أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سردار عبدالله - اخبار ومقالت منشورة في (النبأ)الصادرة صباح اليوم بمدينة السليمانية















المزيد.....



اخبار ومقالت منشورة في (النبأ)الصادرة صباح اليوم بمدينة السليمانية


سردار عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 412 - 2003 / 3 / 1 - 15:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


المقال الأفتتاحي للعدد الأول من (النبأ) الملحق العربي لصحيفة (هه وال)الكردية الصادرة 1/3/2003 بمدينة السليمانية بكردستان العراق

 

على القمة العربية مساندة قيادة المعارضة لحماية العراق من المخاطر الأقليمية

 

 

من المقرر أن تبدأ اليوم أعمال القمة العربية بمنتجع (شرم الشيخ) التي تنعقد في ظروف حساسة و مصيرية بالنسبة لمجمل المنطقة العربية، فالمنطقة تمر بتحولات لابد للكل من أخذها بنظر الأعتبار و الأستعداد للتعامل معها بحكمة و تعقل و بعيداً عن روح الجمود و الشعارات الطنانة و كذلك بعيداً عن المجاملات التي أحبطت غالبية المحاولات و الجهود العربية الرامية للتوصل الى خطاب واقعي عقلاني يخدم المجتمعات العربية و ينتشلها من حالة الضياع و التخلف. النظام الدكتاتوري في العراق الذي شق الصف العربي باحتلاله لدولة الكويت في الثاني من آب (1990)، يحتل الجزء الأكبر من جدول القمة، و القسط الأكبر من انقسام القادة العرب في هذه القمة ايضاً يعود الى اختلافهم حول ملف العراق.

      بات من المؤكد بأن نظام الرئيس صدام حسين على وشك الرحيل و أن تغيير هذا النظام أصبح حتمياً، وقد أستكملت جميع الأستعدادات لانجاز هذه المهمة، فقوات الحلفاء متأهبة لذلك و دبلوماسية الولايات المتحدة و حلفائها ماضية لكسب المعركة الدبلوماسية، و الأهم من كل هذا فان قيادة المعارضة العراقية توصلت الى اجماع وطني حول مستقبل العراق و كل القضايا التي تخص مستقبل البلد و نظامه المقبل. اذن فلم يعد أمام العالم من مفر آخر لايقاف الحرب، الا تنحي صدام عن السلطة و اقامة البديل الديمقراطي الفيدرالي الشرعي، و بات على قادة العرب الكف عن الدوران حول المشكلة و الدخول مباشرة في صلب القضية التي تعتبر المفتاح الرئيسي لجميع القضايا المعقدة و العالقة في المنطقة. فبرحيل صدام و اقامة الديمقراطية في العراق فان المنطقة ستقف امام مرحلة جديدة للتحول السياسي و الاقتصادي و كما أن حرب الخليج الثانية أدت الى مفاوضات مدريد، ثم اوسلو و اقامة السلطة الفلسطينية على أرض فلسطين، فان رحيل صدام يمكن ان يشكل بداية جديدة لبدء المفاوضات العربية الاسرائلية و لا يغفل المراقب الموضوعي بوادر هذا الاحتمال في الأفق السياسي للمنطقة.. ثم بمجرد رحيل هذا النظام فان العلاقات العربية تتخطي أهم و أكبر عثرة أمامها لكي تبدأ من جديد بصياغة خطاب يخدم أولاً و قبل كل شيء شعوب المنطقة، و يمكنها من فتح صفحة جديدة في علاقاتها بما فيها دولة الكويت التي ستحسم و الى الأبد قضية أسراها مع البديل الشرعي المتمثل بقيادة العراق المقبل.

    ان أحرار العراق و قادته الشرعيين قد حسموا أمرهم و أتفقوا في صلاح الدين بكردستان العراق المحررة على اقامة نظام ديمقراطي فيدرالي عادل يخلف النظام الديكتاتوري في القريب العاجل انشاء الله. و عليه فلم يتبق قادة العرب مبرر لعدم التعامل مع القيادة الشرعية التي انتخبت مؤخراً في صلاح الدين، إلاّ اذا كانوا يخافون التغييرات الديمقراطية في عراق المستقبل، و هذا خوف غير مبرر بالطبع. و من المؤكد بأن النظام السياسي العربي لا يشرفه بأي شكل من الأشكال و أن ينتمي اليه هذا النظام الدكتاتوري الذي قتل شعبه و قسم العرب و أعطى الذريعة لكل القوى الدولية و الاقليمية للتدخل المباشر في المنطقة.

    أيها القادة العرب.. ان اليوم يختلف عن الأمس اختلافاً جذرياً، فكل العراقيون على اختلاف انتماءاتهم القومية و الدينية و الطائفية و تواقون الى التحرر من الدكتاتورية، و الكل يتمنون ان يسمعوا منكم القرار الجريء البعيد عن المجاملات و الدوران حول القضايا، ان عليكم أن تضعوا صدام أمام الأمر الواقع و تجبروه على الرحيل عن كاهل العراقيين و كل العرب، أو أن تقوموا و بكل صراحة و علنية بطرد هذا النظام من البيت العربي و تفتحوا أبوابكم و أحضانكم لقادة العراق الشرعيين و أن تتعاملوا معهم بصفتهم البديل الشرعي لهذا النظام الذي لا يشرف أحداً حتي مجرد التفكير في الوقوف الى جانبه.

     الغريب هو أنكم أيها القادة العرب، و بدلاً من الدفاع عن العراق و سيادته و سلامته الأقليمية التي أجمعت عليها كافة القوى المعارضة العراقية، فإنكم تتركون العراق و شعبه لقدر التدخلات العسكرية الاقليمية المباشرة و تركزون كل جهودكم للدفاع عن صدام و نظامه، ان التحدي الأكبر الذي يواجهكم في هذه اللحظة هو اتخاذ قرارات شجاعة، تساند التغيير الديمقراطي في العراق و المنطقة، و تقف بقوة و بفاعلية بوجه التدخلات الاقليمية في العراق، التي تهدد وحدة البلاد و سيادته، ان الشعب العراق تواق لأن يسمع منكم موقفاً عملياً حازماً تجاه هذه التدخلات الأقليمية الخطيرة.

