أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زاهر الزبيدي - الموظف الكسول .. مسؤولية مَنْ ؟














المزيد.....

الموظف الكسول .. مسؤولية مَنْ ؟


زاهر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3897 - 2012 / 10 / 31 - 12:38
المحور: المجتمع المدني
    


في تصريح للسيد يونادم كنا رئيس لجنة العمل والشؤون الاجتماعية النيابية كشف فيه "أن العامل العراقي لايعمل اكثر من 48 يوما في السنة الواحدة ، مؤكدا ان هذه الظاهرة تدل على"الفوضى" وعدم وجود استراتيجية في عمل المؤسسات الحكومية" .. التصريح أعلاه جاء في حديث لصحيفة المواطن العراقية وأضاف السيد كنا " أن الموظف العراقي وحسب المعايير الدولية ساعات عمله قليلة جدا مع اقرانه في باقي الدول" .. وفي موضوع ذي صله نشرت مجلة لانسيت الطبية البريطانية تقريراً شمل 102 بلداً، كان العراق فيها في المركز الـ 14 من بين الشعوب الأكثر كسلاً في العالم حيث كان ضمن العشرة الأوائل .
ولنتسائل هنا .. من المسؤول عن هذا الكسل وضعف الأداء للموظف العراقي أو العراقي بشكل عام ؟ وسؤالنا موجه الى المؤسسات الحكومية والصناعية منها بالذات .. والجواب الوحيد وبسؤال أيضاً .. من المسؤول عن رسم الخطط الصناعية لبلد مثل العراق ؟ أنها الحكومة من تقوم بوضع الخطط التنموية الستراتيجية ومنها مؤسساتها الصناعية التي تبدع في إيجاد طرق لنقل تكنولوجيا تصنيعية حديثة وتدخلها البلد بطرقها المعروفة وحسب حاجة الشعب اليها لتستثمر بها تلك الطاقات المعطلة والكسولة .
فمنذ عام 2003 ولغاية يومنا هذا تُهّرب العملة الصعبة العراقية بطرق مختلفة وبحجج واهية لإستيرادات "غبية" كان من الممكن تجاوزها خلال سنوات قليلة مع توفر تلك الموارد البشرية الكبيرة والمواد الأولية اللازمة للصناعة .. فاليوم لا تجد على رفوف الأسواق في العراق الغذائية منها الأستهلاكية والسلعية الكهربائية أي منتج ، إلا ماندر ، وهو مصنع في العراق .. وهذا المصنع في العراق لم تُصنِعه المؤسسات الصناعية العراقية بل صنّعه أفراد من القطاع الخاص في غرف مؤجرة في أحد شوارع بغداد .. أما ما صنعته المؤسسات الصناعية العراقية فلازال يفتقر الى المقاييس النوعية الصناعية في انتاجه لتتفوق عليه المنتجات ،الصينة، نوعاً وكلفة وبكل جدارة واستحقاق .
المسؤول عن كسلنا هو الوزير والمدير العام أو المدير التنفيذي ومدراء التخطيط في الوزارات ممن يرسمون سياسات مؤسساتهم الصناعية والإنتاجية كل عام وتخصص لهم المبالغ الطائلة والتي بلغت في موازنة 2012 ما يقارب الـ 30 مليار دولار لم يتم استثمارها بشكل أمثل في بناء وحدات صناعية كبيرة تستقطب الكم الهائل من الموظفين والعاملين المقيدين الآن في السجلات الحكومية وأولئك العاطلون عن العمل والذين يساوون العاملين عدداً من المنتشرين شوارع العراق مع ملفاتهم بحثاً عن عمل .
المسؤول الأول عن هذا الكسل هي المحاصصة الطائفية التي ألزمنا بها انفسنا والتي تسببت في في ترشيح من لا يمتلك الخبرة في إدارة المؤسسات الصناعية الكبيرة التي كانت قائمة قبل 2003 ونهبتها ايدي الحواسم .. مشاريع كبيرة تكلف وقت بناءها سنوات عدة لتتلفها "إرضة" الحوسمة في أيام ولم يتبق منها حتى الهياكل المعدنية .. ولنتسائل أيضاً .. من يرينا مصنعاً لمنتجاً عراقياً خالصاً جديداً أكمل بناءه بعد عام 2003 ؟ ولو افترضنا أن لا يوجد مثل هذا المصنع اليوم .. فكم مدير قسم أو مدير عام أو وزير كلف موظفين بعمل بحوث علمية عن منتجات جديدة أو عن مواضيع بـأختصاصاتهم وكافئهم على ذلك ؟ كم مدير قسم أو مدير عام أو وزير أقام الندوات التطويرية لموظفيه وانتشلهم من كسلهم بحكمة ؟
ايها الأخوة الموظف ليس مسؤولاً عن كسله بل مسؤوله هو الذي يسائل عن هذا الكسل وأرى أن المدير ذاته كسول والكسل بطبيعته مع عدم الشعور بالمسؤلية ينتقل تدريجياً من قائد المؤسسة الى العامل فيها ومحصلته النهائية أننا ننتج كسالا غير قادرين بالمرة على الإنتاج .. ننتج موظفين يبحثون عن العطلات الرسمية والأعذار المرضية بشق الأنفس ومهما تطلب الأمر .. ننتج موظفين ، لم نوفر لهم عملاً يتقاضون منه حوافز مالية تساعدهم على معيشتهم ، فيتوجهون الى سرقة دوائرهم .. فترى الواحد منهم ، إذا لم يكن نائماً ، جالساً مطرقاً رأسه يفكر .. كيف يسرق قطعة ما من دائرته وكيف يهربها الى خارج المؤسسة؟ .. أو كيف يتبع أكثر الطرق مكراً للوصول الى "لجنة المشتريات في تلك المؤسسة " !
وعليه فأن المسؤول عن هذا الكسل هي السلطات بأجمعها التشريعية منها والتنفيذية فلكل منهم دوراً في كسلنا هذا .. وسيستمر بلا توقف وقد نحرز المرتبة الأولى ولا يسلم الوطن حتى على تلك الـ 48 يوماً عمل في العام .. ما دمنا نغرق شعبنا كل يوم في قضية سياسية وأزمة مفتعلة هدفها أن يدوم الكسل وأن ندخل جميعنا في دوامة من عقم التفكير في إنتاج شيء نرضي به تطلعات ابناء شعبنا .. فحتى يومنا هذا لم تتفتق افكار مؤسساتنا التصنيعة عن خطط تتيح لنا أن ننتج وأن نبدع .. فعندما تبدع الحكومة يبدع الشعب .. وبعكس ذلك لنعلق على مكاتبنا عبارة " بلا إزعاج رجاءاً".. وحتى يصحو قادتنا من غفوتهم .. دعونا نائمين رجاءاً !



#زاهر_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مضى عيد للموت .. وبأنتظار آخر !
- إختلاس الحشيش .. وأشياء أخرى !
- إعدام .. شجرة !
- اليابان وجسر الصرافية !
- إيجارات المباني للمؤسسات الحكومية
- ما بين - بنين وعبير - نكسة إخلاقية كبيرة
- الفساد في زمن الكوليرا !
- كي لا نظلم الحمير!
- الدور الثالث .. نعمة أم نقمة
- إرهاب الجيل الرابع
- نوبل للعلم .. نوبل للفساد !
- السطو في وضح النهار .. إرهاب جديد !
- نعم انتم عراقيون .. ولكن !
- حيوانات مفترسة في العراق
- بسماية .. الأمل .. والمصير المجهول ؟
- أخلعوا الأبواب رجاءاً !
- توجهات شبابنا على موقع اليكسا Elaxa
- إرهاب في الأول الأبتدائي !
- -غزوة- تكريت الأخيرة .. من المسؤول ؟
- التلوث البيئي في العراق .. الى أين ؟


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زاهر الزبيدي - الموظف الكسول .. مسؤولية مَنْ ؟