أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - دانا جلال - الخطاب السياسي الكوردي بين القومي والجزئي واشكالية الخارج















المزيد.....

الخطاب السياسي الكوردي بين القومي والجزئي واشكالية الخارج


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 1125 - 2005 / 3 / 2 - 11:11
المحور: القضية الكردية
    


على امتداد الحدود الدولية بين تركيا وايران و سوريا و العراق لن تجد غير تبعثرا لحقول الالغام وتشوه جنوني لربايا الجندرمة والحرس والعسكر.
ان حقول الالغام وربايا القمع القومي لن تستطيع ان تبقي جريمة نحر الجسد الجغرافي والانساني لاْية امة كانت فكيف الحال مع الكورد وهم فرسان الشرق على حد تعبير المستشرق الروسي نيكيتين
ان تقسيم كوردستان عام 1514 بعد معركة جالديران بين الدولتين (الصفوية والعثمانية) وماتبعه من مصادرة لابسط الحقوق القومية والانسانية لشعب يناهز تعداده الاربعين مليون نسمة قد حول طريق الحرير الى طريق الازمات والحروب التي تولد اخرياتها ولن تكف عن الانشطار سياسيا والانتشار جغرافيا الا بأيجاد خارطة جديدة ليس للطريق وحده بل لشكل المدن التي تنتهي فيه مسارات الطريق .
ان خارطة جديدة لشكل وطبيعة العلاقة بين شعوب المنطقة التي عانت من جراء سياسة الربايا على الحدود والضحايا خلف الحدود مع مضاعفة القمع لاطرافها المتمثلة بأجزاء كوردستان تصب في مصلحة الشعوب التي تشترك مع الشعب الكوردي تاريخا وتجاوره مستقبلا . ولمواجهة شوفينية المركز وقمعها لابسط الحقوق القومية ولتحديد شكل العلاقة مع شعوب المنطقة ، رفع الكورد شعارا ومطلبا تمثل بدمقرطة المركز وحقٌ بتقرير المصيرلم يتعدّ هذا المطلب الاتحاد الفيدرالي رغم كونه الحد الادنى في معادلة سقف المطاليب لقومية المشروعة و حجم التضحيات التي تضاعفت مع استمرارية النضال القومي والذي اكد حقيقة امكانية تخطى الخطوط الحمراء بين اجزاء كوردستان من قبل البيشمركة ( الانصار ) تلك الخطوط التي وضعت بهندسة الاتفاقيات الاستعمارية والتي ما زالت مقدسة وثابتة من وجهة نظر دعاة اعداء الاستعمار من ادعياء العروبة والاسلام السياسي .
ان تخطي المرسوم سياسيا والمشوه جغرافيا كان بفعل امتلاك الثوار لاجنحة الحرية المحلقة في سماء الشعب المضطهد ولكن هل تمكنت الايديولوجية والخطاب السياسي الكوردي من امتلاك نفس القدرة الحركية بتجاوز الحدود واشكالية اللهجات واختلاف الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية ؟ .
ان الاجابة على السؤال كان الشغل الشاغل للساسة الكورد في اللحظات التأريخية لنشأة الاحزاب والمنظمات الكوردية والكوردستانية ولو بصيغتها النظرية وتمحور النقاش حول جعل الخطاب السياسي موجها لجزء محدد من اجزاء كوردستان اوجعلها موجهة للامة الكوردية في اجزاءها الاربعة . ومن خلال استقراء التجارب التاريخية نلاحظ فشل المحاولات لانشاء حزب قومي موحد للكورد يجمع اجزاء كوردستان وافضل تلك المحاولات كانت عبارة عن تشكيل حزب سياسي بنفس الاسم والشعار والنظام الداخلي مع اختلاف بل احتراب سياسي ودموي احيانا بينهما حول الادعاء بشرعية تمثيل الكورد او صواب المنهج ، ان تلك المحاولات تذكرنا بالصراعات الايديولوجية والدموية بين طرفي الحركة الشيوعية العالمية ( السوفيتية والصينية ) .
اذن يمكننا القول ان الخطاب القومي ومن ثم الهيكل التنظيمي كتعبير مادي للخطاب السياسي قد فشل في التحول من الجزء الى بقية الاجزاء الاخرى وسبب الفشل يتعلق باختلاف الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية اضافة للظرف الذاتي المتمثل بصراع القيادات الكوردية حول شرعية التمثيل. ورغم فشل المشروع السياسي والقومي الموحد فأن المشاعر القومية والاحساس بوحدة القضية ومشترك المصير بقي المحرك الرئيسي للكورد في اجزاء كوردستان لذا كان التعاطف بل و المشاركة الفعالة من قبل كورد الاجزاء مع الجزء الذي يشهد تطورا في الصراع من اجل تحقيق المطلب القومي جزء من التراث الثوري للشعب الكوردي .
