أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم محمد علي - الإصلاح والتغيير السياسي أم عسكرة المدن الكوردستانية














المزيد.....

الإصلاح والتغيير السياسي أم عسكرة المدن الكوردستانية


قاسم محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3648 - 2012 / 2 / 24 - 14:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من الحق الطبيعي للجماهير تنظيم التظاهرات السلمية للتعبير عن سخطها وغضبها وعدم رضاها عن الإداء السياسي للقوى الحاكمة دون التعرض للضرب والإهانة والإعتقال. أي خرق من جانب السلطة الحاكمة لهذا المفهوم يعتبر تجاوز على مباديْ حقوق الإنسان وحرية الرأي والقيم الديمقراطية. من جانب آخر يعتبر تنظيم التظاهرات السلمية الشكل الحضاري الأمثل للإحتجاج والتعبير عن الغضب وسخط الجماهير ضد الأحزاب الرئيسية الحاكمة.

في 17 شباط، الذكرى السنوية الأولى لإندلاع الإنتفاضة الجماهيرية التي شهدتها عدد من المدن الكوردستانية ضد تحزب المجتمع الكوردستاني وإحتكار السلطة، ومن أجل العدالة الإجتماعية والمساواة والمطالبة بالتغيير والتحديث السياسي وإبعاد الحزب من التدخل في شؤون الإقليم ومؤسساته وإنهاء حالة إمتلاك الأحزاب الرئيسية الحاكمة للمؤسسات العسكرية والإستخباراتية بالإضافة الى المطالبة بالقضاء على مصادر الفساد داخل مؤسسات الدولة والحزب، في هذه المناسبة قامت الأحزاب الرئيسية الحاكمة بنشر قواتها الأمنية والعسكرية في المدن الكوردستانية تحسباً لإندلاع التظاهرات مجدداً هناك. هذه الأعمال العسكرية تذكرنا بالأساليب الأمنية والعسكرية للأنظمة الدكتاتورية والإستبدادية التي تؤمن وتسلك الخيار العسكري لقمع الجماهير وترهيب الجماهير وفرض هيمنتها وسيطرتها عليها. نشر القوات الأمنية والعسكرية الحزبية في المدن الكوردستانية اليوم للتصدي لإندلاع التظاهرات عند وقوعها يذكرنا بالأساليب الأمنية والعسكرية القمعية لحزب البعث آبان الحكم البائد في العراق ونشر قواته في المدن الكوردستانية لمنع إحياء الإحتفالات والمناسبات القومية، ولزرع الخوف والرعب في نفوس الشعوب الكوردستانية.

عسكرة المدن الكوردستانية تولد بحد ذاتها حالة الخوف والرعب في نفوس المواطنين وتخلق حالة الإضطراب والإرباك الإجتماعي والتوتر السياسي في المدينة وتؤثر على الإستقرار السياسي فيها بالإضافة الى إنها تؤكد عدم إيمان الأحزاب الرئيسية الحاكمة نفسها بتحسن الواقع السياسي في الإقليم وتخوفها من إندلاع التظاهرات مجدداً، لأنها تدرك جيداً بأن مقومات إندلاع التظاهرات موجودة اليوم أيضاً لأنها غير قادرة أصلاً على إزالة تلك المقومات ولا تمتلك الإرادة السياسية للأصلاح والتغيير السياسي من أجل كسب رضا وثقة الجماهير. عسكرة المدن الكوردستانية تبين أيضاً عدم ثقة الأحزاب الرئيسية الحاكمة بالجماهير وفي المقابل فقدان ثقة الجماهير بهذه الأحزاب وقياداتها السياسية.

