أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - تديين الدولة














المزيد.....

تديين الدولة


احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 3855 - 2012 / 9 / 19 - 22:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يؤيد كثير من المتدينين فكرة ـ تديين الدولةـ ويسعون الي اعادة تشكيل المجتمع حسب دياناتهم او معتقداتهم .ويناهضون بشدة فكرة ـ ان الوطن للجميع ـ وبحجة الاغلبية الساحقة يرفضون الاعتراف بالاخر المختلف ،ولايمنحونه في ذات الوقت الفرصة الكافية ليعبر عن ذاته او يمارس طقوسه وشعائره الدينية .
والدين عند هؤلاء هو ذاك الذي يعتنقوه ،اما معتقدات الاخرين فهي ليست سوي رجس وكفر .ويصبغ ذات الاشخاص كافة صفات الخير والمشروعية علي انفسهم ،بينما يصفون كل من يختلف معهم بابشع الصفات.
والمتابع للاوضاع يري بان مثل تلك الاصوات في ارتفاع مستمر ،ففكرة تديين الدولة هي جل مايشغل بالهم ،ومالم تقام دولتهم الدينية فانهم يستهدفون المنشاَت العامة،ويقتلون الابرياء من الاطفال والعجزة والنساء،وينتهكون كرامة الانسان ويستأصلون ذاته .والغاية عندهم تبرر الوسيلة ،وطالما ان الدولة ليست دينية او هي كافرة حسب تعبيرهم فان القتل والارهاب سيستمر حتي تتحقق الغاية العظمي حتي لو بالجلوس علي جماجم الاطفال .وقتل مئات الاطفال لايسوي شيئا مقارنة بتطبيق شرع الله .ولكن يبرز السؤال مامدي مشروعية فكرة تديين الدولة؟.
كثيرا ما اعلنت في بعض مقالاتي بان الوطن للجميع بيد ان الدين خاص بمن يعتنقه او يؤمن به.كما انه لايوجد دين عالمي او جامع لكل الاقوام ،اضف الي ذلك فانه لاتوجد دولة ما او وطن خاص بقوم بعينه ،فاغلبية دول العالم ان لم يكن جلها تذخر بعدة اقوام وثقافات ومعتقدات؛ ومثل هذا التعدد والتنوع يمنع قيام دولة حسب اسس ومعايير دينيةـ لماذا؟
_اولا: حينما تقام الدولة حسب معايير دينية او تختزل ذاتها في دين محدد فانها قد تتسبب في اقصاء اصحاب المعتقدات والاديان الاخري ،وهنالك نماذج كثيرة تثبت ذلك . ويتبع هذا الاقصاء حرمان من الكثير من الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية .وتكون المواطنة في ظل تلك الدولة حسب معاييردينية وعرقية ومثل هذا لا يتقبله العقل والمنطق.
_ ثانيا: اذا ما تم تديين الدولة او الحكومة فانه سيتحتم علي الطبقة الحاكمة ان تختار ما بين احتواء و استيعاب الاديان والمعتقدات الاخري ،او الاعتراف بهم .والتاريخ يخبرنا استحالة القبول بالخيار الثاني وخاصة ان كانت تلك الطبقة تتسم بالتطرف والتشدد. وعدم القبول و الاعتراف قد يودي الي التناحر مما يؤدي الي فشل الدولة وتمزقها.
_ ثالثا: ان الدولة غير ملزمة بادخال مواطنيها الي الجنة حسب تعبير الكاتب سيد القمني ،كما ان الذي يدخل الجنة هو الانسان وليس الدولة حسب مايذهب الدكتور جون قرنق ،وطالما انها غير ملزمة بادخال الناس الي الجنة ،فانه لايحق لها ان تقسر الاخرين لاتباع تعاليم دين بعينه او يديرون حياتهم وفق شريعة او ايدلوجية دينية تتعارض مع رغباتهم.
ورغم ان الداعين الي تديين الدولة قد يحشدون عدة مبررات لاثبات وجهة نظرهم ،الا انها لاتستطيع ان تدحض فكرة عدم مشروعية تديين الدولة الا اذا كانوا يهدفون الي فعل ذلك بالقسر والاكراه .



#احمد_داؤود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ارتفعت نسبة الملحديين واللادينين؟
- حينما يكون الاله العوبة
- أيامر الاله بقتل انسان بحجة انه ملحد؟
- المأزق.
- تأليه البشر
- خذ الحقيقة ولو من الشيطان
- أنؤمن ببعض الكتاب ونكفر بالبعض الاخر؟
- ماوراء رفض العلمانية ؟
- اله وانسان ام الهان وانسان
- هل يصلح ماجاء في الكتب المقدسة بان يكون دليلا لاقناع الاخرين ...
- الجماعات الدينية ...الاهتمام بالمظاهر الخارجية للدين وتجاهل ...
- معا من اجل تحرير المراة


المزيد.....




- تنامي الإسلام الراديكالي في بنغلاديش
- مصر تقضي بسجن إسرائيليين اثنين 5 سنوات للاعتداء على موظفين ب ...
- محافظ السويداء: الاتفاق مع وجهاء الطائفة الدرزية ما يزال قائ ...
- إيهود باراك يقارن بين قتال الجيش الإسرائيلي لحماس وقتاله لجي ...
- مصر.. سجن إسرائيليين بسبب واقعة -أحداث طابا-
- المصارف الإسلامية تحقق نجاحات كبيرة على حساب نظيراتها التقلي ...
- -الأقصر ولكن الأفضل-.. الرئيس الأوكراني يعلق على اجتماعه مع ...
- مصر.. فتاة ترفع الأذان داخل مسجد أثري يشعل  نقاشا دينيا
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUE EL-JANAH ...
- برازيليون يحولون نبات يستخدم في الاحتفالات الدينية إلى علاج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - تديين الدولة