أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - عن اللائيكية















المزيد.....


عن اللائيكية


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 3867 - 2012 / 10 / 1 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فرنسا "اللائيكية" أم "دولة اليهود"؟ - الطاهر المعز 27/09/2012

تضمنت رزنامة المجلس البلدي لمدينة باريس دورة تدوم من يوم الإثنين 24 إلى يوم الإربعاء 26 أيلول 2012، للمصادقة على 800 مداولة، لكن رئيس البلدية "برتراند ديلا نويه" Bertrand Delanoé (الحزب "الإشتراكي") أعلن تعليق أشغال المجلس، بداية من مساء الثلاثاء 25/09/2012، بسبب حلول رأس السنة اليهودية (يوم الغفران)، وتأجيل اتخاذ القرار بخصوص حوالي 300 مداولة إلى دورة 15 تشرين الأول... وعلل قراره بقوله: "من غير الملائم أن ينعقد المجلس خلال يوم كيبور" (أي عيد الغفران)... وسبق لمجلس بلدية باريس، بطلب من رئيسه أن أجل اجتماعاته لنفس السبب... عن وكالة الصحافة الفرنسية "أ.ف.ب". 25/09/2012 – صحف "لاكروا" و"لوباريزيان" 25/09/2012

1 السيد برتراند ديلانوييه" هو مستعمر فرنسي، من عائلة مستعمرين، ولد في مدينة "بنزرت" التونسية، ولا زال يمتلك فيها عقارات، وكان ولا زال من المقربين لمختلف حكومات تونس

2 سبق أن كرم عددا من القادة الصهاينة، وأطلق أسماءهم على حدائق وساحات عامة في باريس ( ساحة ثيودور هرتزل، حديقة إسحاق رابين، ساحة دفيد بن غوريون...)

3 يقيم اليهود احتفالاتهم بمناسبة "يوم الغفران"، تحت حراسة الشرطة في قاعات رياضية كبيرة، تضعها البلدية على ذمتهم

4 تقيم جمعية "رفاه الجندي الإسرائيلي" (جمعية صهيونية فرنسية) سنويا حفلا في قاعة رياضية على ملك المدينة، بسعر رمزي، لجمع التبرعات لفائدة "الأعمال الخيرية للجيش الإسرائيلي"، وتحرس القاعة أعداد غفيرة من الشرطة

5 تخصص المدينة ميزانية سنوية معدلها 2 مليون يورو "للمساهمة في مصاريف حراسة الجمعيات اليهودية"، في حين خفضت من ميزانية المكتبات والمسابح ورياض الأطفال، وتقدم منحا بقيمة 1,2 مليون يورو للمدارس اليهودية الخاصة

6 منحت المدينة 85 ألف يورو لداري حضانة يديرها يهود متطرفون (دينيا وسياسيا)، وتمنح مليوني يورو سنويا لدور حضانة طائفية (من غير المسلمين طبعا)، يديرها المسيحيون واليهود...

سوابق:

تدخل الرئيس "نيكولا ساركوزي" شخصيا سنة 2011، لإلغاء كافة الإمتحانات التي تجري يوم السبت أو تصادف يوم عيد يهودي، وأمر بإجراء مناظرة وطنية (لقبول الطلبة النابغين في المدارس العليا الشهيرة) في حصة خاصة للطلبة اليهود، ليلا، بعد عدة ساعات من انتهاء الوقت المحدد الذي يضبطه قانون، كما هو الحال في كل المناظرات الوطنية، التي يجب أن تجري في نفس الوقت... وحال تشكيل حكومة "الإشتراكيين" بعد انتخابات حزيران النيابية سنة 2012، التقى رئيس المجلس الديني اليهودي، رئيس الحكومة الذي وعده بإجراء كافة الإمتحانات خارج رزنامة الأعياد اليهودية...