ان فشل المحاولات بخلق الحزب القومي الموحَد والموحِد اضافة الى طبيعة الانظمة المتحكمة بشعوب المنطقة ورفضها لكل عمل سياسي كوردي في المركز ومن ثم اضطرار الكورد والقوى الديموقراطية في المنطقة باستخدام الاسلوب الثوري وحرب العصابات الثورية واعتبارها اسلوبا رئيسيا لحل مشكلة الديموقراطية والحقوق القومية جعل من طرح فكرة انشاء احزاب قومية خاصة بالكورد المتواجدين في المركز والمناطق التي لاتدخل ضمن المدن الكوردستانية مسألة شبه مستحيلة في تلك المرحلة ولكن تطور الاحداث في العراق و سقوط الفاشية فيها وامكانية التحول الديموقراطي و تضمين الدستور الدائم حقيقة وواقع الفيدرالية لشعب كوردستان يطرح اسئلة عديدة من بينها بل واهمها في الشأن الكوردي هو وضع الكورد خارج الاقليم الفيدرالي .
ان سقوط الفاشية جعل الاحزاب العراقية اليسارية منها والقومية وضمنها الاسلام السياسي في مواجهة استحقاقات المرحلة الجديدة واهمها تغيير اليات العمل السياسي في ظروف مختلفة نوعا مع تسارع في الايقاع السياسي وتغيير التحالفات وما ينشأ عنها من اعادة للاولويات .
وفيما يتعلق بقيادة الحركة التحررية الكوردية فانها لم تعير اية اهمية لمسألة تغيير صيغ واساليب العمل السياسي والاستمرار بنفس الصيغ القديمة . ان عدم قدرة الاحزاب الكوردية من التكيف مع طبيعة المرحلة جعل من بعض الاخوة في المركز يعيدون قراءتهم للخارطة السياسية انطلقت بعضها من منطلقات مذهبية او نقد مبالغ فيها للاحزاب الكوردية وقياداتها .
ومن بين الطروحات الجديدة المطالبة بأنشاء حزب للكورد الفيليين ومع الاسف ينطلق دعاة الحزب الفيلي من منطلقات غير علمية منها فشل اليسار والاسلام السياسي والحركة التحررية الكوردية في تحقيق طموحات الكورد الفيليين المشروعة بل ان البعض يعتبر تضحياتهم في تلك الاحزاب قد ذهبت هدرا ، متناسين ان التحول الجديد في العراق هو نتاج طبيعي لنضالات الاحزاب العراقية والكوردستانية والذي شارك فيه الكورد الفيليين بفعالية ان لم نقل بدور قيادي .
ان الدعوة الى اعادة صياغة الخطاب السياسي الكوردي وفق تطور الاحداث مسألة طبيعية بل ضرورية ، اما هدم التاريخ الثوري للكورد الفيليين ونضالاتهم في صفوف الحركة القومية التحررية الكوردية كونها فصيل اساسي في الحركة الديموقراطية العراقية لايمكن تفسيرها الا بكونها انعزالية وضيقة الافق ، وما مطالبة الاحزاب الكوردية بنظام ديموقراطي وعلماني للعراق ورفضهم لاي دستور يعتبر الاسلام المصدر الوحيد للتشريع الا تأكيدا عملي للعمل من اجل ايجاد حلول للمشاكل الاساسية في العراق ومنها مأساة الكورد الفيليين والتي يحاول البعض اختزالها بكونها مشكلة الجنسية العراقية واعادة الاموال والتعويضات ، فبالرغم من اهمية تلك الفقرات فأن المسألة الاهم هو المشاركة في صناعة القرار السياسي العراقي ولايمكن تحقيق ذلك الا بايجاد صيغ جديدة للعمل السياسي مع اعتبار الفيدرالية العمق الاستراتيجي سياسيا وقوميا .
ان الاعتماد على نفس الصيغ القديمة للعمل السياسي سيفقد الكورد والحركة التحررية الكوردية والتجربة الديموقراطية الكثير من اوراقها الاسياسية وخاصة في المركز بل في بقية المراكز الاخرى فمن المعروف ان مايزيد عن 3 ملايين كوردي يعيش في استنبول.
ان اهم خصائص وضع الكورد الفيليين وبشكل عام الكورد خارج الاقليم الفيدرالي هوالارتباط التاريخي اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا باقليم الوسط والجنوب العراقي مع ارتباط قومي مع بقية اجزاء كوردستان ومن تلك المنطلقات يمكن ايجاد صيغ جديدة للعمل السياسي وليس من منطلق اختلاف اللهجة والمذهب كما يريد ويخطط لها اعداء الكورد وحلفاء منتصف الطريق.
ان الفكر السياسي الكوردي امام مواجهة جديدة يمكن ايجاد الحلول الملائمة لها ضمن البيت الكوردي مع الاستفادة من التجارب السابقة ومنها تجربة الحزب الشيوعي العراقي الذي شهد تطورا في شكل التنظيم والعلاقة بين الشيوعيين الكوردستانيين والشيوعيين في اقليم الوسط والجنوب وذلك من خلال أنشاء مكتب اقليم كوردستان ومن ثم الحزب الشيوعي الكوردستاني .
ان تنظيم الحزب الشيوعي الكوردستاني لم يضعف العلاقة بين الشيوعيين الكوردستانيين مع رفاقهم العرب بل جعل من وحدة الحزب والطبقة العاملة العراقية اشد صلابة واقدر على مواجهة الظروف الخاصة ضمن الوضع العام .
ان العمل من اجل تفعيل الاداء السياسي للحزب القومي الموحد اواحزاب تنطلق من الجزء اومن المراكز الجديدة بعد التقسيم لن يكون الا بالارتباط بنبضة الانتماء القومي ، نبضة سياسية تنطلق محلقة من قلب انساني يتخذ من اليسار اتجاها وفضاءا



