أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الفتاح السرورى - الفلسفة المعمارية














المزيد.....

الفلسفة المعمارية


محمد عبد الفتاح السرورى

الحوار المتمدن-العدد: 3875 - 2012 / 10 / 9 - 11:58
المحور: الادب والفن
    


الفلسفة المعمارية
عندى يقين لايتزعزع بأنه هناك ثمة علاقة لا تنفك عراها بين النسق المعمارى لأى مجتمع وبين النسق الثقافى السائد فيه .... وأن جماليات الفن المعمارى تلقى بظلالها على سلوكيات الأفراد أى أن المبنى يؤثر فى المعنى , والمبنى ليس مجرد بناء أصم من الطوب والحجر بل هو كائن حى له روح ولغة يتحدث مع ساكنيه ومع من يتعاملون من خلاله و... إن القبح المعمارى الذى يرتع فى بلادنا إنما هو فى حقيقة الأمر سببا وليس نتيجة وأعنى بذلك أن العشوائيات ليست نتيجة الفقر ولكن العكس فالفقر نتج بسبب سيادة العشوائيات لأن المبانى النظامية تنشئ بالتبعية وتخلق فرص عمل .... وهذا هو السبب فى توفر بعض من فرص العمل فى فى الأحياء الراقية لأنها وبحكم تكوينها المعمارى النظامى يكون من السهل إفتتاح المتاجر والأسواق بها وعشرات المحال ذات الأنشطة المختلفة على عكس الأحياء العشوائية والتى لايمكن أن توفر أى فرص عمل اللهم قيادة التوتوك...... لا يخفى على أحد أن أسباب الإعجاب التى يكنها المواطن الشرقى للحضارة الأوروربية تكمن فى روعة مبانيها ونظام شوارعها وجمال طرقاتها وسيادة الحدائق والنافورات الجميلة بل وتعد بعض المبانى والشوارع من ضمن معالم بعض المدن التى يحرص السائح على زيارتها فأين نحن من ذلك كله ؟ إن المتأمل للطرز المعمارية السائدة فى مبانينا السكنية يرى العجب وبمعنى أصدق وأدق لايرى إلا القبح هذا غير التمازج والتداخل بين طبيعة المبانى المخصصة للسكن والمبانى الإداريه والتى يجب أن يكون تصميمها الداخلى والخارجى مناسبا لطبيعة النشاط الممارس فيها وطبعا هذا لا يحدث لأن هناك العشرات من الشقق السكنية تم تحويلها لأغراض تجارية وطبيه مما أوجد حالة قد لا يكون لامثيل لها فى العالم المتحضر ..ومنذ عدة سنوات خلت قامت الدولة بتحويل عشرات القصور والفيلات الى مدارس ومصالح وهيئات حكومية وكان هذا التصرف بمثابه كارثة لأن تلك المبانى لم تصمم ولم تهيأ لممارسة تلك الأنشطة ولكن من صممها صممها فقط لغرض السكن فأضحت مسخا لا معنى له فلا هى ظلت على حالها قصور جميلة تسر الناظرين ولا هى أمست مكانا مناسبا ومريحا للمترددين عليها من المواطنيين بعدما أن أصبحت هيئات ودواويين ... والسؤال الذى يطرح نفسة هل تظل السيادة لهذا القبح المعمارى أم أنه يجب أن تصاغ القوانيين والتشريعات وتصدر القرارات التى تعيد للهندسة المعمارية أهميتها تلك الأهمية التى يغفل عنها الكثيريين والتى يعتبرها البعض رفاهيه لا يجب الحديث عنها ,, أعود وأؤكد أن التصميم المعمارى للبنايات يجب أن يتماشى مع طبيعة النشاط الممارس داخله وأنه لا يجب ترك الحبل على غاربه لأى مقاول فى أن يفعل ما يشاء بالمبانى التى يقوم ببنائها ... جميعنا يلحظ البون الشاسع بين العمارات والبنايات التى صممها المهندسون الأوربيون عندما كانت مصر حاضنة للجاليات الأجنبية وبين تلك المسوخ المشوهه التى إرتفعت بعد ذلك والخالية تماما من كل أشكال الجمال والرقى ... إن الحديث عن الفلسفة المعمارية ليس حديث رفاهية بل هو حديث يصب مباشرة فى صميم تكويننا الثقافى والسلوكى وأيضا النفسى والمعنوى ويوم أن تركنا كل معانى الجمال تركنا معها أيضا كل معانى الرقى والتحضر فى القول والفعل والفكر والسلوك ولكن ... الصورة ليست قاتمة فهنالك العشرات وربما المئات يتخرجون كل عام من عموم كليات الهندسة فى مصر وهؤلاء بالإضافة الى طلبة وخريجى كليات الفنون الجميلة جميعهم يمكن بالفعل أن يحولوا هذة الغابات الأسمنتية التى لاملامح لها الى حديقة غناء من الطرز المعمارية الرفيعة التى تنتمى الى كافة فنون العمارة العربية والإسلامية والأوروبية أيضا وان يسترد الفن المعمارى مكانته تلك المكانة التى فقدها منذ أمد طويل فصارت للعشوائية الغلبة والسؤدد ... العشوائية حتى فى العمارات الشاهقة والتى ترتفع ببلاهه فى شوارع ضيقة وفى أحياء كانت يوما راقية يوم ان كان المجتمع كله كذلك



#محمد_عبد_الفتاح_السرورى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديكتاتورية العدد
- نظرية إرضاء الجماهيير
- المجتمع الذى عمى عن عواره
- الفوضويون وشرف الكلمة
- هل نعيش فى مرحلة ما قبل البديهيات؟
- تمكين المرأة
- تساؤل وحيرة
- أطفيح وما جرى فيها
- هل نسى مبارك نصيحته لصدام حسين؟
- ملاحظات على موضوع الخلافة الإسلامية
- وثائق مقدسية تاريخية-دراسة فى تاريخ وثائق القدس
- سفير التراث
- مهرجان القاهرة السينمائي
- كلود مونيه
- الأستدة
- المعضلة الإسلامية الفرعونية
- إقرأوا معى تلك الحادثة!!
- كاميليا الأهم التى نسيناها
- أفيشات السينما المصرية
- غربة الاقباط فى مصر


المزيد.....




- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الفتاح السرورى - الفلسفة المعمارية