أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - المعارضة -التقليدية- و-الجديدة-















المزيد.....

المعارضة -التقليدية- و-الجديدة-


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 3472 - 2011 / 8 / 30 - 08:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قامت بعض الأنظمة العربية بمسح طاولة العمل السياسي المعارض،لتدجِن أحزاب(كماجرى في تجربة"الجبهة الوطنية التقدمية"في سوريا منذ عام1972)،أوتسمح بحركة محددة السقوف والايقاع لها(أحزاب تونسية قام بن علي بجعلها على هذا النمط مثل"حركة التجديد"التي خلفت الحزب الشيوعي،وقد رأينا بمصر شيء من هذا أيضاً عند حزبي"الوفد"و"التجمع" وعندما خرج حزب عن الايقاع مثل"حزب العمل"قامت سلطة حسني مبارك بوضعه خارج المشهد السياسي،فيماحصل هذا بالجزائر مع حركتي"مجتمع السلم"و"النهضة"،ولما خرج زعيم الأخيرة ،أي الشيخ عبدالله جاب الله،عن طوق العسكر قام الأخيرون بشق حركته من الداخل)،وعندما لم تستطع السلطات الحاكمة وضع بعض أحزاب المعارضة في احدى هاتين الزمرتين كانت تقوم بسحقها أمنياً عبر القمع الذي كان يصل إلى حدود استئصالية("الجبهة الاسلامية للإنقاذ" في الجزائر، و"حركة النهضة" الاسلامية التونسية ،و"الجماعة الاسلامية"في مصر،والمعارضة الاسلامية الليبية بنوعيها الإخواني والجهادي)أوإلى حدود ضربات هدفت لتجفيف الينابيع الاجتماعية للتنظيم("الحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي"، "حزب العمل الشيوعي في سوريا"، حزب العمال الشيوعي التونسي، جماعة الإخوان المسلمين في مصر).
هذا الوضع أدى إلى فراغات في العمل السياسي المعارض،وإلى شلل،وأحياناً إلى انسدادات في الحركة السياسية للمعارضة:من هنا أتت محاولات لملء تلك الفراغات،كماجرى في سوريا2000-2003عبرحركة من المثقفين الذين احتوتهم "لجان احياء المجتمع المدني"،أومصر2006-2010من خلال حركتي"كفاية"و"6ابريل"والمجموعة التي التفَت حول الدكتور محمد البرادعي،فيماجرت محاولات منذ عام2006في ليبيا من قبل شخصيات كان بعضها محسوباً سابقاً على المعارضة،أوشخصيات مستقلة ،للإلتفاف حو سيف الاسلام القذافي لتشكيل مجموعة ضغط داخل النظام الليبي من أجل الاصلاح،فيمالم تجر في تونس والجزائر محاولات للقفز فوق الأحزاب،المحددة السقوف أوالمقموعة،حيث ظلت الأخيرة،بنوعيها المذكورين،قوية الجذور لتتوزع الحياة السياسية هي والحزب الحاكم في تونس بزمن بن علي ومع مجموعة الأحزاب الموالية والمحددة السقوف التي استظلت بفيء عسكر الجزائر منذ انقلاب عام1992أثناء توليها للإدارة الحكومية.
عندما جرت حراكات اجتماعية ضد السلطات الحاكمة في تونس(17كانون أول2010-14كانون ثاني2011)وفي مصر(25يناير-11فبراير2011)وفي ليبيا(17فبراير-23أوغسطس2011)وفي سوريا(منذ18آذار2011)،بانت تأثيرات الصورة السابقة للعمل السياسي المعارض على تلك الحراكات،لتكون معظمها ذات طابع عفوي من أولها إلى آخرها كما حصل في تونس حتى لحظة سقوط بن علي،وهو ماوجد أيضاً في سوريا(ماعدا المظاهرات في المناطق ذات الغالبية السكانية الكردية التي يبدوفيها الحراك منظماً وممسوكاً ومحدد الايقاع من قبل الأحزاب هناك)حيث تحاول الأحزاب،الخارجة من السجون والعمل السري أونصف السري،اللحاق لملاقاة حركة الشارع العفوية بعد أن كسر الأخير صياماً عن السياسة استغرق ثلاثة عقود،فيماأدت العفوية يعد شهرين من الحراك السوري إلى نشوء ماأسمي ب"المعارضة الجديدة" ممثلة في "التنسيقيات" ،التي أنشئت على عجل ،وهي في الغالب الأعم من قبل أناس بلاتجربة سياسية حزبية منظمة،فيمانجد في الضفة الأخرى ماأطلق عليه البعض ب"المعارضة التقليدية"ممثلة في أحزاب معارضة سابقاً دخلت السجون والسرية،أوشخصيات مستقلة معارضة قديمة،وهو مااحتوتها تحالفات تشكلت حديثاً مثل"هيئة التنسيق لقوى التغيير الوطني الديمقراطي" (25حزيران2011:يسار بألوان ثلاث: عروبي وماركسي وكردي) أو"مؤتمر الانقاذ"(استانبول-16تموز:الاسلاميون بتنوعاتهم بمافيهم"الاخوان")أوتحالفات قديمة مثل"اعلان دمشق"(16تشرين أول2005:ليبراليون وأكراد موالون للبرزاني والطالباني). في مصر الثورة على مبارك كانت "المعارضة الجديدة"("كفاية"و"6ابريل"ومجموعة البرادعي،وحركات شبابية تكونَت عبر الفايسبوك )هي عصب مظاهرة 25يناير التي لم تتجاوز آلافاً قليلة لاتتعدى العشرة،فيماكان تجمع الجمعة28يناير يقارب المليون بفعل مشاركة معارضة تقليدية (الاسلاميون بفرعيهم:"الاخوان"و"الجماعة الاسلامية"مع ردف الأخيرة بالسلفيين) بينما ظهر أن الأحزاب التي خرجت عن سلطة مبارك بأيام الثورة،مثل"الوفد"و"التجمع"،لاتملك وزناً كبيراً في الشارع وهو ماتم لمسه بجلاء لمانزلت هذه الأحزاب إلى ميدان التحرير.