نحو تحصين الجبهة الداخلية

أيمن الدقر

الحوار المتمدن-العدد: 1130 - 2005 / 3 / 7 - 09:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

لا يمكن القول بأن القرار السوري بالانسحاب الكامل من لبنان ليس قراراً مرناً، فقد تميّز القرار بوعي عالٍ لما يحاك للمنطقة بشكل عام ولسوريا بشكل خاص، ولم يعد خافياً على أحد حجم الضغوط التي تعرضت وتتعرض لها سوريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي تمثل إرادة إسرائيل في المنطقة، تلك الإرادة التي يتبناها صقور الإدارة الأمريكية دون نقاش أو جدل..
كان خطاب الرئيس الأسد واضحاً وشارحاً لما تتعرض له البلاد، وأشار في خطابه إلى أنهم سيقولون (هذا لا يكفي) وفعلاً، وبعد أقل من ساعة قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية (هذا لا يكفي لأن الرئيس لم يقل بأنه سينسحب الآن).
إذن، نحن أمام عملية مسبقة التصميم، يعود تصميمها إلى ما قبل مقتل الشهيد رفيق الحريري بسنوات، حيث بُدئ بإخراجها منذ مجزرة إسرائيل في جنين ثم الحرب على العراق مروراً باغتيال عرفات وأخيراً وليس آخراً اغتيال رفيق الحريري.
الكرة الآن في الملعب الدولي، إذ إن الانسحاب الكامل من لبنان هو تنفيذ لاتفاق الطائف والقرار 1559، فماذا بعد ذلك؟
المتوقع أن يتم تصعيد الضغوط الأمريكية ورفع وتيرة الاتهامات ضد سوريا من خلال العراق وفلسطين، وهنا لسنا بحاجة إلى التفاصيل، فالجميع على علم بالتهم الأمريكية الجاهزة (إيواء مخربين، دعم الإرهاب، تسريب مقاتلين.. الخ) إذن نحن أمام هجمة شرسة (لن تخمد) لذلك لابد أمام هذه الهجمة من تحصين (الجبهة الداخلية السورية) لأنها الأساس في أية مواجهة.
وقد أشار السيد رئيس الجمهورية إلى التحضيرات لعقد مؤتمر قطري لحزب البعث (قريباً) حيث يؤمل أن يعالج المؤتمر القضايا الداخلية وأن يعطيها جلّ اهتمامه بدءاً من وضع المواطن المعيشي الصعب وإيجاد حلول لهذا الوضع لأن قضايا وإجراءات كثيرة تتوقف على انعقاد هذا المؤتمر، خاصة في الوضع الاقتصادي السوري كقبول فكرة دخول اقتصاد السوق رسمياً، إضافة إلى الإصلاح السياسي الذي يرتبط بإيجاد قانون للأحزاب والجمعيات الأهلية وتطوير الجبهة الوطنية التقدمية وتفعيل أدائها مقابل الأحزاب التي قد تتشكل فيما لو صدر قانون لها وتمثيلها في الحكومة ومجلس الشعب، وإيجاد قانون انتخابي أكثر تطوراً بحيث يسمح لكل الأطياف السياسية السورية أن تعمل بحرية تحت سقف القانون..
إن التحديات الخارجية كبيرة وشرسة، ولن تجد لها منفذاً إلى الداخل السوري في حال كان جميع السوريين يعملون تحت مظلة واحدة هي مظلة الوحدة الوطنية.

#أيمن_الدقر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات