أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم محمد علي - تعميق الإنتماء الوطني عند إحياء المناسبات الوطنية في الإقليم














المزيد.....

تعميق الإنتماء الوطني عند إحياء المناسبات الوطنية في الإقليم


قاسم محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 3312 - 2011 / 3 / 21 - 12:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إن جميع المناسبات الوطنية الكوردستانية هي جزء من تأريخ وتراث الشعب، كذلك يعتبر جزء من تأريخ هذا الشعب، بكل مكوناته وإتجاهاته السياسية وإنتمائاته الحزبية، الإنتفاضات الشعبية وجميع الكوارث والمأسي والمجازر التي أرتكبت بحق هذا الشعب، نتيجة السياسات الشوفينية للإنظمة العراقية المتعاقبة قبل 2003 ، وإنكارها للحقوق القومية المشروعة للكورد في العراق، وفي المقابل إصرار الشعب الكوردي ونضاله المشروع من أجل الحصول على حقوقه الوطنية والقومية ومن أجل الحرية والديمقراطية وصيانة كرامة المواطن الكوردي. وبالتالي تحتم المسؤولية الوطنية على الأحزاب الرئيسية الحاكمة في الإقليم التعامل مع هذه الأحداث، عند إحياءها، من المنظور الوطني ووضعها في إطارها الوطني وأن يسود الطابع الوطني والتلاحم الجماهيري أجواء تلك المناسبات والمأسي بالإضافة الى رفع رايات كوردستان فقط، من أجل تغذية الجماهير بالمفاهيم الوطنية وإصطفاف الجماهير حول التراث الوطني وفي سبيل تعميق الإنتماء الوطني وبناء المواطنة على القيم الوطنية لكي يشعر كل فرد في الإقليم بأنه جزء من الكل، بأنه جزء من الحدث، بأن مايجري هو جزء من تأريخه ومن تراثه والذي يؤدي بالضرورة الى تعميق وترسيخ اللحمة الوطنية . لكن ما يحدث في الإقليم هو للأسف الشديد عكس هذا التوجه، وما رأينا في هذه الأيام، ذكرى الإنتفاضة الجماهيرية لعام 1991في عموم المدن الكوردستانية، رأينا وللأسف الشديد بأن الطابع الحزبي غطى أجواء تلك المناسبة الوطنية وتحولت الى إحتفالية حزبية وقامت الأحزاب الرئيسية الحاكمة مرةً أخرى بتقسيم كوردستان على أساس حزبي وعملوا على تلوين كوردستان بالرايات الصفراء والخضراء وعم الخطاب السياسي الحزبي جميع المدن الكوردستانية، وبالتالي تم تجريد هذه المناسبة من محتواها الوطني بالإضافة الى إن كل مواطن لا يتفق مع الإتجاه السياسي لهذه الأحزاب يجد نفسه فجأةً خارج هذه المناسبة التي هو في الحقيقة جزأً منها. هذه الرؤية الحزبية الضيقة لا تتناسب مع واقع الإقليم في هذه المرحلة لبناء الدولة وبناء المواطنة على القيم والمفاهيم الوطنية من أجل ترسيخ الإنتماء للدولة والذي يعمق في المقابل إحساس وشعور المواطن لحماية مصالح الإقليم والتضحية من أجلها. أما تحويل هذه المناسبات الوطنية الى إحتفالات حزبية، تؤدي بالضرورة الى تعميق التخندق الحزبي والى شق الصف الوطني وتعزيز الإنتماء الحزبي وتفضيل الولاء الحزبي على الولاء الوطني.

المصيبة الكبرى عندنا تكمن في إن الأحزاب الرئيسية الحاكمة تتعامل وللأسف الشديد مع الواقع السياسي الجديد في الإقليم بنفس عقلية الجبل الحزبية وكما كانت الحالة السياسية آنذاك في زمن النضال الثوري المسلح بأن الحزب مسؤول عن جماهيره الحزبية وعن مقاتليه (مع فخرنا وإعتزازنا بقوات الپيشمركة البطلة آنذاك التي قارعت الإنظمة العراقية الفاشية قبل 2003 بكل شجاعة وبطولة وضحت بحياتها الغالية للدفاع عن أرض كوردستان وشعبها)، ناسين هذه الأحزاب إنهم اليوم السلطة الحاكمة، وبالتالي هم مسؤولون، ومن خلال حكومة الإقليم، عن قيادة المجتمع الكوردستاني بكل مكوناته وإتجاهاته السياسية وإنتمائاته الحزبية، مسؤولون عن بناء المواطنة في ذات الفرد الكوردستاني على أساس القيم الوطنية. وبالتالي يتوجب على القوى الرئيسية الحاكمة إستثمار جميع المناسبات والمأسي الوطنية من أجل توحيد الصف الوطني وترسيخ الإنتماء الوطني، وليس إستثمار تلك المناسبات في سبيل المصلحة الحزبية ، وأن تغطيها بالطابع الحزبي واللون الحزبي والخطاب السياسي الحزبي، بالإضافة الى تغليب الولاء الحزبي والقبلي والعائلي أو تغليب الولاء للمدينة والمنطقة على الولاء الوطني، والتي تؤدي بالنتيجة الى تفكيك المجتمع وشق الصف الوطني وإضعاف الروح الوطنية عند الفرد.

