أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - لماذا ارتفعت نسبة الملحديين واللادينين؟














المزيد.....

لماذا ارتفعت نسبة الملحديين واللادينين؟


احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 3855 - 2012 / 9 / 19 - 22:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مقابل انخفاض نسبة المتدينين،ترتفع كل يوم ولو بصورة غير رسمية نسبة الملحدين واللادينين،وبعد ان كان الالحاد او الكفر حسب تعبير المؤسسات الدينية بمثابة خط احمر لايمكن تجاوزه باي شكل من الاشكال ،تمدنا الوسائط الاعلامية من حين لاخر باخبار تفيد بخروج شخص ما عن ملته ،واعلان انتمائه لدين اَخر او اعلان عدم اعترافه بفكرة وجود دين سماوي.
وبينما كان سلاح الردة يشهر في وجه أي شخص ينتقد الاديان ناهيك من ان يرفض الاعتراف بها ،اصبح الان بامكان ذات الشخص الوقوف ضد ذلك السلاح الذي يتعارض مع كافة المعاني الانسانية السامية ،بل ويعلن مناهضته لاي فكرة تتعارض مع العقل والمنطق حتي لو تدثرت بثوب المشروعية الالهية . ورغم لجوء كثير من المؤسسات والجماعات الدينية الي استخدام سلاحي "الترغيب والترهيب" لاسكات الاصوات المناهضة التي تسعي للتحرر من مللها ،الا انه ومع التطورات التي شهدتها العالم عجزت تلك الوسائل في تحقيق أي نجاح يذكر ..ولكن ثمة تساؤل يلح في الافق يتمثل في _لماذا ارتفعت نسبة الملحديين واللادينين؟:
*اولا: عجز الدين في اشباع حاجات الانسان:
حينما اَمن الانسان بالدين كان يمني نفسه بان ينجح ذلك الدين في الربط بينه وبين القوي التي يعتقد بانها انزلته ،كما انه كان يأمل في ان يتمكن دينه من اشباع حاجاته النفسية والروحية ،بيد انه ومع مرور الزمان وتطور العقل الانساني ،راي البعض عدم مقدرة الدين في اشباع رغباتهم وحاجاتهم .ولئن نجحت الاديان في اشباع حاجات الانسان في فترة ما ،فانها عجزت في اشباع ذات الحاجات في العصر الراهن ،وايقن هؤلاء بان الدين اصبح حجر عثرة امام تقدمهم وتطورهم ،وبينما لجاوا بكل قوة للتوليف بين تعاليم دينهم وتطوراتهم اليومية ،فان كافة تلك المساعي والمحاولات باءت بالفشل. وما ان تواجه الانسان مشكلة ما وتستعصي عليه حلها ومعالجتها حتي يرجع الي دينيه ،بيد ان الازمة التي تواجهة مرة اخري هو ان ذات الدين لايحتوي علي تلك المعالجة والحل ،ويتسبب ذلك في ادخال نزعة الشك بداخه،ويبدا بالتساؤل "كيف يعجز دين مرسل من اله الكون في معالجة مشكلة بشرية ،أليس هذا الدين الهي " وبتكرار ذات السيناريو اكثر من مرة يتوصل الانسان لفكرة "العجز الديني" أي عدم قدرة الدين في معالجة ما يواجهه من تحديات ،وما علي هذا الانسان الا ان يرفع راية العصيان والالحاد او الاكتفاء باتباع تعاليم دينيه مع ادراكه بعدم قدرته في معالجة مشاكله .بيدا ان الارجح هو الاحتمال الاول .
*ثانيا :ممارسات الجماعات الدينية: والمقصود بالجماعات الدينية هنا كافة المؤسسات والهيئات والجماعات التي تحتكر او تدعي التحدث باسم الاله ،والدفاع عنه. وعلي الرغم من انها تمثل الواجهة الرسمية لاي دين _والذي يلزمها بان تعمل علي اظهار ذلك الدين في شكل مشرق ،الا ان ما فعلته تلك الجماعات والهيئات هو العكس ، حيث قتلت وسرقت واتنهكت كرامة الانسان باسم الدين ،بل انها منحت الاولوية للدين ،وسخرت كافة موارد الانسان في خدمة الايدلوجية الدينية،فشيدت المعابد وأثرت رجال الدين وفضلتهم عن بقية الناس ،بينما وقفت بالمرصاد لكل ما يمكن ان يقف ضدها ،وحينما يشاهد الانسان البسيط الذي لا يعرف عن دينه سوي الطقوس والشعائر حينما يشاهد تلك الماَسي التي تصدر من اناس ومؤسسات يمثلون الدين _حينها لم يك امامه الا ان يقوم بالربط بين تعاليم الدين وممارسات رجال الدين فيختلط عليه الامر ،بل ويري بان كثير مما يفعله هؤلاء كان مستمدا من تعاليم ذات الدين ،وهنا تتضح امامه معالم الطريق وتنكشف المسألة ،فما عليه الا ان يعلن خروجه علي تلك الملة التي يعتنقها سابقا.
*ثالثا:ارتفاع نسبة الوعي والاستنارة:ادي ارتفاع نسبة الوعي والاستنارة الفكرية وسط كثير من المجتمعات الي قيام بعض افرادها بمحاكمة اديانهم ومعتقداتهم عقليا، واثبتت تلك المحاكمة تعارض وتناقض كثير مما تذهب اليه النصوص الدينية مع الابحاث العلمية الحديثة،وبسبب هذا التناقض رجح هولاء صوت العقل علي المقدس واعلنوا بانهم "لايعتنقون أي دين طالما ان بعض تعاليمه وافكاره تتعارض مع الدين".
في المقابل وبغض النظر عما تذهب اليه المؤسسة الدينية فان كثير من المراقبين يشيرون الي احتمالية حدوث ما اسموه " بالردة العظمي" الامر الذي يلزم تلك المؤسسات بان تختار بين الاتي :
_ اما ان تعمل علي ابراز وجه حسن لمعتقداتها مع احترام كافة حقوق الانسان الاساسية من حرية تعبير واعتقاد وتفكير وانتماء بل واشباع حاجاته النفسية والروحية والابتعاد عن كافة اشكال العنف والترهيب.
_ او القبول بالامر الواقع والاعتراف بامكانية حدوث تلك الردة والعمل علي اخراج مجتمعاتها بأقل الاضرار التي يمكن ان تنتج بسبب اصطدامها مع اصحاب النزعة التحررية ،والمنطق يقول بانه حينما تتساوي موازين القوي بين الطرفين" المتدينين واللادينين" فان الاوضاع قد لا تبشر بالخير وخاصة مع اصرار كل منهما في فرض ذاته او رغبته في قسر الاخرين للاعتراف به.



