من اجل توحيد اليسار الشيوعي العراقي

طارق حميد امين

الحوار المتمدن-العدد: 3893 - 2012 / 10 / 27 - 06:21
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    

لقد نتج عن التطور التاريخي لمجتمعنا اشكالامن أنماط الإنتاج التي لم تصل الى معالم التغير الشامل او الجذري في صيرورة تكون النمط الرأسمالي وأخرها رأسمالية الدولة بالرغم من وجود طبقة عاملة ذات امكانيات ثورية الا انها ظلت تراوح ببطء في منحى تطوري تابع عموما لسوق العمل ولتسلط طبقات اجتماعية لاتخرج عن التوجه الاقطاعي والعشائري ولم يسمح التطور بدفع المجتمع نحو التقدم الاجتماعي لوجود رأسمالية الدولة الوطنية التي لم تاخذ على عاتقها مهمة بناء المجتمع الحد يث وتحقيق تنمية صناعية وزراعية واجتماعية. ان بقاء العراق بعد الاحتلال في ظلام التأخر والتخلف وإشاعة الخرافات والعادات والممارسات الأسطورية هو انعكاس لهيمنة أفكار الرجعية الدينية طويلة الأمد وتجذر مصالحها مع مشاريع الاحتلال وتوجهات الرأسمال المعولم وتشكل القوى الاجتماعية ذات الاتجاه والميول الثورية التحررية الحقة وفي طليعتها قوى اليسار الشيوعي موقفا هاما في مجموع حركة التقدم الاجتماعي المضاد لحركة الرأسمال المتوحش ويجب ان تتحمل القوى الشيوعية الثورية بحكم ضرورات الوقع الراهن للصراع القسط الأساسي في الإسهام في معركة التحرر الشامل من كل إشكال الاضطهاد الاقتصادي والاجتماعي والطبقي .ان الإمكانات الهائلة التي خلقتها الفجوة العميقة للتطور العلمي والتكنولوجي والمعرفي للعولمة من جهة والواقع الاجتماعي المتخلف الذي افرزه الاحتلال يجعل من الطموح المشروع في البدء بعملية الخروج من إشكالية الحركة الشيوعية العراقية .ان النفس القصير لقوى اليمين الشيوعي ومخاوفه الدائمة من تجذر الفكر الشيوعي الثوري قد أوقع هذه القوى في ظاهرة المراوحة السياسية والدوران المضاد والبعيد عن مسار الحل الصائب للخروج من اشكالية ازمة الحركة الشيوعية بالاتكاء على أرضية سياسية واجتماعية مهيأة عمليا لانتصار قوى اليمين حيث يتحرك اليمين المتأصل الجذور للسيطرة على كل مفاصل السلطة ومؤسساتها مزيحا كل القوى اليسارية والتقدمية التي تشكل عبئا مورقا لبرنامج اليمين .ان أزمة تراجع تأثير الفكر الشيوعي في العراق هي حالات ملازمة لإشكالية تطور الحركة الشيوعية وما أفرزته من تناقضات ساهمت في إرباك النضال الوطني والطبقي مع احتدام الصراع بين توجهات قوى التقدم الاجتماعي من جهة وبين قوى التخلف والرجعية وما رافق هذا الصراع من احداث ومحصلات تضاد مصالح وارادات هذه القوى على فاعلية الحركة الشيوعية على الرغم من اختلاف زوايا النظر فان التقويم الموضوعي والمراجعة النقدية للعديد من المسميات التي دخلت العراق بعد الاحتلال قد ساهمة في استباحة وتفكيك مؤسسات الدولة العراقية على الرغم من كون الحكم المزاح كان حكما فرديا دكتاتوريا مقيتا الا ان الدولة العراقية تبقى محصلة نضال الشعب منذ ثورة العشرين والتي استكمل بناؤها بعد الظفر الذي تحقق بالتحرر السياسسي اثر ثورة 14 تموز. ان مهمة بناء حزب شيوعي ثوري تتطلب استنهاض كل قوى اليسار الشيوعي من اجل وضع الية عمل تؤهلها لبناء الحزب بخطوات اشمل وأعمق لتجاوز حالات التشرذم بتضافر كل الجهود من اجل تصفية الأجواء المشحونة بالتشهير والصراعات غير المبدئية التي فتت اليسار الشيوعي العراقي ودمرت الروح الثورية للشيوعيين وانتهت بالعديد منهم الى الضياع خارج الحركة او السقوط في التيارات الأخرى وكذلك يجب التشديد على ان يكون موقفنا الطبقي والوطني واضحا وثابتا تدركه الجماهير لأجل ترسيخ التقاليد الثورية في مجمل الممارسات اليومية للنضال الطبقي والوطني والعمل على توطيد العمق الفكري للنهج الماركسي من اجل توحيد اليسار الشيوعي العراقي في تنظيم شيوعي ينسجم ومتطلبات مرحلة التحرر الوطني ومايرافقها من صراع طبقي متداخل يؤكد ارتباطه بتراث وتاريخ الحركة الشيوعية وتضحياتها الجسام من خلال تجاوز الواقع الحالي من حيث الامكانيات الفكرية والسياسية وتوفير كل شروط التقدم من خلال العمل على خلق صيغ جديدة للنضال مفعمة بالثقة المتبادلة الخالية من كل اشكال الوصاية والمزايدة والغرور من اجل تدعيم وحدة اليسار الشيوعي واعادة بناء حزبه الشيوعي الملتزم بالنهج الماركسي

#طارق_حميد_امين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات