على الأصل دور

أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 3800 - 2012 / 7 / 26 - 16:55
المحور: المجتمع المدني
    

لا شك ندرك جميعا أن اليوتوبيا أو المدينة الفاضلة، كانت ولا تزال مجرد حلم أفلاطوني كامن في أعماق النفس البشرية، لم ولن تتحقق في هذه الحياة التي اتيناها عرايا وسنرحل منها كما اتيناها.
حينما كنت في زيارتي الأخيرة لمصر أم الدنيا، عنيت كثيراً وأنا ابحث عن مصر التي اعرفها، عن أهلها، وآلمني جداً أن اشتاق إليها وإليهم وأنا فيها، فمصر التي اعرف كانت أجمل وأطيب، أرقى وأنضج، مصر الأمن والأمان، مصر العلم والمعرفة، مصر الذوق والأخلاق الطيبة، كل ذلك اختفى بقدرة قادر إلا ما رحم ربي.
في إحدى السهرات التي جمعتني ومجموعة من المصريين، ذهبت بصحبة الإعلامية والصحفية الصديقة « حنان شومان» التي تتمتع بجملة من الصفات الشخصية الجميلة، فهي تلك الشخصية المهذبة، المحترمة، المتدينة، الكريمة، ابنة الأصل التي تربت على القيم والمبادئ والأصول والأدب والتواضع.
لا ابالغ في هذا الوصف ابداً، كما أني لا أنكر قوة شخصيتها، وطول لسانها في الحق، وجرأة افكارها، والأجمل اشتباكها الدائم مع نسختها المصغرة، ابنتها « هنا « التي أخذت منها القليل وأضافت من شخصيتها الكثير من قوة وجسارة واندفاع الشباب.
لحسن الحظ أو سوئه لا أدري تماما اصطدم كلانا أنا وحنان، بشخصية كاريكاتورية مريضة نفسياً، ممن استفادوا من التطور التكنولوجي وارتدوا اقنعة اخرى لا تشبه وجههم، يحاولون من خلالها تعويض النقص الموجود بحياتهم الواقعية فى العالم الافتراضي، كل ذلك تحت مسمى الأدب، والأدب منهم براء، جاهلين أو متجاهلين أن ممارسة الفعل الأدبي ليس تفجيراً فلسفياً أو كلاماً مزركشاً وربما منافقاً في أغلب الاحيان، كما يفعل بعض الفارغين من أي مضمون يذكر، ولكنه إن لم يكن فعل أدبي يكسوه الأخلاق فهو حتماً سيؤدي عاجلاً ام اجلاً إلى فقدان الهوية والاحترام، تلك الصفات التي تميزنا نحن العرب عن سوانا من العرايا، والعُري هنا عُري من كلِ أدبٍ وأخلاقٍ وتربية، فيا أصحاب «الأدب « ومدعيه إن العلم ليس مسألة حسابية وإنما العلم مسألة أخلاقية، والأدب والأخلاق صفات لا يمكن أن تتوفر إلا من المنبع، ما يدفعنا إلى اتجاهات اعمق كثيراً نبحث فيها عن المضمون ونردد: على الأصل دور.

#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات