أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وفاء عبد الرزاق - (هكذا قالت الريح )














المزيد.....

(هكذا قالت الريح )


وفاء عبد الرزاق

الحوار المتمدن-العدد: 3855 - 2012 / 9 / 19 - 12:35
المحور: الادب والفن
    


( هكذا قالتْ الريحُ )


تستفحلُ الريحُ رداءً
حينَ أفردُ أذرعي
يسألُني المهزومُ من فرحي
هلْ ثمةَ َفمٌ للريح ِ؟

تردُّ الأشباحُ :
تقبَّلي رفيقتـَكِ
وابقي ظفرَ الغيابِ
يقلِّمُهُ متى تخشَّبَ الذهابُ
كي ترتبكَ المدينة ُ.

إن قلتُ للطيورِ اخرجي
تخرجُ طعنةً وجناحاً.
جناحٌ يستديرُ حولـَهُ البحرُ .. يصرخُ:
أيُّها المتعبونَ..
نحنُ بسملةُ النهارِ ِ
همُ وسادةُ الانكسار ِ

لماذا لا تنتهي خطواتُنا العاثرة؟
لماذا تستفحلُ الريحُ باكراً في المحطات ِ
تاركةً ً لغتـَنا المهرَ
تتعثرُ..
كنظرةٍ عابرةٍ
تختفي في الزحام ِ.

تستفحلُ الريحُ في حقولِ الندى
لتخنقَ الفتيَّ منَ اليقظةِ
وتستبيحَ الذاكرة َ.

في الفضاءِ جسدي صدىً
ليس لي ..
دمي إن عَطشَ الضوءُ،
صارَ حُلُماً للسؤال ِ:
كمْ زمناً سيمرُّ على العاشقات ِ؟
تردُّ فيَ الأخرى:
أنا منْ سجدَ النرجسُ شغوفاً لعبادتِها
استوحت بياضَها الأقمطة ُ
وأقمحتْ جدائلَ النهار.

لكنَّ الريحَ
تستفحلُ في منتصفِ النهار ِ
تقطعُ ساعدَيْ الحلم ِ
كي لا يجمعَ المطرَ بملءِ يديه
فيحني رأسَهُ الطفلُ
لا ينظرُ إلى قطعتينِ ِ من خبز ِ الشفقةِ
خشية َ أنْ يستفحلَ الجوعُ
بينَما القارعة ُ تتصفحُ اسمَهُ في النكباتِ !
المتطفلونَ
يقرصونَ الوطنَ في خدَّيه،
يشدُّونَ أذنيهِ تأديباً.

منذُ أنْ اعتذرت ِ النخيلُ للأعشاشِ ِ
استفحلتْ
تلكَ الريحُ
بينـَما التي تنثرُ الخِصبَ للعابرينَ
تلتحفُ بالصدقات ِ.
أمِّي
يا شرايينَ النوافذِ
ابذري ضلعاً بكراً،
تنفسي الشهقةَ َالناصعة َ،
أقطفي ما تبقـَّى ،
الأعيادُ عطري،
العشبةُ امرأة ٌ
لحياةِ المرحلة ِ.

خذ عفن الكرسي،
ابتلعْ رنَينـَه!
أيـُّها العابرُ في ريحِنا
ليسَ في صدرِكَ طفولةٌ
تُدركُ ارتعاشَ الأجنحة ِ.

لنْ تستفحلَ الريحُ إذاً..
أنا اللغةُ الساخنةُ
جنـَّتُها
الفكرة ُالعارضة ُ
تمردُها على السائدِ
من غاباتِ الهدوء ِ.

أنا اليافعةُ،
السترُ،
الفسيلة ُ،
المنجلُ الناصعُ
حينَ يغزلُ
وجهَ الماءِ لمعطفي

أنتَ الخشبُ العابرُ
في رقعةِ الشطرنج
هكذا ابتدأ الكلامُ
إنْ ابتدأَ،
يبقى الشعبُ آخرَ الأنبياء ِ.



#وفاء_عبد_الرزاق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على قدر المستطاع من التشابه قصة قصيرة
- واقع لا واقع فيه
- ورد نقص في قصتي المنشورة
- بين الحلم وجفنه قصة قصيرة
- مظفر بخير
- قصيدة سيدة النجاة
- فنجان قهوة
- آثرتُ خمرتكَ
- قصيدة بعنوان ( رجاء )
- لحظة أنوثتي
- ديوان ( من مذكرات طفل الحرب)
- قصيدة ( بياضٌ معتَّق)
- مقتطفات من ديوان ( أمنحُني نفسي والخارطة)
- ورد البوح
- (بيتُ الطين ) القصيدة الفائزة بجائزة نازك الملائكة
- في عالم جبار عودة الخطاط الشعري / (ألشِّعر التصاق روحي وجنون ...
- قراءة في مجموعة بردانه الشمس للشاعر جبار عودة الخطاط
- حوار مع الشاعر حكمت الحاج


المزيد.....




- مصطفى محمد غريب: خرافات صنع الوهم
- مخرج إيراني يفوز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان باكو السينمائي
- لسهرة عائلية ممتعة.. 4 أفلام تعيد تعريف الإلهام للأطفال
- محمود الريماوي.. قاصّ يمشي بين أريحا وعمّان
- مهرجان الناظور لسينما الذاكرة المشتركة في دورة جديدة تحت شعا ...
- جولات في الأنفاق المحيطة بالأقصى لدعم الرواية التوراتية
- الثقافة والتراث غير المادي ذاكرة مقاومة في زمن العولمة
- الروائي الفلسطيني صبحي فحماوي يحكى مأساة النكبة ويمزج الأسطو ...
- بعد تشوّهه الجسدي الكبير.. وحش -فرانكشتاين- يعود جذّابا في ا ...
- التشكيلي سلمان الأمير: كيف تتجلى العمارة في لوحات نابضة بالف ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وفاء عبد الرزاق - (هكذا قالت الريح )