     القيادة الشرعية للعراق أعلنت موقفها و بكل صراحة و جرأة من هذه التدخلات الأقليمية في الوقت الذي يلوذ فيه النظام البالي بالصمت، و معلوم أن الخطر الرئيسي الذي يتهدد مستقبل العراق و مستقبل المنطقة برمتها يأتي من نتائج و تداعيات هذه التدخلات التي سيقف بوجهها شعب العراق مع قيادته الشرعية، سواءاً بمساندتكم، أو بدونها.

 

 

صورتنا كما هي و على جميع عيوبها و علاتها

 

النبأ

 

    يعاني الإعلام الكردي، تداعيات الوضع السياسي في كردستان.. فإنقسام القوى الكردية الرئيسية و تخندقها لفترة من الزمن أدى إلى حالة إنقسام أكثر حدة في الواقع الإعلامي و بخاصة أجهزة الإعلام التابعة للحزبين الرئيسين، و لم تسلم مؤسسات و أجهزة أعلام الأحزاب الأخرى من هذا الداء فكان أسلوب خطابها الرئيسي، إن لم نقل الوحيد هو الخطاب الحزبي المنعزل و المنغلق على ذاته، و تظهر حقيقة هذه الأحكام بصورة خاصة عند تغطية الأخبار الداخلية. الداء الآخر الذي يعاني منه الإعلام الكردي هو الغرق في المحلية.. عدا عن خطاب الإعلام الكردي الذي كان و مازال موجهاً إلى الداخل، فإن صدور بعض الصحف و المجلات الدوريات بلغات أخرى، و كذلك تخصيص أوقات يومية لبث إذاعي و تلفزيوني بلغات أخرى و خاصة اللغة العربية، لم تستطع تجاوز مأزق المحلية. صحف و برامج بلغة عربية و لكنها بدلاً من التوجه إلى الخارج و بخاصة العالم العربي فإنها و بالتحديد بعض الصحف الحزبية التي تصدر باللغة العربية لم تستطع أن تخطو بإتجاه تحقيق هذه المهمة.

    إذا كان هذا الوضع مبرراً أو مقبولاً حتى الآن، فإن التطورات السياسية و الدولية الحالية، تلغي كل مبرر الإستمرار هذا الوضع. فكردستان على أعتاب قفزة سياسية كبيرة، و لايمكن للإعلام الكردي أن يتخلف عن هذه القفزة الكبيرة كثيراً، على الأقل عليه أن يواكب تلك القفزة. من هنا إذا كنا نستطيع أن نغص الطرف عن القنوات المحلية المحدودة البث و النشر، فإننا نضع و من هنا الصحف الصادرة بالعربية و القنوات الفضائية الكردية أمام مسئوولية مواكبة التطورات السياسية المقبلة. من هذا المنطلق فإن تخصيص ساعة واحدة أو أكثر في اليوم لفترة بث عربي و تخصيص جزء يومي للمقام العراقي أو ما شابه ذلك لا يمكن أن يكون بمستوىَ مخاطبة العالم العربي، إن على القنوات الفضائية الكردية زيادة ساعات بثها اليومي باللغة العربية على الأقل إلى ست ساعات بث يومي دائم و يجب أن يكون البث بمستوى التطورات و الأوضاع و يضع في حسابه أولاً تجاوز المحلية، ثم أن يكون العمل من خلال ستراتيج إعلامي و سياسي واضح المعالم. و لدينا في كردستان العراق الكثير من الكوادر الإعلامية التي يمكن أن تدير بثاً يومياً و لقناتين فضائيتين في آن واحد..

     وفي عودة إلى الحديث عن الداء الأول الذي تحدثنا عنه، يمكننا أن نبرر لقنواتنا الإعلامية المحلية ضيق أفقها و أنغلاقها، إلا أننا لن نستطيع أن نبرر بأي شكل من الأشكال هذا الأسلوب فيما يخص القنوات الفضائية، ففي الوقت الذي تبث و تنشر فيه قناة كردسات من السليمانية يومياً عن أخبار موزمبيق و الفلبين، ليس هناك ما يبرر التعتيم و عدم تغطية أخبار منطقة نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني، و لموازاة ذلك تبث و تنشر فيه قناة كردستان من أربيل يومياً عن أخبار فنزويلا و الصومال، و لا تتحدث لا من قريب و لا من بعيد عن أخبار المنطقة الخاضعة لنفوذ الأتحاد الوطني الكردستاني. و بالرغم من كل خطوات الجانبين تسير بإتجاه التقليل من حالة الأنقسام و الأنعزال هذه، إلا أن القنوات الفضائية ما زالت تمارس عملها كما في السابق، علماً أنه كان عليهما المبادرة في العمل على محو آثار هذا الأنقسام و التمهيد لمحو تلك الآثار نهائياً. أن العالم يتطور بسرعة هائلة و لابد لنا من مواكبته، ثم إن العالم ينظر إلينا يومياً و لا يصح أن نعرض أمامه أنفسنا بهذه الصورة و الروحية الأنعزالية المنغلقة، فإذا كانت قنواتنا الفضائية مرايا لنقل صورة كردستان فيجب أن لا يفوتنا بأن المرايا لا تعكس ما نتوهمه جميلاً بل هي تعكس صورتنا كما هي و على جميع عيوبها و علاتها.

 

 

 

