أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - قاسم محمد علي - تشكيل الوفدين الحزبيين ومن دون برنامج كانت بداية فاشلة















المزيد.....

تشكيل الوفدين الحزبيين ومن دون برنامج كانت بداية فاشلة


قاسم محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3898 - 2012 / 11 / 1 - 12:22
المحور: القضية الكردية
    


توجه مؤخراً وفدان من الإقليم الى بغداد، وفد لمعالجة القضايا المالية والإدارية ووفد لبحث القضايا السياسية الخلافية بين الإقليم والمركز. بعد إنتهاء المحادثات إستمعنا الى تصريحات المسؤولين الكورد من كلا الوفدين بأن نتائج المحادثات كانت مثمرة ومرضية وناجحة. لكن في اليوم التالي صرح رئيس الحكومة الأستاذ نوري المالكي بأن " تشكيل قيادة عمليات دجلة هو اجراء تنظيمي واداري يقع ضمن الصلاحيات الدستورية، بينما حركة قوات البيشمركة في المناطق المتنازع عليها مخالفة قانونية ودستورية" ، واكد رئيس الحكومة ايضاً بأن "حركة الجيش العراقي يجب أن تكون حرة وعلى كل شبر من أرض العراق ولايحق للإقليم الإعتراض عليها ".
وبالتالي وكما تعودنا دائماً نأخذ الحقيقة من الطرف الآخر وليس من المسؤولين الكورد او من القيادة السياسية الكوردستانية. تصريح الأستاذ نوري المالكي يدحض وبشكل قاطع تصريحات المسؤولين واعضاء الوفدين الكورديين ويثبت فشل المحادثات السياسية وفشل الوفود الكوردية في الحصول على اية مكاسب وطنية وقومية شرعية وحتى دستورية، هذا إذا كانت الغاية من الزيارة حقاً لمعالجة القضايا السياسية الخلافية بين الإقليم والمركز. لكن على ما يبدو ومن خلال تصريحات المسؤولين واعضاء الوفدين الكورديين إن الهدف الكامن وراء تلك الزيارة كان لأسباب اخرى، كان من اجل الحصول على إمتيازات ومكاسب مالية ونفطية. وبالتالي هم محقون في تصريحاتهم بأن نتائج المحادثات كانت مثمرة ومرضية وناجحة. وهكذا أصبحت الحقوق القومية للكورد مرةً اخرى ضحية المغانم والمكاسب والإمتيازات المالية والنفطية. قد تكون النتائج مثمرة للمسؤولين الكورد في بغداد ولأعضاء التحالف الكوردستاني داخل مجلس النواب العراقي بالإضافة الى اعضاء الوفدين الكورديين، للحفاظ على مواقعهم المسؤولية داخل الدولة والحزب ومثمرة لقياداتهم حيث تحققت أولوياتهم السياسية بحصولهم على الإمتيازات المالية والنفطية، لكن بالتأكيد ليست مثمرة للجماهير الكوردستانية التي تتطلع للحصول على حقوقها الوطنية والقومية كاملةً في العراق . قد تكون نتائج المحادثات مرضية للأستاذ نوري المالكي لأنه نجح كما في المرات السابقة بإرضاء قادة الإقليم وتلبية مصالحهم الحزبية من خلال المكاسب المالية والنفطية، لكنها بالتأكيد ليست مرضية للجماهير الكوردستانية التي من أولويات مهامها السياسية هي إسترجاع المناطق الكوردستانية المستقطعة عن الإقليم الى حدوده الإدارية وإنتزاع الإعتراف الرسمي من الدولة العراقية بالحدود الجغرافية لإقليم كوردستان والتحكم بكامل موارده النفطية والطبيعية وإستثمارها في اعمار بلدها وتسخيرها في خدمة مواطنيها وليس لإثراء قادة الأحزاب الرئيسية الحاكمة في الإقليم وبناء إمبراطورياتها الحزبية.

