أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الغني سلامه - 13 دقيقة هزت العالم الإسلامي .. هل يستحق الفلم كل هذه الضجة ؟!














المزيد.....

13 دقيقة هزت العالم الإسلامي .. هل يستحق الفلم كل هذه الضجة ؟!


عبد الغني سلامه
كاتب وباحث فلسطيني

(Abdel Ghani Salameh)


الحوار المتمدن-العدد: 3852 - 2012 / 9 / 16 - 12:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في العام 1989 ألّف الأديب الهندي البريطاني "سلمان رشدي" روايته الشهيرة "آيات شيطانية"، وفي العام 2005 رسمت مجموعة من الفنانين الدنمركيين رسوما كاريكاتورية لنبي الإسلام محمد، وفي هذا العام 2012 قامت مجموعة من الهواة في أمريكا بإنتاج فيلم قصير يسيء للرسول محمد، وفي الحالات السابقة كانت تعم المدن الإسلامية احتجاجات شعبية عارمة ومسيرات سخط وغضب، غالبا ما تتضمن أعمال عنف وحرق وتخريب، وهجوم على السفارات الأجنبية، وينجم عنها قتلى وجرحى وخسائر عديدة، فضلا عن التداعيات الأخرى الإعلامية والدبلوماسية.

بداية، لا جدال على أن حرية الرأي لا تبرر التطاول على الرموز الدينية للشعوب، وأنه لا يقبل أي مسلم بتوجيه أي إهانة لرسوله، ولكن هل مجرد رواية، أو بضعة رسوم، أو فيلم سينمائي يعد سببا كافيا لتلك الموجات العاتية من السخط والغضب ؟ وكيف تمتلك تلك الأعمال الصغيرة القدرة على تهييج المسلمين ؟ أم أن بعض الإسلاميين يخشون أن تهتز صورة الإسلام في أذهان أبنائه ؟ أم أن هناك أطرافا خارجية تدير اللعبة، فتثير الإعلام وتحرض الناس على الخروج ؟ مع العلم أن رفوف المكتبات تمتلئ بمئات الكتب والروايات والرسومات والأفلام التي يمكن اعتبارها مسيئة للإسلام، أو فيها تطاولا على النبي، أو حتى تجرؤ على االله. فلماذا لم يسمع بها أحد ؟! ولم تخرج مظاهرة واحدة تستنكرها ؟!

وإذا ما اعتبرنا أن ما يستفز المسلمين هو التعدي على الرموز الدينية فقط، فهنا ستثور حزمة أخرى من الأسئلة المحيرة: كم مرة داس الجنود الصهاينة المصحف الشريف تحت بصاطيرهم في السجون الإسرائيلية ؟ كم مرة أحرق الجنود الأمريكان صفحات من القرآن الكريم في معتقل جوانتنامو ؟ كم مسجدا أحرقه المستوطنون في الضفة الغربية هذا العام لوحده ؟ وقبل هذا ألم يحرق الإسرائيليون المسجد الأقصى، بعد أن احتلوه ودنّسوه ؟؟ وبعد ذلك استمروا في تهويد القدس ؟ فلماذا قوبل كل هذا بالصمت المريب ؟!

وإذا انتقلنا لمستوى استفزازي من المفترض أنه أعلى من مسألة احترام الرموز الدينية، فلنا أن نتساءل: ألم يقتل متطرف إسرائيلي عشرات المصلين الفلسطينيين في الحرم الإبراهيمي وهم سجود ؟؟ ألم يُنتَهك الشرف العربي بالمعنى الحقيقي والمباشر في معتقل أبو غريب على يد مجندة أمريكية معتوهة ؟؟ ألا يرى العالم الإسلامي الذل والهوان الذي يكابده الفلسطينيون يوميا على الحواجز!؟ ألم تجتاح الدبابات الإسرائيلية المدن الفلسطينية ؟ ألم تسقط بغداد أمام أعيننا وعلى الهواء مباشرة دون أن نحرك ساكناً ؟ ومن قبلها سقطت بيروت ؟ ألم تصبح أفغانستان والعراق في القبضة الأمريكية تسرح وتمرح فيها جيبات الهمر كيفما تشاء ؟ ألا يعتبر احتلال فلسطين وتدنيس المقدسات إساءة لمشاعر المسلمين ؟؟!! ألم يكن موت مئات آلاف العراقيين وأكثرهم من الأطفال بسبب الحصار كافيا لاستفزاز المشاعر الإسلامية ؟ ألم نخسر نصف السودان ؟ ألم يحزن أحد على ضحايا المجاعات في الصومال التي مزقتها حروب الطوائف ؟ ألا يكفي مسلسل القتل اليومي في سوريا لاستفزاز مشاعر المسلمين ؟ هل من الضروري أن يتم تصوير تلك المآسي والمخازي والهزائم في فيلم لكي يثور المسلمون ؟!

غريب جدا كيف نجح بضعة ممثلين مغمورين بتصوير مقاطع فيديو مدتها 13 دقيقة وبأسلوب بدائي سطحي، وبتكلفة لا تتجاوز مئات الدولارات، وتسميته فيلما، ورفعه إلى "اليوتيوب"، وهو عمل قمة في الابتذال والسخافة، ويصعب وصفه بالفني بأي مقياس، كيف نجح هؤلاء الحاقدون بتحريك العالم الإسلامي ودفعه إلى حافة الجنون ؟؟! فيما لم تحركهم أحداثا جسيمة، ولم تهزهم هزائم منكرة ؟؟

أجزم بأن أحد من جموع الغاضبين من جاكرتا إلى الرباط لم يشاهد الفيلم، ولم يشاهد أحد من قبل تلك الرسوم الكاريكاتورية، ولم يقرأ أحد رواية رشدي ؟! وكان سهلا على الإعلام في تلك الحالات فقط تثوير الناس واستفزاز مشاعرهم. ولولا ما أحدثوه من ضجة لبقيت كل تلك الأعمال الصغيرة في عالم النسيان،
ولما انتبه لها أحد، ولكنها - بفضل ذكائنا - صارت فيما بعد الأكثر مبيعا والأكثر مشاهدة.

وما يثير الريبة في الاحتجاجات الحالية أنها خلت تماما من دعوات مقاطعة المنتجات الأمريكية ! علما بأن الاحتجاجات السابقة على رسوم الكاريكاتير كانت تتركز على الدعوة لمقاطعة المنتجات الدنمركية، التي وصلت عند البعض حد التحريم ! ألا يعني ذلك أن تلك الموجة الغاضبة ضد الدنمارك كانت مجرد هبة عاطفية صُبت في مصلحة حرب تجارية كانت تقودها وتؤججها الولايات المتحدة لخدمة أهدافها ومصالحها ؟

والغريب أيضا هذه المرة، أن من هجموا على السفارات الأميركية، هم من يقفون طوابير أمامها طلبا للهجرة إليها، ومن أحرقوا مطاعم الوجبات الأمريكية هم من يتلذذون بها في الأيام الأخرى، ومن يسبونها نهارا هم من يفضلون صناعاتها على غيرها ليلا، الا يُعد هذا تناقضا وانفصاما في الشخصية ؟!
وبدلا من أن يوظف المسلمون ما حدث بإظهار الفلم كجزء من ممارسات عنصرية دأبت عليها دوائر الغرب، حصل العكس؛ حيث استفادت أمريكا مما حدث على المستوى الإعلامي، وعززت قناعات العالم بأن حربها المزعومة على الإرهاب مبررة، وأظهرت الجانب الغوغائي والهمجي في تصرفات المتظاهرين، سيما وأنها جاءت في ذكرى 11 أيلول، وكانت ذروتها مقتل السفير الأمريكي في ليبيا.

أما على المستوى الاستراتيجي، فصار واضحا لدى المخططين وصناع القرار ما يستفز المسلمين، وما لا يستفزهم، وأن بإمكان أمريكا المضي قدما في مشروعها الإمبريالي شريطة أن لا تتبنى أي فيلم، أو تدافع عن صورة فيها إساءة للرسول.

هل راكم العالم الإسلامي تلك الإهانات في ذاكرته ؟ وهل تنبه هذه المرة، وبدأ يصحو ويعبر عن غضب حقيقي ؟ وهل يرى بوضوح المصائب والمخاطر التي تحيط به من كل الاتجاهات ؟



#عبد_الغني_سلامه (هاشتاغ)       Abdel_Ghani_Salameh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الربيع الفلسطيني - محاولة لفهم ما يجري الآن في فلسطين
- راشيل كوري تفضح الاحتلال مرتين
- هل حقا هبط الإنسان سطح القمر ؟! مع وفاة أرمسترونغ
- جرائم اللاشرف
- العالم بعيون سيدة منقَّبة
- لقاء صريح مع د. سلام فياض
- أين عقولكم يا مسلمين ؟!
- بقايا
- كيزي .. ستظلين معي أمام عيني
- عازف الكمان
- إنتحار ثلاثون عبدا
- مذابح بورما .. مرة أخرى
- مذابح بورما .. هل هي حقيقية ؟!
- هل الديمقراطية هي الحل ؟
- أنا أعرف من قتل ياسر عرفات
- الأبارتهايد بين إسرائيل وجنوب إفريقيا 2-2
- الأبارتهايد بين إسرائيل وجنوب إفريقيا 1-2
- إسرائيل على الجبهة الإفريقية 2 - 2 دراسة في العلاقات الإسرائ ...
- إسرائيل على الجبهة الإفريقية - دراسة في العلاقات الإسرائيلية ...
- مسيرة الحرية في جنوب إفريقيا العنصرية - الملخص والخاتمة


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الغني سلامه - 13 دقيقة هزت العالم الإسلامي .. هل يستحق الفلم كل هذه الضجة ؟!