حول كذبة البديل الديمقراطي في العراق

                                                                               سردار عبدالله

في إطار سوق الكلام المفتوحة الآن حول الوضع في العراق و احتمالات الحرب والتغير، لابد لآراء كالتي طرحها الأخ ((عثمان ميرغنى )) في مقاله المعنون ((كذبة البديل الديمقراطي في العراق )) والمنشور قبل أيام في((الشرق الأوسط)) أن تلفت النظر ، وكذلك هي تستدعي التأمل والوقوف  الطويل . فهوبداية يطلق حكما حول ان كل الكلام الذي تردده واشنطن حول رغبتها في رؤية عراق ديمقراطي ينبعث من الأنقاض بعد اطاحة نظام صدام لايخرج عن كونه تمنيات في احسن الاحوال ، أو أنه ((خداع معسول )) في اسوأ السيناريوهات ، على أن الاخ الفاضل لايكلف نفسة ادنى جهد ليخبرنا من أين أتى بهذه الاحكام الخطيرة وعلى أي الأسس يستند عندما يطلقها هكذا في الهواء. ثم يتجول بصورة سطحية داخل مقولات عمومية حول مفهوم الديمقراطية، وبأسلوب يهبط في كثيرمن مفاصله الى مستوى شعارات مجردة جوفاء ، ليرجح في النهاية ((ان تشجع اطراف كثيرة على ظهور حكم عسكري في العراق و لوعلى الطريقة التركية)) وكل هذا ليقرر جزافا ((ومن هنا يبدو تكرار الكلام عن البديل الديمقراطي بمثابة كذبةكبرى)). الحديث عن أن الديمقراطية تعني حكم الأغلبية يشبه في عمقه تلك الجملة البدائية الفارغة التي تقول بأن الديمقراطية هي حكم الشعب ، ومن هنا فأن الحديث عن عدم قيام نظام شيعي في العراق ، على أنه رفض لحكم الأغلبية ، وأنه ينسف أي كلام عن الخيار الديمقراطي الحقيقي ، هو قبل كل شيء كلام ينطلق عن معرفة سطحية بالديمقراطية كنظام حكم واسلوب حياة أولا ، ثم يعكس جهلا واضحا بالقضية العراقية وتعقيداتها . ثم من قال لكم بأن قيام نظام شيعي أوسني ، أوعربي أو كردي يعني قيام ديمقراطية حقيقية . انكم بهذا تختزلون كل التراث والثقافة والممارسات الديمقراطية الى مجرد عملية انتخابية وقررتم بأن الشعب العراقي وصل فيها الى اقصى حالات انقسامه .نحن نوافقكم بأنه لايمكن الحديث عن ديمقراطية بدون انتخابات ، ولكن بالمقابل فإن اجراء الانتخابات وحدها لاتعني ممارسة ديمقراطية والمسرحيات التي تملأ المشهد العربي و التي يحصل فيها المرشحون على نسبة  100% من اصوات الشعب خير دليل على ذلك ، الا إذا كنتم تعتبرون نظام صدام نظام ديمقراطيا  نحن لم نقدم كل هذه التضحيات الجسيمة لكي نمسخ احلامناو تطلعا تنا في قوالب جاهزة ، عن لا نريد إقامة نظام ديمقراطي حقيقي وحسب، بل نحن عازمون و مصرون على ذلك ، لكن خارج هذه القوالب الأيديولوجية الميتة ،نحن عازمون على إقامة نظام لم تشهده المنطقة من قبل ، فهي نموذج دولة حديثة قبل ان تكون دولة لحكم الأغلبية  يجب أن تكون دولة لضمان وصيانة حقوق كل الاقليات و صولا الى اصغر اقلية والتي هي الفرد العراقي . من هنا تنبع مصداقية البديل الديمقراطي وهي أننا لانملك حتى الان قوالب مستور دةجاهزة  نفرضها على المجتمع  العراقي بصورة قسرية ومن هنا ايضاً فان ضمان نجاح البديل الديمقراطى الحقيقي في عراق المستقبل.يأتي من أنه يطرح من التساؤلات اكثر مما يقدم من اجوبة وليس كما تودون ان تصوروا هذا الجانب على انه تهرب العراقيين من استحقاقات الديمقراطية مستقبلا نحن في العراق لا نريد إقامة نظام حكم أغلبية  او طائفي او ماشابه ، نحن نريد إقامة نظام ديمقراطي فدرالى عراقي بكل معاني عمق و تنوع مثل هذا النظام الذي اخشى ان كثيرمن الاخوة المثقفين العرب لايتمنون رؤيته السؤال الجوهري هو هل نحن قادرون على انجاز هذه المهمة ،ام ؟نحن نوافقكم الرأى بأن الوضع العراقي بالغ التعقيد داخليا ،وخارجيا ،في ظل وجود مصالح قوية متضاربة وجيران متربصون ، وكان الوضع العراقي اسوأمن هذا بكثير طيلة العقد الماضي ، ومع ذلك فقد برهن العراقيون على عبقر يهتم عندما نجحوا في إقامة تجربتهم في كردستان العراق و التي رغم كل عيوبها فهي تجربة ديمقراطية فريدة من نوعها في المنطقة ، ويمكن للعراقيين تطويرها الى شكل ارقى يناسب احلام جميع أبناء العراق ويعكس تطلعاتهم المشروعة . ثم ان ايام الديكتاتورية في العراق باتت معدودة ونحن على موعد قريب إن شاألله مع البديل الديمقراطي الحقيقي الذي يضمن لنا كرامتنا وحقوقنا المشروعة . نحن أيضا ندرك صعوبة إقامة هذا ألبديل وليس الإطراف الدولية والإقليمية كما تقولون ، لكن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة كما يقولون ونحن تجاوز ناخطوتنا الأولى بكثير ، وكل ماكنا نتمناه منكم ايها الاخوة المثقفون العرب هو كلمة تشجيع بدلا من التهجم علينا ومحاولة مسخ احلا منا وتطلعا تنا المشروعة التي ستتحقق قريبا لأننا عازمون على تحقيقها ومستعدون لتحمل تضحيا تها كذلك مسؤلياتها .

 

 

رسالة مفتوحة الى الرأي العام العالمي

    ثمة حرب قادمة..  لقد جعلت هذه الحرب العالم يواجه حالة من الصراع و الأنقسام، فمن جهة تلوح الولايات المتحدة الأمريكية و حلفاؤها بالحرب و تغيير النظام العراقي، و بالمقابل ثمة دول تعمل ضد التحالف المشار اليه، و من الواضح تماماً ان مواقف الدول ترتبط بالدرجة الأولى بعامل المصلحة، و لذلك فأنها قابلة للمد و الجزر و المساومات.. ما يهمنا كمثقفين و كجماهير كردستانية هو المظاهرات الجماهيرية الصاخبة في أنحاء العالم، و نؤكد بأننا، و مع تفهمنا لارادة السلام العالمية، نعرف بأن هذه المظاهرات لا تستهدف تأييد النظام العراقي، و هذه الحقيقة ولدت لدينا تساؤلات نود أن نوجهها الى العالم لاسيما الأوساط التي حملت على عاتقها تنظيم مثل تلك المسيرات.

     اننا نستغرب لماذا بدأت الجماهير الاوربية بغزو شوارعها في مسيرات، بينما لم تتحرك  ضد جميع الجرائم التي ارتكبها النظام العراقي بحق الشعب العراقي و الكردستاني و شعوب المنطقة، بدءاً من التهجير و التعريب و وصولاً الى الأبادة الجماعية و حملات الأنفال و تخريب البيئة و تدميرها؟ أستغربنا كثيراً ان تعادي الجماهير التواقة للسلام, حرب الولايات المتحدة ضد النظام العراقي و ان تسكت ازاء حروب النظام المستمرة منذ عشرات السنين. اليست هذه هى الازدواجية ذاتها التى يتهمون بها الولايات المتحدة؟

     اذا كان الامر يتلخص في معاداة مساعي الحرب, فثمة حقيقة لا يستطيع أحد غض الطرف عنها، و هي ان جميع حروب المنطقة خلال العقود الثلاثة الاخيرة قد اشعلها النظام العراقي الحالي, وهو الذي يتحمل وحده تبعاتها بالكامل و بمعنى آخر فان هذه النظام قد اشعل منذ عشرات السنين فتيل حرب مستمرة ضد جيران العراق و ضد جميع ابناء الشعب العراقي و ان هذه الحرب مستمرة حتى هذه اللحظة بشراستها المعهودة. ينبغي ان تعلم الأطراف مجتمعة, حقيقة ان السبيل الوحيد لايقاف الحرب  الان  و في المستقبل ايضاً, هو تغير نظام صدام. و لهذه الاسباب فاننا نضع العالم كله ازاء المسؤولية الاخلاقية المتمثلة في دعم العراقيين من اجل تغيير هذا النظام و اجتثاث عوامل و اسباب الحرب في المنطقة من جذورها.

    اننا اذ نعرض للعالم هذه الحقائق, فاننا نضع المجتمع الدولي امام المسؤولية الاخلاقية المتمثلة في حماية شعب كردستان اثناء اندلاع الحرب، و نذكركم بان صمت العالم ازاء احداث عام 1991  ادى الى الهجرة المليونية لشعب كردستان، و عندما قرر المجتمع الدولي ايقاف تلك المأساة, تمكن شعب كردستان من الحصول على امنه و استقراره. لذلك لا يمكن ان يبقى المجتمع الدولي صامتاً الى ان تقع الكارثة, ليتخذ موقفه فيما بعد. من هنا نضعكم جميعاً امام مسؤولية تاْمين الامن الاستقرار  و حماية ارواح جميع مواطني كردستان من اية ضربة وحشية يشنها النظام على كردستان  باسلحة الدمار الشامل.

    و في الوقت ذاته فأننا نؤكد للعالم اجمع، و خاصة صانعي القرار الدولي, بأنه لايمكن ان يقبلوا بتغيير هذا الدكتاتور بدكتاتور اخر, لان ذلك  لايعنى الا فتح صفحات دموية جديدة، و لهذا فاننا نصر على اجتثاث جميع اجهزة النظام البعثي من جذورها, و ان يحل محل هذا النظام, بديل ديمقراطي برلماني فيدرالي، و لا يمكن تحقيق هذا الهدف الا عن طريق ترك مسألة مستقبل العراق و نظامه المقبل للشعب العراقي وحده. و ينبغي ان تدرك جميع الاطراف بأن هذه المسألة تمثل جوهر التزاماتها ازاء العراقيين، و ماعدا ذلك فان التدخلات الاقليمية لاتصب فى خدمة مهمة ارساء  الامن و الاستقرار.

مجموعة من مثقفي كردستان العراق 

ريبين هةردى, ئاسوس هةردى, شاهو سةعيد,ازاد برزنجى, رؤوف بيطرد, عارف قوربانى,عدالت عبدالله,طه سليمان,  شوان داودى, شوان احمد, ئارام سعيد, شوانعطوف, توانا عثمان, زوراب عبدالله, جمال حسين, فيصل على, عبد الكريم هةلَةدنى, سردار عبدالله, شيَركؤ ميروةيس, ظيان مجيد, كؤرِالَ توفيق, معتصم نجم الدين, تريفة على, اكرم ميهرداد, شؤرِش جوانرِؤى, تلار نادر, عطا قرداغى, فريدون ثيَنجويَنى, مهدى ابوبكر, مجيد صالح, لقمان خيالى,لطيف فاتح فرج , لطيف حسن حامد, انور عمر, محمد كؤردؤ, حسن ياسين, محمود وهاب,  بيان مانى, محمد نجم طالبانى, رابةر سيد ابراهيم, فةرهةنط طؤمةشينى, جمال ثيَنجويَنى, سركوت عمر, شهلا محمود, خضر ابراهيم, سامى هادى , عباس عبدالرزاق، شوان عثمان، ثائر البدري، محمد عمر .

 

 

 

