أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - ما أثر الصناعات الحربية على الأزمة الرأسمالية العالمية؟















المزيد.....

ما أثر الصناعات الحربية على الأزمة الرأسمالية العالمية؟


أنور نجم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3844 - 2012 / 9 / 8 - 18:50
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إذا تفحصنا تموجات الصناعة ودخولها الأزمات في العقود الأخيرة، فعلينا في نفس الوقت، النظر إلى أهم صناعة من صناعات الرأسمالية، وهي الصناعة الحربية في العالم. فبينما الدوائر المختلفة للصناعات، تدخل مرحلة الركود هنا وهناك، تتوسع سوق الصناعات الحربية في نفس الوقت، الأمر الذي سيؤثر تأثيرًا إيجابيًا على مجرى الأمور بالنسبة للرأسمالية العالمية إلى أجل غير مسمى. فالازدهار في هذه الصناعة الرأسمالية المتميزة يعني -دون شك- حماية الاقتصاد العالمي من الانهيار السريع.

إن الاختلال الناتج من انعدام الطمأنينة في تأمين أسواق لتصدير المنتجات الصناعية وتموجات أسعار المواد الأولية، قد سببا التموجات والركود في التجارة والصناعة في كافة المعمورة. وسوف تتراكم الفوائض في المنتجات في مختزنات التجار في كل مكان. ولا تزال الصناعة على العموم تواصل سيرها المختل باستثناء الصناعات الحربية. فالطلب الكبير لمنتجات هذه الصناعة المدمرة في الأسواق العالمية -وهي تحسب بين أكبر الصناعات في العالم الرأسمالي- قد يزيد الازدهار في هذه الأعمال التجارية في العالم المعاصر، الأمر الذي قد يؤمن الارتفاع في المعدل العام للربح رغم ميله الانخفاضي في الدوائر الإنتاجية الأخرى. وفي حين يزحف وباء الأزمة نحو كل الصناعات الأخرى فإن بين أيدينا أمثلة واضحة على تطور الصناعة الحربية في الدول الرأسمالية باستثناء بعضها التي بدأت بالاختلال مثل فرنسا، وهي بداية زمن تصاعد المزاحمة في هذا المجال أيضًا.
وهكذا، فلا يزال التطور في تسويق المنتجات الحربية، عامل آخر من العوامل التي تحمي الرأسمالية من الجمود الصناعي العالمي، رغم أن هذه الحالة لم تخلِّف أي أثر إيجابي على ما يحدث من تفاقم التناقضات الداخلية للإنتاج، بل يسبب التأخير في الانفجارات العنيفة على المستوى الأممي. فرغم الاختلال في التوازن التجاري والاقتصاد الأمريكي المزعزع، فتعد صناعة الأسلحة وتصديرها، من أهم المنتجات الصناعية المضمونة لحد اليوم، فتوصلت الولايات المتحدة الأمريكية في تصدير الأسلحة والرادارات المراقبة وخدمات الأسلحة وأجور الخبراء إلى رقم قياسي، إذ بلغ مبيعاتها الإجمالية من 21.4 مليار دولار عام 2010 إلى 66.3 مليار دولار عام 2011، حسب New York Times وهي صحيفة يومية أمريكية. وتأتي روسيا في المرتبة الثانية في مبيعات الأسلحة، حيث انها وصلت إلى 4.8 مليار دولار. والسبب هو إيجاد توتر في الخليج الفارسي، مما دفع الإمارات إلى شراء الأسلحة الأمريكية بقيمة 3.49 مليار دولار، والسعودية بقيمة 33.4 مليار دولار. أما بلغت الحصة الإجمالية في هذه التجارة المتميزة في الدول الصناعية النامية 71.5 مليار دولار، 56.3 منها دفعت لأمريكا. وهكذا، فحققت هذه الشركات زيادة عجيبة في أرباحها (14.8 مليار دولار، أي بمعدل 8%) بالمقارنة مع عام 2008.
