أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد علي الماوي - عنف الدولة وعنف الجماهير العفوي والعنف الثوري















المزيد.....


عنف الدولة وعنف الجماهير العفوي والعنف الثوري


محمد علي الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3726 - 2012 / 5 / 13 - 23:51
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


عنف الدولة وعنف الجماهير العفوي والعنف الثوري
مقدمة
تتحدث الدوائر الامبريالية والرجعية العميلة عن السلم وعن التحول السلمي والتداول على السلطة بصفة سلمية عبر الانتخابات وترفع الدول الامبريالية والرجعية العربية شعارات احترام حقوق الانسان وتطبيق الديمقراطية والاتزام بدولة القانون الخ من الشعارات في حين تمارس القوى الامبريالية أبشع انواع العنف والتعذيب في البلدان الراسمالية وخاصة في المستعمرات وأشباهها.
ان الطبيعة العدوانية للمعسكر الامبريالي لاتستحق لاي اثبات فتدخلها الوحشي في العراق وليبيا أحسن دليل على ذلك هذا دون التذكير بما خلفته الحرب الامبريالية الثانية من دمار ومن ضحايا فاق عددهم 60 مليون شخصا و بكل الجرائم المقترفة في حق الشعوب في كل من أسيا وأفريقيا وامريكا الجنوبية.
تعتبر الحرب الامبريالية ابشع اشكال العنف وعادة ما يكون ضحيتها الشعب الاعزل واكثر الشرائح فقرا وتعتبر الحرب امتدادا لسياسة الاستعمار الجديد في مرحلة العولمة التي تريد اخضاع الجميع الى مصالح القوى العظمى-مجموعة ال8 المتحكم في ثروات العالم وفي رقاب الشعوب.فالاهداف الحقيقية من كل حرب هي تحقيق مصالح اقتصادية معينة يعمل معسكر الثورة المضادة على التكتم عليها وعدم الاصداع بها في حين ان الشعوب واعية بان تدمير العراق تحت شعار محاربة أسلحة الدمار الشامل يعني في الحقيقة الاستحواذ على النفط كما أدركت الشعوب ان احتلال افغانستان وتهديد سوريا يندرج ضمن مشروع الشرق الاوسط الكبير من اجل ضمان سلامة انابيب الغاز والنفط والسيطرة على المواقع الاستراتيجية .سيظل النظام الامبرياليي مصدر الحروب لانه في حاجة الى تشغيل مصانع الاسلحة من خلال تدمير البنية التحتية للدول ثم يطرح اعادة الاعمار وهو بذلك يربح على واجهتين ويخفف من أعباء الازمة التي يتخبط فيها بصفة دورية.
ان الدول الراسمالية في مرحلة العولمة وازمتها الخانقة تتجه نحو تشجيع الفاشية وليس من قبيل الصدف ان تنتعش الاحزاب اليمينية المتطرفة في كل من فرنسا والمانيا وهولندا والنمسا وحتى في اليونان واسبانيا...وكلما احتدت الازمة الا وتفاقم عنف الدولة على كل المستويات مستهدفا الفقراء والاقليات في المقام الاول.
فكيف يتجسد عنف الدولة وما هي اشكال العنف المضادة التي تتولد عن ارهاب الدولة الراسمالية والانظمة العميلة وهل يمكن الاطاحة بعنف الدولة دون عنف أي بالطرق السلمية كما تدعي الانتهازية والفرق التحريفية المرتدة؟
1-عنف الدولة
ان الدولة البرجوازية مبنية على العنف مثلها مثل دولة النبلاء ودولة اسياد العبيد فهي مؤسسة منبثقة عن المجتمع وتعكس واقع الصراع الطبقي ودرجة تطوره وطبيعة علاقات الانتاج ووضع القوى المنتجة وبالرغم من انها تضع نفسها فوق المجتمع وتدعي خدمة مصالح المجتمع باكمله او تزعم التوفيق بين الطبقات فانها في الحقيقة تخدم مصالح الطبقة او الطبقات الحاكمة بالاساس وذلك حسب ما يقتضيه تطور الصراع بين الطبقات وحجم المعارضة .وتظل الدولة البرجوازية في خدمة الطبقة البرجوازية أي في خدمة الاقلية على حساب الاغلبية الساحقة من الكادحين.
