أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد علي الماوي - الحركة العفوية وقضية التنظّم















المزيد.....

الحركة العفوية وقضية التنظّم


محمد علي الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3870 - 2012 / 10 / 4 - 00:16
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الانتفاضة العفوية وقضية التنظم
تواجه الحركة الشيوعية بكل مكوناتها تحديات كبرى اتضحت منذ انتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008 وانتفاضة 17 ديسمبر 2010 كما سبق للحركة الشيوعية ان ظلت على هامش انتفاضة الخبز 1984-85 وبالرغم من المساهمة في الانتفاضات المذكورة فان القدرة على تأطير المنتفضين وايجاد شروط العمل الثوري القار ظلت ضعيفة جدا وتلاشت مع هدوء العاصفة واحتواء النظام لمثل هذه الانتفاضات.وبقيت الحركة العفوية ضحية السياسات الرجعية والاوهام الاصلاحية المساهمة في ترميم النظام العميل.
وإزاء تواصل ضعف الحركة الشيوعية عامة وسيطرة الرجعية بشقيها على السلطة وارتداد قيادات البرجوازية الصغيرة المنادية دوما بالتعامل مع النظام القائم يتحتم على القوى الشيوعية استخلاص الدروس فيما يخص كيفية تاطير الحركة العفوية وكيفية التصدي للمناورات الرجعية والمزايدات الانتهازية وخاصة كيفية التقدم في توحيد الحلقات الشيوعية من أجل مضاعفة امكانية التواجد في البؤر الثورية وتوفير شروط الالتحام بالشباب المنتفض حتى لايظل ضحية الوعود الرجعية او الاوهام الانتهازية.فما هي خصائص الانتفاضة العفوية واين تكمن نقائص الحركة الشيوعية؟
بعض خصائص الانتفاضة العفوية
لابد من التاكيد على ان اسباب الانتفاضة ترجع الى اوضاع داخلية على عكس ما تروجه بعض الدوائر الامبريالية التي تريد حشر الانتفاضة في تونس ومصر ضمن "الثورات الملونة"-ثورات انقلابية بتوظيف غضب الشعب باتجاه الاستيلاء على السلطة- ( الوردية في جورجيا والبرتقالية في اوكرانيا والزنبق في قيرغيزيا "والياسمين في تونس") ان الانتفاضة في تونس لاعلاقة لها بالثورات الملونة التي وقع تحريكها من البنتاقون فهي انتفاضة عفوية وشعبية جاءت على امرين اساسيين: اولا المس المباشر من كرامة الانسان وإهانته مما ادى بالبوعزيزي الى حرق نفسه وثانيا بلوغ خط الاضطهاد والقمع والاستغلال حدا لايطاق ولم يعد ممكنا السكوت عنه.لذلك فان الانفجار الشعبي والعفوي يعتبر ردة فعل مباشرة على سياسة قمع كل نفس يتطلع نحو التحرر كما يمثل رفضا قطعيا لسياسة الحرمان والتفقير .
تجسدت عفوية الانتفاضة من خلال الشعارت التي رفعت والتي ركزت على المطالب الاقتصادية والاجتماعية في البداية وانتهت برفع شعار "اسقاط النظام" لان الجماهير المنتفضة وعت بان التغيير لم يعد يقتصر على ترقيعات اقتصادية محدودة بل يتعلق بتغيير النظام العميل السبب الحقيقي في انتشار الفساد وكل أشكال الحرمان. لكنها لم ترتق الى برنامج التحرر من الهيمنة الامبريالية والاضطهاد المحلي.
كما تجسدت العفوية في اشكال النضال المتبعة والتي رغم اتخاذها طابعا عنيفا أحيانا فان جل التحركات ظلت سلمية تمثلت في المسيرات والاعتصامات والاضرابات ولم تبلغ مستوى الانتفاضة المسلحة في مواجهة العنف الرجعي.واتخذت الاعمال العنيفة شكل التخريب والحرق والتحطيم دون التفكير في بناء بديل شعبي على انقاض السلطة الرجعية الجهوية والمحلية خاصة وان البوليس قد انسحب من مجمل القرى المنتفضة واختفى المسؤولون التجمعيون من ولاة ومعتمدين وعمد وشعب تجمعية الخ...
