أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أحمد زكارنه - لمحة عن «جاليريا- الريماوي صبٌ على نارٍ هادئة














المزيد.....

لمحة عن «جاليريا- الريماوي صبٌ على نارٍ هادئة


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 3877 - 2012 / 10 / 11 - 11:57
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


«حين تمتطي الأيام عجلة الوقت ثم تدور بنا، فإننا سوف ننسى كل ما من شأنه أن يعلق بهذا المقطع الذي ورد في احد نصوص المجموعة القصصية للقاص الفلسطيني الصديق "ناصر الريماوي" اعترف أني غردتُ بعيداً عن مجموعتي الريماوي "جاليريا، وميرميد"، اللتين وضعهما بين يدي منذ فترة، هزمتني فيها الأيام التي امتطت عجلة الوقت وهي مسرعة باتجاه فقدان حاسة التذوق لعوالم فيها من الدهشة المتحفزة وألق الحضور، ما يكفي للتمدد ساعات طويلة امام بساطة وشفافية لوحات « جاليريا « الريماوي – إن صحت تسمية المجموعة القصصية باللوحات – الآسرة بمفرادتها الغنية المقتربة حد الالتصاق من لغة الشعر الحالمة، في اسلوب سردي لم يُخفي مجابهته المعلنة للمحاولات المستمرة، لاستلاب الوطن من الذاكرة، الأمر الواضح تماماً في حضور شرطي الزمان والمكان في اغلب قصص المجموعة ومنها: "جدارٌ من الطين" أو "عروق الدالية" أو "صباح ممطر".
هذا التمدد الجغرافي التاريخي دفع القاص للاتكاء على جدار انسان الزمان والمكان، فكان حضوره طاغياً يؤسس لدائرة أكثر عمقاً، قد تمكنه من كسر حاجز الغربة أو الاغتراب أو الإثنين معاً، وهو ما يتجرع مرارته القاص، دون حاجة ملحة لالقاء القبض على المزيد من الأدلة الدامغة، لاثبات أنه حينما يكتب، إنما يحاكي وطنه في مرآته، ليُخرجَ لنا عرضه المستمر برسم كافة الهموم المفتوحة على جميع الاحتمالات المقترحة.
ما يميز هذه المجموعة القصصية، انطلاقاً من عنوانها "جاليريا" هو سطوة مشهدية "الانطولوجيا" التي تستدرج القارئ، باتجاه الحضور الدائم والمنتبه لكل تفاصيل مسرح الحدث وشخوصة، في تعمد واضح لمشاركة القارئ تحديد الايقاع الحسي للانفعالات، على نحو يضعه في شبهة العلاقة التبادلية بينه وبين ضمير الغائب الحاضر في كل مفردات المشهد، وبالتالي معايشته، معايشة شبه كاملة قد تحفزه على التبصر عميقاً في الوجود بكل مفرداته ومكوناته.
في هذا السياق نلحظ استخدام القاص لأسلوب الصوفية في مشاهد تبدو موزعة باتقان في خارطة لوحات المجموعة، ولكنها حاضرة بقوة لا تخلو من التناقض احياناً، والتقلب احياناً اخرى، تحديداً فيما يخص مفهوم المكان لدى القاص وآليات محاكاته، وهي حالة قد يمر بها الراوي، كانعكاس طبيعي للصراع الداخلي، المتورط اصلاً في تكوين شخصية "الريماوي القاص" العامل في حقل الهندسة الآلي صباحاً، المفتون بجماليات اللغة ومفرداتها الحالمة مساءً، على نحو جمع هذه الثنائية الفريدة في متن واحد، يفرز لنا بشكل شبه يومي بعضاً من زيت لوحات الـ "جاليريا" المصبوب على النار – التي كانت قبل التورط في عوالمها – ناراً هادئة.



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى متى؟!
- أبناءُ منْ نحن؟!
- الإخوان في الميزان
- الشعب، تأبط شراً
- المتهم مدان حتى تثبت براءته
- على الأصل دور
- بروتوكولات الإخوان لإسقاط الأوطان ج2
- حمدين صباحي معادلة الهزيمة - الانتصار
- الأربعاء الأخير..
- فكّر بغيرك
- الوطن بشيقل.. وكل العرب ببلاش!!
- خطبة الوداع أم جماع الوداع
- ابن الهلاك...
- فلسطين الجزء المتاح
- مجانية الحرية
- خضر عدنان التجارة والموضة..
- لكل قاعدة استثناء
- الانفلاس الأمني وحزب الكنبة
- نحو حوار وطني ثقافي
- بين أن تكون مش داري أو تكون أحمد داري


المزيد.....




- أعزّ الأصدقاء.. وحيدا قرن يأكلان العشب ويستمتعان بالشمس في ح ...
- -تبادل كثيف لإطلاق النار-.. حقيقة فيديو اشتباكات تعز باليمن ...
- علماء يحاولون تطوير DNA من لا شيء
- ملوحاً بـ -اتفاق وشيك-.. ترامب يُعلّق على ردّ حماس بشأن مقتر ...
- فيضانات عارمة في تكساس: 13 قتيلاً على الأقل وأكثر من 20 فتاة ...
- انطلاق سباق فرنسا للدراجات من مدينة ليل والسلوفيني بوغتشار م ...
- نيوزويك: ما تجب معرفته عن مغادرة مفتشي الوكالة الدولية للطاق ...
- يوهان فاديفول وزير الخارجية الألماني
- رد حازم من ترامب على احتمال إعادة تفعيل إيران لبرنامجها النو ...
- ترامب يرجح التوصل إلى اتفاق بشأن غزة الأسبوع المقبل


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أحمد زكارنه - لمحة عن «جاليريا- الريماوي صبٌ على نارٍ هادئة