في تونس بان الوزن الأكبر ،ولكن بعد سقوط بن علي،لأحزاب مقموعة خرجت من السجون والعمل السري والمنافي مثل"حركة النهضة" و"حزب العمال الشيوعي"،فيمالم تستطع الأحزاب التي كانت تحت خيمة الحكم السابق أن تثبت وزناً قوياً لاهي ولاالأحزاب الجديدة التشكيل.في ليبيا،ظهر أن المنشقين عن النظام عقب ثورة17فبراير،سواء كانوا مدنيين(المستشار مصطفى عبدالجليل وزير العدل)أوعسكريين(اللواء عبدالفتاح يونس وزير الداخلية)،أوالذين خرجوا من مجموعة سيف الاسلام( الدكتورمحمود جبريل)،لهم قوة أكبر من مجموعة المعارضين القدماء وإن كان الاسلاميون،وليس الليبراليون أوالموالون للحكم الملكي،قد أظهروا قوة يمكن أن تنافس "المعارضين الجدد"،الذين خرجوا من تحت عباءتي القذافي وابنه،في مرحلة مابعد23أوغسطس2011.
إذا تركنا ليبيا،حيث "المعارضين الجدد"ذوي خبرة سياسية أخذوها من الإدارة والمؤسسات التي كانوا يتولوها أوكانوا فيها،فإن "المعارضة الجديدة"في مصر وسوريا(ومعظمها شبابية وبلاتجارب تنظيمية سابقة،في البلدين)تظهر شجاعة ربما يفتقدها الآن(وليس سابقاً)من خبر السجون والعمل السري مع افتقاد كبير واضح للمعرفة في حرفة السياسة عندها بعكس "المعارضة التقليدية"،مع تسجيل مفارقة وضع البلدين عندما نجد رجحاناً واضحاً ل"المعارضين التقليديين"في مصر من حيث القوة المجتمعية في مرحلة الثورة على حكم مبارك ومرحلة مابعده،فيمانجد الوضع معاكساً في سوريا حيث من الواضح أن"المعارضة التقليدية"،بكل أنواعها بمافيها"الإخوان"،ليست ذات التأثير الأقوى في شارع مابعد18آذار2011،وإن كان الشارع مازال عفوياً في حراكه على الأغلب حيث لم تستطع"التنسيقيات"،بأنواعها التي هي من "المعارضة الجديدة"أو"مختلطة"بعد دخول بعض التنظيمات عليها،أن تقول حتى الآن بأنها تقود حراك الشارع المتظاهر.
إذا أردنا التكثيف يمكن قول بعض الاستنتاجات:في تونس ومصر كانت الأحزاب الخارجة من القمع والسجون والسرية هي سيدة ساحة الخريطة السياسية لمابعد التغيير الذي كان بقوة شارعية عفوية في تونس بخلاف مصر،ولم تستطع"المعارضة الجديدة"بشكلها الشبابي أوبتشكيلات حزبية جديدة،أن تشكل منافساً جدياً لها في الشارع،لاهي ولاالأحزاب التي كانت تحت مظلتي بن علي ومبارك.في سوريا لم تظهر"المعارضة التقليدية"ماأظهرته نظيرتيها في مصر وتونس،وإن كان من المرجح ان لاتستطيع "المعارضة الجديدة"أن تشكل بديلاً عن "التقليدية"أوأن تقفز عن أطر التيارات السياسية القائمة:اسلامية،قومية(عروبية أوكردية)،ليبرالية،ماركسية،وإن كان من المحتم أن تقفز عن بعض الأطر الحزبية القديمة لتشكل أخرى جديدة ولكن في أطر احدى هذه التيارات السياسية الأربعة المذكورة.في ليبيا سيكون الوضع أكثر تداخلاً بين هذين الشكلين للمعارضة ومن المرجح أن يختلطا ويتوزعا على التيارات السياسية في مرحلة مابعد القذافي.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واشنطن استعادت في 2011 ما خسرته بين 2007 - 2010 من قوتها في ...
- بعض خصائص المسار التاريخي للحياة السياسية السورية
- خريطة اجتماعية سياسية اقتصادية للاحتجاجات في سورية
- غروب مرحلة عربية
- الاسلاميون والعسكر
- تبدل أشكال التعبير السياسي للجماعات
- الدور الاقليمي التركي
- مساهمة تحركات الشارع العربي في رسم صورة اقليمية جديدة
- من الليبرالية القديمة إلى الجديدة
- «الكومنترن» الشيوعي و «القاعدة» الإسلاموية: نهاية بائسة للتن ...
- سوريا1970-1982 : بناء السلطة الشمولية وتداعياته
- سوريا الستينيات : مرحلة العبور إلى السلطة الشمولية
- صعود المسألة الاجتماعية إلى سطح السياسة العربية(تونس نموذجاً ...
- مستتبعات فكرية لزلزال الشارع العربي
- الولايات المتحدة واستخدامها للمبادىء في السياسة الخارجية
- صعود قوة المجتمعات أمام السلطات الحاكمة
- في حصرية دوافع السياسات الداخلية وراء الثورة المصرية
- واشنطن واهتزاز الحليفين شاه ايران وحسني مبارك
- الترجمات المحلية لتبدل التوازن الاقليمي
- هل نحن أمام بداية النهاية لاستهداف مصر ودورها؟!-


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - المعارضة -التقليدية- و-الجديدة-