لم تفرز الانتفاضة قيادات جهوية أووطنية وفق برنامج واضح لذلك تم استيعابها خاصة في اعتصام القصبة 2 حيث حاول "المجتمع المدني " من جهة والاخوان من جهة أخرى تأطير المعتصمين وجرهم نحو وهم الانتقال الديمقراطي والعدالة الانتقالية والمجلس التأسيسي مع الاشارة الى ان اعتصام القصبة 2 شهد تواجد البوليس السياسي والمخابرات العسكرية والتجمعية بصفة مكثفة وعمل جميعهم على شراء الذمم من خلال الدعم المادي والوعود بتشغيل الشباب العاطل.وهو أمر طبيعي عرفته الانتفاضات السابقة بما ان الجماهير المنتفضة لم تكتسب "المعرفة الثورية" أي الوعي الطبقي ولم ترتق الى مستوى الوعي بضرورة التنظيم الثوري الذي يؤمن مصالحها الانية والمستقبلية على درب التحرر الوطني الديمقراطي.
وفي هذا الاطار لابد من التذكير بان ماسمي بلجان حماية "الثورة" لم تكن منبثقة من واقع الانتفاضة بل وقع تنصيبها بصفة فوقية وتوافقية بحيث تواجد النقابي والدستوري التجمعي واليساري الى جانب الاخوانجي وساهم جميعهم في "الانتقال الديمقراطي" كما سعت كل الاطراف التواجد في الهيئات العليا دعما لسياسة الوفاق والتوافق والمصالحة الوطنية وتنكرت بذلك لشعارات الانتفاضة خدمة لمصالحها الحزبية الضيقة ومساهمة منها في ترميم النظام العميل.
وبالرغم من كل هذه السلبيات التي تطبع مجمل الانتفاضات العفوية تبقى الانتفاضة انتفاضة شعبية تقدمية بأتم معنى الكلمة نجحت في اسقاط راس السلطة وتحدت كل الاجهزة القمعية وكتبت بدماء الشهداء السيرورة الثورية التي نلمس صداها حاليا والتي ستسقط بالتأكيد القوى الرجعية الملتفة عليها بما ان الاسباب المادية التي ولّدت الانتفاضة لازالت قائمة الى حد الان.

وبايجاز يمكن القول ان الانتفاضة تمكنت من جر كل الطبقات الثورية الى حلبة الصراع لذلك فهي انتفاضة شعبية كما انها انتفاضة عنيفة واجهت قوات القمع بما لديها من إمكانيات لكنها انتفاضة عفوية لم ترتق الى مستوى التنظيم الثوري ولم تبلور برنامج التحرر الوطني الديمقراطي لذلك تمكنت الرجعية والاصلاحية من الالتفاف عليها وتحويل وجهتها نحو لعبة الانتقال الديمقراطي المقترحة امبرياليا وجر الجماهير الى ميدان الانتخابات التي تتحكم فيه الرجعية كليا.
الانتفاضة بين المسار الثوري والاحتواء الرجعي
ان المقصود بالمسار الثوري في علاقة بالانتفاضة هو التنظم الثوري بحيث يظل شعار "تنظموا ,تنظموا لافي الجمعيات والنقابات فقط بل خاصة في تنظيم ثوري" شعار المرحلة وذلك من أجل ايجاد المنظمة الثورية المحترفة التي بدونها لايمكن الحديث عن تأطير الجماهير وقيادتها نحو التحرر الوطني الديمقراطي-الديمقراطية الجديدة-.
وبما أن مكونات الحركة الشيوعية لم تبلغ بعد مستوى المنظمة المحترفة التي تحدث عنها لينين في "ماالعمل؟" وفي "رسالة الى رفيق" فانه من الطبيعي ان يظل تأثيرها محدودا يعكس حجمها الحقيقي.
ان واقع موازين القوى هذا فسح المجال للقوى الرجعية اساسا -عند هدوء العاصفة- لاحتواء الغضب الشعبي من خلال خطة المجلس التاسيسي وحصر الصراع في إطار اشكال ترميم النظام العميل.وبذلك استعادت الرجعية زمام المبادرة من خلال تغيير الوجوه والالتزام "بتحقيق أهداف الثورة" وفقدت الجماهير سلاح الانتفاضة وتراجعت التعبئة الشعبية فتحولت الانظار نحو الاعداد للانتخابات التي راهن عليها البعض وصدّق البعض الاخر وعود الرجعية التي "تعهدت" بتحويل تونس الى" جنة فوق الارض".
