أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - تحييد الاله














المزيد.....

تحييد الاله


احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 3855 - 2012 / 9 / 19 - 23:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحييد الاله فكرة ابتكرها بعض فلاسفة الغرب قبل عقود من الزمان ،ويرجع السبب في ذلك الي ارتفاع حدة الاصوات التي تدعي التحدث باسم الاله ،حيث تعتقد تلك الاصوات بانها ظل الله في الارض ؛لذلك تعمل علي اكراه الاخرين لتتبع الحقيقة المطلقة التي تزعم امتلاكها.ورغم نجاح تلك الفكرة في تخفيف حدة الصراع بين اصحاب المعتقدات المختلفة الا ان كثير من الناس يعتبرها غير مجدية بينما يناهضها اخرون باعتبار انها كفر والحاد.
ومع تنامي موجة التطرف الديني الذي قد ينتج بسبب "احتكار الاله" يتحتم علي كافة الاطراف الساعية الي السلام والمساواة ان تاخذ تلك الفكرة علي محمل الجد وخاصة ان كثير من اصحاب الاديان السماوية الثلاثة يعتقد بانه المتحدث باسم الاله بينما يقلل من شأن الاخر ويعمل علي استئصاله .
حيث لا يعترف كثير من اتباع الدين الاسلامي بالاديان والمعتقدات الاخري ،ويرفعون شعار ان "الدين عند الله الاسلام" ـ" ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلم يقبل منه" ويعمل هولاء علي اسلمة العالم بكافة الطرق ،ويقسمونه الي دارين "دار الاسلام ودار الحرب" ،ويعتبرون بان الانجيل والتوراة قد طالهما التحريف وبالتالي ليس علي اتباعهما سوي اعتناق الاسلام الذي قد يخرجهم من الظلمات الي النور ،ويستغل ذات الاشخاص النصوص الداعية الي الجهاد لاثبات وجهة نظرهم ويعلنون " قاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم " "قاتلوا....حتي يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون".
في المقابل لايختلف كثير من المسيحيين عن اخوتهم المسلمين.فهم يعتبرون بان الاسلام دين حرب وارهاب ويرفضون الاعتراف به ،ويشيرون الي انه اذا ما اراد المسلمين التمتع بالسعادة الابدية فعليهم ان يعتنقوا المسيحية .ويسعي هؤلاء ايضا الي اعادة انتاج الاخرين داخل بوتقتهم ،ويرفضون فكرة وجود نبي اخر بعد المسيح ،ويعلنون بانه سيأتي انبياء كذبة ومضلين .ويبينون بان الاسلام تسبب في تأخر الانسانية وادي الي تخلفها .ويؤكدون بانه قسم الناس حسب الاعراق والثقافات والمعتقدات والاجناس ،وفضل بعضهم علي بعض ،واباح لاتباعه دماء الاخرين.كما انهم يناصبون اتباع النبي موسي العداء ويعتبرونهم قتلة نبيهم.
بينما يؤمن اليهود بانهم شعب الله المختار ،ويستنكرون في ذات الوقت وجود انبياء ورسل خارج اطارهم العرقي والثقافي .ويعملون علي التقليل من شأن الديانتين الاسلامية والمسيحية كما انهم ينظرون الي الاخر باحتقار ودونوية.
وفيما يطالب اتباع تلك الديانات الاخرين بالاعتراف بهم ،فانهم يرفضون الاعتراف بالاخر ،ويسعي كل منهم الي التدثر بثوب المشروعية كما انهم يعلنون التحدث باسم الاله ،وادي ذلك بدوره الي ارتفاع حدة الاحتقان فيما بينهم .بل ان كثير من المراقبين يتوقع امكانية اندلاع ما يعرف بصراع الحضارات الامر الذي يلزم تلك الاطراف بان تعمل علي تحييد الاله لانه ليس حكرا علي احد ،كما انه لم يمنح البعض شرف التحدث باسمه او تمثيله .ومثل هذا الزعم يجعل من الاله مستبدا ومتحيزا ،بل انه يتسبب في تاجيج الاوضاع .
ويجب علي تلك الاطراف ان تعالج مشكلاتها بسبل اخري ،وليس باجترار النصوص الدينية التي تتحيز للبعض دون الاخرين.ولأن الصراع ذو طابع انساني فانه ينبغي ابعاد الاله من مثل تلك الصراعات .واذا ما قامت تلك الاطراف بابعاد الاله من صراعاتها او عملت علي تحييده دون ان تدعي التحدث باسمه فانها قد تنجح في العيش بسلام ومحبة .



#احمد_داؤود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تديين الدولة
- لماذا ارتفعت نسبة الملحديين واللادينين؟
- حينما يكون الاله العوبة
- أيامر الاله بقتل انسان بحجة انه ملحد؟
- المأزق.
- تأليه البشر
- خذ الحقيقة ولو من الشيطان
- أنؤمن ببعض الكتاب ونكفر بالبعض الاخر؟
- ماوراء رفض العلمانية ؟
- اله وانسان ام الهان وانسان
- هل يصلح ماجاء في الكتب المقدسة بان يكون دليلا لاقناع الاخرين ...
- الجماعات الدينية ...الاهتمام بالمظاهر الخارجية للدين وتجاهل ...
- معا من اجل تحرير المراة


المزيد.....




- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...
- السيد الحوثي: نبارك لأمتنا الإسلامية بانتصار إيران العظيم عل ...
- الجهاد الاسلامي تنعى القائد الإيراني محمد سعيد إيزادي
- ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وتا ...
- شاهد.. المرشد الأعلى في إيران يعلن النصر على إسرائيل
- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - تحييد الاله