أما الشركات البريطانية فحققت 33.4 مليار دولار، ومبيعات المجموعة الأوروبية وصلت إلى 16 مليار دولار، والمجموعة الإيطالية إلى 13.3 مليار دولار. وعدا ذلك، فهناك 33 شركة أوروبية تنتمي إلى ألمانيا وفنلندة والنرويج والسويد وإسبانيا وفرنسا وسويسرا، حققت أرباحًا هائلة. كما وحققت شركات آسيا والشرق الأوسط، ومن ضمنها إسرائيل والكويت وتركيا 24 مليار دولار. وإن صادرات الصين من الأسلحة المقاتلة المتقدمة، تهدد التوازن العسكري في آسيا وافريقيا والشرق الأوسط كما في دعم كوريا الشمالية حتى في برنامجها النووية (1).
وهكذا، فهذا الانتعاش في الصناعات الحربية، سيكون فريدًا من نوعه بعد نهاية ما تسمى الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفيتي السابق. واليوم هو يوم التحضير لقوى التدمير، فالصناعات الرأسمالية الأخرى مثل الألكترونيات، والكيمياويات، والسيارات، تتقلص تحت ضغط المزاحمة العالمية، بينما تجارة الصناعات الحربية، تتقدم شيئًا فشيئًا في العالم أجمع، فالوطن وانتعاش الاقتصاد الوطني ثم الأمن القومي، يتوقف الآن على تطوير صناعات تدمير العالم، تدمير الفوائض الإنتاجية والأيدي العاملة، تدمير البشرية على العموم، فما تطوير الصناعة بالنسبة للرأسمالية ان لم تكن وسيلة لتطوير الأسلحة في زمن السلم، لغرض استخدامها في زمن الحروب؟ فالعالم يواجه فترات خطيرة بعد كل تقدم زمني في الاقتصاد العالمي، فكل تطور رأسمالي، لا بد أن يجلب الوباء في الأخير، وهذه هي الطبيعة الرجعية لحياة الطبقات المسيطرة في التاريخ البشري، فالطبقة المسيطرة لا ترى في التطور سوى وجودها الخاصة وثباتها المستمرة. لذلك، فنعيش في عصر يحتاج شركات الإنتاج والخدمات العسكرية، ومقاولي الأسلحة المدمرة، واللاعبين القادرين على مواصلة بيع الأسلحة.
وهكذا، فرغم تقدم الأزمة الاقتصادية العالمية، فما زال هناك حافز للتوازن في الاقتصاد العالمي بسبب التوازن في الصناعة الحربية التي تتقدم من جديد نحو مقدمة المسرح، وهي ما تزال بعيدة عن الركود، فالحروب والتوتر الأخير في أفغانستان والعراق وايران، وتشجيع النزاع الايراني - الاسرائيلي، لم تكن سوى وسيلة لاتساع أسواق بضائع رأسمالية من نمط خاص.
فحين يرتفع مستوى الفقر والبطالة والمجاعة في العالم، فالإنفاق العسكري، يرتفع إلى أعلى مستوى، وهو على الأرجح، آخر وسيلة للنجاة من مأزق الأزمات، فقدر مؤخرًا الأمين العام للأمم المتحدة الارتفاع في الإنفاق العسكري بترليونات دولار، وهو يزيد يومًا بعد يوم. وحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (Stockholm International Peace Research Institute - SIPRI)، فإن الإنفاق العسكري العالمي في الدبابات زاد بنسبة 45% من حيث القيمة، وظلت الأسلحة ترتفع كل سنة من السنوات 10 الأخيرة، خاصة في أمريكا ومنذ الحرب العالمية الثانية (2). ومن المنفقين الكبار في الأسلحة في العالم، يمكن ذكر: أمريكا (607 مليار دولار)، والصين، (85 مليار دولار)، وفرنسا (65.7 مليار دولار)، وبريطانيا (65.3 مليار دولار)، وروسيا (58.6 مليار دولار)، وألمانيا (46.8 مليار دولار) واليابان (46.3 مليار دولار)، وإيطاليا (40.6 مليار دولار)، والسعودية (38.2 مليار دولار)، والهند (30 مليار دولار). ولكي لا ننسى أوروبا الشرقية، فقد وصلت الزيادة في القيمة الحقيقية للإنفاق العسكري في 10 السنوات الأخيرة إلى 174% بالمقارنة مع العام الماضي، وشمال افريقيا إلى 94%. والغريب هو أن كل الحكومات تتحدث عن العجز في الميزانية وتشجيع سياسات التقشف وتقليل أبسط الخدمات الاجتماعية في كل مكان، يعني قطع وسيلة حياة الفقراء لأجل تطوير وسائل مدمرة للحياة (3).

