أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عصام عبد العزيز المعموري - ذكرياتي في اليمن - الحلقة الحادية عشرة















المزيد.....

ذكرياتي في اليمن - الحلقة الحادية عشرة


عصام عبد العزيز المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 3878 - 2012 / 10 / 12 - 10:55
المحور: سيرة ذاتية
    


ذكرياتي في اليمن – الحلقة الحادية عشرة
الأستاذ المساعد الدكتور عصام عبد العزيز المعموري – معهد إعداد المعلمين – بعقوبة – العراق
..................................................................................................................
أحاديث سودانية في القسم الداخلي
كنت في القسم الداخلي في ثانوية الشهيد جواس في مودية أقوم بدور (فيصل القاسم ) في برنامج ( الاتجاه المعاكس ) حيث تتعالى صرخات الأخوة السودانيين في نقاشاتهم التي لا تنتهي حول الشأن السوداني وكانوا يمثلون شطري السودان الشمالي والجنوبي وتعلمت أن أميز بين السوداني الشمالي والجنوبي من لون البشرة وغلاظة الشفتين فالشمالي ذو سمرة فاتحة وشفتاه ليست غليظتين على عكس الجنوبي ذي السمرة الفاحمة وغليظ الشفتين .
كان معنا ( قات قوت سيمون دول) مدرس مسيحي من (جوبا) في جنوب السودان وكان طويل القامة نحيفا" وكان الأخوة اليمانيون يقولون له : ( ياليتك قات حقيقي وليس بالاسم فنمضغك وقت الحاجة ) حيث فيه مواصفات القات الذي يعشقونه ( طويل ونحيف ) وكانوا يسمون هذا القات ( مطول) .
جاءنا يوما" أحد المدرسين السودانيين العاملين في مدينة (لودر ) المجاورة ضيفا" وكان خال المدرس ( همام دي مانيال ) المدرس المسيحي الذي أسلم مع جميع أخوته عندما كانوا صغارا" وكان هذا المدرس الضيف خريج الجامعة الأمريكية في بيروت قسم التاريخ فسألته عن دراسته في الجامعة الأمريكية وكيف كانوا يدرسون التاريخ فقال : ( في أول يوم في قسم التاريخ دخل علينا دكتور أمريكي وقال لنا لا تصدقوا كل ما تقرأوه في التاريخ فمجرم اليوم هو بطل الغد وبطل اليوم هو مجرم الغد ولا تضعوا كل ثقتكم في كل ما تقرأونه وسوف أعمل لكم تجربة تثبت لكم ما أقول ) وكان في الصف الدراسي 40 طالبا" وقال : سوف أخبر الطالب الأول في الصف جملة قصيرة وأطلب منه نقلها للطالب المجاور وكل طالب ينقل الخبر للمجاور له وأستلم الخبر من آخر طالب في الصف وأرى مقدار التغير الحاصل على الخبر .
واختار جملة بسيطة وهمس في اذن الطالب الأول وقال له : أريد منك أن تنقل الجملة الآتية للطالب المجاور لك ، وكانت الجملة هي: ( طرد المدرس الطالب) ، وهمس الطالب الأول في أذن الطالب الثاني وأخرجه المدرس خارج الصف وقال له : ماذا قال لك الطالب الأول ، فقال له
( طرد المدرس الطالب لأنه متأخر ) فسجل الدكتور مقدار التغيير في نقل الخبر ( لأنه متأخر ) وطلب من الثاني نقل الخبر للثالث وسأله بعد اخراجه خارج الصف : ماذا قال لك ؟ فأجاب :
( طرد المدرس الطالب لأنه متأخر خمس دقائق ) وسجل الدكتور مقدار التغيير ( خمس دقائق ) وهكذا استمرت العملية الى آخر طالب واذا بالخبر مجلدات ، فقال لهم الدكتور : اذا كان خبر بسيط يتكون من ثلاث كلمات تحول الى مجلدات في زمن مقداره 40 دقيقة فكيف نثق بأخبار وأحداث حدثت قبل آلاف السنين ؟
جنوب السودان مجهول تماما" بالنسبة لنا ففيه قبائل كأنها تعيش في الزمن الموغل في القدم ، وفي الجنوب 80 لهجة محلية ولكل قبيلة لهجتها الخاصة التي لا يفهمها الآخرون ولغة التفاهم بين القبال المختلفة هي لهجة عربية متعثرة تسمى ( عربي جوبا ) الا أن المتعلمين من تلك القبائل يتخذون من الانكليزية وسيلة للتفاهم بينهم ، وينتمي حوالي 90% من سكان الجنوب الى أديان محلية قبلية وثنية فيما ينتمي 10% للدينين الاسلامي والمسيحي .
حدّثني زميلي السوداني ( همام ) عن قبيلة ( الشلك ) وهي من القبائل النيلية العريقة والتي تشمل قبائل ( الشلك والدينكا والنوير ) .
في الزواج لا يقدم أبناء هذه القبيلة المال كمهر بل يقدمون الأبقار بدلا" منه شأنهم شأن القبائل الأخرى . بطلهم المقدس يسمونه ( نياكاناق ) وينسبون له كل المعجزات وهو الإله المعبود . أما عملية انتخاب شيخ القبيلة أو الملك المقدس لديهم والذي يسمونه ( الرث ) فهي عملية معقدة جدا" وأن من ينتخب شيخا" أو ( رث ) يجب أن يكون فيه الكثير من صفات
( نياكاناق ) من حيث القوة الجسدية الجبارة وأن يكون خاليا" من أي مرض ، ومن العار على القبيلة أن يموت شيخها بشكل طبيعي بل عندما تشعر القبيلة بمرضه ، عليهم قتله ، ولذلك على الشيخ أن يتظاهر دائما" بالقوة والنشاط والا قتل من أقرب الناس اليه ، ولذلك عندما ينجب الشيخ أبناء" فانه يوزعهم على القبيلة خوفا" من قتله على يد أبنائه لكي يفوزوا بمنصب ( الشيخ ) . ويمتلك الشيخ صلاحيات واسعة جدا" دينية ودنيوية ولا سلطة فوق سلطته ولايوجد حد أعلى لعدد زوجاته واذا توفي الشيخ فكل نسائه هن زوجات لأبنه ماعدا أمه وماينجبه من أولاد لقاء تلك الزيجات فهم أخوة وليسوا أبناء" له .
عندما تريد مقابلة الشيخ فعليك الزحف على ركبتيك وصولا" اليه كنوع من التقديس ويمنع الوصول اليه مشيا" ، وفي يوم ما حكم الشيخ بالاعدام على وزير النفط السوداني في زمن الرئيس جعفر النميري حيث كان هذا الوزير من أبناء قبيلة ( الشلك ) وتوسط هذا الوزير لدى الرئيس من أجل اعفائه من العقوبة وتقديرا" للرئيس أعفي من هذه العقوبة .
ويقول زميلي السوداني : ( في يوم ما أصيب شيخ القبيلة أو الرث بمرض عضال أفقده القدرة على التواصل مع أفراد قبيلته ، ولكنه يخشى اظهار مرضه أمامهم خوفا" من قتله على يد أقرب الناس اليه للفوز بمنصبه وكان الشيخ عندما يراهم يدّعي القوة وعدم المرض .. وذهب سرا" الى احدى مستشفيات الخرطوم للتداوي وعندما علم أفراد قبيلته بذلك دفعوا مبلغا" كبيرا" لاحدى الممرضات فزرقته بإبرة أفقدته الحياة وجاء أبناء القبيلة مستبشرين بقتل شيخهم لأنهم يعتقدون أنه من العار موت شيخهم مريضا" .. فيجب على الشيخ أن يكون قويا" دائما" لكي تبقى روح النياكاناق متجسدة فيه .. وان من ينسب له قتل الشيخ تكون له الأولوية في تنصيبه شيخا" ان امتلك المؤهلات الاخرى ) .
وروى لي زميلي ( عز الدين ) وهو من ولاية ( شندي ) في شمال السودان بأنه من المخجل لديهم عندما تكون مغتربا" أو مهاجرا" وتعود الى أهلك وتذهب أولا" الى عائلتك الصغيرة فيجب عليك لكي تحصل على رضا أبناء مدينتك أن تتجول عليهم فردا" فردا" وتبقى أيام عندهم وفي آخر المطاف تذهب الى عائلتك الصغيرة .. ويقول بأن المغتربين كانوا يتحايلون على الناس بذهابهم سرا" الى عوائلهم الصغيرة أولا" ويقضون لديهم عدة أيام ثم يخرجون منهم فجرا" دون علم الناس ويذهبون لزيارة أبناء المدينة مدّعين بأنهم جاءوا توا" .
أما زميلي ( قات قوت سيمون دول ) وهو من (جوبا) في جنوب السودان فيقول بأن من تقاليدهم أنه اذا شاهدوا زوجة الابن أصبحت حاملا" فيرسلوها الى أهلها ويمنعون ابنهم من التواصل مع زوجته لأنهم يعتقدون بأن الغاية من الزواج هي الانجاب فقط فمادامت الغاية تحققت فما ا لداعي لابقاء الزوجة في البيت ؟ وهم يعتقدون أيضا" أن المعاشرة الزوجية تضعف قدرات الزوج الجسدية وهم يريدون ابنهم قويا" دائما" .. ويستطرد زميلي بالقول ويقول : كنت ألتقي بزوجتي سرا" دون علم أهلي عندما تكون حاملا" لأنهم يمنعوني من التواصل معها .