تعين حاكم عسكري في العراق إحتلال أم تحري

زانا الطالباني

    تشهد المنطقة موقفاً صعباً للغاية و التي تتمثل بوضع العراق بأعتبارها قضية هامة و باتت "قضية الساعة" الشغل الشاغل للعالم كله. حيث تواجه المجتمع الدولي اليوم أزمة خانقة تتجلى مظاهرها في كيفية نزع أسلحة الدمار الشامل عن العراق و مايدور في أروقة مجلس الأمن و هيئات الأمم متحدة من مناقشات حادة و مداولات كثيرة و قوية خاصة بين الأعضاء الدائمين حول كيفية نزع هذه الأسلحة بشكل يرضى الجميع. ففي الوقت الذي تدعو فرنسا و روسيا و الصين بضرورة أستمرار عمليات التفتيش عن هذه الأسلحة المحظورة ترى الولايات المتحدة الأمريكية و حليفتها الرئيسية بريطانيا بأن الوقت بادا بالنفاذ و من واجب المجتمع الدولي إصدار قرار آخر تمنع الولايات المتحدة الأمريكية و حليفتها بريطانيا بنزع أسلحة الدمار إصدار قرار آخر تمنع الولايات المتحدة الأمريكية و حليفتها بريطانيا بنزع أسلحة الدمار الشامل عن العراق بالقوة من جهة و إكمال أستعداداتهما العسكرية اللازمة و التي يتطلبها الحرب المحتملة من حيث إرسال عشرات آلاف من الجنود و المعدات العسكرية الحديثة و حاملة الطائرات و البواخر المحملة بالذخائر و العتاد و السفن البحرية من جهة أخرى, بغية الأستعداد الكامل للحرب و بقيام هذه القوات و الوحدات العسكرية المتواجدة في المنطقة (الكويت-قطر-البحرين..) و بقية أرجاء المنقطة بتدريبات يومية و مناورات عسكرية في الحدود المحاذية للعراق بحيث أنعكست تداعيات الأزمة الراهنة على إجتماعات حلف الناتو بغية تأمين الحماية الكافية لتركيا حال وقوع الحرب مما أحدثت شرخاً بين أركان الناتو حينما أقدمت فرنسا و ألمانيا و بلجيكا رفضهم المشروع مما أدى إلى إستمرار المناقشات و المداولات لعدة أيام طالبت خلالها تركيا توفير الحماية لها حال نشوب الحرب وفق المادة الرابعة من بنود الحلف و تحويل المسألة إلى اللجنة العسكرية للحلف و إتخاذ القرار اللازم بذلك-  و في الوقت نفسه تعم عواصم دول العالم مظاهرات مناهضه للحرب، و تداعيات الحرب و ويلاتها على أبنا الشعب العراقي كرداً و عرباً و أقلياتاً الاخرى و مخاوف سكان المنطقة من فاشية النظام و ترسانتها العسكرية من الاسلحة الكيمياوية والبايلوجية حان اقناعها بضرب المنطقة كما فعلت آبان حرب الخليج و ما ضرب مدينة حلبجة بالأسلحة الكيمياوية و قتل 8000 آلاف برزاني و أقتياد 182000 ألف كردي إلى مقابر جماعية دون أن يرجع واحداً منهم,  و تدمير 4500 قرية كردية و حرق الأهوار و تجفيف مياهها و الأعدامات الجماعية و الزج في السجون و المعتقلات إلا شواهد عينية لذلك. و حالات التشرد التي ينتظرها أهل المنطقة جراء فاشية النظام، تلك الفاشية التي آثارت المخاوف في قلوب دول الجوار والعالم حيث تأخذ كثير من الدول الحيطة و الحذر وتقوم بتوزيع الأقنعة الواقية على مواطنيها و تلقيحهم بالمضادات ضد الأسلحة الكيمياوية و البايلوجية. هذه الوسائل المتوفرة لدى دول المنطقة و أفتقارها في العراق مما جعل العراقيين في خطر داهم و حالة مزرية. كل هذه الأمور وضع أبناء الشعب العراقي في حالة من الترقب و الأنتظار كي تأتي ساعة الخلاص و يتم أسقاط الديكتاتورية و يتحقق أمانيهم بتشكيل دولة ديموقراطية فيدرالية تعددية. يعيد اليهم ذكرياتهم المجيدة و يفتح لهم آفاق المستقبل كي يعيدوا البناء و ينعموا بخيرات الوطن.

     و إذا بتصريح صادر من (كولن ثاول) وزير خارجية أمريكا و حديثه عن تعين حاكم عسكري على العراق يبدد ما كان يحلم به العراقيين في لحظة واحدة، و يوحي بأن إحتلال العراق صار أمراً واقعاً. و إن ما صرّح به بوش رئيس الولايات المتحدة و أركان الإدارة الأمريكية من أقول رنانة (بتحرير العراق و إشاعة الديمقراطية و خلاص الشعب العراقي من ظلم و جور حكامها) باتت أكذوبة العصر. لذا فإن تعين حاكم عسكري على العراق مهما يكن مبرراته و أسبابه مرفوضة لدى الشعب العراقي عرباً و كرداً و اقليات قومية أو دينية أو مذهبية- بل و يخلق أنطباعاً سلبياً تجاه الولايات المتحدة الأمريكية و حليفتها بريطانيا.

   إن تعين حاكم عسكري على العراق ما معناه إحتلال العراق دون تحريره معناه تقليل أهمية دور المعارضة العراقية، و لعل أسباب ذلك يكمن عن معلومان خاطئة أستندت عليها ال CIA وقد يكون ورائها عناصر عراقية ليس لها أرضية داخل أروقة المعارضة نقلت أو أعطت معلومات غير حقيقية و كونت تصورات مفادها:

    * أن المعارضة العراقية ضعيفة و مشتتة بحيث لا تتمكن من تسير دفة الحكم بعد تغيير النظام.

    * وجود أكثرية شيعية في العراق و ولائها للنظام الإيرانى قد يشكل خطورة على النظام الجديد بعد التغير.

    * منطقة كركوك قد يكون للأكراد دور مهم في تحريرها, و قد يشكل صعوبة للأمريكيين السيطرة عليها و يكون ورقة ضغط بأيدي الأكراد للمطالبة بالمزيد من الحقوق مما يجعل الحكومة التركية بأن تتدخل بحجة عدم تكوين دولة كردية.

     * تخوف من المعارضة الكردية بالدخول إلى مناطق الموصل و سنجار و خانقين و مندلي و غيرها و عودة المرحلين حال إنهيار السلطة مما يقوي مراكز الأكراد و يزيد من مطالبهم بإضافة تلك المناطق إلى الإدارة الكردية.

     * إن هذه التصورات بادية على تحركات الحكومة الأمريكية و لذلك تفكر ببسط سيطرتها على آبار النفط و محافظة مصالحها و تثبيت أركانها تحت مظلة تعين حاكم عسكري على العراق بعد تغيير النظام ناسية وعودها للشعب العراقي بالتحرير و إشاعة الديمقراطية مما يذكرنا بأقوال الجنرال مود عام 1918 عندما دخل البصرة و قال: (نحن محررين لا فاتحين) إلى أن أستولوا على العراق و أصبحوا محتلين. لذا فالمعارضة العراقية من واجبها رفض مسألة تعين حاكم عسكري على العراق كما و عليها إثبات جدارتها و قوتها في تسير دفة الحكم و من واجبها أن تبدد تلك التصورات و الفهم الخاطيء لدى بعض رموز الإدارة الأمريكية و أن تتمسك ببناء عراق ديمقراطي فدرالي تعددي كما و أن من واجب أمريكا و بريطانيا أن تعيد النظر في موقفهما أزء تعين حاكم عسكري و يكونا أفوياء بوعودهما لتحقيق الديمقراطية في العراق و ليعلما بأن إرادة الشعوب لا تقهرها الترسانة العسكرية, و التأريخ لن يرحم الطامعين.

