|
إعلان الحرب على هيئة التنسيق
رائد شما
الحوار المتمدن-العدد: 3864 - 2012 / 9 / 28 - 02:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
- نوار قسومة - انتهى شهر العسل مع المعارض "الشريف" هيثم المناع وهيئة التنسيق وبدأت الكلاب تنبح وتعض كالعادة ....الآن أصبح المناع حقير ومنحط وإرهابي وابن .......إنه نظام منحط وبلا مبادئ ولا أمان له.....المعارضة التي تفهم لغته وعواء كلابه المسعورة يجب أن تكون "كأحرار الشام وجبهة النصرة والقاعدة..." هذه النوعية الإجرامية من المعارضة هي الأجدر بل هي الوحيدة القادرة على التفاهم مع هذا النظام! لا تهمني هيئة التنسيق ولست من المعجبين بها أو بأعضائها، لكن ما يهمني هو كيف تتقلب مواقف النظام وكلابه بسرعة لافتة وكيف يتحول بطل كالمناع إلى شخص تافه وحقير !!! لم يشفع لهيئة التنسيق "تنسيقها" مع النظام. وهي بأي حال لا تملك أي ثقل على الأرض حتى لو قبلنا بدورها "المعارض"، فإن هذه الهيئة الممانعة ليست قادرة على إيقاف الصراع أو حتى تخفيفه. فهي لا تملك أي سلطة على المعارضة المسلحة التي تقاتل النظام ولا "تنسق" مع حلفاء هذه المعارضة. وفي نفس الوقت النظام لا يقيم لها أولقادتها أي وزن فهم معرضون للرمي في أقبية المخابرات كما حدث مع عبد العزيز الخير ورفيقه قبل مؤتمر "الإنقاذ الوطني". الآن مع من سيتحاور النظام؟! مع علي حيدر أم مع قدري جميل أم مع شريف شحادة؟! تمثيلية الحوار انتهت، لن يقدم النظام أي تنازل ولن يستسلم ولا يوجد حل في سوريا سوى استمرار القتل والدم. الجميع يريد أن ينتقم ولو كلفه ذلك موته. المعارضة لا تختلف عن النظام والكل يحلم أنه سيكون "الربان" أو "الإطفائي" الذي سيقطف البطولة من الممثلين "الثانويين" وفي آخر لحظة. ربما الأمل الوحيد هو أن يستمر الصراع وينهزم الطرفين... تدمير سوريا سيكون أفضل من انتصار النظام أو الإسلاميين وهو الاحتمال الأقرب إلى الواقع على أي حال . مشاهدة طيبة وممتعة! الجميع ممن يقف مع أو ضد النظام له مصلحة أو منفعة مما يجري. لاأحد منهم يفكر في مصلحة البلد... لنكن صريحين.... ولا أحد يهمه جثث القتلى التي تسقط سوى أنها للتصوير والعرض والاستهلاك الإعلامي وتحولت كسلعة رخيصة لا قيمة لها بسبب كثرتها في الفترة الأخيرة... من يتذكر من مات البارحة؟!! كل الجثث ذهبت إلى التاريخ . لا قيمة للنفس البشرية ولكن هناك قيمة ومكسب من استمرار الصراع. في ظل هذه الأجواء الدموية والحاقدة وانعدام الأمل بوجود أي حل، لا يمكن أن نلوم الجاهل والفقير والمستضعف إن قرر الانضمام إلى جبهة النصرة أو القاعدة أو حتى إلى جبهة الشياطين الزرق ...... لأن عرب الصحراء وحدهم من لبوا النداء وأرسلوا المال والسلاح وهذا هو فكرهم الذي يُقدم مجاناً مع البضاعة. وهنا تحضرني صور لفيديو يقوم فيه عناصر من النظام بركل رؤوس المعتقلين وتعذيبهم حتى الموت وفيديو آخر ظهر بعدها ببضعة أيام لكتائب الفرقان وهم يضربون الجنود الأسرى بنفس الوحشية. النظام لا يقبل الحوار حتى مع معارضة كهيئة التنسيق وبذلك هو يبحث عن المواجهة فقط وبالتالي المعارضة التي ترغب بمواجهته يجب أن تكون بنفس هذا المستوى الوحشي والهمجي أو أكثر لتضمن قدرتها على المنافسة...
أمراء "الثورة" الإسلامية المناطق المحررة وبشكل خاص في الشمال أي حلب وإدلب وريفيهما أصبحت تحت سلطة الإسلاميين ومن يطلق عليهم "أمراء". كل أمير يفرض طريقته وقواعده ورسومه كما يحلو له تحت غطاء الإسلام. ومثال على ذلك مدينة جرابلس التي تخضع الآن لسلطة "أمير" ويسيطر هو وقواته على معبرها مع تركيا ويفرض أتاوات للعبور منها وإليها ويصل دخله اليومي إلى حوالي 10 آلاف دولار طبعاً تذهب كلها إلى بيت مال الأمير بما لا يخالف شرع الله.
الشيخ مرسي خطاب سياسي أم خطبة جمعة ؟! يحاول الرجل الثاني في مصر محمد مرسي ( باعتبار أن الرجل الأول فيها هو المرشد العام محمد بديع) جاهداً عبر أربع إطلالات أن يجعل من نفسه زعيماً. لم يقنع مرسي من شاهده أنه أمام زعيم قادم سينهض بمصر ويستعيد مكانتها. لكن لا بد للإشارة بأن أبرز ما أضافه عن طريق لمساته "الإخوانية"، هو أنه حول الخطاب السياسي التقليدي و"الطبيعي" إلى ما يشبه خطبة صلاة الجمعة. علينا ان نتوقع في كل مرة يخرج مرسي فيها علينا بخطاب أن يستهله بصلوات وحمد ودعاء وابتهال وربما تلاوة ما "تيسر" له من القرآن قبل أن يدخل "سي مرسي" في لب الموضوع. وحتى اليوم في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة استغرق مرسي دقيقة ونصف ليصلي ويسلم ويبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين!! مرسي سيقف مع كل الدول العربية والإسلامية في محنتها وكأن مصر التي ورثها قادرة على أن تطعم شعبها خبزاً دون الإعانات الأميركية. مصر بحاجة إلى إيقاف الإنفجار السكاني المخيف والذي تعجز أي دولة متقدمة عن احتوائه فكيف على دولة متخلفة وفقيرة كمصر لا تنتج قمحاً يكفي سكانها وربما حتى مياه النيل بعد السد الهائل الذي تبنيه أثيوبيا لن يكفي لسد رمق شعبها في المستقبل القريب.
منهم من مات ومنهم من سيموت ومنهم من يحتضر! مقتل المدعو أبو محمد الشامي (فراس العبسي) على يد أو بالأحرى بسكاكين كتيبة فاروق الشمال ورمي جثته ككلب يدفعني إلى التساؤل... إذا كان مصير أبو محمد الشامي، والذي يقاتل النظام السوري ويشترك مع الرعاع بنفس العقيدة، الموت بهذه الطريقة الشنيعة، فماذا سيكون مصير "نصيري" زنديق إذا ما وقع بين أيادي كتائب الجيش الإسلامي الطاهرة. المجاهدون موجودون في سوريا ودخلوها بمعرفة الأتراك بل أن الأتراك قدموا لهم السلاح والدعم على حساب الكتائب الأخرى. هؤلاء قدموا من كل حدب وصوب ولا يفهمون سوى منطق الجهاد والجنة والدولة الإسلامية. كل الدول العربية والإسلامية ترغب بالتخلص منهم ووجدت الفرصة سانحة لضرب عصفورين بحجر واحد، فترسل التيار الجهادي السلفي لتنهك النظام بأشخاص لا يرون أمامهم سوى فروج الحوريات وهم بذلك أكثر شراسة ورغبة بالموت، وفي نفس الوقت تتخلص من فضلاتها الزائدة (النظام السوري أيضاً كان يتخلص من هذه الكائنات في العراق) أو على الأقل من أكبر عدد منهم وتضمن أنهم لن يشكلوا خطراً كبيراً عليها في المستقبل. ربما ليبيا الدولة الوحيدة التي لا يمكن أن تنطبق عليها هذه القاعدة لأن الفضلات هي أساساً من يحكم ليبيا الآن ومن يسيطر على الأرض.
إلا رسول الله !! تنظيم القاعدة في بنغازي هاجم قنصلية الولايات المتحدة بقذائف الآر بي جي والأسلحة الرشاشة وقتلوا أربعة موظفين احتجاجاً على فلم يسيء للرسول والصراحة أنا لم أشاهد الفيلم ولا أريد أن أشاهده. المهم هنا أن هؤلاء الهمج مصممون على ترسيخ الصورة النمطية للمسلم عند شعوب العالم والتي تربطه بالعنف والقتل والنحر. ثوار الناتو في ليبيا يغتصبون "الأخضر" واليابس! هم شاذون بحريتهم، وقد فهموا الحرية بأنها إثبات للرجولة عن طريق الانتقام من فتحات الشرج عندما اغتصبوا القذافي وقتلوه والآن باغتصاب السفير الأميركي وقتله. ماعلاقة هذه "الفتحة" بالحرية وما علاقة الانتقام منها بالتطاول على الرسول؟! لم يبقي همجي إلا وخرج ليندد بالفيلم السخيف تحت شعار إلا رسول الله. وجد رعاع السلفية في السودان واليمن ومصر وتونس الفرصة مناسبة لإظهار "حضارتهم الغاضبة" وخصوصاً بعد الرد اللطيف من الغرب وأميركا على مقتل واغتصاب السفير الأميركي وكأن المغدور قدم كقربان إلى هذه الشعوب المتعطشة للدم. من الطبيعي أن يؤمن الانسان أن الله هو الذي يحميه، لكن ما هو غير طبيعي وهو الحالة في الدين الوهابي السلفي أن يؤمن الانسان أنه هو من يحمي وينصر الله ورسوله! . المتأسلمون قدموا وكعادتهم صورة مقززة للنفس عن "المسلم" وصوروه كحيوان مسعور أو كثور يهوج عند الطلب أو عندما يقرر الطرف الثاني ذلك. وهنا لا بد أن نشيد بأجمل مظاهرة ترافقت مع الفيلم الذي استهدف محمد وهي المظاهرة "العفوية" و"السلمية" و"الحضارية" و "الراقية" التي نظمتها المخابرات السورية قرب السفارة الأميركية وكان الشعار الذي حملها أحد المخبرين "عفواً يا رسول الله فالعرب مشغولون بإرسال المقاتلين إلى سوريا"!!!
الرجل الذي اغتصب وقتل الفذافي لبى عمران شعبان والذي اغتصب القذافي بقضيب معدني وقتله نداء ربه في فرنسا بعد أن تعرض للتعذيب والاغتصاب والتنكيل على مدى 50 يوماً....في بلاد قانونها أقرب إلى العين بالعين والاغتصاب بالاغتصاب. قصة عمران مؤلمة بكل معنى الكلمة إلا أنها طبيعية وتحقق نوعاً من العدالة في منطق القبيلة والصحراء وذكرتني بحكمة تعلمتها منذ زمن بعيد وهي "ضع إصبعك في عينك .. كما تؤلمك فإنها حتماً تؤلم غيرك" طبعاً بإمكانك أن تضع شيئاً آخر عوضاً عن "إصبعك "وفي مكان آخر لكن المهم أن تتذكر دائماً الألم المرافق للتجربة!
قصة فارس الخوري لم يبقي طائفي أو منافق أو منحط إلا وذكر هذه القصة "المؤثرة" والمستهلكة من كلاب النظام إلى قيادات الإخوان وصولاً إلى شيخ النصابين هيثم المالح. قصة فارس الخوري تتلخص بأن الرجل وهو مسيحي كان وزيراً للأوقاف في سوريا في فترة الانتداب الفرنسي وهو ما يدل "بحسب العبرة المرجوة من القصة" على أن السوريين لم يكونوا في يوم من الأيام طائفيين. هي بأي حال من القصص التي كلما سمعتها أصابتني حالة من الغثيان لأني أعرف أن كل من يرددها هو طائفي من رأسه إلى أخمص قدميه وعلى علم بمحبة السوريين لبعضهم البعض. أرجوكم!!! لقد فهمنا هذه القصة والغرض "النبيل" من تكرارها!
#رائد_شما (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجنس والثورة وطاعون العصر
-
عن مرتزقة الغزو الإسلامي لسوريا
-
سوريا.. سكرات الموت
-
أحييكم من عاصمة الدولة العثمانية!
-
سوريا... لبنان الكبير!
-
حفّار القبور
-
شبح تقسيم سوريا
-
القتل باسم -الله-
-
نعم... الإسلام السياسي هو الحل!
-
في سنوية الثورة الإسلامية في سوريا
-
لماذا لم يسقط الأسد؟
-
بائع هوى سياسي
-
سوريا والطاعون الديني
-
الراعي والقطيع
-
البدوي والمرأة
-
عندما يتحول الثوار إلى مجاهدين
-
معركة الجمل -الثانية-
-
أزمة العلمانية واليسار في ربيع العرب
-
في كل مكانٍ دمُنا
-
سقوط النظام ..... ما الثمن؟
المزيد.....
-
مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
-
من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين
...
-
بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين
...
-
الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب
...
-
استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
-
لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
-
روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
-
-حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|