أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - عشر سنوات من الاستقطابات في المعارضة السورية















المزيد.....

عشر سنوات من الاستقطابات في المعارضة السورية


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 3625 - 2012 / 2 / 1 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت مناخات التمهيد الأميركي لغزو العراق(11أيلول2002-19آذار2003)مساعدة على بلورة تحولات نحو الليبرالية عند كثير من الماركسيين السوريين، فيما لم يكن عقد مابعد تفكك الاتحاد السوفياتي في الأسبوع الأخير من عام1991 قادراً سوى على افراز طريق جنيني نحوها من خلال طروحات(سقوط الأيديولوجيات)و(الحزب هو محض برنامج سياسي ينتظم حوله الأعضاء من دون أي منهج فكري- سياسي)،وهو مالم يكن سوى مرحلة انتقالية نحو أيديولوجية كانت عند أغلب الماركسيين المتحولين،سواء كانوا معارضين أومن شيوعيي الموالاة للسلطة، هي أيديولوجية الليبرالية الجديدة التي قدمها (المحافظون الجدد)في إدارة بوش الإبن التي كانت تستعد لغزو المنطقة بعد أن سادت واشنطن العالم منذ هزيمتها لموسكو:في تلك الفترة،وبعد فترة أيام من انتهاء مؤتمر لندن للمعارضة العراقية الذي عقد بمشاركة المسؤول الأميركي زالمان خليل زادة أطلق جاد الكريم الجباعي وهو قيادي في(حزب العمال الثوري العربي)،المؤسس بالستينيات من قبل ياسين الحافظ وهو حزب موجود في الجسم المعارض الأساسي أي(التجمع الوطني الديموقراطي)، قنبلة تمهيدية لهذا الاتجاه في مقال بعنوان:"تهافت الدفاع عن العراق"(موقع"أخبار الشرق"،لندن،تحديث يوم24كانون أول2002)قال فيه:"الوجه الآخر لإدانة العدوان كان منذ1991ولايزال تبرير الاستبداد وتأييده ومناصرته.....من دون السؤالعن الأسباب التي دفعت نخبة من السياسيين العراقيين للإستقواء بالخارج.....ثم ليقول في المقال مدافعاً:قد يقول قائل:إن هذا أقرب إلى موعظة أخلاقية،وقد يقول آخر:هذا تسويغ للعدوان الأميركي عى العراق وللإستقواء بالخارج على الداخل،حسناً،ليقل كل امرىء مايشاء". خلال أشهر مابعد احتلال بغداد(9نيسان2003)كان هناك توازي بين التخلي عن الماركسية والاتجاه نحو الليبرالية وبين تبني نظرية(الصفر الاستعماري)التي أطلقها رياض الترك الأمين الأول للحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي في مقابلة مع جريدة النهار(28أيلول2003)حيث اعتبر أن الأمريكان قد نقلوا"المجتمع العراقي من الناقص إلى الصفر".
كان الولادة الجديدة للتيار الليبرالي السوري من رحم ماركسيين متحولين،من الحزب الشيوعي- المكتب السياسي وحزب العمال الثوري العربي ومن حزب العمل الشيوعي ومن بعض شيوعيي الموالاة،مؤدياً إلى لوحة سياسية سورية جديدة في عامي2004-2005أصبح فيها التيار الليبرالي هو الأقوى في الساحة المعارضة بعد أن اختفى الليبراليون القدامى عن الوجود منذ يوم8آذار1963.بالتوازي مع هذا،ومع أحداث12آذار2004في القامشلي،دخلت الأحزاب الكردية إلى الصف المعارض بعد أن كانت كلها في موقع آخر أثناء فترة تحالف الطالباني والبرزاني مع دمشق ضد صدام حسين قبل أن ينقل الزعيمان الكرديان العراقيان بيضهما في عام2002ومع مؤتمر لندن المذكور للسلة الأميركية.
كانت حصيلة تجمع هذه القوى في 16تشرين أول2005مؤدية إلى ولادة أكبر تجمع سوري معارض خلال أربعة عقود من حكم حزب البعث، وهو"اعلان دمشق"،الذي انضم إليه أيضاً (الإخوان المسلمون) وناصريو(حزب الاتحاد الاشتراكي)والمحتفظون بماركسيتهم والباقون في(حزب العمل الشيوعي):في تلك الفترة، كان جارياً الصدام الأكبر منذ عام1970بين واشنطن ودمشق تحت عنوان (أزمة ديتليف ميليس)،وكان مطروحاً بقوة عند جاك شيراك وعند بوش الإبن(ولوبتردد عند الأخير)فكرة التغيير للسلطة في دمشق،قبل أن تتجه واشنطن في عام2006نحو سياسة "تغيير السلوك عند السلطة السورية" . في نص وثيقة تأسيس "اعلان دمشق"كان هناك غياب لكلمات(فلسطين)و(اسرائيل)و(العراق)و(أميركا)،وكان هناك تقزيم لإنتماء سوريا العربي إلى مجرد"انتماء إلى المنظومة العربية"بالترافق مع الحديث عن"مكونات الشعب السوري"،وهو ماكان صدى لما يجري في"عراق المكونات الثلاثة".
كانت ولادة"اعلان دمشق"مبنية على مراهنات بقرب حصول تغيير"ما"في السلطة بدمشق:كان هذا هو السبب في الاجتماع السريع والمفاجىء لهذا الخليط غير المتجانس.