أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبد الفتاح السرورى - ديكتاتورية العدد














المزيد.....

ديكتاتورية العدد


محمد عبد الفتاح السرورى

الحوار المتمدن-العدد: 3778 - 2012 / 7 / 4 - 15:56
المحور: المجتمع المدني
    


ما أعنيه ها هنا بمصطلح ( ديكتاتورية ) العدد يختلف إختلافا كليا وجزئيا عن الديكتاتورية المعروفة بإسم ديكتاتورية الأغليبة فديكتاتورية الأغلبية تعنى أن بسيادة الأغلبية تسود معها منظومة القيم والأراء التى تعتنقها وتتبناها كما أن ديكتاتورية الأغلبية تولد أساسا من رحم عملية ديموقراطية حقيقية والتى من خلالها تتسيد الأغلبية وبناءا عليه تفرض هذه الأغلبية معاييرها حتى على الأقلية التى تناهضها وشرعيتها فى ذلك أنها ترتكن الى الأغلبية التى أتت بها الى موضع إتخاذ القرار أى أن ديكتاتورية الأغلبية تعد شكلا من أشكال الديموقراطية مثل التصويت على قرار ما بأغلبية الآراء كما أن ديكتاتورية الأغلبية لاتنعدم معها الشفافية ولاتتضمن الإستخفاف بالرأى المقابل حيث أن الأغلبية تعلم جيدا أنها تملك زمام إتخاذ القرار بحكم أنها الأغلبية .... والسؤال الذى يطرح نفسه الآن ما هو الفرق بين ديكتاتورية الأغلبية وبين ديكتاتورية العدد التى أعنيها وأعنون بها هذا المقام , ما أعنيه بديكتاتورية العدد هو أن تصبح عملية إتخاذ القرارعملية عدديه بحتة أى أن القرار يرجع الى غلبة العدد وليس الى غلبة المنفعة وبمعنى آخر أن تكون عملية إتخاذ القرار خوفا من رد فعل ( العدد) وهذه فى حد ذاتها كارثة كبرى , إن أى طريق وأى منهج غير المنهج العلمى فى الإدارة لن تكون ثماره إلا وبالا المجتمع بأكمله ومن المعروف أنه من الناحية السيكولوجية إن إجتمع عدد غفير من الناس فإنهم يشعرون بقوتهم تلقائيا فإذا ما دعم هذا الجمع ضجة وصخبا فإن الثقة تزدادا والإحساس بالقوة ينتشى وينمو ولكنهم أشبه بمن يستعرض عضلاته فى المرآه لايرى إلا نفسه ولا يشعر إلا بذاته ولكن عند المواجهه الحقيقية مع الواقع فإن النتيجة سوف تختلف لأن الهتاف الجماعى لا يعطى إلا الإحساس بأن هذا هو الرأى المعبر والأوحد عن الغالبية الحاضرة والغائبة) وتلك لعمرى لقسمة ضيزى ..... ديكتاتورية العدد فى حقيقة الأمر ما هى إلا الخنوع - وليس فقط الخضوع - الى صوت الغوغائية التى تهتف بما تعى وبما لا تعى المفارقة أن هذا العدد قد ينتقل فجأة من رأى الى الرأى النقيض له فى لمح البصر فقط يكفى أن يتولى أحدهم ممن يجيد الهتاف وتأليف الشعارات ويتمتع بمصداقية عددية يكفى أن يوجه هذه الاعداد الى الرأى المخالف - ولسوف تتبعه حينذاك , هذه العقليات الإتباعية فى كينونتها وبنيتها هذه العقليات التى لاتعرف شيئا عن النظم الحديثة والمناهج المتحضرة فى تسيير الأمور و شئون الحياة وتكره الإبداع كراهية عمياء اللهم إلا إبداع الشعارات الرنانة والمسجوعة بمهارة أحيانا وبسذاجة وبلاهه أحايين , , ديكتاتورية العدد هى أن يسرق - العدد- رأى الآخرين ويتحدث بإسمهم دون تفويض ديكتاتورية العدد هى السيادة للأكثر عددا وليس للأكثر عقلا هى السيادة للأعلى صوتا وليس للأعلى علما ..... لا يستقيم حال مجتمع طالما أن العدد فيه هو القائد وهو المحرك لا تتقدم دولة طالما أن ناصية الأمور بها ليست بيد الخبراء والمتخصصين وأهل العلم والإدارة , كيف تتقدم دولة وهى تحت التهديد الدائم بإقتحام المؤسسات والمقار الرسمية ؟ فى بلادنا الآن ديكتاتورية بغيضة وكريهه ومرفوضة هى ديكتاتورية العدد هذا العدد الذى صارت له الغلبة والسؤدد تعضده فضائيات رعناء وصحف أشبه بالمنشورات لها مانشيتات حربية الصياغة , ديكتاتورية العدد هذه إن لم نواجهها فلسوف تبتلعنا وإن لم نقاومها فلسوف تدمرنا وقد تعلمت فى الحياة درسا بليغا مؤداه
أن الرد هو الوقاية وأن المقاومة هى الأمان ,,,,أقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم ....وللوطن



#محمد_عبد_الفتاح_السرورى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية إرضاء الجماهيير
- المجتمع الذى عمى عن عواره
- الفوضويون وشرف الكلمة
- هل نعيش فى مرحلة ما قبل البديهيات؟
- تمكين المرأة
- تساؤل وحيرة
- أطفيح وما جرى فيها
- هل نسى مبارك نصيحته لصدام حسين؟
- ملاحظات على موضوع الخلافة الإسلامية
- وثائق مقدسية تاريخية-دراسة فى تاريخ وثائق القدس
- سفير التراث
- مهرجان القاهرة السينمائي
- كلود مونيه
- الأستدة
- المعضلة الإسلامية الفرعونية
- إقرأوا معى تلك الحادثة!!
- كاميليا الأهم التى نسيناها
- أفيشات السينما المصرية
- غربة الاقباط فى مصر
- هل نعتذر عن الإهتمام بالشأن العام؟


المزيد.....




- جيش الاحتلال الإسرائيلي يدمر مخيما لإيواء النازحين وسط قطاع ...
- لترهيب الأسرى الفلسطينيين.. بن غفير يوجه بتعليق صور للدمار ف ...
- الجيش الإسرائيلي يدمر مخيماً لإيواء النازحين وسط قطاع غزة
- وفاة مواطنين نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال الساعات الـ24 ا ...
- العفو الدولية تتهم واشنطن بتوظيف الذكاء الاصطناعي لمراقبة ال ...
- -سوف تندم على هذا-.. اعتقال مساعدة المدعي العام خارج مطعم في ...
- وزيرة الاستيطان الإسرائيلية: سأصوت لاستمرار حرب غزة حتى لو ق ...
- الأمم المتحدة تدعو إسرائيل لوقف مستوطنات تنهي حل الدولتين
- مشاريع إعمار إدلب تثير الجدل بين النازحين
- وزيرة الاستيطان: سأصوت لاستمرار حرب غزة حتى لو قتل الأسرى


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد عبد الفتاح السرورى - ديكتاتورية العدد