أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - الشيوعية والديمقراطية -1














المزيد.....

الشيوعية والديمقراطية -1


أنور نجم الدين
(Anwar Nori)


الحوار المتمدن-العدد: 3855 - 2012 / 9 / 19 - 20:45
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الشيوعية والديمقراطية -1

ما اختياركم؟
أتريدون نظامًا يتطابق وعلاقات القرون ما قبل الرأسمالية، أم تريدون نظامًا يتطابق وعلاقات المجتمع الديمقراطي؟
هذا هو اختياركم. فالأمر إذن يتعلق بالاحتفاظ بعلاقات الملكية البرجوازية وإصلاح إداراتها، إذا كان النظام السياسي ملكيًّا أم جمهوريًّا.

ولكن، هل الملك هو ما يستهدفه النضال الطبقي المعاصر؟ كلا، فالملك هو ممثل المجتمع القديم مقبول حتى في المجتمع الديمقراطي الحديث، وسلالته ليس سوى رمزًا لقدسية الملكية الخاصة، حق الوراثة، فالرأسمال بمستطاعه أن يختفي وراء التاج. وحتى في ظل المَلَكِيَّة الديمقراطية، تظهر الدولة وكأنها مستقلة عن المجتمع، فالملك الديمقراطي، لا يتدخل في شؤون سياسة الدولة – السويد كمثال. ووصل الكثير من الدول إلى هذه الديمقراطية، دون ضرورة انقلاب عسكري مثل انقلاب جمال عبد الناصر أو عبد الكريم قاسم، فتحطيم التاج في مصر أو العراق، لم يحطم ولا يمكنه أن يحطم سلطة رأس المال. وكان هذا وهمًا من أوهام المثقفين الذين لم يُمَيِّزُوا بين الديمقراطية والشيوعية ومهماتهما المتناقضة. فها هي الشغيلة في القاهرة وبغداد، تعود عقودًا بعد عقود وفي ظل الجمهورية، لتحقيق أبسط المطالب الاجتماعية التي ناضلت لأجلها في ظل الملكية العراقية والمصرية قبل أكثر من نصف قرن. فإن التحول من الملكية إلى الجمهورية، لا يعني إطلاقًا تنازل البرجوازية عن هدفها الاجتماعي المنشود: سيادة رأس المال! ولا يعني التطور في حركة الشغيلة قيد شعرة.
لذلك، فالمطالب الاجتماعية للشيوعيين، تأتي دائمًا ما وراء مطالب الديمقراطيين. وهي لا تبدأ من أضعف نقطة لتطور رأس المال، بل من أقوى نقطة لتقدمه، فالماضي يخص البرجوازية الديمقراطية، أما المستقبل فهو قضية الشيوعية. وهذا هو بالتحديد التناقض بين الشيوعية والديمقراطية.

إن النضال الطبقي، مثله مثل تقدم الصناعة، لا يمكن أن يبلغ درجة عالية من التطور إلا بالارتباط مع السوق العالمية وما يجري فيها من الاصطدامات. فلا يمكن إذن، رفع مطالب في مصر مثلا حققتها البرجوازية بدرجة من الكمال منذ أمد بعيد في هذا البلد الرأسمالي أو ذاك من البلدان الأوروبية. ولا يعبِّر هذا العمل سوى عن جر الحركة إلى الوراء بحجة فكرة "كل بلد وفقًا لظروفه الخاصة"، ففي كل بلد تختلف شروط حياة الطبقة المُضْطَهَدة عن الطبقة الحاكمة، فالشرق والغرب غير موجود في المنهج الشيوعي للعمل، وهدف الشيوعيين ليس تحسين وضع الشغيلة في هذا البلد أو ذاك، بل الدفع بالحركة إلى مستوى أعلى وطنيًا وعالميًا.

"يقينًا أن العمال لا يستطيعون في بداية الحركة أن يقترحوا إجراءات شيوعية خالصة .. ولكنهم يجب عليهم أن يحوِّلوا هذه المطالب إلى حملات مباشرة على الملكية الخاصة" (كارل ماركس، رسالة إلى اللجنة المركزية لعصبة الشيوعيين).
"على العمال أن يؤسسوا بجانب الحكومات الرسمية، هيئات الإدارة الذاتية المحلية، المجالس، نوادي العمال، لجان العمال ... والقضاء على نفوذ البرجوازيين الديمقراطيين" (ماركس، نفس المرجع).

