أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سردار عبدالله - اين كان الرئيس اللبناني عندما كان الرعاع يحاكمون حكومة الأوادم؟















المزيد.....

اين كان الرئيس اللبناني عندما كان الرعاع يحاكمون حكومة الأوادم؟


سردار عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1126 - 2005 / 3 / 3 - 10:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ماذا يمكن ان يقال بحيث يكون بمستوى الملحمة التي حدثت على مدى اسبوعين واثمرت في تلك اللحظة المشرقة من مساء الثامن والعشرين من شباط فبراير الذي سيبقى مخلداً في تاريخ لبنان والمنطقة كلها؟ خاصة وان تسارع وتيرة الأحداث اصبح يتجاوز ارقامه القياسية حتى المتوقعة منها. في مثل هذه اللحظات يبدو ان الإبتعاد عن التنظير و(الكلام الكبير) اسلم الطرق لتجنب الوقوع في الفخ, وفي المقابل يبدو ان البديل شبه الوحيد هو محاولة اقتناص اللحظات والصور واللقطات الصغيرة العابرة التي يمكن ان تكون اكثر تعبيرا وبلاغة من كتابة مجلدات. وعلى ذلك قررت ان اكتفي باقتناص لقطات صغيرة خاطفة في عمرها, وكبيرة معبرة وشافية في حجمها ودلالاتها.
اللقطة رقم 1
سارع نواب المعارضة اللبناية للإنضمام الى الحشود المتجمعة في ساحة الشهداء بعيد اعلان عمر كرامي استقالة الحكومة, وشاركوا ابناء وطنهم فرحة الإنتصار الكبير, لكنهم اجمعوا في كلماتهم على ان ما حدث ليس سوى البداية وهناك الكثير الذي يجب انجازه, وشددوا بعد تأكيدهم على ان هذا النصر هو نصر للشعب اولاً ثم للمعارضة ونوابها, على الإستمرار في الأعتصام الى يتم تحقيق كل الأهداف التي من اجلها قامت الإنتفاضة اللبنانية. من الصعب جداً التكهن بما كان يدور في قلوب ومشاعر النواب الذين تحدثوا الى شعبهم, لا سيما في تلك اللحظة المنتشية, اللهم إلاّ الذين صادفوا في حياتهم انجاز انتصارات كالتي توجت مساء الثامن والعشرين من شباط فبراير.. ولكن ما قالوه يبدو ابعد حدوداً وتأثيراً مما عنوه وقصدوه. الواضح انهم حين قالوا بأن هذه ليست إلاّ البداية, كانوا يقصدون بأن هناك استقالة الأجهزة الأمنية, وكان اقصى ماقيل هو انسحاب القوات السورية من لبنان.. ولكن وعلى غفلة من انتشاء المنتصرن في بيروت, ترى كيف كان رجع الصدى على هذه الجملة السحرية(هذه ليست سوى البداية) في العواصم والمدن العربية الاخرى, وخاصة في دمشق وحلب والقامشلي و...؟ المؤكد هو ان هذه ليست سوى البداية, وان هذا الحدث الجلل لن يمر هكذا مرور الكرام, وان المشهد في العالم العربي يشبه الى حد كبير جداً اوروبا بعد سقوط جدار برلين... فستكون هذه البداية,ليس لخروج القوات السورية من لبنان فقط, بل ان الأمر اكبر بكثير وان الأنظمة القوموية المستبدة في العالم العربي والمنطقة برمتها قد دخلت مرحلة المواجهة التي لامفر منها.
اللقطة رقم 2
قبل الرئيس اللبناني اميل لحود استقالة الحكومة, وطلب من رئيس الحكومة المستقيل ان يستمر في تصريف الأعمال. هذا الخبر تداولته الوكالات.. ولم نسمع غير هذا الخبر, فبى الوضع في لبنان كالتالي: في لبنان كانت هناك حكومة تستقيل تحت ضغط الشعب والمعارضة.. وكانت هناك معارضة تقود الشعب والإنتفاضة الحضارية السلمية... وكان هناك رمز وحد الشعب بكل الوانه وطوائفه هو ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري... وكان هناك شعب يحتفل بالإنتصار.. لا بل كان هناك الموالون الغاضبون الذين دخلوا على المشهد فجأة في طرابلس, كان لبنان في تلك اللحظة المصيرية الحاسمة يملك كل شيئ إلاّ رئيس دولة. فعلى اميل لحود الذي تسبب بكل ما حدث وذلك نتيجة تمسكه بكرسي الرئاسة, ان يسأل نفسه, ترى هل هو الرئيس الفعلي والحقيقي للبنان... الواضح هو ان ما حدث في ذلك المساء المليئ بالمعاني والدلالات في ساحة الشهداء, كان استفتاءاً بليغ الدلالات على رئاسة اميل لحود. ان اهم ما اعلن عنه نواب المعارضة هو تمسكهم بالدستور الذي خرقه السوريون وذلك باصرارهم على التمديد لرئاسة لحود, ولكن ياجماعة, الدستور ليس نصوصاً جامدة يحق للرئيس التعامل معها بهذه الإنتقائية الصارخة, وان على من لا يستطيع الإرتقاء الى مستوى التمثيل المعنوي والأخلاقي والشعبي والوطني للدستور ولروح الدستور, ان يترك المسؤولية لإرادة الشعب الذي يعرف مصلحته اكثر من غيره... فهل كان هناك رئيس في بيروت مساء الثامن والعشرين من شباط فبراير؟
اللقطة رقم 3
بينما كان الشعب اللبناني يحتفل في ساحة الشهداء بانتصاره المدوي وبأرقى اساليب المعارضة السلمية والمدنية والحضارية, كان اتباع كرامي يحرقون الإطارات في طرابلس ويطلقون النار في الهواء, الى ان وصل الأمرالى اراقة دماء, ترى هل ستستمر اعمال الشغب, لا سيما اذا استمرت الأنتفاضة في ساحة الشهداء؟ الحقيقة هي ان هذه الأعمال لن تغير شيئاً من النتيجة الحتمية.. وان هذه الإنتفاضة ستحقق نتائجها, ليس في لبنان وحدها, بل ستنتشر العدوى الى العواصم الأخرى, وان مثل احداث طرابلس لن تقدم او تأخر في المسألة بشيئ, ولن يجني اصحابها سوى المزيد من الخسارة المعنوية والسياسية والأخلاقية.
اللقطة رقم 4
بعد غياب كامل للوزراء عن شاشات الفضاءيات, فجأة اطل ومن على شاشة العربية وزير البيئة اللبناني في الحكومة المستقيلة(وئام وهاب), وتوعد واتهم وانفعل ووصف المعارضة بالعصابة, لا بل ووصف المحتشدون في ساحة الشهداء بالرعاع وقال ودون ادنى شعور بالخجل وبالحرف الواحد(كيف يطالب الرعاع بمحاكمة الأوادم؟)... يا لهذه الكارثة, كيف يمكن ان يصف سياسي عشرات الآلاف من ابناء (وطنه) بالرعاع ويستعلي عليهم بكل هذه الصلافة ليصف جماعته وربعه بالأوادم؟ قال ذلك ودون ان يحسب اي حساب لحرمة بقعة الأرض التي وقف عليها الشعب اللبناني, تلك البقعة التي اصبحت رمزاً للشهداء وتحولت بعد استشهاد الرئيس الرمز رفيق الحريري الى ساحة للحرية, ودون اي حساب لذكرى الرجل الذي لم يجف دمه بعد... ان هذه النبرة ذكرتني ودون ارادة مني, بنبرة محمد سعيد الصحاف وزير الأعلام البعثي الصدامي... تذكرت جراحات وآلام العراق وهو ينزف دماً اثناء انتفاضة العام 1991, حين كان جلادي البعث يتهمون المنتفضين الأبطال بالغوغاء والرعاع, وفي النهاية قاموا بتسمية الإنتفاضة تسمية رسمية كان البعث واعلامه يتداولونه في اليوم الواحد آلاف المرات, فسموها (صفحة الغدر والخيانة), ترى ماذا كان الوزير ورفاقه(الأوادم) فاعلون لو اتيحت لهم ادوات الرفاق في بغداد الأمس؟ الجواب على هذا السؤال واضح, لكن الم يسأل السيد الوزير نفسه وهو يعيش هذه العزلة المطلقة من عمره, لماذا يشبه وزراء حكومة الدمى التي نصبها صدام في الكويت بعد احتلالها؟ وبدلاً من السؤال (كيف يمكن ان يحاكم الرعاع , الأوادم؟), اصبح لزاماً عليه وعلى رفاقه لو ارادوا ان يعودوا الى صفوف شعبهم, ان يتساءلوا وبصدق(ترى كيف قبل الأوادم في لبنان ان حكمهم طيلة هذه االأشهر حكومة فيها اناس لم يحاولوا بعد الإرتقاء الى مستوى افضل بقليل من الرعاع؟)... وحفظ الله لبنان الحر السيد المستقل, وحفظ الله شعب لبنان المسالم المتحضر, وحفظ الله انتفاضة الأرز ... اللهم احفظ لبنان.