خصصت بلديات عديدة حصصا خاصة بالنساء اليهوديات في المسابح العمومية، وتخصص مدينة Aix les bains حصتين خاصتين بمدرسة ثانوية يهودية (مدرسة تلمودية)، منذ 35 سنة، حصة للبنات وحصة للبنين، وتسخير موظفات نساء للسهر على راحتهم، وإنقاذ من قد يتهدده الغرق، ومنع بقية المواطنين من الدخول، في حين قامت الدنيا ولم تقعد عندما خصصت مدينة "ليل" حصة واحدة خاصة بالنساء ( كل النساء) في المسبح البلدي، بدعوى أن ذلك مناف للعلمانية...

تمول الدولة (من المال العام) المدارس الخاصة المسيحية (مفتوحة للجميع والحصص الدينية غير إلزامية)، والمدارس الدينية اليهودية المخصصة لليهود فقط، من دور الحضانة إلى الثانويات والمعاهد العليا الخاصة، وترفض الترخيص لمدارس المسلمين مثلا، وترفض البلديات الترخيص لبناء المساجد، ويهاجم "اللائيكيون" على الطريقة الفرنسية المحلات التي تبيع الغذاء "الحلال" (وهي في الواقع تجارة يستفيد منها غير المسلمين)...

إن المساندة التي حظيت بها مجلة "شارلي هبدو"، وقمع محاولات التظاهر ضدها وضد بث الشريط المعادي للمسلمين والقيام بحملات مناهضة للعرب والمسلمين، كلما رغب الحكام في صرف نظر المواطنين عن مشاكلهم الحقيقية (بطالة، غلاء، انحياز طبقي لجهاز الدولة...)، وغيرها هي ممارسات تستمد جذورها من التاريخ الإستعماري لفرنسا، الذي أجمعت كافة أحزابها البرلمانية (منها الحزب الإشتراكي والحزب الشيوعي) على أنه عمل حضاري ومهمة تاريخية لمحاربة "الهمجية" و"البربرية"... وهو نفس الدور الذي أوكلوه إلى الكيان الصهيوني حاليا، ليكون "جدارا منيعا ضد الهمجية"...

صراع القوى في منطقة الصحراء الكبرى الطاهر المعز 01/10/2012

منذ ستة أشهر، وقع تقسيم مالي وعزل منطقة الشمال (ولايات غاوا وكيدال وتمبكتو)، عن بقية مناطق البلاد، خلال شهر آذار 2012، بالأسلحة التي نهبتها من ليبيا كل من الحركة الوطنية لتحرير آزواد (الطوارق) وأنصار الدين والقاعدة في المغرب الإسلامي، ودفعت فرنسا دول منطقة غرب افريقيا إلى إنشاء قوة عسكرية للتدخل في هذه المنطقة و"إعادة توحيد مالي"، وعملت فرنسا على طرح المسألة في الأمم المتحدة... وأعلنت أمريكا (ظاهريا على الأقل) أنها تفضل حلا سياسيا ولا تميل إلى الحل العسكري، أما الجزائر، التي تقع هذه المنطقة على حدودها الجنوبية فإنها أعلنت منذ البداية عن رفضها لأي حل عسكري ولأي تدخل للقوات الأجنبية، معتبرة أن دول المنطقة قادرة على حل مشاكلها وإدارة شؤونها بنفسها، وكثفت الجزائر اتصالاتها بالصين وروسيا لكي تساندها في التصدي لمقترح الحل العسكري الفرنسي، لكنها طلبت في نفس الوقت من دول غرب افريقيا المنتمية إعلامها بتوقيت الهجوم لتتهيأ لاستقبال اللاجئين... وتسيطر القاعدة والتوحيد والجهاد وأنصار الدين حاليا على منطقة أزواد بالكامل، وتفرض سلطتها على السكان، بقوة السلاح، وتقمع بالسلاح كل محاولات الإحتجاج، مما أثار رعبا لدى السكان استغلته فرنسا للحديث عن "ضرورة حماية المدنيين" ووضعت كل ثقلها الدبلوماسي والسياسي والإقتصادي وضغطت على مالي وبقية دول افريقيا الغربية من أجل الدعوة، بواسطة الأمم المتحدة، إلى تدخل عسكري بإشراف القوات الفرنسية...
تتخوف الجزائر من إشعال نار حرب أهلية داخلها لتغيير نظامها السياسي بالقوة كما حصل في ليبيا ويحصل حاليا في سوريا، خصوصا بعد تهديدات "قطر" المباشرة، بواسطة وزير خارجيتها... فالجزائر على قائمة البلدان التي يمكن أن تثار فيها اضطرابات، خصوصا وأن الوضع داخلها قابل للإنفجار، جراء البطالة المستفحلة والخصخصة والغلاء ومشاكل السكن... وتثير فرنسا وأمريكا من حين لآخر مشاكل "الحريات الدينية" بعد إغراء السكان الفقراء ومنطقة "القبائل" باعتناق أديان ومذاهب متفرعة عن المسيحية مقابل منح وتأشيرات وحوافز مادية، إضافة إلى مشاكل منطقة "القبائل" الفقيرة التي استغلتها الفرق الإسلامية المسلحة، واتخذت منها قاعدة لها، بسبب طبيعتها الجبلية...