وهكذا تمكنت الرجعية من اخماد لهيب الانتفاضة وجر الجماهير الى ميدان الانتخابات حيث نشطت آلة الانتخابات الرجعية المدعومة من قبل المال الفاسد والجيش والبوليس والقوانين الجائرة والصحافة الرسمية وحولت الجماهير الى مجرد صوت يقع توظيفه لفائدة تعبيرات الطبقات الحاكمة من كمبرادور واقطاع اساسا وثانويا لصالح بعض الاطراف الليبيرالية والانتهازية.
اتضح ان طريق الانتخابات في ظل سلطة رجعية وبالموازين الحالية (ضعف القوى الثورية ومستوى تطور الوعي الطبقي للجماهير الشعبية )هو طريق مسدود لايمكن ان يؤدي الى مواصلة المشوار الثوري. ووجدت الانتفاضة نفسها امام خيارين: اما الاعتراف بالشرعية الانتخابية -علما وان الشرعية التوافقية في شكل حكومة انقاذ او حكومة كفاءات تمثل الوجه الاخر لنفس العملة-او مواصلة المسار الثوري وتشكيل لجان الدفاع الشعبي باعتبارها الجنين التنظيمي المعبر عن مطالب الانتفاضة.وبعبارة اخرى هل ستقبل الانتفاضة بمنح اصواتها لمن لايمثل مصالحها ام ستاخذ مصيرها بيدها بمساعدة مكونات الحركة الشيوعية وبذلك تتجاوز واقع العفوية وترتقي الى مستوى التنطيم الثوري؟
يبين الصراع الدائر حاليا ان القوى الرجعية –نهضة-نداء تونس-فضلا عن التيارات الاصلاحية(الجبهة الشعبية) تريد الاستفادة من تضحيات الانتفاضة للوصول الى السلطة او المشاركة فيها ولو بصفة رمزية-كرتونية- وفي ظل تواصل الحراك الاجتماعي والاحتقان السياسي تحاول بعض الاطراف وعلى راسها الاتحاد العام التونسي للشغل ايجاد المبادرة التوافقية بهدف الحيلولة دون اندلاع انتفاضة ثانية ويندرج مقترح "المؤتمر الوطني للحوار " في اطار تهدئة الاوضاع و"تحقيق الانتقال الديمقراطي"مع الاشارة الى ان بيروقراطية الاتحاد(بقيادة جراد آنذاك) سبق لها وان جمعت كل الاطراف بما فيهم الاخوان حول طاولة المفاوضات.
يتضح من خلال القراءة السريعة من منظور فكر الطبقة العاملة لتطور الاحداث ان الرجعية بشقيها (النهضة والنداء) تحاول استعادة زمام المبادرة وخنق الانتفاضة وتستعين في ذلك بالاحزاب الليبيرالية والانتهازية اللاهثة وراء المقاعد من أجل تحويل وجهة الصراع الدائر من صراع ضد العملاء الى التعامل مع العملاء تحت يافطة "الانتخابات النزيهة والشفافة" وقد تشكلت الرجعية في اقطاب كما تشكلت الحركة الاصلاحية في " جبهة شعبية" ولم تستقر الخارطة السياسية نهائيا لكن كل هذه التكتلات تهدف الى دفن شعارات الانتفاضة وقد لعبت بيروقراطية الاتحاد العام التونسي للشغل دور رجال المطافئ للمرة الثانية.
يسعى التنظم الرجعي والاصلاحي الى خنق مطالب الانتفاضة واعادة ترميم نظام الاستعمار الجديد من خلال المزايدة بتحقيق اهداف" الثورة والانتقال الديمقراطي" وهلمجرا
ومقابل تكالب الرجعية والانتهازية على الكرسي فان القوى الثورية مدعوة الى رص الصفوف من اجل الدفاع عن شعار "اسقاط النظام" وفضح الاكاذيب الرجعية والاوهام الاصلاحية.
الانتفاضة والحركة الشيوعية
ساهمت الانتفاضة بصفة مباشرة في اعادة العلاقات مع مكونات الحركة الشيوعية وطرح قضية التوحد لكن سرعان ما حصلت القطيعة لاسباب غير موضوعية ليس المجال للخوض فيها وبالرغم من اصرار البعض على واقع التشرذم فقد حاولت الحركة الشيوعية بامكانياتها المحدودة التاثير في مجرى الصراع الطبقي بالتواجد حسب الطاقات ونشر الخط من خلال العديد من البيانات او المداخلات... .ونأمل ان تحصل عودة الوعي بضرورة التنسيق من أجل الدفاع عن الانتفاضة والتصدي للسياسة الرجعية العميلة.
