أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - الجعفري أنهزم أمام معظلة كركوك قبل أن يستلم المنصب















المزيد.....

الجعفري أنهزم أمام معظلة كركوك قبل أن يستلم المنصب


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 1122 - 2005 / 2 / 27 - 10:59
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في أول كلام له بعد لقاءه مع السيد السيستاني صرح الجعفري حول كركوك ما يلي :
انها مدينة تختزل الخريطة العراقية، ففيها تعدد الديانات والمذاهب، وأمر بمثل هذه الدرجة من الحساسية لا يُحسم في ظرف طارئ او (في عهد) حكومة انتقالية بل من خلال حالة مستقرة و دستور وبرلمان دائمين».(1)
يبدوا أن السيد أبراهيم الجعفري قرر التخلص من مشكلة كركوك بتأجيل البث فيها الى مابعد فترة حكمة ويريد أن تصبر القياداة الكرية سنتين أخريين و الى ما بعد تأسيس الحكومة و سن الدستور و أنتخاب برلمان دائم . السيد ابراهيم الجعغري بكل رزانتة و عقلانيتة يريد أن يقول للكرد يجب عليكم الانتظار الى ما بعد التصديق على الدستور العراقي الدائم. اي انة يريد ان لا يتطرق الى مصير محافظة كركوك حتى في الدستور العراقي الذي سيعرض على الشعب العراقي بعد حوالي ثمانية اشهر لا غير.
تصريحات الجعفري حول كركوك أتت بعد لقاءه (بمرشد الحكومات في عراق ما بعد صدام) السيد علي السيستاني الذي أصبح الامر و الناهي في العراق و أية حكومة او قائمة أو قرار يجب ان يحصل على مباركتة قبل أن يطبق أو يباشر بالعمل. وهذا يعني ان اقوال الجعفري ألتي ادلى بها الى الصحافة حول كركوك و العراق أتية من السيد السيستاني وهي ليست من أختراعه شخصيا.
أعتقد البعض أن يكون دور السيد السيستاني محصورا لحين فوز قائمة الائتلاف العراقي التي شكلت من قبل السيد السيستاني و مساعدية. الا أن واقع الحال اثبت عكس ذلك و يبدوا أن السيستاني سيظل مستمرا في تدخلة في أدراة سياسة العراق و تحديد مصير العراق و التدخل في الاتفاقات الجارية بين افراد الشعب العراقي الى أخر يوم في حياته.
يجب ان لا ننسى ان السيد السيستاني هو الذي وقف ضد تأجيل الانتخابات و هو الذي تدخل في قانون ادراة الدولة المؤقت و فرض العديد من النقاط فيها و كانت صورتة على قائمة الائتلاف العراقي كدليل على انتماء القائمة الية وفي أشارة واضة لدفع الطائفه الشيعية الى التصويت لهذه القائمة.
هذا الامر طبيعي لو كان السيد السيستاني سياسيا و مرشدا للثورة الاسلامية في العراق أو قائدا قاد العراق الى التحرر كما فعل الخميني و لكنه كان الى أخر ايام نظام صدام ساكتا و مقتبعا في النجف و لم يتحدث عن أحوال الشيعة و ما تعرضوا لة من ابادة جماعية على يد صدام. هذه حقائق ينبغي التطرق اليها و من خلال هذه الحقائق اعطاء رجال الدين و على راسهم السيد السيستاني حق التدخل في الامور المصيرية للعراق و العراقيين.
السيد الجعفري بعد أن خرج من لقاءه المثير للجدل مع السيستاني حاملا حزاما من التفجيرات و القنابل السياسية التي ستؤثر حتما على الجو السياسي في العراق و نتيجتها قد تكون ابعاد قائمة الائتلاف من رئاسة الوزارء أو أجبار هذه القائمة الى التحالف مع علاوي العدو اللدود لهذه القائمة حسب كل المعطيات. فالكرد بعد هذه التصريحات و القائمة الكردستانية من الصعب أن يصوتوا لصالح الجعفري وقائمة الشمعة التي ستتحول الى لهيب على الكرد وتحرق ابار كركوك.
فتصريحات الجعفري خطيرة جدا على نضال الكرد خلال 50 سنة من النضال و القتال. تأجيل قضية كركوك و عدم حلها في دستور العراق القادم هي معظلة حقيقية للكرد. فالكرد و القيادات الكردية مستعدون للانتظار على اي شئ و لكن ليس على مصير محافظة كركوك. والجعفري مدعوما من السيد السيستاني و ضع النقاط على الحروف للكرد و اوضح أن موضوع كركوك سوف لن يبحث حتى في مناقشات الدستور و سوف لن تثبت في الدستور الذي سيعرض للتصويت وسوف لن يكون هناك تطبيق لبند 58 من الدستور العراقي كما وعد رأيس العراق و رأيس وزارء العراق و امريكا و بريطانيا وقانون أدراة العراق.
يبدوا أن كل شئ في العراق هو حبر على ورق كائنا من كانوا الاشخاص الذين يتعامل معهم الكرد و أن السيد الجعفري أخذ الاوامر من السيستاني و بلّغ الكرد في مؤمر صحفي جواب قائمة الائتلاف و السيستاني حول المطالب الكردية و شروطهم و وفر على نفسه عناء السفر الى كردستان او الاجتماع بالقائمة الكردستانية. هذا الجواب و هذه الرسالة بعكس ما كان متوقعا من السيد الجعفري، تدل على أن الجعفري كأغلبية أعضاء قائمة الشمعة لا يستطيعون الخروج عن أوامر مرشد الثورة الاسلامية في العراق السيد السيستاني. وهذه السياسة و الطريقة في الحكم ستؤدي بالتالي الى فشله و تغيير مواقفه و خروج التصريحات المتناقضه عنه.
خطة السيد السيستاني و بالتالي خطة الجعفري و قائمة الائتلاف تتمثل بعقد صفقات مع السنة العرب و محاولة التهدئة مع علاوي و تهميش الكرد أو أجبارهم على القبول بالمشاركة. وهذا ما كان متوقعا و ما أشرت اليه شخصيا قبل الانتخابت و قبل فوز قائمة السيستاني بالاغلبية. ولكن نجاح هذه الخطة ستكون على حساب سلطة الائتلاف الشيعية وعلى حساب تطبيق الشريعة الاسلامية التي يصبون اليها.
من المستبعد أن يقبل الكرد تأجيل البث في مصير محافظة كركوك الى ما بعد سن الدستور و تشكيل برلمان دائم ولو وافقوا فأنهم سيقعون في خطأ أستراتيجي كبير. فقضية كركوك وخاصة تطبيق بند 58 من المفروض و حسب الاتفاقات الحالية أن يتم الان حال استلام أول حكومة منتخبه الحكم في العراق و كان من المفروض أن يطبق في عهد علاوي و لكنهم كانوا يتذرعون بالوضع الامني.
حسب المثقفين و السياسيين الكرد المستقلين وغيرهم، السبب الوحيد لعدم موافقة الجعفري و من قبله الاطراف الاخرى في مجلس الحكم على حل قضية كركوك الان هو عدم موافقة حزب الدعوة و المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق و كذلك السيستاني على تطبيع الوضع في كركوك و أنهاء التعريب و من ثم ألحاق المحافظة بأقليم كردستان و اي محاولة للتأجيل هو رفض مقنع لحين تقوية الحكومة المركزية و بعدها سترفض المطالب الكردية بصورة مباشرة و علنا ودون أخذ أي أعتبار للكرد و حقوقهم.
هنا يستطيع الكرد أن يفكروا و يسألوا أنفسهم، أذا سن الدستور العراقي ولم تحل قضية كركوك فلا البرلمان الدائم و لا الحكومة الدائمة سيستطيعان تغيير الدستور و الحاق كركوك بأقليم كردستان.
حسب المصادر الكردية في كركوك فأن الذين يساندون العرب المعربين الذين أتي بهم صدام الى كركوك من أجل تعريبها و الذين يمنعون رجوع هؤلاء العرب الى المدن التي أتوا بها هم الاحزاب الشيعة و على راسها المجلس الاعلى و منظمة بدر و حزب الدعوة لأن أغلبيتم من الشيعة و كانوا مساندين من قبل صدام عندما كان في الحكم و الان يساندونهم المجلس الاعلي و حزب الدعوة و جماعات أخرى.
عندما يأتي السيد الجعفري مدعوما من السيد السيستاني ويقول هذا الكلام الناري حول كركوك والكرد يشُكون أصلا بهم نتيجة لأفعالهم في كركوك، سيدرك الكرد أن هذه الاقوال ناتجه من تلك الافعال و أن مصير كركوك في خطر وأن السيد السيستاني سوف لن يدع هذه المسألة تمر بسلام و سوف لن يعطي الجعفري فرصه التفكير بل سيفرض عليه الرفض و عدم النزوح الى صوت العقل. فالجعفري مسيّر وليس مخّيرأ. واي شخص مسير سيتعرض للانتكاسات و الى المعايير المزدوجة.
قد يطلع الجعفري غدا وعندما يدرك المأزق الذي وضع نفسه والقائمة الشيعيه فيها، الى وسائل الاعلام ويقول أن أقواله فسرت خطأ وأنه لم يقصد ذلك في محاولة منه لتخفيف الامور وتنويم الكرد لسنة أخرى و الرجوع الى سياسة القبول قولا وعدم التطبيق فعلا.



