أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد سيد رصاص - حرب باردة من جديد؟..














المزيد.....

حرب باردة من جديد؟..


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 3635 - 2012 / 2 / 11 - 08:55
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


كان شهر آبأوغسطس2008انعطافياً في التاريخ المعاصر للعلاقات الدولية من خلال تأشيره،عبر الحرب الروسية- الجيورجية، على قيام موسكو من حالة ضعفها التي عاشتها منذ تفكك الكتلة السوفياتية،ثم الاتحاد السوفياتي،بين عامي1989و1991.أتى هذا الاستيقاظ الروسي في ظرف كانت الولايات المتحدة تتخبط أمام مقاومة حركة طالبان في أفغانستان،وفي وقت كان العراق المحتل يفلت من القبضة الأميركية لتلك الايرانية،فيمايحقق حلفاء طهران انتصارات في غزة14حزيرانيونيو2007وفي بيروت7أيارمايو2008.
في مدة سنتين أعقبتا شهر تلك الحرب الروسية – الجيورجية،وفي ظل دخول الولايات المتحدة في الأزمة المالية – الاقتصادية منذ أيلولسبتمبر2008ثم منطقة اليورو بعد عامين من تلك الأزمة،استطاعت موسكو تغيير الطواقم الحاكمة في أوكرانيا وقرغيزيا،واستعادة النفوذ في أوزبكستان وتركمانستان،مع ضمان استمرار وتعزيز النفوذ في كازاكستان وطاجكستان،وهما منضويتان في (منظمة شنغهاي للتعاون)،التي تضم روسيا والصين.
كان ارهاصات الاستيقاظ الروسي مع التأسيس الفعلي ل(منظمة شنغهاي للتعاون)في عام2001(التوقيع لتأسيس المجموعة عام1996) وهو ماكان مرفوقاً بعد شهر في يوليوتموز2001بتوقيع معاهدة الصداقة الروسية- الصينية،التي عنت لموسكو وعياً لدرس الحرب الباردة مع واشنطن(1947-1989)لماكان الخلاف الصيني-السوفياتي،منذ عام1960،بداية لميلان التوازن الدولي لصالح الأميركان،وهو ماحاول هنري كيسنجر،منذ زيارته السرية لبكين في تموزيوليو1971،استخدام التقارب الأميركي - الصيني كورقة ضغط على موسكو. في 16حزيرانيونيو2009،استكملت موسكو وبكين ذلك بتأسيس(مجموعة بريك)مع البرازيل والهند،التي دعت بقمتها الأولى إلى "عالم متعدد الأقطاب".
هنا،كان سيلان مجرى الأمور بين(شنغهاي)و(بريك)تعبيراً عن عقد ثاني من عهد القطب الواحد الأميركي،البادىء عام1989،لم يكن ناجحاً في تثبيت وتعزيز الأحادية الأميركية في زعامة العالم،كماكان العقد الأخير من القرن العشرين،وبالتأكيد فإن فشل واشنطن في كابول وبغداد كان مفصلياً في ذلك بكل ماعناه هذا من عجزها عن إعادة صياغة العالم عبر مادعاه وزير الخارجية الأميركي كولن باول قبيل أسابيع من غزو العراق ب"إعادة صياغة "منطقة الشرق الأوسط،التي كان ينظر لها الغرب،منذ الرومان،باعتبارها"قلباً للعالم"وفقاً لتعبير الجنرال ديغول.
هذا المجرى ولَد توازناً عالمياً جديداً لم تستطع فيه واشنطن أن تكون حرة الحركة في محطات مفصلية عارضتها فيها موسكو وبكين ،معاً ،بخلاف ماكانت الأمور في حرب كوسوفو(1999)وغزو العراق(2003).هذا لم يترجم مع تقسيم السودان (9يناير- 9يوليو2011)الذي وقفت أمامه بكين عاجزة،بمعزل عن موسكو،أمام واشنطن. ولكن في الملف الآيراني النووي،وبخلاف فترة 2006-2010،استطاعت موسكو وبكين أن تشكلا في عام2011حائط عرقلة لواشنطن،رغم التباينات بينهما التي ظهرمن خلالها الصينيون،وبالتأكيد بسبب النفط،الأكثر حماساً لعرقلة الخطط الأميركية- الاسرائيلية في توجيه ضربة للمنشآت النووية الايرانية.
في هذا الإطار،ورغم استطاعة واشنطن أن تتجاوز حالة تراجع قوتها في شرق أوسط2007-2010 عبر"الربيع العربي"ومتغيراته الجيو- سياسية في عام2011،إلاأنها لم تستطع أن تكتب أحد فصوله الأكثر أهمية منفردة،بمعزل عن موسكو وبكين.ظهر هذا عبر فيتو مزدوج روسي- صيني مورس مرتين في الموضوع السوري بيومي4أوكتوبر2011و4فبراير2012.
لم يكن هذا فقط بسبب ادراك الروس والصينيين لمفتاحية سوريا لعموم المنطقة،كماظهر من تجارب الإسكندر المقدوني(331 ق م)ومعركة اليرموك(636م)ومعركة مرج دابق(1516م)،وبالتالي أن "إعادة صياغة المنطقة"التي كان يأملها كولن باول عام2003عبر بغداد يمكن أن تتحقق عبر دمشق2012،وإنما أيضاً من وعي موسكو وبكين بأنه يمكن عبر التوازن الدولي الجديد فرض حقائق ضد واشنطن،وبالتعاون مع طهران التي سقطت بغداد كالثمرة الناضجة بين يديها في مرحلة مابعد صدام حسين،من خلال تلك الصفحة الشامية،التي عادت فيها سوريا2011-2012،وعبر تفجر أزمة بنية داخلية لمرحلة سورية بادئة منذ صباح8آذار1963(وربما22شباط1958)،إلى وضع كالذي كان فيه"الصراع على سورية" في فترة1945-1958،بخلاف الفترة التي أصبحت فيها دمشق لاعباً اقليمياً فعالاً منذ دخول القوات السورية للبنان في أول يوم من شهر حزيرانيونيو1976:هنا،لاتهدف موسكو وبكين فقط إلى منع تكرار مافقدتاه عبر ليبيا القذافي،وإنما إلى ترجمة توازنات دولية جديدة عبر تلك الصفحة الشامية لايصال رسائل إلى واشنطن بأن عالم الأحادية الأميركية قد أوشك على الأفول.
هذه هي الرسالة الأساسية عبر ذلك الفيتو المزدوج المتكرر لمرتين خلال أربعة أشهر.هناك أيضاً رسائل فرعية،تعبر عن اصرار موسكو على عدم فقدان نفوذها ومصالحها في دولة كانت نقطة توازن بين موسكو وواشنطن في مرحلة مابعد16تشرين ثاني1970،وعن قلق بكين من أن وقوع دمشق في أيدي واشنطن منفردة يعني هيمنتها على المنطقة بأكملها وتطبيق نظرية الدومينو على طهران (ومعها بغداد)من بعدها،ممايعني سيطرة الأميركان على حنفية النفط العالمية . من الرسائل الفرعية كذك لذلك الفيتو،قلق متنام عند الروس والصينيين من أن عودة تحالف واشنطن والتنظيم العالمي للإخوان المسلمين عام2011،العائد للظهور كماكان في فترة الحرب الباردة ضد السوفيات،سيكون له ترجمات عند مسلمي الاتحاد الروسي والصين وعند الجمهوريات الاسلامية السوفياتية السابقة التي تشكل الجسر الجغرافي بين موسكو وبكين.وهما تريدان عبر ماجرى في نيويورك أن تشاركا،مع طهران،في رعاية"تسوية سورية" تضمن استمرار دمشق كنقطة توازن وتمنع انتقالها من موقع إلى آخر كماجرى في مصر عام1974لمانقلها الرئيس السادات من الموقع السوفياتي إلى حليف لواشنطن،وهو ماكان ايذاناً بفقدان الكرملين للمنطقة،لم تعوضه أديس أبابا1977ولاكابول1979.
هل كل هذا بداية لحرب باردة من جديد؟...