ان الدولة باعتبارها حامية لمصالح طبقات معينة لايمكن لها ان تتحول الى دولة الشعب وهي لن تضمحل طالما تواصل وجود الطبقات والصراع الطبقي وحتى في الدولة الاشتراكية التي تمثل مصالح الاغلبية يتواصل الصراع الطبقي بين من يريد دعم الحق البرجوازي –السائرين في الطريق الراسمالي –وبين من يسعى الى دعم البناء الاشتراكي وتشجيع المنتجين على الانخراط في التعاونيات على درب التقليص من الملكية الخاصة بهدف القضاء عليها عندما تتوفر الكمية اللازمة من وسائل الانتاج.
غير ان الطبقة الحاكمة في البلدان الراسمالية او الطبقات العميلة في المستعمرات واشباهها تتقدم على اساس انها منتخبة من الشعب وتزايد بالشرعية الانتخابية ويتناسى الانتهازيون ان الانتخابات تتحكم فيها الطبقات الحاكمة بما انها تمسك السلطة والمال وسلطة الاعلام في حين ان الشعب المدعو الى التصويت لايملك شيئا وهو غير قادر لانظريا ولاماديا في ظل الاوضاع الحالية على منافسة مرشحي الطبقات الحاكمة او المعارضات الكرتونية .وهكذا تعتمد البرجوازية على الانتخابات لتغطية حقيقة الدولة ودعوة الكادحين الى احترام "دولة القانون" و"هيبة الدولة " وامنها العام الخ ثم تبرر استعمال العنف ضد كل من يخالف القانون الذي وضعته الطبقات الحاكمة عبر "البرلمانات المنتخبة"
تعتمد الدولة –هذه المؤسسة القمعية باتم معنى الكلمة- على الجيش والبوليس وكل انواع المليشيات بما في ذلك مليشيات الحزب الحاكم كما تعتمد على القوانين التي يقع سنها "ديمقراطيا"ضد مصالح الكادحين وعلى الثقافة والقضاء "المستقل"والاعلام والدين لفرض واقع الاستغلال وتلجيم الجماهير وتشريع العنف المادي والمعنوي الذي يتراوح من الطرد من الشغل الى السجن والتشريد وابشع انواع التعذيب ويتم كل ذلك باسم احترام حقوق الانسان و"دولة القانون"
ولايتجلى عنف الدولة في اشعال نار الحروب والقيام بالانقلابات وقمع الحركات الشعبية فحسب بل كذلك في المؤسسات البوليسية وفي عمليات التمشيط والمداهمات والاعتقال والمحاكمات كما يبرز في التناقضات الطبقية الصارخة بين الفقير والغني فالفقير الذي يتجول في المساحات الكبرى ويرى كل هذا البذخ الذي لايستطيع الوصول اليه يشعر بالغبن والحرمان كما ان البطال يشعر بالحيف والتهميش اما التاجر الصغير او الموظف فهو يشتكي من تدهور قدرته الشرائية ومن الاداءات المجحفة ومن غلاء الاسعار.
ان واقع الحرمان والاقصاء وتدمير القوى المنتجة ودفع الشباب الى تعاطي المخدرات وتشجيع دور الدعارة واستغلال جسد النساء وتنامي الاجرام الخ كل هذه المظاهر تعكس في الحقيقة عنف الدولة ويتسبب عنف الدولة في العديد من الضحايا والاضرار الجسيمة المادية والمعنوية لدى الجماهير الكادحة ويولد باستمرار عنفا مضادا عفويا احيانا ومنظما احيانا اخرى يبلغ في النهاية مستوى العنف المسلح.
وبايجاز يمكن القول ان مؤسسة الدولة الراسمالية مبنية على العنف والاقصاء وتهميش القوى المنتجة وحرمان الكادحين من أبسط شروط العيش الكريم : ان العنف كامن في الحياة اليومية للكادحين مثل الحرمان من حق الشغل ومن حق المسكن اللائق ومن حق التعليم المجاني ومن حق العلاج والنقل المريح ومن حق التعبير دون ضغوطات كما ان اعتبار المرأة سلعة او المطالبة بتعدد الزوجات في القرن 21هو ضرب من العنف ازاء النساء –نصف السماء- ...