وهكذا، فالشيوعيون مكلفون بتطوير النضالات الطبقية، والوقوف بجانب الجمعيات والاتحادات الطبقية، والمجالس الثورية التي تنشأ نتيجة لاحتلال الملكية الخاصة، احتلال المعامل والأراضي وأماكن أخرى تابعة للدولة أو رأس المال الخاص، أيًّا كانت فكرتهم الخاصة.
ولكن الأمر عكس ذلك تمامًا، فكل تيار من اليسار الماركسي – اللينيني مثلا يكره بدوره كل التيارات والشيع الماركسية والأناركية الأخرى كرها شديدًا، وبالعكس فهم مستعدون للتعاون مع برجوازيات المنطقة والحكومات، حتى صدام والأسد، أو البارزاني والطالباني. ولا يوجد أي سبب وراء هذه الشيع، سوى النزاعات التنافسية للمجتمع البرجوازي، فالعصبوية ثم أقوال ميتة للقادات، ستصبح أساسًا للنزاعات التي ليست لها أرضية واقعية عدا المنافسة. والغريب هو أن البرلمان البرجوازي بمستطاعه جمع كل هذه التيارات في حضنه. مثال: البلشفية والمنشفية في مجلس الدوما القيصري في روسيا، والتيارات الاشتراكية المختلفة في أوروبا .. إلخ.

وما سبب هذه النزاعات العصبوية؟

إن السبب بالتأكيد هو عدم تطور الحركة البروليتارية إلى حد تكوين نفسها في طبقة في الوقت الحاضر، فهذا التطور يكسر لا محال كل الشيع الاشتراكية التي تتمسك فقط بكلمات أوليائهم، فهذه الشيع مستقلة عن الحركة البروليتارية، ولا ترغب حتى في دراسة تاريخ هذه الحركة، فهم يلعبون فقط بكتاباتهم القديمة وكيفية فهمهم لأقوال أنبيائهم ونشر اجتهاداتهم في الحركة بدل المشاركة فيها عمليًّا، لذلك فتشعباتهم أمر في غاية البساطة. مثال: الحزب الشيوعي العمالي في العراق وايران.

يتبع



#أنور_نجم_الدين (هاشتاغ)       Anwar_Nori#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة المجالسية الهنغارية: 1918 – 1919
- أزمة الشيوعية أم أزمة الرأسمالية؟
- ما أثر الصناعات الحربية على الأزمة الرأسمالية العالمية؟
- الثورة المجالسية الإيطالية: 1919 - 1920
- مصر: تفاقم الأزمة الاقتصادية من جديد
- الثورة المجالسية الألمانية: 1918 - 1919
- الشيوعية وليدة الأزمات الصناعية
- هل الشيوعية ممكنة؟ -2-2
- هل الشيوعية ممكنة؟ -1-2
- العجز الأمريكي- الصيني ناقوس الخطر للاقتصاد الرأسمالي العالم ...
- الاقتصاد الخدمي وحكاية نهاية الرأسمالية
- الشيوعية بين كارل بوبر وكارل ماركس
- ما فائض القيمة: فرضية، نظرية، أم قانون؟
- الديالكتيك الماركسي غطاء للمسيحية -3-3
- ندوة حول الأزمة الرأسمالية والاشتراكية في كردستان العراق
- الديالكتيك الماركسي غطاء للمسيحية - 2-3
- الديالكتيك الماركسي غطاء للمسيحية - 1-3
- أطلقت اليونان شرارة الثورة المجالسية
- نقد مفهوم الاشتراكية عند ماركس – 2 – 2
- نقد مفهوم الاشتراكية عند ماركس - 1 – 2


المزيد.....




- كلمة الرفيق رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس ال ...
- تظاهرة فاتح ماي 2025 بالدار البيضاء (الكونفدرالية الديمقراطي ...
- الشيوعي العراقي: نطالب بالتمسك بقرار المحكمة الاتحاديّة وضما ...
- مولدوفا.. مسيرة للمعارضة ضد حكومة ساندو
- معا من اجل انهاء كل اشكال الاستغلال والتهميش والتمييز
- تسريبات لعبد الناصر تعيد الجدل حول موقفه من إسرائيل
- الأحزاب والفصائل المسلحة في السويداء من اليسار الحالم إلى فو ...
- الجبهة الشعبية في فاتح ماي: عمال فلسطين في قلب النار ووقود ا ...
- حزب العمال: لا خيار أمام العمال والكادحين إلا الثورة ضدّ الت ...
- إضراب عمال “الشوربجي” لليوم الثاني.. للمطالبة بحقوقهم المالي ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - الشيوعية والديمقراطية -1