أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - دانا جلال - مأزق النصرالامريكي _ قراءة في بقايا حجر الجدار البرليني














المزيد.....

مأزق النصرالامريكي _ قراءة في بقايا حجر الجدار البرليني


دانا جلال

الحوار المتمدن-العدد: 942 - 2004 / 8 / 31 - 11:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لايمكن اعتبار انهيار الجدار البرليني فشلا للمشروع الانساني بخلق مجتمع مساواتي بقدر ماكانت هزيمة لاسلوب بروكسيتي في التعامل مع جدلية العلاقة بين ( النظرية والممارسة العملية ) (الفكر و الواقع ) في انظمة احيط بظلال من الشك بمدى اقترابها من تحقيق المشروع الاشتراكي وفق الايديولوجية الماركسية.
ومع انهيار الجدار والانتصارالمؤقت للمشروع الرأسمالي جعل من النظام وبالذات اقوى حلقاتها ( الولايات المتحدة الاميركية ) تشهد مأزقا تاريخيا فريدا ، فغياب النقيض الاستراتيجي جعلت الادارة الاميركية اسيرة اشكالية تسويقها لمبررات سياساتها الخارجية و التي كانت من أ برز سماتها حروب التدخل والحملات العسكرية وخلقها لانظمة قمعية وانشاءها لمنظمات ارهابية فرضتها ظروف الحرب الباردة وصراع الرأسمالية مع المعسكر الاشتراكي و قوى اليسار والحركة الشيوعية في العالم .
وبعد رفعها لمبادىء حقوق الانسان في مواجهة القيم الانسانية للفكر الاشتراكي فترة المد الاشتراكي فأن المرحلة الجديدة فرضت طرحا جديدا لشعارات واهداف جديدة منها( الزحف الديموقراطي ومحاربة الارهاب) تمثل ابرز الشعارات الغربية الجديدة لمواجهة اعباء المرحلة اللاحقة والمتمثلة بتوفير الظروف التاريخية للعولمة وسماتها الاميركانية . وبغض النظر عن الاجندة الاميركية فأن الظروف الجديدة على الصعيد العالمي تفرض على قوى اليسار والقوى الديموقراطية فهما مغايرا للمفاهيم المستخدمة اثناء الحرب الباردة وثنائية القطبين وخاصة في العالم النامي ، فرغبة اميركا بالقضاء على منظمات ارهابية ( بواجهات قومية او دينية ) خلقتها بنفسها ، وازاحتها لانظمة فاشية وضعتها في سدة الحكم لاتتعارض مع المصالح الاجتماعية والسياسية للطبقات الكادحة ( طالبان افغانستان وبعث العراق- نموذجا ) ان لم نقل انها تتطابق مع تلك المصالح ، لذا وقفت اغلب القوى اليسارية والديموقراطية والقومية والدينية المعتدلة في العراق موقفا ايجابيا من عملية تحرير العراق والخلاف كان ومازال حول الاسلوب والادوات والاهداف من تلك العملية .
ويمكن مقارنة موقف( اليسار العراقي والقوى الديموقراطية بما فيها حركة التحرر القومية الكوردية كونها فصيلا ديموقراطيا) من القوات المتعددة الجنسيات وازاحتها للنظام الفاشي بموقف الدول الاشتراكية والاحزاب الشيوعية والقوى الديموقراطية اثناء الحرب الكونية الثانية وتحالفها مع الرأسمالية بغية انهاء النظام الفاشي ودول المحور المتجحفلة معها .
وبالرغم من ان هزيمة الفاشية في العراق كانت عبارة عن الجهد المشترك للعوامل الداخلية مع العامل الخارجي المتمثل بالقوى المتعددة الجنسيات والتي حسمت المعركة بطريقة تشبه العاب وحروب الاجهزة الكومبيوترية ، فأن المشروع الامريكي بدمقرطة العراق ومن خلاله تغييرالمنطقة ووفقا للمفاهيم الغربية للديموقراطية يصطدم بعوائق عديدة يمكن اعتبارعدم وجود القوى الاجتماعية والسياسية القادرة على تحقيق الديموقراطية الغربية احد اهم تلك العوامل ، حيث ان عدم وجود الطبقة الوسطى اجتماعيا والاحزاب الليبرالية سياسيا يمثلان اهم معوقات تحقيق المشروع السياسي الغربي. فالحروب العدوانية المتلاحقة للنظام والحصار الاقتصادي الدولي على العراق ادى الى عملية استقطاب طبقي كبير ادى الى زيادة الهوة الاقتصادية كما ونوعا بين الاغنياء والفقراء في العراق مما ادى الى اضعاف الطبقة الوسطى التي نشات اثر ارتفاع اسعار البترول فترة السبعينيات . اما الحديث عن احزاب ليبرالية في العراق فانه موضوع بحاجة الى اكثر من بحث للضعف التأريخي لنشوء وتطور هذه الاحزاب ليس في العراق وحده بل في اغلب دول المشرق العربي .
ويمكن اعتبار الموقف المسبق من كل مشروع غربي لدى العراقيين عامل اخر لعرقلة المشروع الغربي في العراق ، فالموروث السياسي الشعبي معادي بطبيعته ضد كل ما هو اميركي. وتتحمل الادارات الاميركية جزءا كبيرا من هذا الموقف اضافة الى دور الاحزاب السياسية التي عملت في الساحة السياسية العراقية حيث شهدنا المد اليساري والشيوعي فترة الاربعينيات والخمسينيات والستينيات اضافة للمد القومي فترة الستينيات والسبعينيات مع مد ديني للفترة مابعد الثمانينيات وتتفق كل تلك الايدولوجيات على معاداة المشروع الرأسمالي وان اختلفت المنطلقات والاهداف .
ويبقى السؤال المطروح هو ( على ماذا راهنت الولايات المتحدة الاميركية في تحقيق مشروعها السياسي في العراق ) ؟.
لقد راهنت الولايات المتحدة الاميركية على خزين الكراهية ضد النظام الفاشي وتحوله الى انطلاقة ترحيب للقوى المتعددة الجنسيات من جهة اضافة الى فترة من الهدوء والسلام لتتمكن من خلالها اعادة هيكلة الاقتصاد العراقي وفق قوانين السوق الرأسمالية وجرعات قوية لضخ روؤس الاموال لخلق العمالة والاستخدام الكامل للموراد مما يوفر الفرص برفع معدل الدخل الفردي للمواطن العراقي ، ولكن القوى الارهابية ادركت هذه المعادلة لذا بدأت وبشكل جنوني استهداف البنى التحتية للاقتصاد العراقي واهم ركائزه المتمثلة بصناعة البترول ناهيك عن استهداف العلماء والاطباء العراقيين .وصورة الاحداث تؤكد ان الارهابيين قد نقلوا معركتهم الى العراق ليصبح الجسد العراقي جغرافية الالم وا لصراع الجنوني فما اختطاف صحفيين فرنسيين والمطالبة بالغاء قانون الحجاب في فرنسا الا تجلى واضح لقذارة اسلوب الارهابيين وتعدد جنسياتهم عدا قطع بعض الافغان لمسافات شاسعة وتخطيهم لتسهيلات عديدة وحواجز قليلة لمحاربة الاميركي الكافر والمحتل ولا نعرف هل ان الاميركي في افغانستان ليس بكافر ولا محتل وفق شريعة بعض القوى الظلامية التي بدأت تراجيديا تاريخها الدموي بعد التاسع من نيسان ولن ينتهي بقبو المحكمة الشرعية في النجف.