على القادة والمسؤولين الكورد أن يستوعبوا إنهم ممثلي شعب، وبالتالي تحتم عليهم الأمانة والمصلحة الوطنية والقومية الدفاع عن الحقوق المشروعة للكورد، وتثبيت هذه الحقوق يجب ان يكون المحور الأساسي لجميع محادثاتها مع الحكومة المركزية في بغداد وطرح جميع المشاكل العالقة بين الإقليم والمركز بكل صراحة ووضوح والإبتعاد عن المجاملات السياسية وتأجيلها لحين مأدبات الغداء والعشاء وإعلام الجماهير الكوردستانية بكل صراحة وشفافية عن نتائج تلك الإجتماعات والمحادثات والكف عن التصريحات المجاملة والمزيفة لتضليل الجماهير والإستخفاف بها.

إن تشكيل الوفدين وبهذا الشكل كانت بداية خاطئة، من ناحية لأنها كانت تفتقر الى منهج وبرنامج سياسي قومي وأستراتيجية قومية واضحة ولم تكن تمتلك البدائل السياسية في حال فشل المحادثات أو في حال رفض الحكومة العراقية لأي حق وطني وقومي مشروع للكورد، ومن ناحية اخرى كانت وفود حزبية، وبالتالي من المنطقي ومن الطبيعي أن تكون نتائجه فاشلة. من المستحيل أن تحل أية مشكلة سياسية أوعلمية دون أستخدام منهج وبرنامج معين. من جانب آخر الوفود الحزبية عودتنا خلال 20 عاماً الماضية على رعاية مصالح أحزابها وتتحرك وفق مصالح أحزابها وتعمل بإمرة قادتها السياسية لكسب ود ورضا قادتها للإبقاء على مواقعها المسؤولية. لا يمكن التوافق بين المصالح الحزبية وبين المصالح القومية العليا. لا يمكن التوافق بين إحتياجات ورغبات وتطلعات الأحزاب وقادة الأحزاب وبين ورغبات وتطلعات الجماهير الكوردستانية. لا يمكن أن يكون إحدى قدميك في خانة رعاية المصالح الحزبية والشخصية والقدم الآخر في خانة رعاية المصالح الوطنية والقومية. إن بحث القضايا القومية وإتخاذ القرارات ذات الصلة بالمسائل القومية يجب ان تُتخذ من قبل الپرلمان، الذي كان يتوجب ان يكون أعلى سلطة تشريعية في الإقليم، وليس من قبل السيد رئيس الإقليم، حيث تثبت كل تجارب العالم بأن إتخاذ القرارات الفردية لا تجلب سوى الدمار والخراب على رقاب الشعوب. أليس الصحيح والصواب تشكيل هذه الوفود داخل الپرلمان ومن اعضاء الپرلمان لتمثل جميع الأحزاب الكوردستانية ولتعبر عن إرادة الجماهير الكوردستانية وتكون حارساً اميناً على مصالح الجماهير الوطنية والقومية العليا؟

من يفتح باب بيته للسرقة لا يُسمح له أن يتهم الآخرين باللصوصية. بناء قوات الپيشمركة على اسس وطنية تابعة للإقليم وخاضعة لرقابة پرلمان الإقليم وبعيدة عن التحزب والتوجه الحزبي وتكون العين الساهرة على امن وسلامة المواطنين ومدافعة حقاُ عن حدود الإقليم من إحتمال الخطر الخارجي، تفرض نفسها وبقوة على الحكومة المركزية للإعتراف بها وإعتبارها قوة نظامية، بل ولم يكن يتجرأ رئيس الحكومة أن يتهم اليوم مثل هذه القوات بالغير نظامية ومخالفة للدستور.