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التصلب التركي – الفرنسي حيال الأزمة السورية:محاولة للمقاربة
- عشر سنوات من الاستقطابات في المعارضة السورية
- واشنطن والثورات العالمية
- فراغات الانسحابات الأجنبية من المنطقة
- تعثر النموذج التركي في ليبيا ومصر
- العراق:حصيلة احتلال
- الجزر والمد في السياسة:الاسلاميون مثالاً
- مابين دمشق وأنقرة 1921- 1957
- نزعة الاستعانة أوجلب الأجنبي للشؤون الداخلية:العراق نموذجاً
- استقطابات القوى السياسية السورية أمام مبادرة الجامعة العربية
- الإستيقاظ الروسي
- اسرائيل و-الربيع العربي-
- حشر ايران في الزاوية
- المعادلة السورية الجديدة:آليات السقوط أوالتغيير ومدى امكانية ...
- ايران و -الربيع العربي-
- التدخل الخارجي والحرب الأهلية
- التباسات التغيير الليبي
- القذافي ظاهرة عربية،أكثرمنها ليبية:محاولة للمراجعة
- المعارضة -التقليدية- و-الجديدة-
- واشنطن استعادت في 2011 ما خسرته بين 2007 - 2010 من قوتها في ...


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد سيد رصاص - حرب باردة من جديد؟..