2- العنف الجماهيري العفوي
امام تنامي ظاهرة العنف الرجعي خاصة وقت احتداد ازمات الطبقات الحاكمة وتصاعد حملات التمشيط والقمع وفرض برامج استعمارية تشرع احتلال الارض ومصادرة الحرية ودوس الكرامة الوطنية تنتفض الجماهير من اجل حق الشغل والتمسك بالارض والحرية والكرامة الوطنية وقد أثبتت الانتفاضات العربية هذه الحقيقة .غير ان غياب القيادة العمالية وغياب البرنامج التحرري مكن الرجعية من الاستفادة من هذه الانتفاضات بالرغم من ان البدائل الرجعية لم تشارك بتاتا في الحراك الاجتماعي بل اختفت طوال الانتفاضات خوفا من الغضب الجماهيري –
ان غياب برنامج الديمقراطية الجديدة بقيادة عمالية مكن التيار الاسلامي من استلام السلطة من جهة وسمح للدساترة الجدد العودة للحياة السياسية من بابها الكبير وتحويل وجهة الصراع من صراع ضد العملاء الى صراع فيما بين العملاء المتنافسين على تقديم شهادات الولاء للاحتكارت الامبريالية وللرجعية العربية فقد تدخل الناتو بكل وحشية في ليبيا وهو يسعى الى ايجاد تغطية من امم المتحدة او من مجلس الامن للتدخل في سوريا ولايمكن اعتبار الفيتو الصيني والروسي دعما للانتفاضة في سوريا بل انه يندرج ضمن الصراع الامبريالي على مناطق النفوذ .
فكيف يمكن اذن تنظيم العنف الجماهيري العفوي ومواجهة العنف الرجعي المدعوم امبرياليا؟
لابد من التذكير ان الشيوعي يعمل على احلال السلم والسلام في العالم ومن اجل احلال السلم في ظل النظام الامبريالي المتعجرف لابد من تجنيد الشعوب ضد الحروب الامبريالية والرجعية وتدريبها على مواجهة العنف الامبريالي الرجعي باساليبها وبالاعتماد على طاقاتها الذاتية من اجل هزم آلة الحرب الرجعية واحلال السلم والرخاء للجماهير الكادحة."واذا ما ارغمت البروليتاريا على الثورة في نهاية الامر فسندافع نحن الشيوعيين عن قضية البروليتاريا بالافعال وبالصلابة ذاتها التي ندافع بها حتى الان بالاقوال"(انجلز –مبادئ الشيوعية –ص 32-الفرابي)
ان العنف الجماهيري له مبرره وهو يدحض المقولة الرجعية والانتهازية التي تعارض " العنف مهما كان ماتاه" لان هناك عنف رجعي وجب فضحه وهناك عنف شعبي يندرج ضمن حركات التحرر وجب دعمه ومن حق الشعوب ان تستعمل كل اشكال النضال والتنظيم من أجل تحررها.
وتجدر الاشارة الى ان العنف الجماهيري العفوي لايمكن ان يصمد امام المناورات الرجعية كما انه يعجز عن تحقيق التغيير الثوري وتمثل الانتفاضات العربية خير دليل على ذلك بما ان الشعب لم يستفد من التضحيات المقدمة وتمكنت التيارات الاسلامية المدعومة امبرياليا والاكثر تنظيما من الاستفادة من هذه الانتفاضات بل ان القاعدة-باعتبارها ورقة امبريالية في اطار خطة الفوضى الخلاقة- دخلت على الخط في كل من ليبيا وسوريا واليمن...من اجل خلط الاوراق وحصر الصراع في اطار البدائل الامبريالية والالتفاف بالتالي عل الانتفاضات العربية التي تظل دون قيادة ثورية وستعمل الرجعية على ابقاء هذه الانتفاضات دون قيادات ثورية من خلال دعم معزوفة الاستقلالية والحياد السياسي ...