من ناحية أخرى تتذكر الأحزاب الرئيسية الحاكمة المأسي والمجازر الوطنية مرة واحدة في كل سنة، فقط عند إحياء ذكرى الفاجعة، هذا وإننا نعيش في هذه الأيام الذكرى الثالثة والعشرين لمجزرة هه لبجة المؤلمة التي نفذها النظام العراقي البائد في 16 آذار عام 1988حين إرتكب أبشع المجازر بحق البشرية في العصر الحديث. رغم وجود الأدلة الكافية ورغم مرور أكثر من عشرين عاماً على تحرير إقليم كوردستان، لم تتمكن أو بالأحرى لم تعمل الأحزاب الرئيسية الحاكمة وقيادتها السياسية وحكومات الإقليم المتعاقبة بجدية وببرنامج من أجل تصنيف هذه المجزرة البشعة دولياً بجريمة الإبادة الجماعية.
إن عوائل الشهداء والمؤنفلين والجماهير الكوردستانية عامةً ليسوا بحاجة الى أن تتذكر تلك المأسي والجرائم يوم واحد فقط في كل سنة، بقدر ما تهمهم كيفية تعاطي حكومات الإقليم المتعاقبة والأحزاب الرئيسية الحاكمة وقيادتها السياسية مع هذه الأحداث على أرض الواقع وحجم إهتمامهم بعوائل الشهداء والمؤنفلين من الناحية النفسية والمادية والمعنوية بالإضافة الى توفير الحياة الكريمة لهم، إعادة إعمار قراهم ومدنهم، بناء المدارس والمستشفيات لهم وتقديم الخدمات الأساسية لهم.

نتمنى أن تتعلم الأحزاب الرئيسية الحاكمة سياسة وثقافة الفصل بين المناسبات والإحتفالات الحزبية وبين إحياء ذكرى المأسي والمناسبات الوطنية، التي هي أصلاً ملك الشعب، وبالتالي يجب أن تسودها الطابع الوطني، من أجل تعميق الإنتماء الوطني.



#قاسم_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسية التضليل وتخويف الجماهير لإيقاف التظاهرات
- التهديد بقطع الأيادي ليس الأسلوب الحضاري للمخاطبة
- دعم ثورات الشعوب واجب إنساني
- توريث الحكم في الإقليم!
- من هي السلطة التشريعية في الإقليم؟
- كبت حريات الجماهير في الإقليم وبأسم الديمقراطية
- المهام السياسية والواجبات القومية المتعلقة بتبني شعار حق تقر ...
- للإقليم وللشعوب الكوردستانية حقوق شرعية أكثر أهميةً تتطلب إب ...
- الحصول على المواقع السيادية والرئاسية ليست الغاية
- الحقوق الشرعية والدستورية للشعوب الكوردستانية بين المطرقة وا ...
- أزمة تشكيل الحكومة العراقية والوضع السياسي في الإقليم وتداعي ...
- حملة العنف ضد حرية الرأي والمغاير لعقلية السلطة الحاكمة في ا ...
- الصراع من أجل الظفر بمنصب رئاسة الوزراء في العراق والحقوق ال ...
- توحيد الأجهزة العسكرية في الإقليم كان يتوجب أن يكون واجباً و ...
- تحقيق التطوير الإقتصادي من خلال وجود قاعدة صناعية وبرنامج إق ...
- الغليان الشعبي والإنتفاضة الجماهيرية من أجل الكهرباء في العر ...
- من يبادر بإرسال قافلة الحرية والنجاة لوقف العدوان الإيراني ع ...
- من أولويات المشاريع الخدمية لپرلمان الإقليم شراء السيارات ال ...
- التحلي بلغة العصر الحضارية ولغة الحوار وتجنب لغة التهديد وال ...
- حماية وسلامة المواطن في الإقليم من مسؤولية من؟


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم محمد علي - تعميق الإنتماء الوطني عند إحياء المناسبات الوطنية في الإقليم