القيادة السياسية الكوردستانية ووفودها الحزبية لا ولم تتمكن أبداً أن تُرغم المركز على تنفيذ وعوده وإلتزاماته وإتفاقاته حول حقوق الكورد القومية ولا على تنفيذ المواد الدستورية المتعلقة بالحقوق الوطنية والقومية للكورد وليس بإستطاعتها حل ولو مشكلة واحدة من القضايا الخلافية بين الإقليم والمركز، ما لم تتخلى عن مكاسبها ومنافعها وإمتيازاتها المالية والنفطية وما لم تتخلى عن مصالحها الحزبية والشخصية من أجل المصلحة القومية العليا وما لم تتوفر الشفافية في ميزانية الإقليم وعقوده النفطية وإيراداته المالية ونقاطه الحدودية وإيراداته المالية. حينها فقط تستطيع القيادة السياسية الكوردستانية ومن موقع القوة الجلوس على طاولة المفاوضات وتطالب الحكومة المركزية بمعالجة القضايا الخلافية بين الإقليم والمركز وفق الدستور. حينها فقط تستطيع القيادة السياسية الكوردستانية الوقوف بوجه الجيش الشعبي المالكي (قيادة عمليات دجلة) وخروقاته الدستورية ومنع قوات الجيش الشعبي المالكي من تنفيذ العمليات العسكرية داخل المناطق الكوردستانية المستقطعة عن الإقليم.

وفي الختام نكرر للمرة الثانية والثالثة والعاشرة ونقولها أمانةً للتأريخ وللأجيال القادمة بإن إخفاق قيادة الحزبين الكورديين الرئيسيين في قيادة هذه المرحلة هو السبب الرئيسي لكل الأزمات بين الإقليم والمركز وإن العقبة الرئيسية والخطر الحقيقي أمام عدم تثبيت الحقوق الوطنية والقومية للشعوب الكوردستانية في العراق هو تمثيل الكورد من قبل قيادته السياسية الحالية.
من كان قائداً ومناضلاً، وإن على أساس معايير العلم والمعرفة والثقافة والحكمة والشجاعة، في مرحلة النضال الثوري المسلح ليس بالضرورة أن يكون قائداً ناجحا ومعلماً سياسياً وخادماً لشعبه ومدافعاً عن حقوقه وحريصاً على ثروات وممتلكات شعبه في زمن النضال السياسي السلمي داخل المدينة، لأن الأهداف والمهام مختلفة في هاتين المرحلتين.



#قاسم_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريحات الأستاذ ياسين مجيد تمزق الصف الوطني في العراق
- الحقوق القومية ضحية العقود النفطية
- تصريح السيد المالكي تأييد لسياسة التعريب والتطهير العرقي وال ...
- حق تقرير المصير يتطلب تأهيل الوضع الداخلي اولاً
- أولويات القيادة السياسية الكوردستانية!
- الإصلاح والتغيير السياسي أم عسكرة المدن الكوردستانية
- القيادة الكوردستانية والإدانة الخجولة للقصف
- طبيب يداوي الناس وهو عليل !
- التجاوزات الإيرانية وموقف الدولة الإتحادية وحق الشعوب في الع ...
- ترسيخ إحساس المواطنة والإنتماء الوطني
- الحوار والخيار السياسي السلمي وليس التعامل الأمني والپوليسي
- إلتزام الصمت لمسؤولي الكورد داخل الدولة العراقية الى أين؟
- تعميق الإنتماء الوطني عند إحياء المناسبات الوطنية في الإقليم
- سياسية التضليل وتخويف الجماهير لإيقاف التظاهرات
- التهديد بقطع الأيادي ليس الأسلوب الحضاري للمخاطبة
- دعم ثورات الشعوب واجب إنساني
- توريث الحكم في الإقليم!
- من هي السلطة التشريعية في الإقليم؟
- كبت حريات الجماهير في الإقليم وبأسم الديمقراطية
- المهام السياسية والواجبات القومية المتعلقة بتبني شعار حق تقر ...


المزيد.....




- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - قاسم محمد علي - تشكيل الوفدين الحزبيين ومن دون برنامج كانت بداية فاشلة