لقد بينت الانتفاضة في تونس ان الحراك الاجتماعي لم يبلغ مستوى الكفاح المسلح ولم تخرج ردود الفعل العنيفة عن اطار الدفاع عن النفس او "الانتقام" من رموز النظام ومعاقل الثراء فتوجهت الجماهير إلى مواقع محددة بوعيها العفوي فأحرقت أكثر من 85 مركز حرس حسب الأرقام الرسمية وأحرقت مراكز الشرطة خاصة في الأحياء الشعبية ومقرات الحزب الحاكم وبعض البنوك واسترجعت أموالها بالهجوم على بعض المراكز التجارية الكبرى ولم تكتف برشق الحجارة والتكسير باستعمال الهراوات والعصي بل استعملت الملوتوف والزجاجات الحارقة التي صنعتها على عين المكان لتحمي الأحياء وتدافع عن نفسها في مواجهة العصابات البوليسية والمليشيات والقناصة...ولم يتحول هذا العنف العفوي الى عنف منظم كما لم تتحول لجان الاحياء الى لجان دفاع قارة ومتسلحة ببرنامج يضمن لها على الاقل السيادة على الحي او القرية ...
اما عملية قفصة المسلحة سنة 1980 فلم تكن عفوية بل منظمة وكان هدفها قلب النظام لكنها لم تكن جماهيرية بما ان عدد الثوار المسلحين قدر عددهم ب60 فردا ينتمون الى المعارضة ذات التوجهات القومية واليوسفية تمكنوا من السيطرة على المدينة بعد ان وقع الاستيلاء على المراكز الامنية والثكنة العسكرية ورغم دعوة اهالي قفصة للانضمام الى "الثورة" المسلحة وتحرير المدينة فان الجماهير لم تكن في مستوى حمل السلاح في وجه النظام ومساعدة الثوار واستنجدت السلطة آنذاك بالجيش الفرنسي وردت بكل وحشية وصرح الوزير الاول انه مستعد لمحو قفصة من الخريطة فاجبر المتمردون على الفرار ووقع القبض عليهم واعدام 11 منهم فجر 17 افريل وبينت هذه العملية ان الكفاح المسلح لن يكتب له النجاح ان لم يمثل سيرورة ثورية تنخرط فيها الجماهير وتساند القيادة الشيوعية وتدعمها بعناصر جهوية افرزتها النضالات المحلية.
وشهدت نفس الولاية-قفصة- انتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008 والتي دامت ستة اشهر كاملة ورغم صمود المعتصمين ورغم تعدد اشكال النضال فان النظام تمكن من عزلها عن بقية الجهات التي لم تلتحق بالانتفاضة وطغى الطابع المطلبي السلمي على التحركات وسيطرت عقلية التفاوض من موقع ضعف مع النظام الذي تمكن من ربح الوقت واستنزاف طاقات المعتصمين مع الاشارة ان الانتفاضة لم ترفع شعار "اسقاط النظام" بل تحسين ظروف العيش .
وبايجاز نقول ان الانتفاضات العفوية مهما كانت عنيفة لايمكن لها ان تغير النظام وان تنجز ثورة لان هذه الانتفاضات نظرا لطبيعتها العفوية تفتقد لبرنامج تغيير ثوري وتظل دون قيادة سياسية وغير مستعدة لخوض تجربة الكفاح المسلح بما ان سقف مطالبها يقف عند تحسين اوضاعها المادية في ظل النظام القائم.
3-العنف الثوري

" لقد برهنت الحقائق على أنه ، بغرض القيام بالثورة واحراز التحرر ، لا بد لجميع الشعوب والأمم المضطهدة من أن تعرف كيف تواجه الكبت العنيف الذي تلجأ اليه الطبقات الرجعية الحاكمة في بلدانها بالذات ، ليس هذا وحسب ، بل عليها أن تكون على أهبة الاستعداد لمواجهة التدخل المسلح من قبل الاستعمار... وبدون استعداد كهذا وبدون ردع العنف المعادي للثورة ردعا حازما باستخدام العنف الثوري كلما دعت الضرورة الى ذلك ، تصبح الثورة أمرا خارجا عن الموضوع ، ناهيك عن انتصارها ."
يعلن الشيوعي صراحة انه ضد العنف الرجعي فالنظام الامبريالي المبني على استغلال الانسان للانسان يريد تدمير الكون فهو يتسلح بصفة مهولة ويمركز ترسانته الحربية الرهيبة في كل شبر من الكرة الارضية فيحتل الارض والبحر والسماء ويصوب صواريخه ضد الشعوب المضطهدة وخصومه الافتراضيين.