فرنسا تمهد لتدخل عسكري

طلبت حكومة مالي (بعد إلحاح فرنسي) يوم 23/09/12 موافقة الأمم المتحدة على نشر قوات عسكرية من دول غرب إفريقيا، بقيادة فرنسا، لمساعدتها على استعادة شمال البلاد ، في حين أعلنت فرنسا عن ضرورة مساهمة أوروبا في تسوية عاجلة للنزاع في مالي"... واستخدمت فرنسا قاعدتها العسكرية في السينغال كمحطة لنقل الأسلحة المتطورة، من أسلحة خفيفة وعربات مصفحة وأجهزة اتصال ومدافع ميدان... بقيمة حوالي 80 مليون يورو)، إضافة إلى قافلة شاحنات محملة بتجهيزات لسلاح الهندسة، اتجهت نحو قاعدة "دوري" في "بركينا فاسو"، قرب الحدود مع النيجر، وقبل ذلك، تحركت وحدات من القوات الخاصة الفرنسية، المتواجدة في "تشاد"، قوامها حوالي 200 جندي، مجهزة بأسلحة متطورة ، واستقرت على الحدود المالية النيجيرية، وقامت بتدريبات خاصة بحروب الصحراء، وكان الجيش الفرنسي يرغب في إقامة قاعدة عسكرية في شمال مالي، لكن الجزائر عرقلت هذا المشروع، ووجدت فرنسا الفرصة سانحة اليوم لإعادة إحياء هذا المشروع، الذي لا يرضي أمريكا أيضا، فهي تحاول منذ 2007 إقامة قاعدة عسكرية تابعة لقيادة "أفريكوم"... وتمكنت فرنسا من توريط أسبانيا وإيطاليا وتحاول إقناع ألمانيا بالمشاركة في تمويل مخطط التدخل العسكري وانتشار القوة الإفريقية في شمال مالي بهدف السيطرة عليه... وكانت القوات الخاصة الفرنسية قد شرعت منذ شهر آذار 2012، في تدريب جيوش النيجر وموريتانيا، بغرض مشاركتها في عمليات عسكرية، بإشراف فرنسي، كتبت الصحف الجزائرية أن فرنسا تسارع الخطى في دفعها نحو التدخل العسكري في مالي، لتستبق أمريكا في إقامة قاعدة عسكرية فرنسية هناك ، واستغلال خيرات المنطقة، من نفط وغاز ومعادن ثمينة... وتتعلل فرنسا بمحاربة الإرهاب للقيام "بخطوات سريعة ضد الإسلاميين في شمال مالي، الذين يحتجزون رهائن فرنسيين" حسب وزير الخارجية الفرنسي الذي زار الجزائر خلال شهر أيلول 2012

حذر أمريكي

أرسلت أمريكا قائد قوات "أفريكوم" الجنرال كارتر هام إلى الجزائر، للمرة الثانية خلال خمسة أشهر،، نظرا لدور الجزائر في إنجاح أو إخفاق أي حل يأتي من خارج المنطقة، وتتقارب حاليا وجهات النظر الأمريكية والجزائرية بخصوص الحلول المقترحة لحل أزمة "مالي"، وكلاهما ينظر بعين الريبة إلى المناورات السياسية والعسكرية الفرنسية، خصوصا وأن أمريكا تحاول استخلاص الدروس من احتلالها للعراق وأفغانستان، ولا ترغب في التورط مباشرة في حرب قد تطول، خصوصا في هذه المرحلة من الإنتخابات الرئاسية الأمريكية... واستغلت أمريكا موقف الجزائر، التي عبرت عن رفضها لأي تدخل عسكري أجنبي، وخاصة إذا ما تعلق الأمر بالتدخل الفرنسي على حدودها الجنوبية، للتقارب معها والبحث عن حل سياسي...

