عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 3850 - 2012 / 9 / 14 - 18:21
المحور:
الادب والفن
كان يحبكِ ، يحبُّ إخلاصك المفرط للكذب .
يحبُّ ولعكِ بجرجرة الذكور من شاهق فحولتهم إلى حوض غرائزكِ التي تفلتُ من أسر ثيابكِ ، وتنتشر عارية في المدن العنكبوتية .
كان يضمكِ إلى ذخيرته من الأسلحة التي لا جدوى من امتلاكها ،
يكتبكِ على بطاقة الدعوة ، ويدخل معكِ الحياة ، كعاشق يعرف أن معبودته الافتراضية ستخذله في أية لحظة .
كان مصمما على هذا الخراب ، وعلى أن يشيَع فوضاكِ كمقترح آخر للنظام .
كان غريبا ، وخارج الوقت ..
كان يفهم أن رسائلكَ له مكتوبة لآخر لم يصل بعد ، لكنه يتخلّقُ شيئا فشيئا في طرق الخيال .
كان يفهم أيضا معنى أن يكون محطة في طريق قطاركِ ، الذي يسير وفق خطة لا يعرف أحدٌ ، حتى أنتِ ، مَن صمّمها .
كان يعرف أن عاطفتكِ المتقلبة ، والمسفوحة على شبكة الانترنيت ، محضُ هراء .
كان يدركُ تماما أنكِ مخلوقة بقلبٍ هشّ مثله ، وأن ما من طريقة لقبول الحياة بكل أوجاعها إلا بهذا الخداع النبيل .
يكتبكِ الآن متألما ، لأنكِ مازلت لا تفهمين أنه كان يغفر حاجتكِ المتذبذبة ، عُريكِ المتأجج بالرغبات أمام الآخرين . يفسّر لماذا تظهرين وتختفين ، ومن ثم يقبلكِ : يسمحُ لكِ أن تكوني مرآة لاضطرابه ، ويستقبلكِ برحابة اليائس ، بشجاعة مَن يعرف تماما أن عليه أن يسهو عنكِ كثيرا ، مادام قد تمنـّاكِ مثل طعنة من الخلف ..
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