**************

    ترى, أي من السيناريوهات ستحدث؟؟

    محمد عمر

    منذ ان تشهد المنطقة حالة شديدة من التوتر و عدم الاستقرار, بسبب تعنت النظام بغداد بعدم تطبيق القرارات الدولية  و الحشود العسكرية الاميركية المتزايدة للمنطقة المتاْهبة للحرب, تبلورت عدة تكهنات حول كيفية انتهاء الازمه الحاليه بين بغداد و الادراة الاميركية, فأن المراقبين و المتابعين للوضع الحالى في العراق و المنطقة لديهم عدة تصورات او توقعات بمعنى اصح, فمنهم من يعتقد بأن الحرب واقع لا محاله, و ان المنطقة ستشهد موجة جديدة من العنف و الارهاب و القتل و التدمير و ستكون نتائجها وخيمة على الجميع بما فيه الشعب العراقى المغلوب على امره, و ربما افظع من ذلك, فبعض المراقبين يعتقدون ان شبح الحرب قد ابتعد قليلا ولكن بشكل مؤقت, مادام هنالك تعاون من بغداد مع لجان التفتيش,  وبعض الاخر يتصورون بأن صدام سيراوغ حتى نهاية المطاف , وبعد ذلك سيسلم ما لديه من الاسلحته المحضورة, ولكن ما مدى استجابة واشنطن لخطوة كهذا؟؟ هل ستقبل بنزع السلاح العراقى ام ستذهب الي ابعد من ذلك؟؟ و فئة اخرى من المتابعين لديهم رؤية اخرى, متمثلة فى ان صدام لن يرضخ للتهديدات الاميركية وانه يستعد للبقاء والمقاومة حتى النهاية, ولو كلفتة ذلك كل مايملك!! و الراْى اخر الاكثر شيوعا, هو ان هنالك حديثا يدور فى السر و العلن حول تنحية صدام و رحيله عن السلطة مقابل عدم التعرض له, و عدم ملاحقته قانونيا, و الاجدر بان صدام بات يدرك نهايته و نهايه نظامه, فترى بماذا يفكر؟؟ هل يبقى ويقاتل؟؟ ام يرحل ويختار الحياة المنفى مجبرا, مظطرا؟؟  في الواقع اذا ادرك صدام بان ليس امامه من طريق اخر سوى الرحيل, فبلاشك سيختاره ويتنازل عن السلطة, ولكن كاضعف الايمان منه علي ذلك يريد الاحتفاظ بماء الوجه علي الاقل,  لكى لايخرج من العراق وهو منبوذ اثر مما هو عليه, و احدى البلدان المرشحه لكى يلجأ الية صدام, هى مصر, نعم مصر التى كان صدام لاجئا فيها, فيا ترى هل سيعيد التاريخ نفسه, ويعود صدام اليه لاجئا؟؟ ام انه اختار المواجه و عدم الاستسلام؟!!

 

 

 

بأمكان من ايقاف الحرب المقدسة؟

                                           مهدي ابو بكر

منذ افتعال الازمة العراقية, يحاول بعض الدول الاوروبية كبح جماح الولايات المتحدة للحيلولة دون وقوع الحرب. لنتسأل؛ هل ان تلك المحاولات هي في الاساس دفاع عن الشعب العراقي ام هي بدافع المصالح الذاتية لتلك الدول؟

بعد سقوط المعسكر الاشتراكي, تنفرد الولايات المتحدة بسيطرة على العالم, وبدأت بممارسة الضغط عليها لقبول بسياساتها في المجال السياسة الدولية, وكذلك قد حاول فرض هيمنتها على الاقتصاد العالمي عن طريق منظمة التجارة العالمية و الصندوق النقد الدولي. وأستطاعت الولايات المتحدة وبفضل التطور الهائل الذي طرأ في المجال تكنلوجيا المعلومات والاتصالات الدولية, بنشر ثقافتها بشكل ليس بمقدور اية ثقافة اخرى منافستها على أرض الواقع! ان أزياد قوة واشنطن في العقد الاخير من القرن الماضي, قد وصلت الى مستوى جعلتها امبراطورية القرن الجديد. فهذه الطفرة في القوة بمفهومها الواسع, قد اثارت المخاوف لدى الدول التي كانت لها المكانة في العلاقات الدولية طوال زمن الحرب الباردة. ولكن بزوغ الانفرادي لنجم الولايات المتحدة, قد دفعهم الى البحث عن ايجاد السبل او الوسائل المناسبة لمنافسة سياسات واشنطن و منعه في الهيمنة على المجلس الامن والتفرد في حل المنازعات الدولية. فأن هذه المنافسة لم تقف في هذا الحد بل و شملت كذلك المجال الاقتصادي, بحيث وصل الى درجة تعثر العلاقات بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة, بسبب بعض مقررات الاتحاد التي اغلقت بموجبها ابواب دول الاتحاد امام السلع و المنتوجات الامريكية. ولكن كل تلك الاجراءات لم تجد نفعا بسبب قوة الولايات المتحدةالاقتصادية والتكنلوجية, وهذا دفعت بتلك الحكومات ان تفكر لايجاد وسائل اخرى لفك أغلال الامريكية في اياديهم . وليس اجحاف بحق احد ان نقل الازمة العراقية لهو اكبر فرصة الدول الاوروبية, خاصة فرنسا والمانيا لاثبات وجودهما على الساحة السياسة الدولية, عن طريق خلق السيناريو السياسي واخذ الدور ( ملائكة الخير ) بحجة لاخماد  شرارة الحرب, التي تحاول ( الشيطان ) الامريكي! أشعالها على احد الاقوال والابعاد تلك السيناريو.