محاولات الجزائر لإنشاء محور مع بكين وموسكو

استغل وزير الخارجية الجزائري انعقاد الدورة 67 للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في نيويورك، للقاء وزير خارجية روسيا والصين وتطرقت المحادثات، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية، "لبحث الوضع في منطقة الساحل ومالي التي تعيش على وقع أزمة أمنية وإنسانية"، حسب وكالة الأنباء الجزائرية، وكانت الجزائر قد شرعت في الترويج لموقفها الرافض لتدويل الأزمة المالية، منذ مدة تحسبا لنتائج المناورات الفرنسية مع حلفائها في الإتحاد الأوروبي والضغوط التي تمارسها على الدول الافريقية... وتحاول الجزائر إيجاد موقف مشترك مع الصين وروسيا لمواجهة الداعين إلى تدويل الأزمة في "مالي"، سيما بعد استعمال روسيا والصين لحق النقض "الفيتو"، ضد "شرعنة" التدخل العسكري في سوريا تحت غطاء الأمم المتحدة، وترى روسيا والصين "ضرورة مساعدة الأطراف المتنازعة على حل مشاكلهم الداخلية عن طريق الحوار، بعيدا عن أي توظيف للقوة أو الاستقواء بأطراف أجنبية، لاستعادة سلامة الوحدة الترابية لمالي"، وتزامنت المباحثات الجزائرية الروسية، والجزائرية الصينية، مع زيارة وزير الخارجية الفرنسي للجزائر، ومع تصريحاتها الداعية إلى حل عسكري سريع في شمال مالي... لكن يبدو أن روسيا والصين قررا عدم ترك الساحة لفرنسا وأمريكا، ورفضت روسيا ما تردد عن " إسناد سلاح الجو الفرنسي لقوات غرب افريقيا"...


راجع: الأطماع الإمبريالية في منطقة الصحراء الكبرى - الطاهر المعز - أيار 2012






تونس في عهد الإسلام السياسي: في فقه الإغتصاب - الطاهر المعز 28/09/12

في ساعة متأخرة من ليلة 3 أيلول 2012، في ضاحية "قرطاج"، حيث قصور الأثرياء والقصر الرئاسي، وآثار تعود إلى 3 آلاف سنة، قام 3 عناصر من الشرطة بمراقبة مواطن ومواطنة، تونسيين، كانا على متن سيارة، ثم أوثقوا ربط أيدي الرجل بالسلاسل، وبقي تحت مراقبة أحدهم، واغتصب الآخران المرأة...
لم يتوقع الشرطيون الثلاثة أن تتقدم المرأة بشكوى وترفع قضية أمام القضاء، وكانت كل الأدلة ضدهم فلم يجد القاضي بدا من اعتقالهم، لكنه وجه إلى المرأة تهمة "الإخلال بالأمن العام"، والتواجد في "وضع مخل بالأخلاق"...
تكاثرت في تونس، منذ وصول الإسلام السياسي إلى سدة الحكم، الإعتداءات المادية واللفظية على النساء في الفضاء العام، في الشوارع والمدارس ووسائل النقل العام الخ، بدعوى أنهن سافرات أو لا تحترمن "الأصول الشرعية"، أو لمجرد الظهور في الفضاء العام...