#دانا_جلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاكفان المهزومة
- البرتقالة وجنجاويد الثقافة العراقية
- جيولوجيو الفكر وشعراء الحجر الكوردستاني
- معزوفة الوتر المنفرد(ردا على مقالة امين عام المنظمة العالمية ...
- نضال الكورد والخروج من مثلث الهامش السياسي والجغرافي
- من اجل السلام والديموقراطية
- المهمل والمنسي في محاكمة صدام
- من استوكهولم الى بغداد رموز وبقايا صور
- - انتصار الكلمة على الرصاصة - لروح الشهيد قاسم عبد الامير عج ...
- حدود الحق بين مشترك التاريخ وحجم التضحيات
- المقتديات علوجيات القوى الظلامية
- اليسار والعمل النقابي في ظل العولمة
- ثنائية البطل في تاريخنا السياسي
- العراق .. تراجع نماذج واحلال نماذج جديدة
- وحدة الخنادق رغم تقاطعاتها
- قزح خلف الراية الحمراء ... وما قدمه شيوعيو العراق
- جمهوريتي طورانستان ومقتدستان والاصطفاف السياسي المقبل في الع ...
- شرعنة الاغتصاب الجنسي بالنص الديني
- السودان - قوة الحضارة وحضارة القوة
- النص والثورة - تحليل لاستراتيجية العمل السياسي الكوردي


المزيد.....




- الجيش الأمريكي يكشف عن عدة هجمات للحوثيين في البحر الأحمر وت ...
- المفوضية الأوروبية قد تحظر TikTok
- -القيادة المركزية الأمريكية-: الحوثيون أطلقوا 6 صواريخ ومسير ...
- خبير: الجيش الروسي قد يبيد قوات كييف حتى قبل اجتياحه الشامل ...
- مصرع 25 شخصاً وإصابة 17 آخرين بحادث سقوط حافلة في البيرو
- -رفح يمكنها الانتظار، الرهائن لا يمكنهم-.. متظاهرون يغلقون ا ...
- شاي المتة .. مشروب -سحري- لفقدان الوزن وإذابة دهون البطن
- الحكم بالسجن 22 عاما على أمريكي -حاول بيع معلومات حساسة لروس ...
- أعضاء في الكونغرس يحذرون -العدل الدولية- من ملاحقة المسؤولين ...
- عالم فيزياء يخرج بنظرية تفسر عدم اتصال الحضارات الكونية مع ك ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - دانا جلال - مأزق النصرالامريكي _ قراءة في بقايا حجر الجدار البرليني