ونذكر مكونات الحركة الشيوعية ان مواجهة الرجعية يتطلب بلوغ درجة راقية من التنظم والانضباط وتوفير الاسلحة الضرورية للصمود امام الترسانة الحربية للطبقات العميلة. فالرجعية تملك جيشا مدججا بالسلاح في حين ان الشعب لم يبلغ مستوى العنف الثوري كما ان الرجعية الحاكمة لها جهاز البوليس وكل انواع فرق التدخل اما الشعب فلم يبلغ مستوى تشكيل لجان الدفاع الشعبي , والرجعية لها اجهزة قضائية واعلامية لكن الشعب ليس له الحق في محاكمة من اجرم في حقة وليس له امكانيات الدعاية من صحف واذاعات واجتماعات عامة...والرجعية لها حكومة وبرلمان في حين ان الشعب ليس له حكومة ثورية مؤقتة وليس له مجالس شعبية , والرجعية لها تنظيماتها وجمعياتها ونقاباتها غير ان الشعب لايملك التنظيم الثوري ولم يبن الجبهة الوطنية الديمقراطية الشعبية وهوغير قادر على تشكيل الجمعيات والنقابات المدافعة عن مصالحه والقائمة طويلة ويظل الفرق شاسعا بين الرجعية الحاكمة بادوات القمع الاكثر تطورا وبين الشعب الاعزل الفاقد لابسط شروط التنظم.
لذلك نقول ان العلة لاتوجد في الانتفاضة العفوية والانتفاضات القادمة التي ستظل محل مساومة وسيقع ترويضها بل ان القضية تتعلق اساسا بمكونات الحركة الشيوعية وبضرورة تجاوز التشرذم والعزم على تاسيس المنظمة الثورية الموحدة .وطالما لم تحسم الحركة الشيوعية قضية التنظم وظلت ضحية العمل الحرفي ونشاط الهواة المناسباتي فانها لن تقدر طبعا على تأطير الحركة العفوية وايصال المعرفة الثورية الى العمال والفلاحين الفقراء العمود الفقري لكل تحول ثوري.
فكيف يمكن اذن لمكونات الحركة الشيوعية ان تنظم الجماهير وان تفعل في الانتفاضة وهي غير قادرة على تنظيم صفوفها وغير راغبة في الصراع من اجل الوحدة؟ في حين ان الرجعية بشقيها والانتهازية تتشكل في اقطاب بهدف دفن الانتفاضة ودعم النظام الاستعماري الجديد من خلال ترميمه.
يطرح واقع المجموعات الشيوعية أكثر من تساؤل ودون الدخول في واقع الحركة وكيفية التجاوز يمكن الاكتفاء بما يلي: تكمن نقائص الحركة الشيوعية اولا في ضعف الالتزام الايديولوجي والسياسي وثانيا في التركيبة الطبقية لهذه المجموعات الشيوعي ومحدودية الانصهار في اوساط العمال والفلاحين الفقراء وثالثا في تخلف التجربة التنظيمية نتيجة الممارسات الحلقية المقيتة والزعامات العشائرية او الجهوية...
لقد أثرت التركيبة الطبقية لاشباه المستعمرات في التنظيمات الشيوعية بحيث اتسمت هذه التنظيمات بسيطرة العنصر البرجوازي الصغير وبضعف الارتباط بالعمال والفلاحين ودون التعرض الى اسباب هذا الواقع فان سيطرة البرجوازية الصغيرة على التنظيمات الشيوعية اثر سلبا على مردودها الثوري وعلى خطها السياسي الذي ظل متذبذبا يسقط احيانا في التطرف والقفز على الواقع واحيانا اخرى يساير حركة الجماهير العفوية ويلهث وراء الاحداث.
وهو ما يفسر جزئيا انشقاق العديد من العناصر والتحاقها بنهج الوفاق الطبقي والمصالحة الوطنية وتعاملها صراحة مع مؤسسات الدولة العميلة وقد شهدت كل التنظيمات الشيوعية في الوطن العربي مثل هذه المشاكل وعانت من النزعات الانشقاقية التي تقف وراءها العناصر الانتهازية او العناصر المنهارة التي استوعبها العمل الجمعياتي القانوني والعمل النقابي بفعل مواقعها في هياكل قيادية مثل النقابات العامة او الجامعات او الاتحادات الجهوية الخ... في حين ان الصراع الطبقي اليومي يولّد كما يقول لينين الاف المحتجين وبالفعل فهناك العديد من العناصر الثورية التي تواجه يوميا سياسة حكومة النهضة في سيدي بوزيد وقفصة والقصرين وغيرها وهي عناصر يمكن لها إن تسلحت ببرنامج الثورة الوطنية الديمقراطية –الديمقراطية الجديدة- ان توفر استمرارية العمل الثوري وان تشكل لجان الدفاع الشعبي وتواجه الاستبداد القروسطي وكل من يزايد ب"تحقيق اهداف الثورة"

ان بلوغ مرحلة التنظم ليس بالامر الهين اذ يتطلب ذلك وعيا طبقيا ملتزما بقضية تحرير الشعب والانسانية جمعاء من نظام الاستغلال و"الايمان" بان مجتمعا عادلا دون طبقات ممكن التحقيق.
