محمد المراكشي
الحوار المتمدن-العدد: 3897 - 2012 / 10 / 31 - 19:57
المحور:
كتابات ساخرة
ونحن نشاهد عبر القنوات التلفزية آثار الدمار التي تركتها "ساندي" على أرض الولايات المتحدة ، نترك كعادتنا كل إمكانية للتفكير في أن الذي يقع هناك قد يقع هنا ،و ان الذي يكتوي به الآخرون قد نكتوي به نحن !
هي عادتنا التي ورثناها في جينات التخلف العظيمة التي تسكننا ، فتجعلنا نتخيل أننا بعيدين عن الألم الذي ينخر الآخرين ! فنحن بعيدون فعلا أن نكون تحت نيران اسرائيل في غزة ،أو تحت همجية الأسد في الشام،أو حتى شدة الاعصار ساندي !!
ربما يلزمنا الكثير من الزمن لترميم الذوات في اتجاه الاحساس بالآخر الذي قد يصبح فجأة نحن،سلطة أو مجتمعا أو أفرادا ! فمن كان من ديكتاتوريينا يتوقع ما وقع له؟ ومن من الناس الطيبين البسطاء كان يظن أنه سيصبح يوما فارا إلى اللجوء ! ومن كان يظن أن من بنيويورك وواشنطن قد يعيش الهلع !؟
إنما ، نحن في حاجة الى ساندي كثيرا في بلاداتنا العربية ! ساندي آخر يجعل اللعبة كلها تعاد من المهد ، ليدمر الفساد الجاثم على بلادنا من أقصاها إلى أقصاها ! ساندي قوي يأخذ بالجد مالم تستطع حكومات الثوار و أشباه الثوار و المتمسحين في الشارع أن تمسسه فتعايشت معه !!
ساندي الذي نحتاج ،يحمل رياح التغيير بدل الرماد الذي ذر في عيوننا ،ليمنحنا الحرية و الديمقراطية التي لا يمنحها عاقل عندنا !! ولا الاكثرية مستعدة للموت من أجلها !! يتحول ساندي عندنا إلى ما يشبه القديس ،أو القديسة ساندي !!
لا ادري لم نحن في بلاداتنا العربية بعيدة عن الأعاصير ، فحتى الطبيعي منها يعيد الأرض إلى البناء الأول فيعاد ،ربما ،كل شيء !
لكن ، حتى في عز الحلم ذاك ،يخرج فينا من يؤكد بعده البعيد عنا ! فمديرية الأرصاد عندنا سبقت كل الحديث لتبشرنا بالخبر أن المغرب بعيد كل البعد عن مسار ساندي !!!
#محمد_المراكشي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