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد الجعفري بين التناقضات و التحديات
- حقوق المسيحيين و الئيزديين لدى (بعض) اَيات الله الطاهرين
- !!هل السيد علاوي بعثي أم أنه بعثي وأن لم يكن منتميا
- الديمقراطية تعني أعطاء الشيعة حق أدراة العراق
- (لنسميها (ديمقراطية التوافقات
- !!!!أين الذين يدعون بمساندة اليزيديين و المسيحيين
- الشعب الكردي قرر الاستقلال
- الكرد الفيليون و محاولات ابعادهم عن بني جلدهم
- البرلمانيون الملثمون، مهزمون قبل المواجهة
- لماذا تتهرب الاحزاب الرئيسية من القضية الامنية
- هل ستنتهي الانتخابات بالتزوير و فوز حلفاء أمريكا؟؟؟
- الشيزوفرينيا السياسية لدى الاحزاب العراقية
- قناة العربية و السيد علاوي و الحب المشبوه
- لعبة الوعود حول كركوك أخر سلاح لخداع القادة الاكراد
- ناضل المخلصون من أجل أن يحكم العراق رئيس عشيره
- برامج أنتخابيه لقصور في الهواء و على ميزانية مفتوحه
- المعادلة الارهوبعثية للوصول الى السلطة
- المنتمي و اللامنتمي في تقييم الانتخابات العراقيه...
- هل من يستطيع أن يُكذب السيد حازم الشعلان؟؟
- سدوا الثقوب وأطردوا القراصنه كي لا تغرق السفينه


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - هشام عقراوي - الجعفري أنهزم أمام معظلة كركوك قبل أن يستلم المنصب