عندما بان في عام2006عدم حصول هذا،ابتعد(الإخوان)عن "اعلان دمشق"واتجهوا للتحالف مع عبدالحليم خدام ،فيما بدأت الصراعات فيه حول موضوع(الموقف من المشروع الأميركي)لكي يكون فيصلاً بين صفين:ليبرالي وكردي في مواجهة ناصريو( حزب الاتحاد الاشتراكي)وماركسيو(حزب العمل الشيوعي)،وهو ماحسمه رياض الترك في جلسة يوم1كانون أول2007 ل"المجلس الوطني لاعلان دمشق"من خلال اسقاط مرشحي الحزبين المذكورين في انتخابات الأمانة العامة للإعلان بالتعاون مع الأحزاب الكردية،وهوماأدى عملياً لخروج هذين الحزبين من الاعلان وبدء توجههما نحومحاولة تشكيل(الخط الثالث)بين خطي السلطة و"اعلان دمشق"،وهي محاولة استمرت من كانون ثاني2008وحتى تموز2010شاركت فيها أيضاً الأحزاب والمنظمات المنضوية مع حزب العمل في(تجمع اليسار الماركسي-تيم)تأسس في20نيسان2007وشخصيات يسارية مستقلة من الماركسيين ومن اتجاهات قومية عروبية وحزبين يساريين كرديين،ولكنها فشلت ولم تنجح،وإن ثبَتت انشقاق المعارضة إلى جناحين:يميني ليبرالي- قومي كردي،ويساري قومي عروبي- كردي،كان في استقطاباته الاسلاميون أقرب إلى الاتجاه الأول ولوظلوا بعيدين تنظيمياً وتحالفياً عن الطرفين،قبل أن ينأوا بأنفسهم أيضاً عن عبد الحليم خدام أيضاً في أثناء حرب غزة أوائل عام2009ويمدوا يدهم للسلطة السورية من خلال قرارهم ب"تجميد أنشطتهم المعارضة".
استمر هذا الوضع إلى يوم الجمعة 18آذار2011لمابدأت الأحداث السورية:في 9أيارتم تقديم مشروع وثيقة لتوحيد الأطراف المختلفة للمعارضة السورية.كانت هذه الوثيقة هي الأساس الذي انبنت عليه(هيئة التنسيق الوطنية)التي ضمت (حزب الاتحاد الاشتراكي)و(تجمع اليسار الماركسي- تيم)وخمسة أحزاب كردية يسارية و(حزب البعث الديمقراطي)و(حركة الاشتراكيين العرب) وشخصيات مستقلة ماركسية وقومية عروبية،فيمارفض"اعلان دمشق"الانضمام هو وستة أحزاب كردية شاركت ولم توقع على وثيقة تأسيس (الهيئة) في اجتماع السبت 25حزيران .
في ذلك اليوم الذي تأسست فيه(هيئة التنسيق)بان وكأن استقطابات مابعد مجلس1كانون أول2007تعيد نفسها،ولكن تحت عناوين جديدة:(حوار مع السلطة مشروط بتهيئة بيئة مناسبة)كماطرحت وثيقة(الهيئة)أورفض للحوار كماطرح"اعلان دمشق"وأطياف التيار الاسلامي" بمافيه(جماعة الإخوان المسلمين).تطور هذا الاستقطاب خلال ثلاثة أشهر لاحقة لكي يشمل أيضاً موضوعي(التدخل العسكري الخارجي)و(اسقاط النظام)،حيث أعلنت الهيئة في مؤتمرها بيوم17أيلول عن رفضها للتدخل العسكري الخارجي وعن هدفها في (اسقاط النظام الاستبدادي الأمني)و"أن الحل السياسي لايمكن أن يتحقق مالم يتوقف الحل الأمني – العسكري ليفتح الطريق إلى مرحلة انتقالية تجري مصالحة تاريخية وتوفر الظروف والشروط الملائمة لبناء الدولة المدنية الديمقراطية البرلمانية التعددية"، وهوما كان واضحاً من مضمرات النص أنها مرحلة انتقالية ستجري بعد نزع البنية الأمنية للنظام بالتشارك مع جهازه السياسي.
في الأسبوع الأول من أيلول وفي مدينة الدوحة،فشلت محاولة ثانية لتوحيد المعارضة السورية لمااصطدمت المحادثات بين (هيئة التنسيق)و(اعلان دمشق)و(التيار الاسلامي بأطيافه)بعقدة رفض (هيئة التنسيق) للتدخل العسكري الخارجي،الذي يبدو أن تشكيل"المجلس الوطني السوري"في2تشرين أول من (اعلان دمشق) والاسلاميين قد كان مبنياً على سيناريو افتراضي(ولكن احتمالي الحدوث) لهكذا تدخل مثلما كان مجلس مصطفى عبد الجليل الليبي.كان تشكيل المجلس مؤدياً لاستقطابات تفارقية عن الهيئة في موضوع(التدخل الخارجي)و(اسقاط النظام القائم بكل أركانه،بمافيه رأس النظام)كماقالت الوثيقة التأسيسية للمجلس،قبل أن ينضم موضوع(الجيش السوري الحر)إلى قائمة الموضوعات الخلافية في أثناء مفاوضات القاهرة بين الهيئة والمجلس في الأسابيع الخمسة الأخيرة من عام2011،التي قادت إلى وثيقة 30كانون أول بينهما التي لم تعمر أكثر من أربع وعشرين ساعة قبل أن يطلق الأقوياء في المجلس،أي (الإخوان المسلمون) و(اعلان دمشق)،رصاصة الرحمة على الوثيقة بسبب اعتراضهم على ماورد بها في مواضيع(رفض التدخل العسكري الأجنبي)و(الجيش السوري الحر)و(حماية المدنيين في إطار القانون الدولي لحقوق الإنسان).
خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام2011،انضاف إلى الاستقطاب الخلافي بين الهيئة والمجلس،استقطاب جديد مع تأسيس عشر أحزاب كردية موجودة في المجلس والهيئة (ماعدا حزب الاتحاد الديموقراطيPYD،الذي هو امتداد سوري لحزب عبد الله أوجلان في سوريا،ويتولى سكرتيره صالح مسلم منصب نائب المنسق العام لهيئة التنسيق) ل"المؤتمر الوطني الكردي"في يوم26تشرين أول،الذي تبنى شعار(حق تقرير المصير ضمن وحدة البلاد)،الذي كان خلال الأشهر اللاحقة موضوع مساومة مع الهيئة والمجلس،وعندما رفضا هذا المطلب وتوحدا عليه،قررت الأحزاب الكردية العشرة في بداية العام تعليق عضويتها في الهيئة والمجلس.
كانت هذه الانعطافة الكردية عودة إلى وضع سابق انعزالي كانت تعيشه الأحزاب الكردية في مرحلة ماقبل 12آذار2004،مع مراهنات راهنة يبدو أن أربيل والسليمانية كانتا القوة الدافعة إليها،بالتأكيد هو يولد استقطاباً في مبنى انفرادي كردي يتعارض مع المبنيين المعارضين الآخرين،اللذان لم يتفقا في شيء سوى في الموضوع الكردي وإن كان المجلس ولإعتبارات تتعلق بالعلاقات مع أنقرة هو أكثر تصلباً من الهيئة مع طروحات الأكراد .في الوقت نفسه كانت تفارقات الهيئة والمجلس هي عودة بطريقة"ما"إلى انشقاق المعارضة السورية عام2007حول(العامل الخارجي في التغيير).