وهكذا، فحين يبدأ الفائض الإنتاجي-ولابد أن يبدأ الفائض في هذه الصناعة المتميزة أيضًا، صناعة التدمير- فآنذاك، تتوصل مغامرات الرأسماليين قمتها، فلا تزال الأمم المتحدة، بمستطاعها حل بعض المسائل المتعلقة بالوضع الراهن بصورة أخوية بين الرأسماليين فيما يخص توزيع الأسلحة. ولكن حين تهبط أرباح السلام، فتفكر الرأسمالية وبالضرورة بأرباح الحروب، واليوم تتوقف التجار وبائعي ومقاولي الأسلحة في مقدمة المناقصات. فلصناعة الأسحلة أهميتان: التوازن الاقتصادي نسبيًا في الوقت الحاضر بفضل إيجاد الأسواق لبضائع الموت، وتدمير الفوائض غدًا وأثناء تقدم الحركة الاشتراكية التي تهدد مصالح هؤلاء الذين لا يفكرون إلا بالأرباح في زمني الحرب والسلم. وسوف نسمع مرة أخرى صوت الصاخب للطبقة التي في يدها رسالة للعالم: فلتسقط الرأسمالية ولتعش الاشتراكية!

المصادر:

(1)
http://www.sipriyearbook.org/view/9780199581122/sipri-9780199581122-div1-54.xml

(2)
http://www.sipri.org

(3)
http://ampedstatus.org/as-financial-crisis-spreads-arms-industry-business-is-a-boomin



#أنور_نجم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة المجالسية الإيطالية: 1919 - 1920
- مصر: تفاقم الأزمة الاقتصادية من جديد
- الثورة المجالسية الألمانية: 1918 - 1919
- الشيوعية وليدة الأزمات الصناعية
- هل الشيوعية ممكنة؟ -2-2
- هل الشيوعية ممكنة؟ -1-2
- العجز الأمريكي- الصيني ناقوس الخطر للاقتصاد الرأسمالي العالم ...
- الاقتصاد الخدمي وحكاية نهاية الرأسمالية
- الشيوعية بين كارل بوبر وكارل ماركس
- ما فائض القيمة: فرضية، نظرية، أم قانون؟
- الديالكتيك الماركسي غطاء للمسيحية -3-3
- ندوة حول الأزمة الرأسمالية والاشتراكية في كردستان العراق
- الديالكتيك الماركسي غطاء للمسيحية - 2-3
- الديالكتيك الماركسي غطاء للمسيحية - 1-3
- أطلقت اليونان شرارة الثورة المجالسية
- نقد مفهوم الاشتراكية عند ماركس – 2 – 2
- نقد مفهوم الاشتراكية عند ماركس - 1 – 2
- ما مهمات الاشتراكيين؟ 2 - 2
- ما مهمات الاشتراكيين؟ 1 - 2
- ما بديل الكساد العظيم: الهمجية أم الاشتراكية؟


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أنور نجم الدين - ما أثر الصناعات الحربية على الأزمة الرأسمالية العالمية؟