ان الشيوعي يناضل من اجل احلال السلم والسلام العالمين وانقاذ الارض من جشج الامبرياليين لكن من يريد السلم يستعد لمواجهة دعاة الحرب وبما ان دعاة الحرب –الامبريالية والرجعية-لن يسلموا السلطة للبروليتاريا والشعوب بصفة سلمية فان مواجهة العنف الرجعي سيعرف بالتاكيد معارضة عنيفة من قبل الشعوب عندما تتوفر الظروف الذاتية والموضوعية لخوض الصراع المسلح ضد الاستعمار وعملائه.
هذا هو قانون الصراع الطبقي والنضال الوطني فلم تحصل ثورة في العالم دون عنف فتحرير روسيا القيصرية تم باعتماد الانتفاضة المسلحة وتحرير الصين حصل اثر المسيرة الكبرى وحرب الشعب طويلة الامد كما ان تحرير البانيا تم عن طريق حرب الانصار وحدث نفس الشيئ بصفة مختلفة في الفيتنام واللاووس وكمبوديا الخ...
وتشهد العديد من البلدان تطور الصراع الطبقي الى مستوى الكفاح المسلح لان واقع الاستغلال يولد دوما جيوب المقاومة وتفضي المقاومة مع تطور الاوضاع وبروز قيادة ثورية الى مقاومة مسلحة مثلما يحصل في البيرو والنيبال والفيلبين والهند رغم كل العراقيل والانقسامات الداخلية التي تشهدها الاحزاب الماوية او ارتداد بعض الرموز.
غير ان الفرق الانتهازية من تحرفيين وتروتسكيين جدد الذين تحولوا الى اشتراكيين ديمقراطيين تنكروا لمبدأ الصراع الطبقي وللعنف الثوري كنتيجة حتمية لتطور الصراع واختاروا نهج المصالحة الوطنية والمشاركة في ادارة ازمة النظام العالمي عن طريق الانتخابات التي تتحكم فيها السلطة العميلة بصفة مطلقة واصبحوا يروجون الاوهام حول امكانية القيام "بالثورة "عبر التحول السلمي او امكانية القضاء على واقع الهيمنة والتخلف من خلال صندوق الاقتراع والشرعية الانتخابية التي يعترفون بها ويقدسون نتائج الصناديق حتى في البلدان شبه المستعمرة.
ان الشيوعي لاينشر الاوهام ولايغالط الجماهير وهو يقول دون لبس ان الانتفاضات العربية لاعلاقة لها بالثورة في حين ان كل الاطراف الانتهازية يمينا ويسارا تتحدث عن ثورة ويعتقد الشيوعي ان افتكاك السلطة السياسية لايمكن ان يتم الا عبر العنف الثوري لذلك لابد للحزب الشيوعي ان يضع قضية السلطة في صدارة اعماله وان يضبط برنامجه وتكتيكاته من اجل افتكاك السلطة وهو إن لم يبلغ مستوى العنف الثوري فعلية ان يعد العدة لذلك ويضبط استراتيجيا واضحة وتكتيكات واضحة تسمح له بالمضي قدم نحو دعم نفوذ الحزب الشيوعي وتاسيس الجبهة الوطنية ونواة الجيش الشعبي خاصة في المواقع الساخنة.
أ- التوجهات العامة
لابد من التأكيد على انه ليس هناك وصفة جاهزة يمكن نسخها او اسقاطها على واقع معين فكل ثورة لها خصوصياتها وظروفها المادية الخاصة فما حصل في روسيا لايمكن ان يحصل في أي بلد آخر وما حدث في الصين لايمكن استنساخه كما ان ما يحصل في البيرو او النيبال يظل فريد من نوعه لايمكن ان يطبق في بلد اخر لذلك فان كيفية المقاومة المسلحة ترتبط بواقع البلد اولا وواقع الجماهير ومدى قدرة الحزب الشيوعي على ايجاد التكتيكات المناسبة انطلاقا من واقع تطور الصراع الطبقي.ان واقع تطور النضال الوطني في تونس والوطن العربي افرز ما يلي:
- اهمية وجود الحزب الشيوعي الموحد في طليعة نضالات الجماهير وهو امر غير متوفر حاليا ومع الاسف لاتعير الحلقات الشيوعية المتواجدة في تونس الاهتمام اللازم لمثل هذه القضية الجوهرية والحاسمة لانه لايمكن الحديث عن ثورة ولاعن مقاومة منظمة دون تأسيس حزب الطبقة العاملة والعمل على بنائه في خضم النضال وبالمناسبة ندعو مجددا كل الحلقات الماوية الى فتح باب الحوار حول مشروع برنامج الثورة الوطنية الديمقراطية/الديمقراطية الجديدة ذات الافق الاشتراكي على درب تشكيل قيادة موحدة تجمع كل الطاقات من اجل رسم خطط مضبوطة تنير نضالات الجماهير المنتفضة وتفضح المناورات الرجعية والاوهام الانتهازية.
