أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - تغييرات جغرا- سياسية بفعل -الربيع العربي-















المزيد.....

تغييرات جغرا- سياسية بفعل -الربيع العربي-


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 3870 - 2012 / 10 / 4 - 10:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك أحداث داخلية كبرى تقود إلى متغيرات جذرية، في اللوحة الدولية- الاقليمية،كماجرى في متغيرات بلدان "الكتلة الشرقية"في أوروبة السوسطى والشرقية عام1989التي أدت إلى انهيار نظام الثنائية القطبية للعالم القائم منذ مؤتمر يالطا في 1945 وإلى نشوء نظام عالمي جديد يسوده قطب أميركي واحد للعالم:الآن ومنذ بداية مايسمى ب"الربيع العربي"،منذ أوائل عام2011،هناك متغيرات داخلية في بلدان عربية آلت إلى تغييرات في اللوحتين الدولية وتلك الاقليمية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط،وفي الواقع إن هذه المرة الأولى عربياً التي قادت المتغيرات الداخلية العربية إلى ذلك،بينما كان العكس هو الحاصل في مرحلتي مابعد العثمانيين(1918)ومابعد أفول شمس لندن وباريس(1945-1956)عندما أدت المتغيرات الدولية بفعل حربين عالميتين إلى متغيرات شرق أوسطية ثم داخلية في مختلف البلدان العربية.
خلال تسعة أشهر من "الربيع العربي"استعادت الولايات المتحدة قوتها الاقليمية التي كانتها بين سقوط بغداد بيدها(9نيسان2003)ونهاية حرب صيف2006(14آب2006)ثم فقدتها لصالح الرباعي الاقليمي:(طهران- دمشق- حزب الله- حركة حماس)الذي حقق مكاسب اقليمية كبرى في محطات غزة(حزيران2007)وبيروت(أيار2008)وبغداد(تشرين أول2010في معركة تولي المالكي لرئاسة الوزراء بدعم ايراني- سوري،بدلاً من علاوي الذي كان يدعمه ثالوث سعودي- سوري- تركي في انتخابات برلمان7آذار2010)ثم بيروت(كانون ثاني2011في معركة اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري بتنسيق ايراني- سوري،وهو ماعنى عملياً انتهاء معادلة"س س" ثم مسماراً أخيراً في نعش التقارب السوري- التركي،البادىء منذ عام2004).
في أثناء تلك الأشهر التسعة الأولى من عام2011،استطاعت واشنطن أن تظهر فائزة اقليمياً من خلال ابحار أشرعتها على رياح تغييرات داخلية ،ظهر فيها الأميركان في وضعية استعادة لماكانوه في يوم سقوط جدار برلين،رغم أن المتغيرات الداخلية في عام2011قد كانت ضد حلفاء مزمنين لواشنطن في تونس والقاهرة وصنعاء وضد نظام سلم كل أوراقه للغرب الأميركي- الأوروبي كمافعل القذافي منذ الشهر الأخير من عام2003.،وقد كان تذكير أوباما بعد قليل من سقوط مبارك بجدار برلين مستغرباً من قبل الكثيرين،إلاأنه كان يعكس إرادة أميركية في ركوب موجة المتغيرات العربية الداخلية،والتصالح،بعد طلاق استغرق عقدين من الزمن،مع الحركات الاسلامية التي بان أنها الأقوى في الجسم السياسي العربي في بلدان"الربيع العربي".كانت سياسة أوباما تلك تصميماً على عدم تكرار ماجرى في طهران11شباط1979في قاهرة11شباط2011،وخاصة بعد أن قام السيد علي خامنئي في خطبة يوم الجمعة4شباط2011بمشابهة مايجري بالقاهرة من ثورة ضد الرئيس مبارك بماجرى قبل عقود ثلاثة من ثورة بطهران ضد الشاه.وفعلاً فإن عوم أوباما فوق متغيرات "الربيع العربي"،بخلاف غرق كارتر في المتغيرات الايرانية بعامي1979-1980،قد أدى بواشنطن للامساك بزمام المبادأة في اقليم الشرق الأوسط وإلى بداية نكوص المد الاقليمي الايراني،وهو ماظهرت علاماته في البحرين،ثم في اليمن الذي جاءت متغيراته على حساب الحوثيين المدعومين من ايران منذ عام2004بتمردهم البادىء آنذاك وعلى حساب "الحراك الجنوبي"الذي نسجت طهران الخيوط معه في عام2010،ولتأتي "الأزمة السورية"،البادئة في يوم18آذار2011،لكي تضع الحليف الرئيس لطهران في وضعية مصيرية صعبة ،قبل أن تؤدي تداعيات مايجري في دمشق إلى ابتعاد حركة حماس عن ذلك الرباعي الاقليمي الذي جعل الولايات المتحدة لأربعة سنوات في وضعية تراجع بقوتها في المنطقة الممتدة بين كابول والشاطىء الشرقي للبحر المتوسط.
كان نجاح الولايات المتحدة مع متغيرات تونس والقاهرة وطرابلس الغرب وصنعاء،ثم في منع التغيير في المنامة،مؤشراً على وضعية أميركية جديدة في الشرق الأوسط،ربما كانت أولى ترجماتها نشر أوباما لمشروع (الدرع الصاروخي)في تركية وجيورجيا في شهر أيلول2011،بعد تجميد قام به في آب2009لخطط نشر هذا المشروع كان أعدها بوش الإبن في تشيكيا وبولندا . بعد أسبوع من ذلك،وفي يوم4تشرين أول جاء رد موسكو عبر فيتو في مجلس الأمن استخدم فيه الموضوع السوري منصة لانشاء أول أزمة دولية في مرحلة مابعد الحرب الباردة بين موسكو وواشنطن،وهو مالم يحصل في يوغسلافية1999ولافي عراق2003،وذلك لارسال رسائل روسية،مدعومة صينياً ومن دول (مجموعة البريكس)،بأن عصر (القطب الواحد الأميركي للعالم)على وشك الانتهاء وبأنه في مرحلة اهتزاز من خلال عدم قدرته على تحقيق شيء في دمشق التي هي "مفتاح المنطقة"،وهو ماتكرر روسياً وصينياً في فيتوين تاليين بنيويورك حول الموضوع السوري في يومي4شباط و19تموز من عام2012.
على الصعيد الاقليمي،أدت متغيرات "الربيع العربي" إلى انتهاء المد الايراني،وإلى جعل طهران في وضع دفاعي،بخلاف تلك الديناميكية الهجومية التي اكتسبتها بين شهري أيلول 2006وكانون ثاني2011.هذا جعلها غير قادرة على استثمار كبير للانسحاب العسكري الأميركي من العراق في 31كانون أول2011،وقد أعطت عملية جمع التواقيع لسحب الثقة من حكومة المالكي بداية لمؤشرات على تخلخل الهرم السياسي العراقي المحلي الذي ترتكز عليه طهران في بناء نفوذها ببلاد الرافدين.بالمقابل أعطت الأحداث البحرينية واليمنية دوراً متنامياً،وعبر مظلة أميركية، للدور الاقليمي لدول (مجلس التعاون الخليجي)في بلدين كانت الأذرع الايرنية ممتدة فيهما بعمق،كما أظهرت آليات وحيثيات دور الجامعة العربية في الأزمة السورية مقدار وحجم الدور الخليجي الكبير في العمل العربي المشترك وتوحده،وهو مالم يحصل كسابقة إلافي فترة1973-1990.هذا أتى على حساب طهران،التي أدت الأزمة السورية أيضاً إلى انفراط تقارباتها مع أنقرة، التي أوحى من خلالها اتفاق17أيار2010حول البرنامج النووي الايراني،بأن هناك اتجاهاً استراتجياً عند طهران وأنقرة إلى تشكيل زعامة اقليمية تتقاسمان من خلالها النفوذ في المنطقة في ظل الضعف العربي وعبر ماأوحى الرئيس أحمدي نجاد وفي أثناء زيارة لاسطنبول عام2009"لملء فراغ الانسحابات الأميركي من العراق".هنا،أدى تباعد أنقرة عن طهران بفعل مايجري سورياً إلى تقاربات خليجية- تركية،وإلى انتهاء الاحتكاكات الأميركية مع الأتراك،وأيضاً تلك التي كانت بين واشنطن و الرياض في فترتي (مابعد11أيلول2001:ضرب برجي نيويورك)و(9نيسان2003:احتلال بغداد).
