي كلمة في مؤتمر الصلح في فرساي عام 1919م وانتهاء بالحكام العرب الجدد اليوم الذين يعترفون باسرائيل ويشاركوها التنسيق الامني .
لقد قلنا في مقالات سابقة ان الاعتراف باسرائيل هو اعتراف بوعد بلفور ,وهذا الاعتراف له ما يستتبعه . والنظام الرجعي العربي متساوق مع السياسات الاستعمارية ومعترف باسرائيل .
حينما يعترف الرئيس المصري السابق وبعده الحالي باسرائيل ,فانه بالضرورة يعترف بحقوقها السياسية والسيادية وهذا يشمل الاعتراف بأرض لها .ان الاراضي التي تقام عليها اسرائيل هي اراضي فلسطين ولم يجلبها المهاجرون معهم من دول اوروبا ,ووعد بلفور يتحدث عن كل فلسطين وليس جزء منها فقط ,ولهذا ما يدل على الاستمرارية بأحقية اليهود في الاستيلاء على مزيد من الاراضي واقامة مزيد من الاستيطان في كل فلسطين .
لقد فشلت الثورة الفلسطينية بقيادة البرجوازية المتحدة مع النظام العربي الرجعي والمندمجة فيه والمتساوقة معه, فشلت في تحرير أي جزء من فلسطين ,كما فشلت في وضع أي حد للتمدد الصهيوني على الارض الفلسطينية ووفقا للمنهج الذي يتتطلبه المشروع الصهيوني .
والنظام العربي الرجعي ومنذ ان ارتد على الناصرية والوحدة العربية اندمج في السياسة الغربية واسترضائها وتنفيذ متطلباتها على الارض , بل وكذلك تشويه وعينا ليتقبل الوجود الصهيوني والاحتلال الصهيوني مستفيدا من عدد من المأجورين من انصاف الكتبة وانصاف الساسة وانصاف القادة .
واليوم يشوهون الوعي ويحرفون قواعد الفكر لتصبح اسرائيل دولة صديقة وامريكا حليف الشعوب ..وذلك تعبيرا عن رضوخهم بالكامل لمكاييل السياسة الامريكية والاسرائيلية .ان خدمة الامن الاسرائيلي في نظر هؤلاء هي خدمة للمصلحة الوطنية العليا .
ان وعد بلفور اليوم هو سياسة رسمية للعديد من الدول العربية مثل مصر والاردن والسعودية وقطر وبقية الدول العربية الاخرى .
ويحدث هذه الايام شيء أكثر خطورة :انه انتقال التيار الاسلامي السياسي الى مواقع الاعتراف باسرائيل .فجماعة الاخوان المسلمين في مصر هم قادة الدولة المصرية والاغلبية الحاكمة فيها ,وجماعة الخوان المسلمين في تونس يشطبون البند الرافض للتطبيع مع اسرائيل في مشروع الدستور التونسي وقد صرح أحد قادتهم ان هذا كان بطلب من قيادات حماس .
ان اعتراف التيار الديني السياسي باسرائيل سوف يشتمل على ما هو أخطر من اعتراف الدول الرجعية والعميلة .انه سوف يتعلق وعلى الفور بقلب المفاهيم في فلسطين من مفاهيم مقاومة الى مفاهيم متساوقة نتيجة للفشل والهزائم والاغتيالات والقصف وسياسة العصا والجزرة ,وكذلك نتاج التفاهم بين الدول الاستعمارية وتيار الإسلام السياسي على المشاركة في مقاولة الحكم وانعكاس هذا التفاهم على الاسلاميين في فلسطين.
ان المنهج الوطني المقابل هو منهج الرفض وحماية الثقافة الوطنية ,وهو يتطلب توعية الجماهير الفلسطينية بمخاطر الادوار التي تلعبها الانظمة العربية العميلة للغرب الاستعماري والمتساوقة معه.
والتوعية بمخاطر قلب المفاهي والوعي السياسي المقاوم سواء تم هذا القلب بالفتاوى الدينية او تحت اعتبار المصلحة الوطنية العليا او ما يعرف "بالتكتيك والخداع الذي ينطلي على امريكا واسرائيل ثم الانقضاض عليهما وذبحهما ذبح الشاة "
اننا بحاجة الى ربيع عربي حقيقي يكنس هذه الانظمة والقوى الرجعية المتساوقة ,ويكنس هذه السياسات والخيانات .
اننا بحاجة الى وقفة مراجعة نقدية للبيت الفلسطيني لا تقف عند حدود اجراء الدراسات على اهميتها بل تتعداها الى كنس كل ما هو جاثم على صدورنا من مرحلة الردة والهزيمة ,واعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية على انقاض الاغصان الميتة .
ملاحظة:
ان الجيش المصري غير مؤهل لذبح قط امريكي بحكم الترهل وبحكم التعبئة الهابطة وسوء التسليح بل ان التسليح بتصرف امريكا مباشرة فهي التي تقرر السلاح وتدفع ثمنه وتدفع مخصصات الضباط والجنود.



#محمود_فنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواقف القيادات الفلسطينية من تصريحات عباس
- معاوية - نتنياهو ,وعلي - محمود عباس
- نرفض تصريحات عباس
- قرض مصر الجديد
- لا بد ان تصمد غزة
- زيارة الشيخ حمد مرة أخرى
- يا حيف
- من يؤيد كرزاي؟سؤال للتصويت
- رسالة حمد للفلسطينيين
- كلمة موجزة عن الانتخابات
- محمد مرسي على طريق محمد حسني
- كانت ايدينا على قلوبنا!؟
- امريكا لم تتغير,فماذا عن جلودنا؟
- امريكا :كش سوريا
- مرسي وحسني في الميزان
- انتخابات المجالس المحلية
- هنية والكيان السياسي
- لا زال حصار قطاع غزة مستمرا
- ثورة 1936-1939م مقدمات ونتائج
- يشتد الحصار في عهد مرسي


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود فنون - ما هو وعد بلفور