فقد اصر دومنيك دون فليبان وزير الخارجية الفرنسية في جلسة الاجتماع المجلس الامن الى تقريري هانز بليكس و محمد البرادعي في 14 فيبراير , على وجوب اعطاء وقت اكثر للمفتشين الاسلحة, لكي يتسنى للمجتمع الدولي فرصة للحل السلمي للازمة العراقية. فأن هذا الطرح      ( الملائكي ) لفرنسا ومساندته من قبل المانيا و بلجيكا هو ليس لمصلحة الشعب العراقي وان العراقيين لايردون نزع اسلحة النظام وانما يريدون ازالة النظام الحاكم الذي قد يهيمن على السلطة و مقدراتهم طول ثلاثة عقود وأكثر ينظر الشعب العراقي الى الاقتراحات منع الحرب بعين الكراهية, لان تلك الاقتراحات لاتصب في مصلحتهم وانما تصب في مصلحة صاحب الاقتراح والذي علق توني بلير رئيس الوزراء بريطانيا عليها بقوله: أن ازالة النظام الحاكم في بغداد يخدم الانسانية, أن لم نقم بهذا العمل علينا ان نبقى على العقوبات الاقتصادية وترك الشعب العراقي ان يموت جوعا.

فالحرب التي يرغب واشنطن ان تشنها على العراق, هي اقدس الحروب بنسبة للشعب العراقي لان هذه الحرب سيحضر معها ( الحرية ) الذي سهر العراقيون سنوات طويلة في أنتظارها.

 

حقيقة لغز الزرقاوي بين البعث و كولن باول و الملا كريكار

 

اصدرت قيادة فرع التأميم لحزب البعث الحاكم في العراق أمرا الى محافظة التأميم _اللجنة الأمنية بأتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر من قيام (العميل ابو مصعب الزرقاوي) على حد قول الوثيقة، بزج عناصر موالية له الى داخل العراق وذلك عن طريق مناطق التماس المحررة من كردستان العراق، متنكرين بالزي العسكري الزيتوني، مستصحبين معهم كاميرات متطورة صغيرة الحجم بغية تصوير مواقع للجيش العراقي واماكن تواجد القوات العراقية وكذلك مقرات الدوائر الأمنية في محافظة كركوك. وكان وزير الخارجية الأميركي كولن باول قد وصف ابو مصعب الزرقاوي الموجود حاليا في منطقة (هةورامان) بكردستان العراق الخاضعة لتنظيم (انصار الأسلام )الأرهابي الموالي لتنظيم القاعدة، على أنه حلقة الوصل بين النظام العراقي وتنظيم القاعدة. وبالرغم من حديث كل من الجانبين العراقي و الأميركي، فإن الإرهابي (الملا كريكار) زعيم أنصار الأسلام كان قد نفى أن يكون الزرقاوي إرهابياً ناشطاً ووصفه بأنه رجل مسن و أن تنظيم أنصار الإسلام قد وفر له المأوى. فترى أين هي الحقيقة من لغز الزرقاوي، و لمصلحة من يقوم بتصوير مؤسسات عراقية حساسة؟

    قبل أيام نشرت صحيفة الشرق الأوسط تقريراً عن كنز المعلومات الذي قدمه (شادي عبدالله) الأردني الأصل عن معلومات و أسماء و أوصاف و خطط هامة جداً عن تنظيم القاعدة و نشاطاته إلى السلطات الأمنية الألمانية.

     كشف شادي في التحقيق و مثله مثل كثير من عناصر القاعدة الذين تعاونوا مع المحققين كأن يبدوا و كأنه يسعى لتخفيف عقوبته من قبل السلطات الألمانية.

    و لكن لنأخذ الرحلة منذ بدايتها، بعد أن وصل شادي إلى حالة يأس من حصوله عاة حق اللجوء في ألمانيا و دخل عالم المخدرات، تلقفته أحدى المساجد و أشترطت "أداء واجباته الأسلامية" مقابل توفير الطعام له. ألتحق هناك بفصول دروس دينية، ثم ذهب في آواخر العام 1999 ضمن مجموعة من الشبان إلى مكة لأداء مناسك الحج، و ألتقى هناك صهرا أبن لادن هو المسؤل عن التجنيد في عضوية القاعدة.

    قال له الرجل ( أن أفضل طريقة لأمتحان أيمانه هي التوجه إلى أفغانستان) تسلم منهم رقم هاتف و تذكرة طائرة إلى كراتشي بباكستان و منها إلى منزل الضيافة الخاص بالقاعدة قي قندهار.. ثم ذكر شادي بأنه ألتقى ب(محمد عاطف) الملقب بأبي حفص المصري الذي قتل في أفغانستان. و كان أبو حفص قد قال له أن التدريب العسكري أهم مبادرات العلوم الدينية، و دخل على أثرها معسكر (خالدين) في قندهار، و هناك ألتقى منذ اليوم الأول برمزي أبن الشيبة المعتقل حالياً من قبل الولايات المتحدة، و نشأت بينهما علاقة وطيدة جداً. و هناك تعرض شادي لضغوط نفسية هائلة، نتج كما تذكر الشرق الأوسط عن "التعذيب الذي يتعرض له المجندون الجدد الذين ينخرطون في النشاطات العنيفة، أو يبدون بعض المقاومة لها" و يقول شادي "رأيت مرات عديدة كيف يعاقب أولئك الذين يفصحون عن بعض الأنتقادات. فهؤلاء الناس يتهمون بأنهم جواسيس، و العقوبة هي ربط أيديهم إلى السقف بحيث لا تصل أرجلهم إلى الأرض، و بعد ذلك يضربونهم بالأسلاك الكهربائية و يمكن أن يضلوا معتقلين السقف لمدة أسبوع كامل دون توقف".

    و بعد أصابته أثناء التدريب عين كحارس خاص لأسامة بن لادن. ثم غادر قندهار إلى كابل، حيث عمل مساعداً للزرقاوي، و بعد أن رفض أمراً من الزرقاوي بتنفيذ هجمات داخل الأردن، أعطاه الزرقاوي (200) دولار و أمره بالعودة إلى المانيا للألتحاق ب(محمد أبو ديس) الأردني الأصل الذي يرأس مجموعة الزرقاوي في المانيا. و قام شادي بعد عودته ألى المانيا بالحصول على مئات الآلاف من الدولارات لمصلحة الزرقاوي، عن طريق تزوير جوازات السفر و جمع التبرعات التي يقول أنها كانت تأتي جزئياً من المساجد، في الوقت الذي أعتقل في شادي، كانت الشرطة قد أجهضت عملية أعترف منها بأنه كان يحاول تهريب (40) جوازاً إلى إيران للمساعدة في تهريب بعض عناصر القاعدة الذين هربوا من أفغانستان إلى إيران، و قال شادي عبدالله أن ثلاثى من تلك الجوازات كانت مخصصة لقادة كبار من القاعدة و منهم رمزي بن الشيبة و سعيد بهاجي و زكريا الصابر، و أبطلت عملية التزوير و التهريب في أبريل الماضي، عندما أعترضت الشرطة الألمانية محادثة أجراها الزرقاوي الذي كان قد وصل حينها كما تنقل الشرق الأوسط إلى أيران، و كان الزرقاوي قد أمر شادي أثناء المحادثة الهاتفية المشفرة "بالتحضير لتوجيه ضربة ساحقة لهدف يهودي في ألمانيا" و كان يقول أن الضربة يجب أن تحدث "في ساحة كبيرة يجتمع فيها عدد ضخم من الناس".