وفي هذا الاطار لابد من التذكير ان الحركة الشيوعية الماوية لايمكن لها ان تنمو دون بلوغ مستوى المنظمة المحترفة والمنصهرة في البؤر الثورية.
- أهمية التواجد في الريف وتحديدا الارياف المناضلة والعمل على دعم تحالف العمال والفلاحين الفقراء وباقي الفئات المضطهدة دون اهمال الشباب العاطل واشباه البروليتاريين
- استخلاص الدروس من الانتفاضات العربية السابقة ومن التجارب في كل من فلسطين وظفار والحركة الوطنية في المغرب العربي والعمل على ارساء تنسيقيات بين الماويين العرب
- الانطلاق من اشكال النضال والتنظيم التي اعتمدتها الانتفاضة والعمل على تطوير جانبها الكفاحي من خلال تشكيل لجان الدفاع الشعبي الضامنة الوحيدة لاستمرارية النشاط مع التدرب على المزج بين النشاط العلني والشرعي والعمل السري وشبه السري ان اقتضى الامر ذلك.
- استخلاص الدروس من تجارب حرب الشعب في البيرو والنيبال والهند والفليبين
- تجاوز ردود الفعل العفوية والارتجالية ومحاولة ربط النضال المطلبي بالنضال السياسي وطرح قضية افتكاك السلطة على جدول اعمال المنتفضين. ان اكتفاء التحركات برفع مطالب خاصة في اطار النظام القائم لن يساعد التجربة الثورية للجماهير على الارتقاء الى مستوى المقاومة والقطيعة السياسية والتنظيمية مع العملاء وتبني مقولة "السلطة السياسية تنبع من فوهة البندقية"
- ضرورة نبذ الاوهام الاصلاحية الداعية الى امكانية التغيير من خلال التظاهر السلمي وفضح توظيف نضالات الجماهير من قبل الرجعية في اطار صراع العملاء على السلطة.

ملاحظة هامة: تطرح قضية توحيد الماويين في تونس اولا تجاوز نزعة الانشقاق التي تطبع نشاط بعض المثقفين وثانيا الحسم في كيفية التعامل مع مكونات البرجوازية الوطنية والاسلام السياسي في عصر الامبريالية والثورة الاشتراكية وثالثا الاعلان عن الهوية الشيوعية دون تردد والنضال ضد النقابوية والحياد السياسي والتفريق بين استغلال الامكانيات الشرعية من منطلقات شيوعية وبين الذوبان في منظمات المجتمع المدني دون هوية.



#محمد_علي_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في -ورقة عمل حول بناء حزب موحد -للوطنيين الديمقراطيين-
- الحركة النقابية والصراع بين الخطين
- نداء الى المجموعات الشيوعية
- تونس:الوضع في ظل الاعتصامات والاعتصامات المضادة
- حول خلايا المؤسسات
- نصوص حول المجلس التأسيسي
- الشعب في حاجة الى حزب الطبقة العاملة
- جانفي,شهر الشهيد وشهر الانتفاضات الشعبية
- حكومة النهضة -حكومة محاصصة
- ايّ معنى -لليسار- اليوم؟
- متطلبات الوضع الراهن في تونس
- الاتجاه الاسلامي بين المقول والممارس
- النهضة بديل امبريالي
- الانتخابات والمسألة الوطنية
- تونس-نتائج الانتخابات في تعارض مع شعارات الانتفاضة
- تعليق في الفياسبوك
- المجلس التأسيسي والبدائل الامبريالية في تونس
- حول انتخابات اكتوبر(من ارشيف الماويين)
- الانتخابات ودولة الاستعمار الجديد
- الانتخابات والخارطة السياسية في تونس


المزيد.....




- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد علي الماوي - عنف الدولة وعنف الجماهير العفوي والعنف الثوري