#عصام_عبد_العزيز_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرياتي في اليمن - الحلقة العاشرة
- ذكرياتي في اليمن - الحلقة التاسعة
- ذكرياتي في اليمن - الحلقة الثامنة
- ذكرياتي في اليمن - الحلقة السابعة
- ذكرياتي في اليمن - الحلقة السادسة
- ذكرياتي في اليمن - الحلقة الخامسة
- ذكرياتي في اليمن - الحلقة الرابعة
- ذكرياتي في اليمن - الحلقة الثالثة
- ذكرياتي في اليمن - الحلقة الثانية
- ذكرياتي في اليمن - الحلقة الاولى ( قبل دخولي الى اليمن )
- البادئات واللواحق Prefixes&Suffixes في اللغة الانكليزية - حر ...
- البادئات واللواحق Prefixes&Suffixes في اللغة الانكليزية - حر ...
- البادئات واللواحق Prefixes&Suffixes في اللغة الانكليزية - حر ...
- البادئات واللواحق Prefixes&Suffixes في اللغة الانكليزية - حر ...
- البادئات واللواحق Prefixes&Suffixes في اللغة الانكليزية - حر ...
- البادئات واللواحق Prefixes&Suffixes في اللغة الانكليزية - حر ...
- البادئات واللواحق Prefixes&Suffixes في اللغة الانكليزية - حر ...
- الاصول الأجنبية لبعض الكلمات الشعبية التي نتداولها - الجزء ا ...
- البادئات واللواحق Prefixes&Suffixes في اللغة الانكليزية - ال ...
- البادئات واللواحق Prefixes&Suffixes في اللغة الانكليزية - ال ...


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عصام عبد العزيز المعموري - ذكرياتي في اليمن - الحلقة الحادية عشرة