يعتبر الإسلام السياسي (بمختلف تياراته وفرقه) المرأة "شيئا" يجب إخفاؤه تحت عباءة أو من وراء حجاب أو جدار سميك، ويعتبر شعرها وقدماها وكل جزء من جسمها إضافة إلى صوتها "عورة"، والعورة يجب أن تخفى، ومن حيث الحقوق فلها نصف ما للرجل، ومن حيث القانون فهي "مكملة" للرجل (إن لم تكن في خدمته وطاعته) وليس مساوية له، وللرجل، أي رجل (خصوصا إذا كان ذا لحية طويلة وقميص أفغاني) حق (بل واجب) نهرها وضربها وإعادتها "لسواء السبيل"، فهي ناقصة عقل ودين، ولا بد لها من مربي يعيدها (ضربا وركلا) إلى الطريق المستقيم !! وما دام الرجل (خاصة من ذوي اللحي والجلابيب والعمائم) قوام على النساء، فمن حقه، بل من واجبه القيام بكل ما في وسعه لتربية المرأة بالشتيمة (وهي أضعف الإيمان) وبالضرب (إن لم ترتدع) وبالإغتصاب، إن اقتضى الأمر، وإذا ارتأى أن هذا "الفعل الطيب" يدخل في باب "إصلاح المجتمع"، وإصلاح المجتمع يقتضي أحيانا القضاء على جزء منه (الثلث حسب ملك المغرب السابق، الحسن الثاني)... لذا يعتبرون ان حكم "الشرع" في المرأة التي تخالف أوامر الرجل (خاصة إذا كان مهووسا بالجنس)، وتتجرأ على الظهور في الأماكن العامة (الطرقات والساحات والمتاجر والمدارس...)، هو الردع والردع قد يكون بالإعتداء جنسيا، لذا فإن الإغتصاب حق من حقوق الرجل (المتأسلم) وواجب أحيانا، لأن المرأة ما خلقت ووجدت على هذه الأرض إلا لتلبية رغبات الرجل، وخصوصا الرغبات الجنسية، ولا حق لها في الإختيار (اختيار الرجل مثلا) ولا في الحب ولا في الرغبة أو الشهوة (مثل الرجل)، ولا حق لها في الرفض، فذلك يعتبر عصيانا وعقوبة العصيان الإعدام... أما هؤلاء "الرجال" فلا يهمهم غير إفراغ ما تجمع في خصياتهم من مني، ولا يهم عمر المرأة أو جمالها أو ثقافتها، فهي مجرد وعاء لتلقي ما يقذفه ذكرهم من "نجاسة" (آلة زنا على رأي الشاعر محمد الصغير أولاد أحمد)...
إن أرقى رتبة يمكن أن تطمح لها المرأة في عرف وقضاء هؤلاء المرضى هي رتبة الأمومة، أي أن المرأة ليست سوى آلة ناسخة، آلة إنجاب، تسهر على تربية الأطفال وعلى نظافة البيت والمطبخ، وتعيد إنتاج ما يردده فقهاء الإسلام السياسي من تخلف اجتماعي وسياسي وثقافي أي كل الموروث الثقافي الذي يشرع اضطهادها واضطهاد بنات جنسها، وإلغاء الجانب التقدمي والمضيء من موروثنا الثقافي والحضاري...

لقد كان هؤلاء الشرطيون الثلاثة (الذين يتحمل المواطن والمواطنة نفقات أجورهم وسياراتهم ومحلات عملهم، من أجل حمايته) يدركون أنهم محميون إداريا وإيديولوجيا واجتماعيا، على الأقل، إن لم يكن قضائيا أيضا، بما أن ضحية شهواتهم ونزواتهم كانت سافرة، ليلا، برفقة رجل، ولذا فإن كل المبررات الإيديولوجية تبيح لهم تصرفهم الحيواني، فالضحية هي المتسببة في تأجيج رغبتهم وبالتالي فما عليها إلا تحمل مسؤولية ما لم تقم به، ونتائج ما تعرضت له، من قبل ممثلي الدولة الإخوانية... إنه منطق "الإسلام السياسي"، منطق الشواذ والمنحرفين جنسيا، الذين يحتاجون إلى فيالق من الأطباء لمحاولة علاج ما أفسده الدهر فيهم، وإقناعهم بأن شعر المرأة أو قدمها ليس عورة ولا سببا للفتنة (والفتنة أشد من القتل !)... وفي الحقيقة فقد أنذرونا (نساء ورجالا) أن على المرأة أن تغطي جسمها من الرأس إلى القدمين وتتشبه بكيس أسود من الفحم أو بخيمة سوداء متنقلة، وإلا فإنها ستثير شهوة الرجل (أي رجل؟) الذي يضطر إلى إفراغ شحنته الجنسية فيها...

منذ وصول "الإسلام السياسي" إلى السلطة في تونس، تفاقمت نسبة البطالة، وارتفعت أسعار المواد الضرورية من غذاء وماء وكهرباء وخدمات، وارتفعت قيمة ونسبة الديون الخارجية، وقمعت مليشيات الإسلام السياسي وأجهزة الشرطة (التي يغتصب عناصرها نساء البلاد) مظاهرات واحتجاجات النقابيين والمدرسين وأطباء الصحة العمومية، وعمال البلديات والفنانين والصحافيين والنساء (اللاتي تجرأن على التظاهر، وبعضهن سافرات) والعاطلين على العمل وأهالي ضحايا الإنتفاضة، وسكان المناطق المحرومة، التي أشعلت لهيب الإنتفاضة التي أوصلت "الإسلام السياسي" إلى الحكم... ولم يحاكم المجرمون الذين قتلوا شباب القصرين وسيدي بوزيد، وغيرها، وأطلق سراح بعض المجرمين، وانتدبت النهضة رموزا معروفة من الحزب الحاكم السابق، لتبوأ مناصب هامة في قطاع الأمن والإعلام، ومناصب سياسية كمستشارين ورؤساء دواوين، لتدرب وتؤهل عناصر "النهضة" على تسيير شؤون البلاد... وعموما فقد حافظ الإسلام السياسي على مصالح التحالف الطبقي الحاكم قبل 14 كانون الثاني 2011، ووسعه إلى عناصر حركة "النهضة"، أي شرائح من التجار وأصحاب المهن "الحرة" والشرائح الوسطى أو العليا من البرجوازية الصغيرة...

على الصعيد الخارجي، تكاثرت رحلاتهم إلى قطر لأداء "العمرة"، وأصبحت واشنطن كعبتهم (وكذا حال حكام المغرب وليبيا ومصر) واصطفوا وراء الأمبريالية الأمريكية بخصوص قضية فلسطين، ودعوا إلى التدخل العسكري لحلف الناتو في ليبيا وسوريا، واستدعى معهد واشنطن راشد الغنوشي الذي صرح لوسائل إعلام أمريكية وصهيونية أن قضية فلسطين تعني الفلسطينيين أما هو فغير معني بها (معهد واشنطن هو من تأسيس منظمة آيباك، أكبر لوبي صهيوني في العالم)، وفي دافوس (مكان انعقاد قمم الإثرياء والمنتدى الإقتصادي العالمي) صرح قادة الإسلام السياسي "العرب"، بأنهم سيطبقون اللبرالية والخصخصة أكثر من آدم سميث ومن رونالد ريغن ومرغريت تاتشر، ويسهرون على مصالح الشركات الأجنبية العابرة للقارات أكثر من الحكومات التي سبقتهم، وجازاهم قادة الإمبريالية الأمريكية على انبطاحهم، فقدمت أمريكا ضمانات ائتمان لحصول حكومة الإسلام السياسي في تونس على قروض من صندوق النقد الدولي، وهو ما لم تفعله أمريكا قبل ذلك سوى مع الكيان الصهيوني سنة 2002 ...

ماذا بقي لقادة الإسلام السياسي من مواضيع وقضايا يمكن أن يلهي بها المواطنين، بعد عجزهم عن حل قضايا الفقر والبطالة والحريات التي انتفض من أجلها الشعب؟ بقي لهم أن يعلنوا عن تشبثهم بالحكم، مهما كان الثمن، وتنصيب أعضاء حزبهم في المناصب الحساسة، وتشجيع تيار يبدو أكثر ظلامية منهم ليظهروا كمعتلين (بينما كانوا مثلهم تماما قبل ثلاثة عقود)، وخلق لنا الإسلام السياسي مشاكل ومشاغل جديدة، ذات صبغة "أخلاقية" نتلهى بها مثل الفن "الحرام" الذي يجب محاربته... بقي الموضوع الأبدي، موضوع حواء التي تسببت بسبب خبثها (الفطري؟) وإثارتها في إخراج الرجل من الجنة، وأغوت الشيطان نفسه، وواصلت "الصيد في المياه العكرة"، إلى أن تربع حزب "النهضة" في الحكم، بفضل تضحيات أبناء سيدي بوزيد والقصرين وكافة المناطق التونسية المحرومة، وقررت "النهضة" إفراغ أدمغتنا مما علق بها من شوائب جاء بها المعتزلة والقرامطة وابن رشد وماركس وقاسم أمين والطاهر الحداد الخ وتعويضها بتعاليم الغزالي وابن قيم الجوزية وابن تيمية وحسن البنا وأبي الأعلى المودودي وسيد قطب... وراشد الغنوشي، وآل سعود وحكام "دولة قطر" العتيدة...

إن ما يحصل هو مجرد عينات لما سيحصل إذا لم نتصد ونقاوم. إن مساندة المواطنة التي اتهمت بأنها مسؤولة عن اغتصابها، واجب على كل رجل وكل امرأة، فالمرأة هي أمنا وأختنا ورفيقتنا وزوجتنا وابنتنا... وشريكتنا في هذا الوطن، الذي انسحب منه قادة النهضة لما احتد القمع، أما قبل ذلك فقد وقعت حركة النهضة "الميثاق الوطني" (بواسطة البحيري) وقال راشد الغنوشي حرفيا "ثقتي في الله وفي بن علي كبيرة"، ولما اشتد القمع ضد عناصر النهضة كانت تعليمات راشد الغنوشي "احني ظهرك إلى أن تمر العاصفة"، وذهب إلى لندن ليعيش حياة لا يبدو أنها كانت ضنكة أو يشوبها التقشف الذي يفرضه اليوم على الشعب الكادح والفقير، فقد كان يتنقل بكل حرية في بقاع العالم...
يجب أن نعمل من أجل إرساء مجتمع يحكمه أناس "عاديون" (عوضا عن هؤلاء المرضى الذين يرون في شعر المرأة سببا للفتنة)، يعملون، بمشاركتنا واستشارتنا، على حل مشاكل البطالة والفقر وتوزيع الثروات بشكل عادل...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الشبكات الصهيونية في فرنسا
- الإستراتيجيا العسكرية الأمريكية في آسيا والمحيط الهادئ
- عن المسار الثوري في تونس، انقضاض الماكرين على ثورة المحرومين
- -بزنس الرياضة-
- الحركة الأصولية والإسلام السياسي
- حول الديموقراطية
- المسألة الفلسطينية: مساهمة في نقاش -نداء الى الأحزاب والقوى ...
- مساهمة في نقاش -نداء الى القوى والأحزاب الماركسية في الوطن ا ...
- الحركة النقابية في تونس بين ارادة الاستقلال ومحاولات الاحتوا ...


المزيد.....




- الرد الإسرائيلي على إيران: غانتس وغالانت... من هم أعضاء مجلس ...
- بعد الأمطار الغزيرة في الإمارات.. وسيم يوسف يرد على -أهل الح ...
- لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا ...
- ما حجم الأضرار في قاعدة جوية بإيران استهدفها هجوم إسرائيلي م ...
- باحث إسرائيلي: تل أبيب حاولت شن هجوم كبير على إيران لكنها فش ...
- ستولتنبيرغ: دول الناتو وافقت على تزويد أوكرانيا بالمزيد من أ ...
- أوربان يحذر الاتحاد الأوروبي من لعب بالنار قد يقود أوروبا إل ...
- فضيحة صحية في بريطانيا: استخدام أطفال كـ-فئران تجارب- عبر تع ...
- ماذا نعرف عن منشأة نطنز النووية التي أكد مسؤولون إيرانيون سل ...
- المخابرات الأمريكية: أوكرانيا قد تخسر الحرب بحلول نهاية عام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - عن اللائيكية