#احمد_داؤود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما يكون الاله العوبة
- أيامر الاله بقتل انسان بحجة انه ملحد؟
- المأزق.
- تأليه البشر
- خذ الحقيقة ولو من الشيطان
- أنؤمن ببعض الكتاب ونكفر بالبعض الاخر؟
- ماوراء رفض العلمانية ؟
- اله وانسان ام الهان وانسان
- هل يصلح ماجاء في الكتب المقدسة بان يكون دليلا لاقناع الاخرين ...
- الجماعات الدينية ...الاهتمام بالمظاهر الخارجية للدين وتجاهل ...
- معا من اجل تحرير المراة


المزيد.....




- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...
- حبس رئيس الأساقفة في أرمينيا بتهمة تنفيذ محاولة انقلاب
- الجيش الإسرائيلي كان يريد قتل خامنئي خلال الحرب لكن المرشد ا ...
- قائد الثورة: الكيان الصهيوني انهار وسحق تقريباً تحت ضربات ال ...
- السيد الحوثي: نبارك لأمتنا الإسلامية بانتصار إيران العظيم عل ...
- الجهاد الاسلامي تنعى القائد الإيراني محمد سعيد إيزادي
- ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وتا ...
- شاهد.. المرشد الأعلى في إيران يعلن النصر على إسرائيل
- إسرائيل ترفض فتح المسجد الإبراهيمي كاملا للمسلمين برأس السنة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - لماذا ارتفعت نسبة الملحديين واللادينين؟