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسية السويدية نوفين حرسان والعملية الديموقراطية في المهج ...
- كاميران حرسان - شاعر من كوردستان
- انتصر العراقيون.. فهل تنتصر احزابهم؟
- انهم بدء التاريخ وليسوا ال ( بدون ) العرس الديموقراطي
- فوز الحوار المتمدن في الانتخابات العراقية
- الانتخابات العراقية وفسحة الامل بين أطلال جمهورية القمع وخطى ...
- عذارى الشوفينية في شرنقة الفكر- السفيانية والانتخابات العراق ...
- قراءة في اوراق استشهاد الشيوعيين
- لقمر الدراويش وسرها الاجمل الشاعراحمد الياسري
- لنرجم ثقافة الرجم واغتيال الحلم
- زهور المسيحيين وسيوف الارهابيين
- حلم بابلي وشعب برومثيوسي
- تاريخ السم في السياسة والثقافة العربية
- صمتا فقد رحل الدرويش سلمان شمسة
- رسالة الى السلطات السعودية
- بروتوكولات حكماء شوفين
- بيان خانقين
- تحولات النار وصدى الحلاج بانتصار الحق
- مأزق النصرالامريكي _ قراءة في بقايا حجر الجدار البرليني
- الاكفان المهزومة


المزيد.....




- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - دانا جلال - الخطاب السياسي الكوردي بين القومي والجزئي واشكالية الخارج