تتعامل الأنظمة الإستبدادية والشمولية مع الأزمات والإضطرابات دائماً بالعقلية الپوليسية وبالأساليب الپوليسية وتلجأ الى الخيار العسكري والپوليسي لقمع الجماهير وكبت حرياتها، لكن مالاتستوعبها عقلية تلك الأنظمة هي ليس بمقدور أية سلطة أو نظام حكم دكتاتوري وپوليسي في العالم الوقوف أمام بركان الغضب وسخط الجماهير عندما يتفجر ، والربيع العربي وسقوط الأنظمة العربية الديكتاتورية في تونس ومصر وليبيا واليمن (وسوريا التي تلفظ أنفاسها الأخيرة أمام الإنتفاضات الجماهيرية) خير دليل على ذلك، ولم تتمكن هذه الأنظمة التي كانت تمتلك أبشع الأجهزة العسكرية والأمنية والتي أنشأتها خلال عقود من الزمن من الصمود أمام عزيمة الجماهير والشباب التواقة للحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية ولصيانة كرامة الإنسان.

بدلاً من التعامل الأمني ونشر القوات العسكرية الحزبية داخل المدن الكوردستانية لمنع إندلاع التظاهرات والإعتداء على الطلبة والإعلاميين وإعتقال عدد منهم، كان يتوجب على الأحزاب الرئيسية الحاكمة في الإقليم وقيادتها السياسية وحكومتها الحزبية الإستجابة لمطالب الجماهير الشرعية ووضع خارطة الطريق للتغيير والتحديث السياسي الحقيقي والقيام بإصلاحات ملموسة في شكل النظام السياسي الحزبي القائم وإتخاذ خطوات عملية في طريق محاربة الفساد في شكله السياسي والإداري والمالي داخل مؤسسات الدولة والحزب وتحقيق العدالة الإجتماعية ومنع تدخل يد الحزب في عمل مؤسسات الدولة وتفكيك الإمتلاك الحزبي للأجهزة الأمنية والعسكرية والإستخباراتية ، لأن الحلول السياسية السلمية الحقيقية هي أكثر إدامة وصلابة وقوة وترسيخ للإستقرار السياسي من الحلول الپوليسية القمعية. العقل والحكمة هي التي تسود في حل الأزمة وليس الخيار الأمني والعسكري.

وفي الختام نطالب ونحث القوى الرئيسية الحاكمة في الإقليم الإحتكام للعقل والحوار وإختيار الحل السلمي والإصلاح السياسي للتعامل مع الأزمات والتظاهرات بدلاً من إختيار الحلول الأمنية الپوليسية، لأن هناك دائماً وأبداً طريقاً للإصلاح والتحديث السياسي إذا كانت هناك رغبة وإرادة سياسية حقيقية للتغيير والتحول الديمقراطي عند هذه القوى، من أجل المصلحة الوطنية والقومية العليا.



#قاسم_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيادة الكوردستانية والإدانة الخجولة للقصف
- طبيب يداوي الناس وهو عليل !
- التجاوزات الإيرانية وموقف الدولة الإتحادية وحق الشعوب في الع ...
- ترسيخ إحساس المواطنة والإنتماء الوطني
- الحوار والخيار السياسي السلمي وليس التعامل الأمني والپوليسي
- إلتزام الصمت لمسؤولي الكورد داخل الدولة العراقية الى أين؟
- تعميق الإنتماء الوطني عند إحياء المناسبات الوطنية في الإقليم
- سياسية التضليل وتخويف الجماهير لإيقاف التظاهرات
- التهديد بقطع الأيادي ليس الأسلوب الحضاري للمخاطبة
- دعم ثورات الشعوب واجب إنساني
- توريث الحكم في الإقليم!
- من هي السلطة التشريعية في الإقليم؟
- كبت حريات الجماهير في الإقليم وبأسم الديمقراطية
- المهام السياسية والواجبات القومية المتعلقة بتبني شعار حق تقر ...
- للإقليم وللشعوب الكوردستانية حقوق شرعية أكثر أهميةً تتطلب إب ...
- الحصول على المواقع السيادية والرئاسية ليست الغاية
- الحقوق الشرعية والدستورية للشعوب الكوردستانية بين المطرقة وا ...
- أزمة تشكيل الحكومة العراقية والوضع السياسي في الإقليم وتداعي ...
- حملة العنف ضد حرية الرأي والمغاير لعقلية السلطة الحاكمة في ا ...
- الصراع من أجل الظفر بمنصب رئاسة الوزراء في العراق والحقوق ال ...


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم محمد علي - الإصلاح والتغيير السياسي أم عسكرة المدن الكوردستانية