#سردار_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيكرر ابو مازن الخطأ القاتل لمسخادوف
- عواصف دمشق ستسبق زلازل طهران
- كيف اغتالت سوريا رفيق الحريري؟
- ما اشبه اغتيال الحريري باحتلال الكويت
- معضلة السلام الشياشانية تحتاج الى قيادة جديدة
- هذا التشنج هو الذي سيقصم ظهر العراق
- الأب القائد المؤسس
- احوال المسيحيين في كردستان العراق واوهام سليم مطر المريضة
- استهداف مكتب العربية عين لا تحتمل رؤية الحقيقة
- تصريح للناطق الرسمي بأسم المؤتمر الوطني العراقي في كوردستان ...
- كردستان تشرك معها العالم في الإحتفال بكذبة نيسان
- تصريح رسمي للناطق باسم المؤتمر الوطني العراقي في كردستان
- من نواجه في كركوك؟
- على من تجاوز سعدي يوسف على الطالباني ام على نفسه؟
- استقراء الواقع بادوات جديدة - العلاقات العراقية التركية ودور ...
- اعادة صياغة العلاقات العراقية العربية - مجلس الحكم المؤقت وج ...
- حملة علاء اللامي على العراق ما الهدف منها والى اين يمكن ان ت ...
- معارك وهمية في انتخابات نقابة الصحفيين - هل يمكن قيام الديمق ...
- نزيف الدم الليبيري بين صمت العالم والتردد الأمريكي
- اخبار ومقالت منشورة في (النبأ)الصادرة صباح اليوم بمدينة السل ...


المزيد.....




- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سردار عبدالله - اين كان الرئيس اللبناني عندما كان الرعاع يحاكمون حكومة الأوادم؟