من جهة أخرى،أدت المتغيرات المصرية إلى بداية استيقاظ لدور اقليمي مصري،كان نائماً منذ أيام اتفاقيات كامب دافيد(أيلول1978)،وقد أوحت مبادرة الرئيس مرسي حول تشكيل(مجموعة الاتصال الرباعية)بشأن الأزمة السورية،بالترافق مع زياراته للرياض وطهران وأنقرة،إلى عودة التفكير المصري القديم ،الموجود منذ الفراعنة،بأن الأمن القومي المصري لايمكن أن يكون محصوراً في القارة الافريقية،كماأن التقاربات المصرية الجديدة مع الخرطوم تعطي مؤشرات معاكسة عن ماكان زمن مبارك لماكانت مصر غائبة عن أزمات جنوب السودان واقليم دارفور.بالمقابل أدى انفجار الأزمة السورية إلى انتهاء دور اقليمي كان لدمشق منذ عام1976استطاعت فيه سوريا أن تكون لاعباً كبيراً في الأزمة اللبنانية،وفي عراق1991-2010،وفي الموضوع الكردي التركي(1984-1998)،وفي أن تكون مفتاحاً اقليمياً لأنقرة نحو الجنوب(2004-2010)بعد الفشل الأتاتوركي في التوجه غرباً طوال ثمانية عقود،وقبل ذلك في أن تكون دمشق المفتاح لطهران نحو منطقة شرق المتوسط في مرحلة صدام حسين وبعده أيضاً،وهذا ماأتاح لدمشق أن تملك أوراقاً للمساومة مع الخليجيين ومع الايرانيين في فترة الحرب العراقية الايرانية.
على صعيد تل أبيب،أدت متغيرات القاهرة بعامي2011و2012 إلى قلق استراتيجي اسرائيلي لم يكن موجوداً منذ(كامب دافيد)بعهدي السادات ومبارك،فيمايبدو أن بوادر الضعف،بفعل المتغيرات الجغرا- سياسية التي أحدثها "الربيع العربي" في طهران ودمشق والضاحية الجنوبية لبيروت،تجعل اسرائيل في عام2012أكثر قوة تجاه هذه الأماكن الثلاثة عماكانته تجاهها في فترة2007-2010.
بالمجمل،هناك انقلاب اقليمي في شكل ومضمون اللوحة الشرق أوسطية بفعل متغيرات داخلية أتت عبر مجريات "الربيع العربي"،وهناك مؤشرات قوية على بداية انقلاب في اللوحة الدولية لمرحلة (القطب الواحد للعالم)عبر هذه المتغيرات والمجريات،وربما كان"الصراع على سوريا" ،بين تحالفين دوليين- اقليميين متضادين(واشنطن- الجماعة الأوروبية- أنقرة- دول الخليج ضد موسكو- البريكس- طهران)،هو الذي سيحدد مصير ومآل اللوحة العالمية القادمة،وأيضاً اللوحة المستقبلية لاقليم الشرق الأوسط



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أداء المعارضة السورية في الأزمة
- المعارضة السورية أمام تدويل الأزمة
- السوريون في الأزمة
- الأزمة السورية كتظهير للوضع الدولي
- الاخوان المسلمون وايران الخميني – الخامنئي
- القاهرة:تكرار اصطدام قطاري العسكر والاخوان
- الاستيقاظ الروسي:عامل ذاتي أم بسبب الضعف الأميركي؟..
- التدخل العسكري الخارجي وتفكك البنية الداخلية
- مرحلة انتقال مابعد الثورات
- مآزق الأردوغانية
- الاستثناء الجزائري
- خطة كوفي عنان: قراءة تحليلية
- العلاقة الاشكالية بين اليسار والديموقراطية
- استقطابات حول سوريا
- سوريا:المعارض السياسي والشارع
- موسكو وبكين:الثنائي المستجد في العلاقات الدولية
- المعارضون الجدد والقدامى
- نزعة الإستعانة بالخارج في المعارضة السورية(2003-2005)
- الموجات السياسية
- حرب باردة من جديد؟..


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - تغييرات جغرا- سياسية بفعل -الربيع العربي-