ماذا يريد العسكر؟؟

محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 09:14
المحور: كتابات ساخرة
    

الناظر للعسكر عبر التاريخ تصيبه الحيرة ،إذا لم ينل منه الدوار ! فهم غالبا حماة الحمى ،أو غزاة على حمى الاخرين..يضربون بالسيف وغيره حماة حمى آخرين !! فلا يظهر أن اسباب اختلاق هذه المهنة كانت نبيلة و لا خبيثة !! هم من اختلفت فيهم آراء الناس و التاريخ ،فضاعت الحقيقة بين بنادقهم !
يظهر عسكر الوندال او الرومان و الفرس أو العرب و غيرهم كلما طلب منهم الساسة ذلك ،أو لنقل كلما أمروا فيفعلون ما يومرون..يدكون ،يزرعون الرعب ، يغزون او يفتحون لافرق..عقيدتهم في ذلك واحدة ،فلا نحتاج ان نتعلم الأدب و التحضر على ايدي الفاتحين سواء الذين جاؤوا مع بونبارت أو الذين دخلوا مع بوش !! لا فرق..
تسأل نفسك ،وربما سال نفسه من قبلك بقرون خلت ،و في النفس غمة و شعور بالضجر ،ما الذي يريده العسكر؟؟ يزيدون المساحات دون أن يظهر لهم اثر بعد ذاك..و يسحبون الأرواح دون أن يسالوا عن جحيم ما اقترفت بنادقهم...ماذا يريدون؟؟
رغم كرههم الشديد للسياسة ،هم خدامها..و مع كرههم للساسة هم حماتهم !! و مع إقبالهم الشديد على الموت و الهلاك المبين ،يستميتون من أجل حياة مكنوا فيها بالقوة من كل شيء ! ذاك ما خبرتنا عنه كتائب العقيد ، وفيالق الأسد منذ عام و نيف !!
لا نكاد نرى أن في الأمر ريبة بعد الآن، فالذي يقتل باسم الأسد لا حبا فيه أو في رقبته الطويلة ،و إنما في البقاء على أكوام الرماد و الجثث شامخا بالقوة التي ألف ،و السلطة أو التسلط-لافرق- التي اعتاد،و نعمة الامتياز على بقية الخلق !! لا ريبة إذن ...
لا نكاد نرى ريبة في الأمر بعد الآن ، فالذي يكمل دستورا في مصر من هواه و على هواه ، و يحشر انفه المليئة برائحة البارود القديمة في شؤون الحكم المدنية،لا يبغي حكما بيده و إنما حكما باسمه..فهو الفاتح مالم يفتح و الناصر من لم يشهد التاريخ له سوى بانتصارات على الميكروفون !!
ليس في الأمر ريبة ..فذاك الذي يريده العسكر مجرد حماية من جنون الدهر فهو غدار لا أمان له..حصانة تصنعها البذل التي ما مسها غبار معارك و لا مداد تاريخ...

#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل