أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الغني سلامه - من بغداد إلى غزة .. حرب على الثقافة














المزيد.....

من بغداد إلى غزة .. حرب على الثقافة


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 3857 - 2012 / 9 / 21 - 13:51
المحور: المجتمع المدني
    


قبل أيام أقدمت جرافات "أمانة بغداد" على اقتحام شارع المتنبي، وتخريب كافة بسطات بيع الكتب المنتشرة على أرصفته، بحجة تنظيف الشارع !! ومن المعلوم أن شارع المتنبي يضم أكبر وأشهر مكتبة شعبية في العالم، حيث يُعرض فيه مئات الآلاف من الكتب في شتى المجالات والحقول، وآلاف المجلات القديمة والحديثة، وأهم المراجع والمخطوطات، وحيث تجد كل الكتب الممنوعة والمصادرة، وقد صار هذا الشارع واحداً من أهم معالم بغداد الثقافية والسياحية، وقبلة لكل المثقفين والباحثين، ومصدر رزق لمئات الفقراء، ولمن جار عليهم الزمن وأجبرتهم ظروف الحرب على بيع مكتباتهم الخاصة، بعد أن كانت تزين بيوتهم العامرة.

ذلك هو شارع المتنبي وأولئك هم نزلائه وروّاده، أما أمانة بغداد؛ فتسيطر عليها قوى طائفية رجعية، تمتلك مخزونا من الجهل والتعصب يكفي عشرة عواصم من حجم بغداد، وهي بالطبع مدعومة من حكومة المالكي، التي احتلت المرتبة قبل الأخيرة في قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم في العام الماضي. وربما هذا ما أقلقها؛ حيث أرادت من خلال "غزوة شارع المتنبي" أن تضمن لنفسها المرتبة الأخيرة في تصنيف هذا العام.

وقبل هذا الاعتداء الغاشم على الكتب والثقافة، كانت "أمانة بغداد" قد شرعت بتنظيف شارع "أبو نواس" على نفس الطريقة؛ حيث قطعت الأشجار، وأغلقت المقاهي، وهدمت تمثال شارب المنكر، وخربت الشارع .. هذا الشارع الذي ظل اسمه وعلى مدى قرون بشهرة بغداد نفسها؛ حيث كان مقصد العوائل والعشاق والحزانى والحالمين، حيث تنتشر المقاهي والمشارب والأضواء وأغاني أم كلثوم والغزالي والدارميات الحزينة والسمك المسكوف .. حيث تخبئ بغداد ذاكرتها ..

الحُجة كانت أيضا إزالة التعديات وتجاوزات الباعة الجائلين، وتنظيف الشارع .. ولو كانوا صادقين لبدأوا بشارع السعدون والشورجة والباب الشرقي والكرادة وشارع الرشيد، والتي تعد أهم شوارع بغداد، وأكثرها اتساخا وفوضى .. لكن الهدف الحقيقي واضح؛ استهداف رواد شارع المتنبي وأبو نواس؛ النخبة المثقفة التي تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية ومحاسبة الفاسدين، والتي ترفض الطائفية والتعصب والهوس الديني.

ولمساوئ الصدف، قبل يومين قامت جرافات وزارة الداخلية في حكومة حماس في غزة، وبدون سابق إنذار، باقتحام أحد المقاهي الثقافية في غزة "الجاليري الثقافي"، وهدمته محيلةً إياه إلى كومة أنقاض، وقد طال التدمير أماكن لعب الأطفال، ومنصة النشاطات الثقافية المخصصة للقاءات والندوات، وصالة الفن التشيكلي والسينما، واقتلعت أشجار الزيتون والأزهار المحيطة بالمكان، واعتدت عناصر الشرطة على الصحفيين، ومنعوا تصوير الحدث. وهذا "الجاليري" هو المتنفَّس الوحيد للنشاط الأدبي والثقافي في قطاع غزة.

هذا الاعتداء على الثقافة كان هذه المرة باللباس الرسمي، وفي وضح النهار، وقد سبقته اعتداءات كثيرة على مقاهي الإنترنت وصالونات التجميل والنوادي الصيفية والمرافق السياحية، وعلى نصب تذكارية، وعلى أعراس وحفلات وفنانين .. وحتى على مؤتمرات ثقافية .. وكانت الجرائم في كل مرة تقيَّد ضد مجهول، أو تتبناها مجموعات سلفية وجهادية مختلفة، أغلبها على خلاف مع الحكومة.



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى اتفاقية أوسلو - هل هنالك إمكانية لإلغائها ؟!
- 13 دقيقة هزت العالم الإسلامي .. هل يستحق الفلم كل هذه الضجة ...
- عن الربيع الفلسطيني - محاولة لفهم ما يجري الآن في فلسطين
- راشيل كوري تفضح الاحتلال مرتين
- هل حقا هبط الإنسان سطح القمر ؟! مع وفاة أرمسترونغ
- جرائم اللاشرف
- العالم بعيون سيدة منقَّبة
- لقاء صريح مع د. سلام فياض
- أين عقولكم يا مسلمين ؟!
- بقايا
- كيزي .. ستظلين معي أمام عيني
- عازف الكمان
- إنتحار ثلاثون عبدا
- مذابح بورما .. مرة أخرى
- مذابح بورما .. هل هي حقيقية ؟!
- هل الديمقراطية هي الحل ؟
- أنا أعرف من قتل ياسر عرفات
- الأبارتهايد بين إسرائيل وجنوب إفريقيا 2-2
- الأبارتهايد بين إسرائيل وجنوب إفريقيا 1-2
- إسرائيل على الجبهة الإفريقية 2 - 2 دراسة في العلاقات الإسرائ ...


المزيد.....




- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...
- إعادة اعتقال أحد أكثر المجرمين المطلوبين في الإكوادور
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي للاشتباه في تقاضيه رشوة
- مفوض الأونروا يتحدث للجزيرة عن تقرير لجنة التحقيق وأسباب است ...
- الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضي ...
- إعدام مُعلمة وابنها الطبيب.. تفاصيل حكاية كتبت برصاص إسرائيل ...
- الأونروا: ما الذي سيتغير بعد تقرير الأمم المتحدة؟
- اعتقال نائب وزير الدفاع الروسي بشبهة -رشوة-
- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الغني سلامه - من بغداد إلى غزة .. حرب على الثقافة