    يصف شادي صورة خلايا القاعدة في ألمانيا كمجموعة متنافرة تسودها الخلافات و المعارك حول توافه الأمور. أما عن الزرقاوي فيذكر شادي أن تنظيم الزرقاوي يسمى ب(منظمة التوحيد) و أكثر أعضاءها من الفلسطينيين و الأردنيين، و أن أعضاءها يؤدون البيعة للزرقاوي على النحو التالي "أشهد أمام الله بأنني سأعمل معك و سأطيعك في كل ما يرضي الله و الرسول" و على الرغم من أن تنظيم الزرقاوي مرتبط بتنظيم القاعدة إلا أنه يركز على الإطاحى بالحكومة الأردنية.

    و من المعلومات الهامة جداً التي كشف عنها شادي هي معجم الألفاظ السرية الخاص بشبكات القاعدة الأرهابية منها:

    البحار السيعة = تأشيرة الدخول من نوع (شينغن).

    عسل = قرص مدمج يحوي وصفات لصنع متفجرات.

    لعبة = مسدس.

   فتاة صغيرة = رخصة قيادة مزورة.

    برتقالات = قنابل يدوية.

    الصامت = المسدس كاتم الصوت.

 

   من أعترافات شادي أمام الشرطية الألمانية التي تضم أكثر من (600) صفحة، أطلعت عليها صحيفة النيويورك تايمزو نقلت الشرق الأوسط تقريرها عنها يظهر بوضوح أن تصريحات الملا كريكار لا تتجاوز كونها مجرد إدعاءات باطلة وهو كعادته يبالغ في حديثه عن الزرقاوي في كذبه، فالزرقاوي بتزعم تنظيماً أرهابياً مرتبطاً بالقاعدة. ثم تظهر أعترافات شادي من جانب آخر أن حديث وزير الخارجية الأميركي عن نشاطات الزرقاوي الأرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة صحيحة. و لكن كانت هذه هي حقيقة الزرقاوي، إذن فلماذا تحذر قيادة فرع التأميم لحزب البعث من نشاطات معادية للعراق من قبل جماعة الزرقاوي الذي تصفه بالعميل؟

    الحقيقة وبعد أن طلب أسامة بن لادن في بيانه الأخير أعوانه إلى مساندة النظام العراقي في حربه ضد أميركا، فإنه لا توجد أية جهة سياسية (على الأقل على كوكب الأرض) يمكن أن تعمل جماعة الزرقاوي لصالحها ضد النظام الرئيس العراقي، و كانت صحيفة (هةوالَ) قد نشرت العام الماضي ترجمة لنص تقرير صحفي عن مجلة (المجلة) يؤكد أن النظام العراقي كان على علاقة قوية بنظام طالبان تنظيم القاعدة و ذلك عن طريق السفير العراقي في باكستان (فاروق حجازي) و يظهر أن الزرقاوي و غيره من الموالين للقاعدة بدأوا يكملون ما بدأه فاروق حجازي و خاصة و أن الوضع الذي تمر به القاعدة بعد أنهيار نظام الطالبان لا يسمح بعلاقات مباشرة و أن الطريق الوحيد البديل هو قيام أشخاص مثل الزرقاوي و الملا كريكار بدور الوسيط بين القاعدة و نظام الرئيس العراقي، أذن فلماذا يلجأ النظام إلى التحذير من نشاطات الزرقاوي؟ الحقيقة إن هذه المسألة لا تحتمل إلا تفسيراً واحداً لا غير وهو أن النظام العراقي يحاول بهذه الأساليب البالية التمويه و التشويش على حقيقة علاقته بالقاعدة و كذلك التشويش على دور الزرقاوي كوسيط قائم على هذه العلاقة. فهذه التسريبات تشبه القاعدة القانونية التي تقول (أن المجرم يحوم حول مكان جريمية)، و إذا بهذه الوثيقة التي يهدف النظام من وراء تسريبها إلى نفي علاقته بالزرقاوي و القاعدة، و إذا بها تقدم دليلاً آخر على حقيقة علاقته بالقاعدة و الزرقاوي، و هم يقدم من خلال هذه الوثيقة الدليل على وجود بعض العناصر الموالية للقاعدة و الزرقاوي في المناطق الخاضعة له و هو يتحسب من وراء هذه الوثيقة لإحتمال كشف أو القبض على أحد هذه العناصر داخل مناطقه.    

 

 

 



#سردار_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءات - هل تظل الدوامة السارترية تلف بعضهم إلي الأبد؟ - سير ...


المزيد.....




- وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لمناقشة وضع غزة مع -شرك ...
- السلطات الروسية توقف مشتبهاً به جديد في الهجوم الدامي على قا ...
- حماس تنشر مقطع فيديو يوضح محتجزين أمريكي وإسرائيلي أحياء لدي ...
- حزب الله يقصف إسرائيل ويرد على مبادرات وقف إطلاق النار
- نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب بسام محي: نرفض التمييز ضد ...
- طلبة بجامعة كولومبيا يعتبرون تضامنهم مع غزة درسا حيا بالتاري ...
- كيف تنقذ طفلك من عادة قضم الأظافر وتخلصه منها؟
- مظاهرات جامعة كولومبيا.. كيف بدأت ولماذا انتقلت لجامعات أخرى ...
- مظاهرة طلابية في باريس تندد بالحرب على قطاع غزة
- صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سردار عبدالله - اخبار ومقالت منشورة في (النبأ)الصادرة صباح اليوم بمدينة السليمانية