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واشنطن والثورات العالمية
- فراغات الانسحابات الأجنبية من المنطقة
- تعثر النموذج التركي في ليبيا ومصر
- العراق:حصيلة احتلال
- الجزر والمد في السياسة:الاسلاميون مثالاً
- مابين دمشق وأنقرة 1921- 1957
- نزعة الاستعانة أوجلب الأجنبي للشؤون الداخلية:العراق نموذجاً
- استقطابات القوى السياسية السورية أمام مبادرة الجامعة العربية
- الإستيقاظ الروسي
- اسرائيل و-الربيع العربي-
- حشر ايران في الزاوية
- المعادلة السورية الجديدة:آليات السقوط أوالتغيير ومدى امكانية ...
- ايران و -الربيع العربي-
- التدخل الخارجي والحرب الأهلية
- التباسات التغيير الليبي
- القذافي ظاهرة عربية،أكثرمنها ليبية:محاولة للمراجعة
- المعارضة -التقليدية- و-الجديدة-
- واشنطن استعادت في 2011 ما خسرته بين 2007 - 2010 من قوتها في ...
- بعض خصائص المسار التاريخي للحياة السياسية السورية
- خريطة اجتماعية سياسية اقتصادية للاحتجاجات في سورية


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - عشر سنوات من الاستقطابات في المعارضة السورية