إن الالتزام التنظيمي يرتبط اذا بمستوى الالتزام الايديولوجي وبدرجة تطور الوعي السياسي ويتوج ذلك بالوعي بضرورة التنظم والعمل على تنظيم افضل العناصر من الطبقات الثورية فلا يكفي التنظم في الجمعيات والنوادي والنقابات بل لابد من التنظم في حزب ثوري.
كما ان بلوغ مرحلة الوعي بضرورة التنظم الحزبي تفترض تبني العنصر فكر الطبقة العاملة والتسلح بنظرة مادية جدلية للعالم ولتطور المجتمع البشري تمكّن العنصر من رؤية العالم وفق قوانين موضوعية تساعده على مزيد فهم التناقضات التي تحكم المجتمعات وبالتالي القدرة على تحديد اشكال الفعل في الواقع من اجل تغييره.
هكذا تعكس المسالة التنظيمية اذا مستوى التزام العنصر ايديولوجيا وسياسيا فإن كان العنصر ضعيف الايمان ينشط حسب النزوات أو بالمناسبات او لايجاد بعض الاستقرار النفسي وارضاء الضمير فان سلوكه التنظيمي سيعكس ذلك بالضرورة فسيخل بالانضباط بتعلات ذاتية في غالب الاحيان وسيتقبل النقد وكأنه قدح في شخصه وسيقلب مبدأ المركزية الديمقراطية راسا على عقب فتتحول إما الى ديمقراطية مفرطة بسبب فوضوية البرجوازي الصغير الذي يتصرف بمفرده ويطبق ما يخطر على باله بمعزل عن الاطر إن وجدت ودون تشريك الجميع وإما الى مركزية مفرطة بحيث يتصرف العنصر كالسيد الاقطاعي الذي يملك الحقيقة.
واستنادا لكل ما سبق يمكن القول ان مكونات الحركة الشيوعية تواجه العديدة من التحديات فهل يمكن لها ان تتوحّد وهل يمكن ان تعي بخطورة الاوضاع وخاصة بالهجوم الرجعي الشرس على الانتفاضة وكل المحتجين؟
ان الاجابة واضحة فإن توحّدت الحركة الشيوعية فبامكانها ان تجعل من الانتفاضة خطوة اولى نحو مواصلة المسار الثوري لكن إن فشلت في ايجاد المنظمة الثورية المحترفة فان الانتفاضة ستظل ضحية التجاذبات الرجعية والانتهازية ولن تسير نحو طريق التحرر الوطني الديمقراطي بل سيقع الالتفاف عليها واخضاعها لبرامج الاستعمار الجديد بوجوه "جديدة-قديمة"



#محمد_علي_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس- وحصل الفرز الطبقي
- حقيقة الوضع السياسي في تونس
- ملخص لإضافات ماوتسي تونغ
- الانتخابات في مصر والانتفاضة في الذاكرة
- عنف الدولة وعنف الجماهير العفوي والعنف الثوري
- قراءة في -ورقة عمل حول بناء حزب موحد -للوطنيين الديمقراطيين-
- الحركة النقابية والصراع بين الخطين
- نداء الى المجموعات الشيوعية
- تونس:الوضع في ظل الاعتصامات والاعتصامات المضادة
- حول خلايا المؤسسات
- نصوص حول المجلس التأسيسي
- الشعب في حاجة الى حزب الطبقة العاملة
- جانفي,شهر الشهيد وشهر الانتفاضات الشعبية
- حكومة النهضة -حكومة محاصصة
- ايّ معنى -لليسار- اليوم؟
- متطلبات الوضع الراهن في تونس
- الاتجاه الاسلامي بين المقول والممارس
- النهضة بديل امبريالي
- الانتخابات والمسألة الوطنية
- تونس-نتائج الانتخابات في تعارض مع شعارات الانتفاضة


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد علي الماوي - الحركة العفوية وقضية التنظّم